Print this page

المملكة السعودية : الحكم في زمن تويتر طرق جديدة لإشراك الشباب في اتّخاذ القرار

أيار 25, 2016 8601

جاءت مشاركة عشرات الآلاف من الشباب السعودي في نقاش عبر الشبكات الاجتماعية حول خطط إصلاح اقتصاد المملكة المعتمد على النفط، الشهر الماضي، لتمثل تحولاً في أسلوب تفاعل حكام المملكة مع رعاياهم الذين يولونهم أقصى درجات الإهتمام.

فقد جرى العُرف أن يسعى قادة الأسرة الحاكمة للتواصل مع الرأي العام من خلال مجالس غير رسمية يحضرها زعماء القبائل وكبار رجال الدين ورجال الأعمال أو مواطنون عاديون يرغبون في عرض مطلب أو تقديم التماس.

ومن المعروف أن السعوديين من أنشط الشعوب العربية استخداماً للشبكات الاجتماعية، وقد بدأ الأمراء من أسرة آل سعود الحاكمة في محاولة تشكيل النقاش العام على الإنترنت بحملات إعلامية تتم إدارتها بكل عناية، وأُقيل مسؤولون كبار بعد توجيه انتقادات لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و هذا محور تركيز جديد للحكومة التي تسعى للتواصل مع الشباب السعودي الذي يرجح أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من غيره. وهذه أنجع وسيلة لجذب اهتمامه ومعرفة مطالبه وتطلعاته.

وكان من أبرز الأمثلة على ذلك في الآونة الأخيرة خُطط الإصلاح الواردة في رؤية المملكة 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، فقد استخدم فيها موقع تويتر إلى جانب وسائل الإعلام التقليدية في رسم التوقعات واستحداث الوسوم التي تصاغ من خلالها العبارات الرئيسية محور النقاش.

وشارك نحو 190 ألف مستخدم لتويتر في السعودية مشاركة نشطة في النقاش الذي دار حول الرؤية 2030، وأطلق ذلك أكثر من 860 ألف رسالة، وفقاً لما ذكرته شركة سيميوكاست التي ترصد وسائل التواصل الاجتماعي ومقرّها في فرنسا.

وقالت “سيميوكاست” إن ذلك معناه أن النقاش وصل إلى 46% من 7.4 مليون مستخدم نشط لتويتر في المملكة، ووصفت هذا بأنه مستوى استثنائي للمدى الذي يمكن أن يصل إليه نقاش يدور برعاية دولة.

وظهرت السطوة المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعي عام 2012 عندما أقال الملك الراحل عبدالله رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعيّن بدلاً منه رئيساً تقدمياً نسبياً، وذلك بعد أن انتشر مقطع فيديو يبين مضايقة أعضاء من الهيئة لأسرة في أحد المراكز التجارية، و في أبريل/نيسان عام 2014 عندما انتشر مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) في جدة اشتعل الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، ما رأي فيه المستخدمون تستراً على المرض، وأقال الملك عبدالله وزير الصحة.

ومنذ تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز السلطة في يناير/كانون الثاني 2015 تزايدت هذه الحساسية فيما يبدو. وأُعفي وزير ثانٍ للصحة من منصبه، وهو أحمد الخطيب الذي اعتُبر على نطاق واسع من رجال الملك بعد أن ظهر في لقطات مصورة بهاتف نقال وهو يصيح في أحد المواطنين السعوديين خلال نقاش حاد.

وبعد أسابيع غيّر الملك سلمان رئيسَ الديوان الملكي بعد أن ظهر على الكاميرا وهو يصفع مصوراً صحفياً كان يغطي وصول العاهل المغربي إلى الرياض.

ومع ذلك تظل ثقافة التعبير العام عن الاحترام للحكومة قائمة. فقد قالت شركة سيميوكاست إن أكثر من ثلث ردود الفعل للرؤية 2030 على تويتر كان إيجابياً، وإن النقاش ولّد “شعوراً بالفخر”، وتوقعات بتحقيق تقدم.

Last modified on الأربعاء, 25 أيار 2016 16:10

Related items