Print this page

المعركة الحديثة مسرح عمليات متعدد المجالات Featured

تشرين1/أكتوير 05, 2016 10637
قال القائد الأعلى للتدريب والقيادة أن الجيش يتطلع إلى ما بعد الحرب البرية في الوقت الذي يستعد فيه للقتال على أرض المعركة الغير متوقعة و التي تزداد تعقيدا.
 
"في العالم الذي نشأت فيه، والذي كان أثناء الحرب الباردة، كان لديك قوات برية تقاتل قوات برية، وقوات جوية تقاتل قوات جوية. الحرب الإلكترونية لم  تكن موجودة حتى عندما كنت ملازما." قال الجنرال ديفيد بيركنز "إن ما يحدث الآن هو أن تلك الحدود التي توجد بين هذه المجالات سرعان ما تصبح مبهمة شيئا فشيئا."
 
وقال بيركنز أنه سواء كان التهديد الحالي يأتي من مجموعة إرهاب دولة إسلامية أو تصرفات روسيا في أوكرانيا، فإن الجيش، جنبا إلى جنب مع غيره من الخدمات الأخرى، يجب أن يكون مستعدا للقتال في جميع المجالات.
 
واضاف "لقد شهدنا القوات الروسية والقوى الروسية البديلة تستخدم وبخبرةكبيرة المجال الإلكتروني و[المركبات التي من دون طيار] وذلك لغاية تسهيل استهداف القوات البرية الأوكرانية بمدفعيتها." وقال "لقد رأينا كيف أن القوات البرية الانفصالية تحصل عبر ثروات الدفاع الجوي على التفوق الجوي في الهواء، ليس عن طريق استخدام القوة الجوية، ولكن باستخدام قدرة الأرض.
 
وبالتالي فإن ما نراه هو القدرة على اتخاذ نشاط في مجال واحد وإنتاج تأثير أو سيطرة على مجال آخر."
 
وقد أدت هذه المعركة المتطورة لأن يخوض الجيش معالجة ما يدعوه القادة بالمعركة المتعددة المجالات.
 
"عندما بدأت أكبر وأنا في الجيش، قمنا بنشر معركة الهواء-أرض" قال بيركنز. "وبحكم التعريف، كان ذلك يتضمن اثنين من المجالات، الهواء والأرض، ولكن، وبصراحة تامة، فإنها تركز في المقام الأول على الأرض، حيث أن المقصود بجزء الهواء هو 'ما يمكن أن لسلاح الجو أن يقدمه لرجال الأرض؟' والغاية مما نقوله هو أن هذا لن يجدي نفعا في المستقبل."
 
وقال بيركنز أنه تحت ظروف معركة متعددة المجالات، يجب على الجيش أن يتعلم كيفية العمل إلى جامب التأثير في جميع المجالات جنبا إلى جنب مع غيره من الخدمات.
 
وأضاف "ما الذي يمكن للجيش القيام به لمساعدة سلاح الجو على التعامل مع صد منطقة مكافحة مجال الوصول؟" "بدلا من حشد حفنة من مقاتلات جوينت سترايك هناك وباحتمال معدل خسائر مرتفع، ربما يمكنك استخدام القوات البرية لتولي أمر الدفاعات الجوية."
 
ثم قال بيركنز أنه في المجال البحري، بدلا من توسيع قدرات البحرية، ربما تستطيع أنظمة المدفعية البرية التابعة للجيش أن تكون مجهزة بصواريخ مضادة للسفن.
 
قال بيركنز إن الهدف من هذا كله هو تمكين الخدمات من أن تقاتل معا وبفعالية أكبر ضد العدو المعقد المشترك.
 
واضاف "يتوجب علينا أن ننظر في جميع المجالات في وقت واحد، لنعرف كيف يمكننا مزامنة كافة المجالات وذلك لتقديم معضلات متعددة للعدو" قال بيركنز. "و لكي يتمكن الجيش من أن يفعل ذلك فإننا الآن نبحث في فكرة كيف يمكننا تنظيمه، وكيف نقوم بتجهيزه، وكيف نعمل على تدريبه."
 
وعلى سبيل المثال، لدى الجيش بالفعل مفارز تنسيق المعركة التي تنضم مع القوات الجوية، لكنه لا يملك العامل ذاته مع القوات البحرية، قال بيركنز.
 
وقال "ولذلك فأنه إذا أردنا تطوير قذيفة مضادة للسفن يمكن لقوات الجيش أن تقوم بإطلاقها من على اليابسة، فما هي المنظمة التي لدينا والتي سيكون عليها تنسيق ذلك مع البحرية الامريكية؟ نحن حقا لا نملك ذلك الآن."
 
قال بيركنز مع استمرار تطور مفهوم المجال المتعدد، فإنه يمكن أن تتغير في المستقبل الطريقة التي يقاتل بها الجنود.
 
واضاف "اذا كنت في فرقة المشاة حاملي البنادق، فإن الذي يمكننا أن نتوقعه في المستقبل هو أنك ستتمكن من أن يتاح لك، على سبيل المثال، المجال الإلكتروني." وقال "سواء كنت أنت الذي تفعل ذلك أو شخص ما من المركز، فإنه عندما يكون العدو يستهدفك بالمدفعية، فجأة، ومن دون أي سابق إنذار، فإنه سيتوقف، لأننا تمكنا، من خلال مجال آخر، تكفل أمر هذه المشكلة من أجلك."
 
وفي سيناريو آخر، ربما سيتمكن الجنود من أن يطلبوا إطلاق نيران "بعيدة المدى ذات دقة" بينما هم يتحركون نحو الهدف.
 
وقال "عندما تكون في مشاة راجلة مع فرقة المشاة الخاصة بك، فإن ستكون هناك تلك الآثار الأخرى القادمة من المجالات الأخرى، حيث تظهر تلك الآثار متزامنة مع تحركاتك لتمكنك حقا من تحقيق النتائج التي لا يمكنك تنفيذها ببندقية وبعض القنابل اليدوية." "نحن نحاول أن نأخذ الكثير من العبء عن الجندي العالق في الوحل عن طريق جلب كل هذه التأثيرات الأخرى لتتحمل بدلا عنه، لكي يتمكن من التركيز على الأشياء التي لا يمكن أن يتم إلا عبر الأشخاص."
 
وقال بيركنز إن تطوير معركة متعددة المجالات وترقيتها إلى حد المثالية لن يكون سهلا."
 
قال بيركنز "عندما تبدأ بالتفكير في ما تحتاجه من المعدات، و أي نوع من الشبكات، و أي نوع من التدريب، فإن هذا ليس بالأمر السهل." وأضاف "إن هذا يتطلب الكثير من التدريب، والكثير من العمل المشترك، والكثير من الترابط."
 
حيث أن الجيش الأمريكي لم يعد قادرا على الاعتماد على التفوق التكنولوجي وحده.
 
"لدينا تكنولوجيا عظيمة، ولكنها مع كل يوم تصبح سهلة التحويل جدا في الوقت الحاضر" قال بيركنز. "في الماضي، إذا أردت الحصول على مخطط مقاتلة عالية السرعة، فإنه كان عليك التسلل إلى مكان ما وسرقة المخططات الكبيرة الأساسية. أما الآن، فأنت فقط بحاجة إلى محرك أقراص أو أن تقتحم كمبيوتر شخص آخر، وسوف تتمكن من سرقة تلك التكنولوجيا."
 
قال بيركنز ولهذا السبب حصرا فإن الجيش يعتمد ويؤكد على تطوير وتدريب قادته.
 
واضاف "لا يمكن سرقة ذلك". "يجب عليك تدريب الأشخاص، وللقيام بذلك عليك بناء هيكل القوة. وهذا هو حائط الصد لدينا ضد إمكانية نقل التكنولوجيا، حيث أنه بذلك نحن ليس فقط ستكون لدينا تكنولوجيا جيدة، ولكن أيضا يمكننا وضعها معا واستخدامها على نحو أفضل مما يستطيع عدونا فعله."
 
وقال بيركنز أنه في المستقبل، فإن الجيش سيعتمد أكثر الاعتماد وأكبره على قادته من رتبة ملازم و رقيب.
 
واضاف "انهم سيتوجب عليهم امتلاك فهم أوسع للبيئة التشغيلية التي يتواجدون فيها، وأن يكون لديهم فهم أوسع لمهمتهم." وقال "انهم يعملون على مستوى أعلى، وهو ما يعني أنه يجب عليهم أن يفهموا كل ما يأتي في صلب ذلك".
 
وقال بيركنز على سبيل المثال، أن محاربي الجيش الإلكترونيين لن يكونوا وحدهم جنود الجيش الذين يفهمون الإنترنت.
 
"حيث يجب على الجميع أن يكون لديهم فهم أساسي للقدرات المبدئية لما يمكن أن يفعله العدو." "يتوجب عليهم أن يعرفوا ما يكفي لوضع الطلب في النظام. فإذا كان جندي ما يحتاج لأن يقوم شخص بإيقاف اتصالات العدو، وقال انه قد لا يعرفون كيف يتم ذلك، لكنه يجب أن نعرف ما يكفي لتطلب ذلك وهكذا وعندما تتوفر هذه القدرة، سنتمكن من الاستفادة من ذلك. عليهم أن يعرفوا أكثر من مجرد كيفية عمل بنادقهم."
 
وقال بيركنز ل TRADOC، إن الخطوة التالية لتطوير معركة متعددة المجالات هي بمواصلة صقل المفهوم.
 
وقال "نحن نعمل بشكل وثيق جدا مع جميع الخدمات" مضيفا أن هناك بالفعل مجموعة عمل متعددة المجالات ولها ممثلين من جميع الخدمات.
 
قال "إن ما نريد القيام به منذ البداية في هذا النهج هو مقاربته من ناحية مشتركة لأنها هي ذاتها المشاكل المشتركة." "وبدلا من التركيز على ما هو لي و ما أنا مسؤول عنه، دعونا نركز في البداية بدلا من ذلك على أين هي فرصنا للتشارك، أين هي الكفاءات، أين هي الأشياء التي يمكننا أن نفعلها لنحصل على أثر أكبر وأفضل."
 
وقال بيركنز أنه من المهم جدا للجيش، بينما هو يستعد للمستقبل، أن يحافظ على دروسه التي تعلمها من العراق وأفغانستان.
 
"منذ 11/9، ونحن منشغلون بالعراق وأفغانستان، ولكننا لا نريد أن نكون أسرى لذلك. وقال "نريد أن نتعلم من ذلك." "إن المستقبل سيكون مختلفا. حيث أن طريقة تنظيم الجيش وتجهيزه الآن، وبالرغم من أنهم قاموا بعمل جيد جدا في القتال، إلا أنها ربما لن تكون ما نريده بعد 20 عاما من الآن."
 
قال بيركنز أن الجيش يأمل في الاستفادة من قوته القتالية المحنكة حيث أنها تمهد الطريق إلى المستقبل.
واضاف "انه الوقت المثالي للاستفادة من الخبرة القتالية التي لدينا والبدء في وضع حجر الأساس للمستقبل حتى لا نجد أنفسنا وراء منحنى القوة." "لقد بين لنا التوقيت أنه يجب علينا أن نتغير، وأنه علينا أن نتعلم كيف نتغير بسرعة، وذلك مع مراعاة يما يتعلق بالمواهب التي لدينا في الجيش وأين نحن تاريخيا وإلى أين تقودنا التكنولوجيا."

Related items