Print this page

كيف يمكن لترامب كسب دعم الصين لإسقاط النظام في كوريا الشمالية؟

نيسان/أبريل 27, 2017 27679

تتركز سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال كوريا الشمالية، بالتأكيد على أن صبر أمريكا قد نفذ، وترفض التفاوض، وتلوح بشن حرب وقائية، وتأمل من الصين إنقاذها من مأزقها. إذن كيف يمكن لترامب كسب دعم الصين؟


ويقول بيتر بيينارت، محرر في صحيفة ذا أتلانتيك، وأستاذ مساعد للصحافة والعلوم السياسية في جامعة نيويورك، لن تضغط بكين على بيونغيانغ لمجرد أن ترامب يطالبها بذلك.

معاملة لائقة
يلفت الكاتب لما أعلنه ترامب في يناير( كانون الثاني)، وهي حقيقة يعلمها الجميع، من أن "للصين سيطرة تامة على كوريا الشمالية". ولكن الرئيس الأمريكي عاد في الشهر الجاري، وعقب لقائه مع الزعيم الصيني، للتصريح بأنه "ليس من السهل على بكين أن تكره بيونغيانغ على تفكيك برنامجها النووي". ورغم ذلك كتب ترامب على تويتر: "ما زال عندي ثقة كبيرة بأن الصين ستتعامل بصورة لائقة مع كوريا الشمالية".

أسباب وجيهة
لكن بيينارت يعتقد أن بكين لن تلبي رغبة ترامب، لأنه بالرغم من شعور الصين بالحرج والغضب حيال كوريا الشمالية، فهي لديها أسبابها الوجيهة.
وترغب الصين بتحقيق الاستقرار عند حدودها، وتدرك سعي أمريكا الجامح للقضاء على طغاة في النصف الآخر من العالم، ولكن عندما تتحول تلك الديكتاتوريات إلى دول فاشلة، يصبح جيرانها أكثر من يعانون من نتائجها الكارثية. ولا ترغب بكين بأن تختبر ما عانت منه الأردن بعد سقوط صدام حسين.

انفجار سياسي
ويلفت الكاتب لمطالبة ترامب للصين بقطع معونات غذائية ونفطية عن كوريا الشمالية إلى أن يضطر كيم جونغ أون لتفكيك برنامجه النووي. ولكن الصين لا تخشى من انفجار نووي مصدره كوريا الشمالية، بل من انفجار سياسي في ذلك البلد، ما قد يرسل موجات من اللاجئين نحو حدودها. كما تخشى الصين من أن يؤدي انهيار كوريا الشمالية لعودة توحيد شبه الجزيرة الكورية وفقاً لشروط أمريكية. في تلك الحالة ستقف قوات أمريكية عند حدود الصين لأول مرة منذ عام 1950، عندما دخلت بكين في حرب من أجل إبعادهم .

وعود
ويقول بيينارت إن الصينيين ليسوا مخادعين. إنهم لن يخنقوا حليفاً لمجرد وعد من ترامب بالامتناع عن شن حرب تجارية ستؤذي أمريكا بقدر ما تؤذيهم. وقد تكون الجزرة الأكثر جاذبية التي قد يلوح بها ترامب تتلخص في وعده بأنه، في حال إعادة توحيد كوريا، فإن أمريكا لن تحرك قواتها نحو أراضي كوريا الشمالية.
وقد لا يثق الصينيون بمثل تلك الوعود، كما يعتقد الروس بأن أمريكا وعدت بعدم نقل قواتها إلى ألمانيا الشرقية بعد إعادة توحيد ألمانيا.

رفع مخاوف
ولكن، وبحسب الكاتب، بوسع إدارة ترامب أن تستهل، على الأقل، محادثات حول كيفية تبديد مخاوف صينية بشأن توحيد الكوريتين. وقد تدعم إقامة علاقات أكثر وداً بين سيئول وبكين. وكجزء من صفقة، قد تسحب أمريكا نظام ثاد المضاد للصواريخ الباليستية الذي بدأت بنشره في كوريا الجنوبية في الربيع الجاري، وهو نظام يخشى الصينيون أن يستهدفهم كما هو موجه ضد بيونغيانغ.

إرث الحرب الباردة
ويعتقد بيينارت أن المشكلة تكمن في كون ذلك النوع من التفكير يتناقض مباشرة مع العقلية الجمهورية الموروثة من الحرب الباردة، والتي يبدو أن إدارة ترامب قد تبنتها.
في هذا السياق، تصر الإدارة الأمريكية على رفض التفاوض مع بيونغ يانغ، وتهدد بشن ضربة عسكرية. وفي الأسبوع الماضي زار وزير الدفاع الأمريكي مايك بنس، والذي يقارن دوماً ترامب بريغان، المنطقة المنزوعة السلاح في آسيا متذكراً زيارة قام بها في شبابه إلى جدار برلين.

جهل تاريخي
ولكن يعتقد الكاتب أن تلك السياسة تستند لجهل تاريخي. فقد خفف ريغان من لهجته حيال الاتحاد السوفييتي، وقال في خطاب ألقاه، قبل 15 شهراً من انهياره: "لدينا مصالح مشتركة ومن أهمها تجنب الحروب، والحد من التسلح".

كما لم يُكره ريغان غورباتشوف على التخلي عن قبضة موسكو على أوروبا الشرقية، عبر رفض التفاوض والتهديد بالحرب. ويختم الكاتب رأيه بأنه إذا أرادت أمريكا تغيير حسابات الصين فإنها بحاجة لتبديد مخاوفها بشأن مستقبل شبه الجزيرة الكورية في غياب كيم جونغ أون. وذلك يعني الحد من التهديدات الأمريكية، لا مضاعفتها.

Related items