إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في القرارات الأمريكية

تقليص
X
تقليص
  •  

  • قراءة في القرارات الأمريكية

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	United_States_Capitol_-_west_front.jpg  مشاهدات:	1  الحجم:	206.1 كيلوبايت  الهوية:	492784



    الكاتب عبدالله الجنيد
    قد تكون مصادقة الرئيس ترمب على قرار تصنيف مؤسسة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وقت نشر هذا المقال قد تمت، إلا أن قرار تصنيف الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية” قد يعود حبيسا للأدراج إلى أجل غير مسمى.

    بالطبع إن تأجيل ذلك يعود لأكثر من سبب، وليس أولها ما أوردته النيويورك تايمز على لسان أحد مسؤولي الخارجية المخضرمين “لا وجود لأرضية قانونية بالإضافة لما قد يمثله ذلك القرار من إساءة للعلاقات الأمريكية”. فليس مصدر القلق لدى دوائر الشرق الأوسط في كل من الخارجية ووكالة الأمن القومي مصدره انتكاسة للعلاقات الأمريكية الرسمية في العالمين العربي والإسلامي، إنما لخصوصية تلك المؤسسة (الإخوان المسلمين) في إطار العلاقات التاريخية بينهما. فتحفظ تلكم المؤسستين يعود لتاريخ سبق الجهاد في أفغانستان أو الحرب الباردة، ولم يكن استتباعا لقرار بريطانيا بشأن سياستها شرق السويس.

    فباستعراض عدد من المواقف، نجد أننا أمام علاقة خاصة جدا مع ما يمثله الإخوان من ثقافة بناء المؤسسات العابرة للحدود، ثانيا فإن عاملي الولاء المطلق والسرية هو ما احتاجته تلك المؤسسات إبان الحرب الباردة من أحزاب ترتكز عقيدتها السياسية على العقيدة الروحية كخطوط دفاع سرية في حال حدوث اجتياح روسي لأوروبا أو مناطق استراتيجية أخرى.

    والإخوان المسلمون استفادوا من عناصر تلك العلاقات بعد إثباتهم للجميع أنهم الأنجح تنظيميا وقدرة على تجاوز الحدود عربيا وإسلاميا، وثانيا كانت هي الأقدر على الاستفادة من اندفاعات السلف الجهادي وتجييره لخدمة أهدافها السياسية خلال تجارب الربيع العربي. ففي حين يصف وزير الخارجية الأمريكي ركس تليرسون الإخوان “الإخوان والقاعدة صنوان لنفس الفكر والمنهج”، إلا أننا نرى عكس ذلك من الحزب الديمقراطي غير المتحفظ في علاقته بمؤسسات الإخوان المسلمين تحديدا. فنائب وزير الخارجة الأسبق توم ملينوسكي يصف مشروع ذلك القرار الرئاسي “كمن يطارد سرابا تحت مسمى طابور خامس من المسلمين في الولايات المتحدة، عوضا عن دعم جهود حلفائنا في تركيا والأردن، بالإضافة لتونس والمغرب في محاربة الإرهاب”.

    أضف إلى ذلك الورقتين اللتين استعرضتهما مؤسسة (مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط) بتاريخ 10 فبراير الحالي في استشهادها بخطأ تصنيف الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية” من قبل إدارة ترمب (وأترك للقارئ حرية الاطلاع على الورقتين من المصدر pomed). بل حتى إن لجنة جينكنز البريطانية الخاصة بمراجعة الموقف من الإخوان المسلمين تم التحفظ على نشر تقريرها تحت ذريعة تأثير ذلك على جهود الحرب على الإرهاب.

    يتضح مما تقدم رسوخ القناعات لدى المختصين أو من يسمون بالمحترفين في دوائر الخارجية في أكبر دولتين تتعاطيان الشأن العربي في تقديمهما لمؤسسة الإخوان المسلمين من حيث الموقعين السياسي والاجتماعي استراتيجيا حتى على مكانة العلاقات الثنائية بين الدول. فتلك الدوائر التي تقاد من أولئك المحترفين والذين تعاقبت عليهم إدارات عدة هم من يصوغ تفاصيل العلاقات الاستراتيجية لإدراكهم لتفاصيلنا سياسيا واجتماعيا.

    وإذا أردنا استعراض مدى إخلاص تلك المؤسسة (الإخوان) للرؤى الاستراتيجية الخارجية فإن مواقفها في كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا توضح ذلك بشكل جلي، حتى وإن تعارضت مواقفها والمصالح الوطنية (ليبيا أكبر دليل على ذلك).

    عربيا نحن نتفاعل مع السياسات الأمريكية دون تفعيل حقيقي لأدوات السياسة الأخرى الداعمة للدبلوماسية الرسمية. ومع أن تجربة بناء مؤسسات داعمة لمصالحنا في الولايات المتحدة هي تجربة جديدة إلا أن الاجتهادات الشخصية ما زالت متسيدة للمشهد. فإن أردنا بناء مؤسسات بنفس ثقل جماعة الضغط التابعة لإسرائيل أو الهند فعلينا أولا أن نعتمد رؤية استراتيجية تقوم على إعادة التعريف بهويتنا العربية والإسلامية إنسانيا، تكون قابلة للقياس من خلال مشاريع ملموسة.
    المصدر صحيفة مكة
    @aj_jobs
      لا يمكن إضافة تعليقات.

    حول الكاتب

    تقليص

    الاسكندر معرفة المزيد عن الاسكندر

    احدث المقالات

    تقليص

    احدث النشاطات

    تقليص

    الكلمات الدلالية

    تقليص

    لا توجد كلمات دلالية.

    اقسام المنتدى

    تقليص

    من نحن

    الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

    تواصلوا معنا

    للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

    editor@nsaforum.com

    لاعلاناتكم

    لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

    editor@nsaforum.com

    يعمل...
    X