نيسان/أبريل 19, 2024
الشريط

أكاديمية ربدان تنظم ندوة تحت عنوان” ” داعش، التنظيم الداخلي والايديولوجي”

آذار/مارس 15, 2017 10548

المؤسسات التعليمية والإعلامية مطالبة بقيادة الجهود لمواجهة التطرف وحماية الشباب

أكد خبراء مشاركون في ندور حوارية نظمتها أكاديمية ربدان بعنوان ” داعش، التنظيم الداخلي والايديولوجي” أمس أهمية تكاتف جهود دول المنطقة والدول الشقيقة والصديقة لمحاربة مختلف أشكال التطرف.

وشددوا على أهمية أن تقود المؤسسات التعليمية والإعلامية الجهود لمواجهة أفكار التطرف وتوفير برامج الحماية والوقاية للشباب من الانقياد وراء افكار التنظيمات الارهابية ومنها “داعش”.

ولفتوا إلى أن لدولة الامارات دورا محوريا في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، انطلاقا من قناعة قيادتنا الرشيدة بأن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ.

وأكد مطر سالم علي الظاهري، وكيل وزارة الدفاع، أن الإرهاب يمثل أبرز التحديات الاستراتيجية التي تواجه الأمن والاستقرار الإقليمي في الوقت الراهن، وأن هذه الظاهرة يصعب التصدي لها من جانب دولة واحدة مهما بلغت قوتها العسكرية.

وقال في كلمته الافتتاحية لأعمال الندوة التي حضرها جيمس مورس رئيس أكاديمية ربدان: «إن على دول المنطقة والدول الشقيقة والصديقة ترسيخ الأمن ومحاربة مختلف أشكال التطرف، وهي الظاهرة التي ألقت بظلالها على المنطقة خلال السنوات الأخيرة». وأكد أهمية الدور المحوري لدولة الإمارات في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، انطلاقاً من قناعة قيادتنا الرشيدة بأن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ.

وأكد الدكتور فيصل العيان، نائب رئيس أكاديمية ربدان، أهمية اتخاذ الدول إجراءات أمنية احترازية للحد من هجرة العقول الشابة إلى الجهاد ودراسة أسباب التجنيد ومنهجية داعش وكيف استقطب هذه القوة البشرية الهائلة التي تصل إلى الآلاف من العراق وسوريا واستقطاب العقول المتعلمة، ولا بد من دراسة مبنية على أسس صحيحة للقضاء على أساسيات هذا الفكر. وقال: «إن دولة الإمارات تعتبر نموذجاً فعالاً في مواجهة تنظيم داعش، حيث أسست الجامعات الأمنية والعسكرية ومراكز كمركز هداية ومبادرات حكومية وتنظيمات وتشريعات وقوانين، ولديها مجتمع بمختلف تركيبته يرفض التطرف والمنهجية الوحشية، ويسعى دائماً للسلم».

أخطاء وسائل الإعلام

وفي ورقته البحثية بعنوان «الإرهاب الرقمي.. توظيف التنظيمات الإرهابية للإعلام في تجنيد الشباب والترويج لأفكارها» فند محمد الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر في «أبوظبي للإعلام» رئيس تحرير «الاتحاد» الأخطاء التي تقع فيها وسائل الإعلام أثناء تغطية الأعمال الإرهابية، قائلاً: «إن الشهرة التي توفرها وسائل الإعلام للإرهابيين، وتجعلهم شخصيات معروفة، وصورهم وأحاديثهم منتشرة عبر العالم، تعتبر بمثابة اعتراف رسمي وإعلامي بوجودهم، ولا يستطيع أحد أن يتجاهلهم، وبعدها يصبح أي حديث عن عدم الحوار معهم ليس له معنى، فالمقابلات الإعلامية الحية مع الإرهابيين تعتبر جائزة ومكافأة لهم عن أفعالهم الإجرامية، مثل ما حدث في أول مقابلة تلفزيونية تجري مع أسامة بن لادن في أواخر مارس 1997 مع شبكة CNN الإخبارية، من خلال اللقاء معه وتصويره في موقعه والكلام عن نشاطه وأهدافه، فهي قصة إعلامية حية ومثيرة جداً وتجذب ملايين المشاهدين».

وأضاف: «من الأخطاء التي تقع فيها وسائل الإعلام التقليدي والجديدة أثناء التغطية للأعمال الإرهابية، التركيز على الحدث أكثر من التركيز على الظاهرة، وتغيب، في الغالب، التغطية الإعلامية ذات الطابع التفسيري والتحليلي، كما تغيب التغطية ذات الطابع الاستقصائي، الأمر الذي يؤدي إلى بقاء المعالجة الإعلامية على سطح الحدث والظاهرة، كما تسود في الغالب، معالجة العملية الإرهابية كحدث منعزل، وليس كعملية تجري في سياق معين، وتحدث في بيئة معينة».

غياب الخبراء والمختصين

وأشار الحمادي إلى أنه لا يتوافر لدى الكثير من وسائل الإعلام العربية كادر إعلامي مؤهل ومختص، قادر على تقديم معالجة إعلامية مناسبة لهذه الظاهرة المعقدة والمتشابكة والمتعددة الأبعاد، كما لا تعتمد وسائل الإعلام العربية، في الأعم الأغلب، على الخبراء والمختصين في المجالات الأمنية والاجتماعية والنفسية والثقافية والدينية والتربوية لمعالجة الجوانب المختلفة للظاهرة الأمنية، ولا تتعاون، كما يجب مع المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية المعنية بمواجهة الظاهرة الإرهابية. وأكد الحمادي ضرورة أن يكون هناك تشريع وقانون يحد من هيمنة وسائل الإعلام التي تعزز الطائفية.

ولفت إلى أن التغطية التي يقدمها الإعلام العربي للظاهرة الإرهابية تعاني من عدم الانتظام وعدم الاستمرارية، وتقع هذه التغطية في أحيان كثيرة في فخي التهوين أو التهويل بالظاهرة الإرهابية، وهذا ما يؤثر سلبياً على صدقية هذه التغطية، وعلى مقدرتها على الوصول والتأثير، موضحاً أن الممارسة الإعلامية العربية تفتقر إلى وجود أي قدر من التعاون والتنسيق على مستوى عربي من أجل تقديم تغطية ذات طابع عربي عام ومشترك لهذه الظاهر.

وعن سبل مواجهة الأفكار المتشددة في الخطاب الديني، قال رئيس تحرير الاتحاد: «إنه لابد من إجراء دراسات نقدية لتأويل الإرهابيين النصوص الإسلامية، حيث إن الجماعات الإرهابية استطاعت عن طريقه، أن تبرر منطق تفكيرها المنحرف، وتضفي الشرعية على أساليبها الإجرامية التي تتمثل في ذبح الرهائن علناً أو إحراقهم أو إغراقهم، ونشر ذلك على وسائل الإعلام المختلفة بالصوت والصورة، لبث الرعب في القلوب وإظهار أن قوتها التدميرية لا حدود لها».

وطالب بتشريح العقل الإرهابي &ndash إن صح التعبير&ndash من وجهة نظر العلم الاجتماعي بفروعه المتعددة، مثل علم الاجتماع وعلم النفس، لـ بيان كيف يتشكل هذا العقل، وما هي الآليات الأساسية التي تطبقها الجماعات الإرهابية في تشكيله، وكيف يمكن رسم سياسة متكاملة لتغيير اتجاهات أعضاء التنظيمات الإرهابية والمتعاطفين معها حتى تتبدل رؤيتهم للعالم التي تتسم بالانغلاق والتعصب ومعاداة غير المسلمين وتكفير المسلمين.

وسائل التواصل الاجتماعي وتجنيد الشباب

وأشار الحمادي إلى أن نسبة 80% من الذين انتسبوا إلى التنظيمات الإرهابية، كتنظيم «داعش»، تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما وصل عدد المواقع المحسوبة على جماعات الإرهاب العالمي إلى 50 ألف موقع في 2016 بعد أن كانت 12 موقعًا في عام 1997، مستنداً في ذلك إلى دراسات حديثة، والتي أشارت إلى أن «داعش» يمتلك حتى ديسمبر من عام 2015 ما لا يقل عن 46 ألف حساب على موقع تويتر، نسبة كبيرة منها ناطقة بالعربية، و20 % من هذه الحسابات بالإنجليزية، و6 % بالفرنسية، وتنشر ما يقارب 90 ألف تغريدة يوميًا، إضافة إلى المواقع الإلكترونية للتنظيم على شبكة الإنترنت. وقال الحمادي: «إن العالم العربي شهد خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد مستعملي شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما «فيسبوك» و»تويتر»، وقد فطن تنظيم «داعش» إلى أهمية الدور الذي تلعبه هذه الشبكات للتأثير في الرأي العام، لذلك حاول ألّا يكتفي باستعمال وسائل الإعلام الكلاسيكية «التلفزيون، والإذاعة، والصحافة المكتوبة» للترويج لأعمال العنف التي يقوم بها تحت ذريعة «الدفاع عن الإسلام»، بل وظّف شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا لتحقيق أهدافه. حيث استقطب عددًا لا بأس به من الجمهور، فتعدّدت استخداماته لهذه الشبكات، ونجحت التنظيمات الإرهابية في جذب انتباه مستعملي الإنترنت بمختلف الأقطار العربية».

الألعاب الإلكترونية

ولفت الحمادي إلى الحيل التي يلجأ إليها الإرهابيون لجذب الشاب بعيدا عن أعين الرقابة، مشيراً إلى أن خبراء أمنيين أكدوا استخدام «داعش» لشبكات الألعاب الإلكترونية للتواصل فيما بينهم، بعد الانضمام إلى معركة إلكترونية افتراضية في إحدى الألعاب، حيث يقومون بالتخطيط والتواصل عبر تلك الألعاب، بعيداً عن أعين المراقبين.

وبحسب الخبراء فإن «سيرفرات» أو خوادم تلك الألعاب موزعة في جميع أنحاء العالم، ويسهل التنقل بينها، وتصعب مراقبتها على أي جهة أمنية، وهو ما يضمن لـ«داعش» جلب المزيد من المقاتلين ضمن صفوفها، من دون الكشف عنها بسهولة كما في مواقع التواصل الاجتماعي أو الوسائل التقليدية الأخرى المستخدمة للتواصل، وأشار إلى أن بعض المحللين أكدوا أن المنظمات الإرهابية لا تفضل استخدام التواصل الرقمي نظراً لسهولة تعقبه ومعرفة مصدره وإمكانية استخدامه دليلاً ضدهم أو للتعرف إلى أماكن وجودهم.

توظيف وسائل الإعلام

ولفت الحمادي إلى وسائل الخداع التي تتبعها الجماعات الإرهابية في تعاطيها مع الأجهزة الإعلامية على اختلافها، ومنها: الترويج للخطاب الإرهابي على نحو يؤدي إلى تحفيز فئات اجتماعية مسحوقة، أو جماعات عرقية وقومية ومذهبية مهمشة، إلى سلوك الخيار الإرهابي العنيف، للتعبير عن مطالبها الحقوقية. وأوضح أن بعض وسائل الإعلام، عبر بعض أساليب تغطية الحوادث الإرهابية المتعاطفة، تلعب دوراً إيحائياً وتخيلياً وتحفيزياً لعناصر تنتمي إلى أجيال جديدة، ودفعها إلى الانخراط في مجموعات عنف وإرهاب قائمة، أو تشكيل أخرى، وفي هذا السياق تُستوْلد أفكار ومشروعات وأهداف من تدفق بعض الأخبار والمعلومات والتحقيقات والمقالات والمقابلات حول العمليات الإرهابية والقائمين بها، وأفكارهم، ومطالبهم القومية أو الدينية أو المذهبية أو العرفية.

توعية المجتمع والأبناء

وفي ورقته البحثية بعنوان «إدارة التوحش.. فكر وتطبيق» استعرض الدكتور سلطان النعيمي، عضو هيئة التدريس في جامعة أبوظبي، كتاب «إدارة التوحش»، باعتباره خريطة الطريق للتنظيمات الإرهابية، والذي أرسى لنهج أن التوحش هو المعبر لدولة الإسلام المنتظرة منذ سقوط الخلافة، وهو الأساس لصحوة الأمة. وقال: «إن التنظيمات الإرهابية بما فيها «داعش» تتخذ من الفوضى والقتل الهدف المنشود باعتبارها الطريق للخلافة الإسلامية، وهو ما يجب التركيز عليه من خلال برامج الوقاية، وتوعية المجتمع والأبناء، بأن فكر هذه الجماعات قائم على التدمير والموت لا الحياة والمستقبل، ودحض أفكارهم بالحجج والدلائل المذكورة في القرآن الكريم، وأن نعلم أبناءنا التفكير في كل معلومة تقدم لهم وعدم أخذها كمسلمات».

وقال: «إن التحرك لمواجهة الجماعات المتطرفة يجب أن يكون آنياً وليس قائماً على رد الفعل، وأن تكون المواجهة مبنية على فكر».

وأشار سلطان النعيمي إلى أن نموذج دولة الإمارات يعتبر نموذجاً ناجحاً في تأسيس المؤسسات التي تدعم النمط الحقيقي للإسلام وتحقيق السلم والتعايش في العالم ومواجهة الفكر المتطرف بالحجة والفكر والمنطق، مستشهداً بنموذج مركز صواب وهداية ومجلس حكماء المسلمين.

مواجهة فكرية وعسكرية

وقدم الدكتور جون هاريسون، أستاذ في الأمن الوطني في أكاديمية ربدان، ورقة بحثية عن نشأة «داعش» والقادة البارزين والغايات والأيديولوجيا، مؤكداً أهمية التعامل مع هذا التنظيم بأنه جماعة عسكرية لا بد من موجهتها عسكرياً، وفي الوقت نفسه مواجهة أفكارها أيديولوجياً.

فيما عرض الدكتور جون هاتزادوني مدير برنامج الأمن الوطني في أكاديمية ربدان مصادر التمويل لتنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن أكبر نسبة من أموال «داعش» مصدرها الضرائب ونهب البنوك، والمتاجرة بالآثار، والمصدر الأكبر من الابتزاز.

مناهج لتطوير أدوات المواجهة

أكد مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز هداية الدولي لمكافحة التطرف العنيف، أهمية التعليم في مواجهة التطرف العنيف، وكيف يمكن مساعدة أبنائنا وبناتنا في تحصين أنفسهم من أفكار التنظيمات الإرهابية، وتوضيح نقاط الخلل والضعف الفكري التي تعاني منه هذه الجماعات، وكيف يمكن أن يكونوا قادرين على تحقيق الوقاية الذاتية والنفسية من أفكار التطرف حتى نقي أجيال الغد للالتحاق بهذه الجماعات.

وأشار إلى أهمية إشراك المجتمعات كالأسرة ومؤسسات التعليم وقادة الفكر والدبلوماسية الثقافية والفكرية والفنية في مواجهة التنظيمات الإرهابية ونقد الخطاب المتطرف، وتحقيق خطاب بديل يؤسس للشعور والاعتزاز بالهوية والانتماء، وهو ما نجحت به دولة الإمارات.

وقال: إن التطرف ظاهرة مستمرة ولن تتوقف ما يتطلب أن تكون هناك جاهزية عالية لمواجهتها، وأن يكون الفعل لمكافحة الإرهاب تفاعلياً واستجابياً من خلال أجهزة الأمن والشرطة وسلطات تطبيق القانون والأجهزة العسكرية

Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com