نيسان/أبريل 20, 2024
الشريط

"الرافال" الإماراتية ستكون مقاتلة التفوق الجوي الأفضل والأقوى في الشرق الأوسط Featured

آذار/مارس 23, 2017 4823

يبدو أن قرار وزير الدفاع الفرنسي "جان ايف لودريان" المتعلق بإطلاق أضخم حزمة تحديثات للمقاتلة "رافال" وفقاً لتحديثات المعيار "Rafale F4" قد شكل نقطة انطلاق جديدة للمفاوضات الإماراتية مع شركة "داسو" الفرنسية  لشراء 60 مقاتلة رافال في صفقة تقدر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار .

وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أعلن بتاريخ 19 ديسمبر 2016 بعيد لقائه مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن الأمور بشأن توقيع عقد لبيع طائرات فرنسية من نوع رافال إلى الإمارات العربية المتحدة، تبدو إيجابية، كما أكد هذه التصريحات قائد سلاح الجو الإماراتي، اللواء إبراهيم ناصر العلاوي، الذي أعلن سابقا أن بلاده في المرحلة النهائية من مفاوضات لشراء مقاتلات رافال الفرنسية .

الأمور ليست بهذه البساطة بالنسبة لدولة الإمارات التي سبق ووضعت شروطاً لإتمام الصفقة، بحيث تضمن حصول قواتها الجوية على أفضل نظم القتال الجوي، أي ما يشبه التجهيزات التي أُضيفت على "اف 16 بلوك 60"  والتي تعتبر لغاية تاريخه من أهم المقاتلات الجوية في الشرق الأوسط .

ولم تحصر الإمارات خياراتها بالرافال، بل فكرت أيضاً بمقاتلات "يوروفايتر تايفون"  و"غريبن" السويدية ووصلت إلى حد استشراف إمكانية التعاقد على طائرة الجيل الخامس الاف 35 الأميركية .

وفي جميع الأحوال فإن الامارات يجب أن تختار مقاتلات جديدة تدعم بها سلاحها الجوي، لأن أسراب الميراج المؤلفة من 36 طائرة 2000-9 المجددة، دخلت الخدمة الفعلية بتاريخ عام 1986 وأصبحت على الحدود القصوى لخدمتها العملياتية على الرغم من التحديثات التي أدخلت عليها، وتحتاج الإمارات إلى استبدالها بمقاتلات من الجيل الرابع أو الخامس، لتتمكن من المحافظة على التفوق الجوي النوعي، وامتلاك مقاتلات قادرة على تقديم الدعم الجوي القريب وضمان السيطرة الجوية فوق حقل المعركة .

وتركزت المفاوضات الإماراتية مع شركة داسو حول ثلاث نقاط أساسية القدرات القتالية، التكلفة وبت مصير أسراب الميراج 2000-9، حيث قامت الإمارات بإجراء مفاوضات متعددة مع العراق، وشركة داسو تهدف إلى إتمام صفقة لبيع العراق أسطولها الجوي من طائرات الميراج  قبل الموافقة على عقد شراء 60 طائرة رافال جديدة .

التكلفة

أصبح باستطاعة داسو خفض تكلفة إنتاج الرافال بعد توقيعها لعقود تزويد كل من مصر و قطر بعدد 24 مقاتلة رافال لكل منهما و36 طائرة أخرى إلى الهند، بالإضافة إلى ذلك فإن عقود التحديث التي سيتحمل تكلفتها الجيش الفرنسي، ستساعد شركة داسو على تأمين إيرادات تشغيلية لغاية العام 2025 .

وكانت مصادر إماراتية قد ذكرت مسبقاً أنه من المتوقع أن تبلغ تكلفة طائرة الرافال حوالي 250 مليون دولار، من أصل تكلفة إجمالية تقدر ب15 مليار دولار أميركي .

وفي موضوع التكلفة أيضا اشترطت الإمارات إدراج قيمة صفقة طائرات الميراج المقرر بيعها كجزء من القيمة الإجمالية لصفقة الرافال. كما أعلنت مصادر فرنسية ان الحكومة الفرنسية وافقت على التخلي عن نسبة العمولة المقدرة 10% والتي تُفرض عادة على الصفقات العسكرية الفرنسية، إضافة الى جزء من تكلفة التدريب والدعم اللوجستي، بغية خفض التكلفة وتسهيل إنجاز الصفقة .

القدرات القتالية

المعيار Rafale F4 سيشمل تحسينات شاملة على أنماط العمل الشبكي للمقاتلة للعمل الجماعي مع باقي المنصات القتالية المختلفة، بالاضافة الى تطوير المستشعرات الرادارية والكهروبصرية وحزمة الحماية الإلكترونية، كما ستحصل على حزمة مُطوّرة ومُحسّنة من الصواريخ والذخائر، مع دمج قدرات قتالية جديدة للمقاتلة: و من المقرر أن يشتمل التطوير على الاتي ،

  • وصلة بيانات Data-link أحدث و أكثر تطوراً لتبادل المعلومات و الصور مع المنصات القتالية المختلفة عبر قنوات اتصال مؤمنة و مشفرة مضادة للتشويش بالإضافة لتزويدها بوصلة الأقمار الصناعية Satellite-link جديدة لزيادة المدى العملياتي لنقل البيانات مع محطات القيادة و السيطرة الأرضية و رصد كافة المتغيرات خلال العمليات الجوية بعيدة المدى لسرعة اتخاذ القرار و يعد تحسين وصلات الإتصال للرافال وتأمينها من خطر الإستخبار الإلكتروني Electronic Intelligence ELINT هو عماد التطوير للمعيار F4 .
  • تطوير محركين الرافال التوربينيين المروحيين طراز Snecma M88-4E من خلال زيادة قوة الدفع عن القوة الحالية البالغة 11.25 ألف رطل لكل محرك و 17.5 ألف رطل بإستخدام الحارق اللاحق و ذلك لملاءمة طبيعة عملها على الارتفاعات الشاهقة في المناطق شديدة الحرارة كالهند و التي تؤثر على كفاءة المحرك و بالتبعية سيتطلب تطوير الأنظمة الكهربائية و قناتي التبريد للمحركين مع إحتمالية إجراء بعض التعديلات لفوهات المحرك و المواد الخام المستخدمة لتخفيض الإنبعاثات الحرارية المتزايدة مع زيادة قوة الدفع .
  •  إدخال نظام IRST Infrared Search & Track جديد للكشف و التعقب الجوي و الأرضي الحراري داخل منظومة الكشف و التعقب OSF Optronique Secteur Frontal الكهروبصرية و التي تحتوي على نظام IRST بخلاف الكاميرا التيليفزيونية و نظام قياس المسافات بأشعة الليزر LRF Laser Range Finder و يمتلك نظام IRST الحالي مدى رصد يزيد عن 100 كم ضد الأهداف الجوية .
  •  الرادار ذو مصفوفة المسح الالكتروني النشط AESA Active Electronically Scanned Array المتطور طراز AESA RBE2 البالغ مداه سيحصل على موديولات أكثر كفاءة من مادة نتريد الغاليوم Gallium nitride ذات قدرات محسنة ضد أنظمة التشويش الإلكتروني و قد تأخر هذا التطوير نظراً لإرتفاع تكلفة برنامج تطويره و لكن من المتوقع أن يكتمل مع المعيار F4 .
  •  حزمة مطورة من الذخائر منها الإنتهاء من تطوير الصاروخ MICA-NG جو-جو الراداري الأكثر دقة و الذي يتميز بمدى أبعد عن المدى الحالي البالغ 80 كم و منطقة قتل أو لا هروب NEZ No Escaping Zone أكبر كما سيزود بوصلة بيانات جديدة تمنح القدرة لمقاتلة رافال أخرى صديقة في تزويده ببيانات و إحداثيات الهدف المعادي بعد الإطلاق كما سيتم الإنتهاء من تطوير ذخائر AASM Hammer Block 4 الذكية الموجهة بالأقمار الصناعية GPS و القصور الذاتي INS بخلاف الأشعة تحت الحمراء و أشعة الليزر و يبلغ مداها الأقصى 60 كم و ستوفر النسخة الجديدة نفس القدرات و لكن بتكلفة شراء أقل للقنبلة الواحدة .
  • المعيار F4 هو استكمال للتطويرات القادمة في المعيار F3R و الذي سيكتمل بحلول عام 2018 و سيدخل لدى القوات الجوية الفرنسية وسيتضمن اكتمال دمج صواريخ Meteor جو-جو بعيدة المدى وتطوير منظومة الملاحة بالقمر الصناعي و نظام تعريف العدو و الصديق IFF و قدرات محسنة لمنظومة الحرب الإلكترونية SPECTRA .
  •  تجدر الإشارة إلى أن شركة داسو تعاونت مع تاليس (Thales) الفرنسية لتجهيز مقاتلات رافال بأنظمة ذات قدرات استشعار كنظام RBE2 AESA ، ونظام الأطياف للحرب الإلكترونية، وأنظمة البصريات والاتصالات والملاحة وتحديد الهوية، وأنظمة الكترونيات الطيران وتوليد الطاقة والتحويل. وتشكّل هذه الأنظمة قرابة 25% من إجمالي طائرة رافال .

التوقيت واحتمالات إنجاز الصفقة

لم يعد عامل الوقت عاملا ملائما لشركة داسو اذ من المتوقع ان تظهر اول نسخة من المعيار Rafale F4 في بداية عام 2023، والتي ستعقب المعيار F3-R المقرر استحقاقه عام 2018، وبحلول عام 2025 سيصبح المعيار F4 مكتمل القدرات ليدخل الخدمة بشكل رسمي.

في المقابل قامت دولة الامارات بالشروع في تصنيع مقاتلاتها للجيل الخامس ووقعت مع روسيا الاتحادية اتفاقية تعاون تهدف الى تعزيز التعاون المشترك في قطاع الصناعات العسكرية والتفاوض حول دراسة مواصفات وقدرات أنواع من الطائرات الروسية المقاتلة الحالية والجديدة بما فيها طائرتا “ سوخوي 35 ” و الجيل الخامس إضافة الى إجراء عمليات تطوير ودعم فني وصيانة مستدامة للطائرات .

وفي هذا الاطار رجح المحلل في شؤون الدفاع السيد حسن ماجد ان تقوم الامارات بالتعاقد الان على الرافال وفقا لحزمة التحديثات المطروحة وقال " انه من المستبعد ان تتخطى نسبة خفض التكلفة الواحد بالمئة من القيمة الاجمالية للصفقة" واستبعد ان تتمكن الامارات من تصنيع مقاتلاتها للجيل الخامس بوقت قريب واضاف " من المتوقع ان تقوم الامارات العربية المتحدة بالتفاوض مع داسو على شراء الرافال وفقا للمعيار FR4 بالتلازم مع شراء مقاتلة جيل المستقبل من دون طيار Neuron FCAS والتي ستحل محل جيلا كاملا من المقاتلات الجوية."

بموجب حزمة التحديثات ستمتلك الرافال قدرات أعلى على المناورة الجوية، والقتال الجوي وسوف تكون قادرة على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام خلال طلعة جوية واحدة، وفي وقت متزامن، كتنفيذ هجوم بري ودفاع جوي على سبيل المثال في وقت واحد. وستوفر المقاتلة المتعددة المهام التفوق في الدفاع الجوي، مهاجمة الأهداف الأرضية أو البحرية، دعم القوات البرية عن قرب بالنيران عن قرب والاستطلاع وتوجيه الضربات النووية .

وما يزيد من احتمالات نجاح هذه الصفقة، هو الخدمة المميزة التي وفرتها طائرة الميراج 2000 لسلاح الجو الاماراتي، كما أن استخدام الميراج والتعاون الوثيق في مجال التدريب واللوجستية  سيسمح في تقصير المهل الزمنية،  لتصبح الرافال جاهزة عملانيا لتنفيذ مهام القتال الجوي اينما تدعو الحاجة.

العميد الركن الطيار اندره بومعشر

الامن الوطني العربي

Last modified on السبت, 25 آذار/مارس 2017 23:26
Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com