Print this page

الناتو يدعو لإعادة نشر طائرة التجسس الأميركية "يو-2" في أوروبا

حزيران/يونيو 27, 2016 9019

دعا القائد العام لقوات حلف الناتو في أوروبا الجنرال فيليب بريدلاف إلى إعادة تشغيل طائرة التجسس الأميركية «يو-2» للمساهمة في أعمال الرصد والمراقبة التي تستهدف روسيا، ونقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عنه قوله إن تلك الطائرة تعد بين: «الأسلحة الإضافية المطلوبة لتجميع المعلومات الاستخبارية في أي مواجهة فعّالة للتهديد المتزايد الذي تمثله موسكو، بعد عقود من تخفيض القدرات العسكرية الأميركية في أوروبا».
وأفاد الجنرال بريدلاف، الذي من المتوقع أن يتنحى عن منصبه هذا الربيع، بأن روسيا تشكل تهديدا وجوديا طويل الأمد للولايات المتحدة. وفي ملاحظات مستقاة من الملخص السنوي للاستراتيجية الأميركية في أوروبا، أعرب عن اعتقاده بأن هناك حاجة لقدرات عسكرية مثل طائرة «يو-2»، إلى جانب طائرة مراقبة أخرى طال انتظارها تعرف باسم «أر سي-135» أو «ريفر جوينت» لتعزيز قدرات جمع المعلومات الاستخبارية للقيادة الأميركية في أوروبا المعروفة باسم «يوكوم».

ووفقا للجنرال بريلاف، تشكل طائرة «يو-2» مع مجساتها التي يمكنها رصد لغم أرضي من ارتفاع 13 ميلاً، وكميات هائلة من البيانات الخاصة بالاتصالات، أداة فعالة في مراقبة أي تعزيزات أو تحركات مفاجئة للقوات الروسية على الحدود مع دول البلطيق أو أوكرانيا.

لكن عودة الطائرة «يو-2» النحيفة والمعروفة باسم «دراغون ليدي» إلى الأجواء الأوروبية يمكن أن يثير غضب الروس من خلال استحضار ذكريات حول الدور الذي لعبته في اللحظات الأكثر سخونة من الحرب الباردة. ففي عام 1960، تم إسقاط طائرة «يو-2» كانت تقوم بمهمة تجسس فوق روسيا بصاروخ أرض- جو، واعتقل الطيار غاري باورز الذي يعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مدة سنتين، وقامت خلال ذلك موسكو بدحض مزاعم واشنطن بأن الطائرة كانت في مهمة لمراقبة التغييرات في الطقس.

وتفيد «إندبندنت» بأن العودة المحتملة لبقايا تعود إلى حقبة الحرب الباردة إلى الخدمة في المنطقة نفسها هو دليل إضافي على ردود واشنطن التي تتصف بالقوة على نحو متزايد على العلاقات المتدهورة بين الغرب وروسيا، بعد ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم والتورط في الصراع في شرق أوكرانيا.

وتنقل الصحيفة البريطانية عن بريدلاف، قوله: «تجد يوكوم نفسها في نموذج متحول، حيث التهديد الاستراتيجي الذي يمثله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتطلب توفيرنا ضمانات موثوقة ضد الدولة الوحيدة التي تبقى قادرة على شن حرب استراتيجية ضد الوطن».

وفي هذا السياق، أعلنت واشنطن عن تمويل إضافي بمقدار أربعة أضعاف لـ «مبادرة الاطمئنان الأوروبية» الرامية لإعادة بناء الوجود العسكري الأميركي في القارة. وكان عدد الجنود الأميركيين المتمركزين في أوروبا قد تراجع من 200 ألف عنصر خلال الثمانينات إلى 33 ألفاً في 2015.

وفي المقابل، يقول الخبراء العسكريون إنه من غير المحتمل إلى حد بعيد أن تحلق أي طائرة تجسس «يو-2» فوق روسيا، بل ستبقى في أجواء حلف «الناتو»، ويجري استخدام كاميراتها ومجساتها للـ«تحديق داخل أراض معادية من ارتفاع 70 ألف قدم».

وكانت طائرة «يو-2» قد تقررت إحالتها إلى التقاعد في عام 2019 كجزء من اقتراح لتجهيز الطائرات الموجهة عن بعد من طراز «غلوبال هوك» بمجسات مماثلة، في الوقت الذي أكدت الشركة المنتجة لوكهيد مارتن قدرتها على التحليق حتى 2045.

وقال مصدر مطلع على البرنامج أميركا العسكري في أوروبا: «لا توجد معلومات في المجال العام حول أي عملية نشر لطائرة (يو-2) في مواجهة روسيا، لكن هذا لا يعني أن هذا الأمر لا يحدث».

و بلغت ميزانية عام 2017 الخاصة بـ«مبادرة الاطمئنان الأوروبية»، 3.4 مليارات دولار، وتشمل 22 مليون دولار لإنفاقها على المزيد من الاستخبارات والاستطلاع الجوي. وتنفق واشنطن أيضا 200 مليون دولار على مركز استخباري جديد من خارج الميزانية في نورثامبتون شاير، وهو الأكبر خارج الولايات المتحدة.

Related items