Print this page

خبراء دوليون: الصفقة النووية مع إيران غير مثالية فماهو مصيرها؟

آذار/مارس 22, 2017 9832

بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بات عدد من الصفقات الدولية في خطر، ومنها الصفقة النووية مع إيران.

رغم أن التحدي الرئيسي للصفقة يأتي من أمريكا، يمكن القول إن القضية ستتحول إلى اختبار حاسم في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران
وبرأي أونال جيفيكوز، كاتب سياسي في صحيفة حريت التركية، تتم حالياً في واشنطن إعادة النظر في عدد من الاتفاقيات المتعددة الطرف، وتواجه علاقات ثنائية، دامت لسنين طويلة بين أمريكا وعدد من دول العالم، تحديات جديدة. ويعتقد البعض أن النهج الذي سيتبعه الرئيس الأمريكي الجديد يعتبر أحد عوامل عدم الاستقرار في العلاقات الدولية.

صفقة ناقصة
ويلفت جيفيكوز إلى أن الصفقة النووية بين إيران وخمسة قوى + 1، والتي أمكن التوصل إليها في 14 يوليو( تموز)، 2015، هي صفقة ناقصة. ولا يخفى يخفى عدم رضا ترامب عنها، وقد لوح أكثر من مرة إلى سعيه لعدم تطبيقها، أو إعادة التفاوض مع إيران.

انتقادات
ويقول الكاتب إن انتقادات للصفقة لم تأت فقط من قبل خبراء في أمريكا وإسرائيل، وحيث ينظر إلى إيران باعتبارها تشكل خطرأ وجودياً على أمنها القومي، وهي ليست مؤيدة لتطبيق الاتفاق أيضاً، بل اتخذت السعودية ودول الخليج موقفاً مشابهاً، نظراً إلى ما تشكله الصفقة النووية من تحديات في منطقة الخليج. كما واجهت الصفقة انتقادات من داخل إيران. ومع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية في إيران في مايو(أيار)، أصبح مصير الصفقة أكثر أهمية بالنسبة للمجتمع الدولي.

تحليل تطورات
ويشير جيفيكوز إلى تشكيل منتدى العلاقات الدولية، ومقره في اسطنبول، فريق عمل مكوناً من خبراء دوليين جمعهم من تركيا وأمريكا والمملكة المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والهند وإسرائيل وإيران، من أجل تحليل التطورات بشأن مصير الصفقة النووية مع إيران. وفي 17 مارس( آذار)، أصدر فريق العمل المذكور بياناً أكد فيه أن الصفقة أبعد ما تكون عن كونها مثالية. ولكن الخبراء أكدوا أيضاً حقيقة عدم توفر فرصة لتأمين صفقة أفضل في ظل الظروف الحالية.

حسابات خاطئة
ويلفت الكاتب لما ورد أيضاً في بيان منتدى العلاقات الدولية، الذي أكد على عدم ترجيح التوصل لنتيجة أفضل، في حال الدخول في مفاوضات جديدة. لذلك، قد لا يمكن الاتفاق على أي صفقة جديدة في حال فتح النقاش بشأن الاتفاق الحالي، أو أعيد التفاوض بشأنه. ومن المؤكد أن ذلك يدخل في باب الحسابات الخاطئة، أو يقود لكارثة في المنطقة.

اختبار حاسم
ورغم أن التحدي الرئيسي للصفقة يأتي من أمريكا، يمكن القول إن القضية ستتحول إلى اختبار حاسم في الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران. فالاتفاق هو ثمرة عملية ديبلوماسية طويلة وحذرة تمت تحت قيادة وتوجيهات الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يتوقع أن يترشح ثانية للرئاسة.

مرشح الإصلاحيين
ويعتبر روحاني مرشحاً للفريق الإصلاحي في إيران. وقد أصبحت الصفقة أحد أهم إنجازاته لأنها أنهت عزلة إيران عن المجتمع الدولي. وتضاعفت صادرات إيران النفطية، وأدى تخفيف العقوبات الدولية لتحسين فرص انتعاش الاقتصاد الإيراني. وعندما سئل روحاني عن انتقاد دونالد ترامب للصفقة أجاب أن الصفقة النووية مفيدة لأمريكا، ولكن الرئيس ترامب لا يدرك ذلك.
من جانب آخر، يلفت جيفيكوز لانتقاد المتشددين في إيران الصفقة مدعومين بالحرس الثوري الذي يؤيد ترشح محمد باقر قاليباف، عمدة طهران، للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
ويشيد الكاتب بجهود منظمات المجتمع المدني واهتمامها بالشأن الداخلي الإيراني، وإعدادها تقارير وتحليلات وعرضها لطروحات واقعية.

سد ثغرة
ويعتبر جيفيكوز البيان الصادر عن المنتدى العالمي أنه جاء في الوقت المناسب، وهو يسد ثغرة لأنه يدعو جميع الأطراف المعنية لبذل كل ما بوسعهم لتأمين تطبيق سلس للصفقة النووية. ولعل سلوكاً مسؤولاً من هذا القبيل لن يضمن تطبيق الصفقة وحسب، بل يوفر أيضاً الاستقرار في المنطقة.

المصدر: موقع 24 الإماراتي

Related items