نيسان/أبريل 19, 2024
الشريط

بوتين يتحدى حليفة واشنطن بالقرب من برج ترامب

نيسان/أبريل 20, 2017 10220

كتبت الصحافية آنّا نيمتسوفا، أن الكرملين أظهر هذا الأسبوع ولو بشكل "رمزي" أنه لم يبتعد عن "طموحاته الإمبريالية" في ما تسميه روسيا "الخارج القريب" من حدودها.

بتعبير آخر، العودة إلى "الامبراطورية الروسية القديمة" بحسب ما استهلت به نيمتسوفا مقالها في موقع "الدايلي بيست" الأمريكي، ففي الثلاثاء الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خططاً لحضور حفل الافتتاح الرسمي لمجمع جديد في سفارة روسيا داخل منطقة أبخازيا الانفصالية والتي هي موطن آلاف الجنود الروس.

وفي جمهورية جورجيا التي ترى أبخازيا كمنطقة تحت الاحتلال الروسي، تم الأخذ بهذا الحدث على أنه "سخرية" من القوانين الجورجية و"تحدٍ مباشر" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ومن وجهة نظر تقنية، قال أعضاء في البرلمان الجورجي الواقع في العاصمة تبيليسي، أن زيارة لافروف ستخرق قانون جورجيا للمناطق المحتلة والذي يمنع السفر إلى أبخازيا من دون الموافقة المسبقة للحكومة الجورجية. ويُجبر منتهكو القانون على دفع 169$ لتلك الحكومة.

لم يطلب السماح
وتنقل نيمتسوفا عن النائب جيورجي كانديلاكي قوله: "السيد لافروف لم يطلب منا السماح للسفر إلى أبخازيا المحتلة. الوزير يخرق التشريع الجورجي وسيادتنا الدستورية".

وتابع كانديلاكي حديثه للدايلي بيست قائلاً: "آن الأوان للرئيس دونالد ترامب كي يأخذ دقيقة من وقته ويتصل برئيس الوزراء الجورجي ويوضح موقف واشنطن تجاه هذه السخرية من القانون الدولي. لن يأخذ (الأمر) وقتاً طويلاً، لكن سيبعث برسالة مهمة جداً لشعبنا".

فرح وحذر وغضب
أشارت نيمتسوفا إلى فرح شعب جورجيا بقرار البرلمان الأوروبي بإعطاء المواطنين حق الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة.

وتم رفع أعلام الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة الجورجية كرمز لتطلع جورجيا المستقبلي إلى الغرب. "هذا هو النوع من الأمور التي تغضب بوتين". لكن بين الأفراح كان هنالك نوع من الحذر أيضاً.

تسمية أحد الشوارع باسم جورج بوش الابن
وقال رجل أعمال محلي شوتا كوتاليا لـ"دايلي بيست": "كنت بين الحشد في الساحة حين أظهرنا حبنا لجورج بوش الابن. قمنا بتسمية شارع باسم بوش الابن، لكنّ بوش لم يساعدنا باستعادة أبخازيا أو أوسيتيا الجنوبية، ولن يفعل هذا ترامب أيضاً". تلفت نيمتسوفا النظر إلى أن جورجيا وسكانها الأربعة ملايين ونصف المليون دفعوا ثمناً مرتفعاً لوقوفهم بجانب الغرب، وقد خسروا مساحات من الأراضي وعدداً من الأرواح حين تم الاعتداء على سيادتهم. سنة 2008 أغلقت روسيا سفارتها في تبيليسي وزيارة لافروف إلى أبخازيا يُنظر إليها على أنها ردّ روسي على جورجيا لتوجهاتها الأمريكية والأوروبية.

تمّ بترها
يقول نائب رئيس المركز الروسي للتكنولوجيات السياسية فلاديمير ماكاركين إنّ "العلاقات ساءت أكثر الأسبوع الماضي حين قررت جورجيا التوقف عن شراء الغاز الروسي". وأضاف في حديثه إلى "الدايلي بيست": "إذاً ترى موسكو جورجيا كأنّها بُترت، ابتعدت عن نفوذها".

وتضيف نيمتسوفا أنّ "الناتو لم يفعل إلا القليل لمساعدة الدولة والآلاف من سكانها النازحين للعودة إلى جنوب أوسيتيا وأبخازيا، ولم يضع أي زعيم في الاتحاد الأوروبي "جهداً جدياً" لمنع المسؤولين الروس من خرق القوانين الجورجية".

هذه مشكلة
وبحسب الكاتبة، الوضع على الحدود مع جورجيا كان متوتراً منذ انفصال المنطقتين عنها في حروب الأيام الخمسة مع روسيا سنة 2008.

وخلال السنتين الماضيتين، أعلنت جورجيا وجود خرق لحقوق الإنسان على أراضيها من مقاتلين روس أو مقربين منهم.

ويقلق السياسيون المحليون من تجاهل الغرب لمشاكلهم الجيوسياسية، ففي تصريح لمراسلين أوائل هذا الشهر، قال نائب رئيس مجلس النواب الجورجي سيرغي كابانادزي: "حين يلتقي رئيس الولايات المتحدة بالمستشارة الألمانية، وكلاهما أبرز زعيمين للعالم الحر، ويذكران كلاهما أوكرانيا في حين لا يذكر أي منهما جورجيا، فهذه مشكلة، حين يزور وزير الخارجية الأمريكي موسكو ويقدم لائحة بالمطالب إلى روسيا لا تتضمن جورجيا، فهذه مشكلة".

برج ترامب و "القيادة المذهلة"
وتعتقد نيمتسوفا بأن ترامب نفسه، يجب أن يكون على اطلاع جيد بالنزاع الطويل مع روسيا وصراع جورجيا للإصلاح الديموقراطي، فمنذ خمس سنوات، زار ترامب هذه الدولة وأشاد بـ "قيادتها المذهلة" وقال إنه كان فخوراً ببناء شراكة مع "الدولة الإصلاحية الأولى" في العالم.

وتابع النائب الجورجي كانديلاكي حديثه للموقع نفسه قائلاً: "السيد ترامب علم الكثير حول النزاع الروسي الجورجي في مسيرته للرئاسة".

وحينها، كان المستثمر الخارجي دونالد ترامب، ومنظمة ترامب قد وقعا عقداً بقيمة 250 مليون دولار لمجمع طريق الحرير الذي ضم برج ترامب في تبيليسي ضمن ساحة الثورة الوردية وبرج ترامب-ريفييرا، كازينو، معرضاً، ومنتجعاً بحرياً في مدينة باتومي التي قال عنها ترامب إنها "مونتي كارلو المنطقة" سنة 2011. لكن في يناير (كانون الثاني) من هذه السنة إنسحبت منظمة ترامب من المشروع العقاري "لتفادي تضارب محتمل مع دور دونالد ترامب كرئيس" على ما قاله شريك لترامب نفسه إلى وكالة "رويترز" الأمريكية.

لا يعير اهتماماً
لكن الباحث ماكاركين قال للموقع: "إنّ الغربيين لن يفرضوا مزيداً من العقوبات على روسيا لمعاقبتها على زيارة لافروف كما كتبت نيمستوفا: "الكرملين لا يعير اهتماماً لما على الغرب أن يقوله لعلاقتنا مع جورجيا، بما أن موسكو وتبيليسي لا تملكان علاقات ديبلوماسية، يبدو أن سيرغي لافروف لا يملك خططاً لزيارة جورجيا في أي وقت قريب، ومن غير المرجح أن الرئيس ترامب سيتجادل مع الرئيس بوتين حول جورجيا".

المصدر: موقع 24 الاماراتي

Image
الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا...

آخر خبر

تواصلوا معنا

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني العربي نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

 editor@nsaforum.com