Print this page

هل سيخاطر ترامب ببدء حرب كورية ثانية؟

نيسان/أبريل 24, 2017 17826

على الرغم مما يطلق على كوريا الشمالية بأنها دولة شيوعية ماركسية، إلا أنها تسمية خاطئة لأن كوريا الشمالية دولة تحكمها سلالة مستبدة، حيث تحكم هذه الدولة عائلة كيم شبه المقدسة، بسلطات مطلقة على جميع مناحي الحياة في الدولة.

وفي حقيقة الأمر، فإن تعصب الشعب الكوري الشمالي في حبه لرئيسه ليس مجرد تصنع، أو إنها عواطف أو تظاهر، إذ إن من يسافر إلى كوريا الشمالية ويتحدث مع سكانها، يكتشف أن ثمة تفانياً حقيقياً لعائلة كيم، وأنهم مستعدون للموت في سبيل الدفاع عن القائد وعائلته.

وظلت كوريا الشمالية لمدة أربعة عقود مستعمرة لليابان الإمبريالية، ويبدو أنها استوعبت الموقف بطريقة «الكاميكاز»، التي تتلخص في قيام الطيارين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية بالموت من أجل الإمبراطور الياباني.

وكوريا الشمالية ليست العراق، كما أن وحدة النخبة المؤلفة من 30 ألف جندي والمكرسة للعمليات الخاصة، ليست الحرس الجمهوري الذي انشأه الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي تم القضاء عليه بسهولة.

اذ إن هذه القوات الخاصة تنتظر الأوامر لتندفع عبر أنفاق تحت الأرض، لتعيث فساداً في السكان المدنيين في كوريا الجنوبية. وهناك حقيقة أن كوريا الشمالية أعلنت نفسها دولية نووية، وتمتلك نحو 20 قنبلة نووية.

وهي تملك أيضاً ترسانة أسلحة كيماوية يمكن حملها عبر 10 آلاف مدفع مخبأة في أنفاق جبلية، بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين. وهي جاهزة كي تمطر سيؤول التي تبعد عنها 35 ميلاً فقط. ويعيش في سيؤول نحو 10 ملايين شخص.

وحسب الورقة البيضاء التي نشرتها البلاد عام 2016، فإن كوريا الشمالية تملك ما بين 2500 إلى 5000 طن من الأسلحة الكيماوية المختلفة. وذكرت محطة «سي إن إن» الأميركية في 13 أبريل الجاري أن رئيس حكومة اليابان شينزو ابي، حذر من أن «كوريا الشمالية ربما تمتلك القدرة على إطلاق صواريخ تحمل غاز السارين».

وكان رئيس كوريا الشمالية كيم يونغ أون قد حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنه يمكن أن يقوم بتفجير نووي سادس في منتصف الشهر الجاري، الذي صادف مولد مؤسس الدولة. وعلى الرغم من أن ترامب حذر من عدم تجاوز الخط الأحمر، إلا أنه لا يخاطر ببدء حرب كورية ثانية.

ولم يتردد جد الرئيس الحالي في اتخاذ أي خطوة استفزازية للولايات المتحدة في عهده. وفي ابريل 1969 تم اسقاط طائرة مراقبة أميركية من قبل طائرة ميغ 21 تابعة لكوريا الشمالية، ما أدى الى مقتل 31 شخصاً هم طاقم الطائرة جميعهم.

وفي عام 2010 أطلقت كوريا الشمالية طوربيداً ضد سفينة لكوريا الجنوبية نجم عنه مقتل 46 من بحارتها.

وتحدث المنشق عن نظام كوريا الشمالية، نائب سفير الدولة في لندن ثاي هو، مباشرة عما يجول في ذهن كيم يونغ أون، اذ قال لمحطة «سي بي إس»، «لا تقللوا من شأن كيم، فقدرته على التخريب، ليس فقط لأميركا وإنما لكوريا الجنوبية والعالم، لا ينبغي التقليل من شأنها».


المصدر: ترجمة: حسن عبده حسن عن «ريل كلير وورلد»

Related items