Print this page

بريطانيا تبحث عن ملاذ جديد لتخزين ترسانتها النووية

تموز/يوليو 12, 2016 8981

بعد نحو أسبوعين من استفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي "ربما تضطر البلاد للبحث عن ملاذ جديد لتخزين أسلحتها النووية، إذا ما قررت أسكتلندا الانفصال في ظل تحرك حكومتها لإجراء استفتاء جديد على استقلالها عن المملكة المتحدة.

وفي تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" على موقعها الإلكتروني، أشارت إلى أن بريطانيا سوف تحتاج لمكان جديد لتخزين أسلحتها النووية التي توجد بأسرها على متن 4 غواصات في أسكتلندا تمثل سلاح الردع النووي الإستراتيجي البريطاني.

وقالت إنه في غضون أيام من توليه منصبه، تقع على عاتق كل رئيس وزراء بريطاني مهمة ثقيلة هي كتابة رسائل "الملاذ الأخير" لقادة الغواصات المسلحة النووية في البلاد.

وأوضحت أن هذه الرسائل تكتب بخط اليد وتوضع في خزائن مغلقة في كل من 4 غواصات نووية من طراز "فانجارد" تعمل بالبحرية الملكية، تتمركز في نهر كلايد بأسكتلندا، وتوضح الرسائل أوامر رئيس الوزراء في حالة تعرضه هو ومسؤولون حكوميون آخرون للقتل في هجوم نووي على بريطانيا.

وأشارت إلى أنه بعد تصويت غالبية البريطانيين الشهر الماضي لترك الاتحاد الأوروبي، ربما تصبح تلك الرسائل، ومعها ترسانة المملكة المتحدة النووية من مخلفات الماضي.

ولفتت إلى أنه في الاستفتاء الأخير صوت أغلبية الأسكتلنديين بنسبة 62% للبقاء في الاتحاد الأوروبي، ونتيجة لذلك، يمهد استفتاء "بركزيت" لاستفتاء آخر على استقلال أسكتلندا.

وبينما فشلت مساعي الأسكتلنديين في آخر مرة حاولوا فيها الاستقلال خلال استفتاء عام 2014، يسود الاستياء إزاء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، والرغبة في البقاء في أوروبا تزيد الاستقلال شعبية.

وفي غضون ذلك، أوضح القوميون في أسكتلندا أنه إذا انفصلت بلادهم، فإنها لن تستضيف غواصات بريطانيا المسلحة بصواريخ "ترايدانت" النووية في قاعدة قاعدة فيزلين على نهر كلايد.

ومنذ عام 1969، أبقت بريطانيا على غواصة مسلحة بصواريخ بالستية تقوم بدورية طوال الوقت، بينما تحمل كل من الغواصات الساكنة 8 صواريخ "ترايدنت" مداها 7500 ميل (12.07 كم)، و40 رأسًا حربيًا نوويًا يمكن أن تمحو مدنًا في بلد آخر.
لكن الغواصات الأربع تدار جميعًا من قاعدة فيزلين، وليس هناك حاليًا أي قاعدة بديلة لاستضافة الغواصات إذا اختارت أسكتلندا طردها.

وخلص تقرير برلماني عام 2012، إلى أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 20 عامًا، ويتكلف 3.5 مليار جنيه إسترليني لبناء مرافق مرفئية بديلة لاستيعاب الغواصات جنوبي الحدود الأسكتلندية.

ومن ثم يمثل الأمر معضلة لكل من لندن وحلف الناتو في ظل إثارة روسيا المشاغبة المتاعب في أوكرانيا، ودول البلطيق، وشرقي البحر الأبيض المتوسط، بالنظر إلى أن القوة البحرية البريطانية تلعب دورًا حاسمًا داخل الحلف؛ حيث تعتبر الغواصات البريطانية "خط الدفاع الأول" ضد أي أنشطة روسية عدائية.

Related items