إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !

    الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !





    على افتراض أنك تقبع في منتصف المملكة العربية السعودية وعيناك متجهتان شمالاً مثل إبرة البوصلة فإن الوجهة السياسية المثلى هي أن تولي وجهك شطر الشرق يميناً حيث الثورات الاقتصادية والصناعية فائقة النمو، بدلاً عن الالتفات يساراً نحو الثورات العسكرية وحكم العسكر والديكتاتوريات السافرة والمقنعة، والشعارات العربية التي لا تغني ولا تسمن. هذا ما توصلت إليه منطقياً حين كنت في حديث عابر مع الصديق الكبير الكاتب السعودي محمد آل الشيخ في إحدى الصالات الدولية قبل رحلة جوية مشتركة..



    وبعدها أخذت الرياح تعصف وتجول في رأسي حول هذا المحور تحديداً، وحول هذه الالتفاتة السياسية المطلوبة نحو الشرق بعيداً عن العاطفة القومية التي كانت تشد البوصلة السياسية السعودية طوال عقود وأثبتت – في بعض الأحيان - مدى عدم فعاليتها بشكل كبير، ذلك أن العاطفة مبدأ سديمي لا يمكن وضعه تحت مسطرة ضبط أو يمكن تبيان ماهيته، أما السياسة فإنها على النقيض من ذلك تماما، إذ هي نُظم وأطر وخطوط واضحة تمام الوضوح لا مجال للعواطف فيها، ولا للنوايا الحسنة كذلك..


    وعلى إثر ذلك بدأت الأسئلة تتصاعد وتتفاعل وتصبح ذات فوران أكبر مني....


    وأحدها- أي الأسئلة - سؤال ينمو بشراهة في مخيلتي وأوراقي، وكان على الهيئة التالية: أما آن للرياض أن تركب في قطار الشرق السريع بشكل فعلي؟..


    كل المؤشرات والدلائل تنحو إلى هذا النحو وإلى السكة الجديدة التي أجزم أنها تشغلُ حيزاً كبيراً من الخطة السياسية السعودية التي ينتهجها الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، والتي بدأت أشم رائحتها منذ رحلته الشرق آسيوية الشهيرة وقت أن كان ولياً للعهد في العام 2003، وهي التوجه المستقبلي الأكبر في قابل الأيام الذي سيغلف السياسة الخارجية السعودية كما تشير المصادر والأحاديث التي سمعتها شخصياً من مسؤولين ومحللين ومراقبين.


    كما أنها ستكون تحركاً إستراتيجياً واقعياً للتملص من قضية القطب الأوحد الأميركي وانتفاء الخيارات الأخرى بشكل تام، في عالم يموج بالتحولات السياسية المتسارعة التي لا يمكن فيه ضمان بقاء حياد هذا القطب واتساقه مع الميتدولوجيا السياسية السعودية في طريقة تعاملها مع التحولات والملفات المشتعلة التي تتميز بها المنطقة الشرق أوسطية دون سواها.


    وكل الدلائل تشير إلى أن هذا القطب الجديد إن وجد فإنه سيولد من رحم القارة الصفراء ومن رحم شرقها الأقصى تحديداً، وسيكون قطباً أصفراً على وزن "الخطر الأصفر" الذي حذر منه سياسيون غربيون في اتساق أيديولوجي مع الحملة ضد القوى الآسيوية في منتصف الأربعينات..


    من ناحية اقتصادية فإن الشرق بدأ في الاكتساح العالمي دون هوادة وأصبح مزاحماً مقلقاً للكثير من شاغري الكراسي الكبرى في العالم الصناعي. لكن المعضلة الأكبر تظل في الفعل السياسي لهذه الكتلة ومدى تأثيرها على مجريات الأمور في المسرح العالمي، ذلك أن السياسة الشرق آسيوية لم تصبح بتلك الفعالية المرجوة من قطب جديد - قيد التبلور - حتى الآن، وهو أمر يمكن الوصول إليه لاحقاً مع الوقت، فلا أحد سيكون بمأمن من دورة التاريخ وتقلبات العروش خلال السنوات المقبلة، ولنا في الأقطاب المُحالة إلى التقاعد أسوة حسنة...فأين الإتحاد السوفيتي والدولة العثمانية وألمانيا الهتلرية وفرنسا النابليونية وبريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس؟..


    وحين التطرق إلي الحكاية الشرق آسيوية – وهي حكاية ممتعة تشبه أسطورة الانبعاث الفينيقي – لا بد من التعريج على المراجع العربية المتخصصة، وأهمها ما يكتبه الدكتور الصديق عبدالله المدني، الذي أزعم أنه من أهم الأكاديميين العرب المتخصصين في شؤون الشرق الأقصى وأكثرهم سحراً، وقد وصلت إلى بحاره وأوراقه ودراساته بعد إرشاد من السيد الأكبر الأستاذ عثمان العمير في تزامن مع الجولة الملكية الآسيوية.


    وفي محاولة لتشريح النهج السياسي السعودي المرتقب في الحقبة الملكية الجديدة، والتي يبدو فيها أن الملك عبد الله بن عبد العزيز أكثر حماساً إلى دول الشرق بعيداً عن الحلف التقليدي مع أميركا وشقيقاتها، فإنني سآتي على الكثير مما اقتبسته عن الدكتور المدني ومصادر متفرقة أخرى خلال الأسطر المقبلة..


    وتعود قصة الشرق والغرب إلى الأشهر الأولى التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. بعد تلك الحرب التي خلفت الكثير من الدماء بدأ الخريطة السياسية في العالم تتحول إلى كتلتين فاعلتين:معسكر شرقي يضم الاتحاد السوفييتي ومخلفاته، ومعسكر الغرب الذي يضم القوى الإمبراطورية، وبضع دول رأت أن لا ناقة لها ولا جمل في أتون الحرب الجليدية بين المعسكرين فاحتمت بموقد " دول عدم الانحياز"، وكانت الهند أبرز مؤسسيها.


    ونستون تشرشل قال وقتها " إن ستاراً حديدياً قد ضرب بين الشرق والغرب".


    امتدت فترة التجاذب بين أطراف الصراع في المعسكرين حتى بدايات تسعينيات القرن الماضي قبل أن تعمل معاول "البيروستريكا الغورباتشوفية" عملها وتتسبب في تفتيت الاتحاد السوفيتي السابق، لتنهار إثر ذلك كامل المنظومة الشرقية التي كانت تستظل بالقطب المخلوع، وأدى ذلك تلقائياً إلى زوال سياسة الاستقطاب من المنهجية السياسية العالمية، واتجاه أقطاب السياسة الدولية نحو قطب أوحد يتمثل في أميركا التي أعلنت أن هناك نظاماً عالمياً جديداً يتشكل، وأنها هي صورته وأيقونته المضيئة.


    وهذا ما حدث..


    ...( لم يسجل التاريخ العالمي الحديث مدىً إمبراطورياً فائق القوة كالذي وصلت إليه الإمبراطورية الأميركية حالياً: لا يوجد بحر في العالم إلا ولأميركا أسطول فيه، ولا سماء إلا ولأميركا طائرات وأقمار فيها، ولا بقعة برية على سائر أنحاء الرقعة الجغرافية إلا وكان للآلة العسكرية أو الصناعية الأميركية يدٌ فيها، حتى الملابس الداخلية وعمليات الإنجاب الليلية والنهارية قد تكون مستقبلا تحت مظلة أميركا .. أميركا الجديدة التي لا تغيب عنها الشمس).


    وكانت الحكومة السعودية - ولا تزال - تنظر إلى الصراعات العالمية من وجهة نظر إسلامية وأخلاقية .. هذا فقط ما يحكم العلاقات السعودية مع الآخر وهو معلوم بالطبع للجميع، وكان هذا هو الموجه الرئيسي لنظرة المملكة للصراع المستقل في شبه القارة الهندية بين باكستان والهند، فباكستان تمثل طرفاً إسلامياً تدعمه المملكة بثقلها السياسي في كافة المحافل الدولية..


    وإن لم يمنع ذلك من كون الهند بلد صديق أيضاً..


    ذلك ما عبر عنه الملك عبدالله في قوله "الباكستان بلد شقيق وصديق والهند بلد صديق. وتلك العلاقات لا تحول بيننا وبين الهند من أجل باكستان أبداً، توجد مصالح كلاهما بلدان صديقان وما نتمناه نحن ويتمناه كل إنسان أن تعود الصداقة الحقيقية بين الهند وباكستان وهذا إن شاء الله سيكون"..


    هي ليست مجرد أمنية ملكية لكنها "رؤية" تتسم بها سياسة المملكة السعودية الداعية للسلام، وعدم وضع البيض كله في سلة واحدة ابتغاءً لمصالحها القومية. العلاقة مع باكستان علاقة تاريخية وثيقة تستمد متانتها من الرباط الديني بين الدولتين، لكن هذا لا يعني تجاهل النمو الهندي اللافت للنظر.


    ذلك كان آخر ما قاله الملك السعودي قبل توجهه للهند لكن دعونا نذهب إليها أولاً لنعرف عنها بعض الأشياء، وهي حصيلة من مصادر سبق وأن ذكرتها في مقدمة الفصل، مع الكثير من الإضافة والتحديث..


    الهند ذات التنوع العرقي والديني والثقافي تحتضن 150 مليوناً من المسلمين وهي بذلك تمثل ثاني أكبر دولة من حيث عدد المسلمين في العالم كما تقول مصادر متفرقة.


    هنا تبرز المسئولية السعودية تجاه هؤلاء باعتبارها الراعي الأول لمصالح المسلمين في العالم، وكونها المرجعية الروحية لهم لأنها تحتضن مقدساتهم ومثوى قبر نبيهم الأخير. ومن صحاريها ووديانها وسهوبها تفوح روائح بدايات الإسلام الأول ومعارك تثبيت شوكته ودماء شهداء معاركه.


    وهنا أيضاً يتداخل السياسي بالاقتصادي بالأخلاقي بالديني.أقانيم متفرقة تلك التي تجعل من نيودلهي مرفأ جديداً لسياسيي السعودية بعد إحجام طويل من الرسو عليها. (إحجام بلغ عمره أكثر من نصف قرن).


    في الهند يمارس المسلون دورهم الطبيعي داخل الدولة ويتمتعون بكافة حقوقهم المدنية والدينية.. لم يكن هذا الأمر لافتاً بالنسبة للمسلمين فقط، إنما للعالم بأسره الذي ينظر إلى تجربة الهند الديمقراطية بشيء من الاحترام الممزوج بالدهشة لمقدرة هذه الدولة على المحافظة على وحدة كيانها ويرى بعض المراقبين أن ذلك نابع من تمسك الهند منذ استقلالها بالليبرالية السياسية والديمقراطية كخيار حاسم لا يعلوه خيار آخر، ما أدى إلى تراجع الأهواء والخيارات المتعددة وتوفر المناخ الملائم للإبداع والتنمية فصارت الهند على ما نراها عليه اليوم.


    فقد تم تداول السلطة سلمياً بين الأحزاب حتى وصل الأمر إلى تنصيب رجل من الأقلية السيخية رئيساً للوزراء وتولي رئاسة الجمهورية رجل مسلم.


    وأخيراً أجمعت النخب السياسية الهندية الأولى وقوى المجتمع المدني على أن الهند بتراثها الحضاري والفلسفي الغني وموقعها الاستراتيجي المتميز على تقاطع طرق الملاحة العالمية ما بين الغرب والشرق الأقصى لا يمكنها إلا أن تلعب دوراً مؤثراً وإيجابياً في شئون العالم، وبالتالي فإن عليها اعتماد سياسة خارجية متوازنة إزاء اللاعبين الكبار على الساحة الدولية وبشكل يحمي أولاً وأخيراً حرية القرار الخارجي وأمن البلاد وسلامتها.


    ولعل أهم الأدلة على قدرة السياسة الخارجية الهندية على التكيف السريع مع المتغيرات الدولية هو قدرتها الفائقة في مطلع التسعينات على مواجهة المتغيرات التي صاحبت انتهاء الحرب الباردة تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية وبروز الولايات المتحدة كقطب عالمي أوحد، في وقت كانت فيه دول كثيرة عاجزة عن قراءة تلك المتغيرات بطريقة صحيحة أو ساكنة بانتظار حدوث معجزة تعيد عقارب الساعة إلى الوراء.


    حمل الملك عبدالله كل هذه الخلفيات في طريقه للهند.. حط رحاله وهو مليء بالآمال الاقتصادية للمملكة ومارس الأدوار المهمة اقتصادياً في الدولتين أمراء ومؤسسات وشركات وآمال المهتمين بالسلام في شرق القارة الهندية للدور المتوقع أن يلعبه الملك عبدالله في كل تلك الاتجاهات.


    من جانبها فإن الهند أعطت الزيارة ما تستحقه من اهتمام، ولاحظ مراقبون مخضرمون لشؤون العلاقات السعودية مع الهند ذلك "الخرق التاريخي" الذي قام به رئيس الوزراء الهندي حيث خرج على البروتوكول المعتاد للحكومة الهندية، واستقبل الملك السعودي في أرض المطار، وهي إشارة لافتة حول الرغبة الهندية في أن تكون الزيارة تاريخية بكل المقاييس؛ إذ هي فعلاً أول زيارة لمسئول سعودي كبير منذ عهد الملك فيصل الذي كان مهتماً بتعزيز العلاقات أكثر مع الجمهورية الباكستانية، على اعتبار رابط الديانة الواحدة الذي يجمع البلدين.


    حققت زيارة الملك السعودي إلى الهند - وكما كان متوقعاً منها- عديداً من الأهداف الداعمة لمصالح الدولتين الاقتصادية والسياسية.. منها ما تعلق بمكافحة الإرهاب ومنع الازدواج الضريبي وتنشيط وحماية الاستثمارات.. كل ذلك في إطار ما عرف بإعلان نيودلهي الذي أعاد للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين الانتعاش بعد فتور دام حوالي النصف قرن.


    وأهم ما نص عليه الاتفاق قيام السعودية بمد الهند بحجم كاف ومستقر ومتزايد من النفط إيماناً من السعودية بأهمية استقرار الإمداد النفطي وثبات الأسعار وانخفاضها من أجل استقرار الاقتصاد العالمي.


    إثر ذلك صرح عدد من المسئولين الهنود بأن نيودلهي حريصة على علاقات وثيقة مع الرياض باستمرار حيث العمل المشترك نحو خلق إمكانيات وفرص توثيق العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا سيما من خلال توحيد القدرات والمهارات الهندية في مجال الموارد البشرية واحتياطيات النفط والغاز السعودية.


    واستطاع الملك عبدالله بذلك إعادة النهر إلى مجراه مدخلاً إحدى أهم الدول من حيث معدلات النمو الاقتصادي في شرق العالم كشريك أساسي في رفد الاقتصاد السعودي، كل ذلك دون أن يصطدم بالإرث الضخم من المساعدات السعودية للباكستان والذي تجلى في أبرز صوره في رفض عضوية الهند في منظمة المؤتمر الإسلامي تأييداً للموقف الباكستاني.


    تنفس الجميع الصعداء بعد نجاح الزيارة التي كانت محفوفة بكثير من مصاعب التاريخ.


    - تستضيف المملكة العربية السعودية عمالة هندية تقدر بحوالي مليون ونصف المليون شخص، ومثل هذا العدد تقريبا من العمالة الباكستانية، كما أن شركة الخطوط الجوية السعودية ذات الأسطول الضخم من الطائرات العملاقة لها خمس محطات رئيسة في مدن هندية كبيرة هي مومباي ودلهي ومدراس وكوشن وحيدر أباد. ولـ "السعودية 58 محطة في مختلف أرجاء العالم" - .


    وخلال الفترة ما بين مارس (آذار) من العام الماضي شهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا طال جوانب اقتصادية وسياسية وثقافية وذلك بدأب متواصل من اللجنة السعودية الهندية المشتركة، وهي كان تأخر عملها ثماني سنوات منذ 1997 ، ولكن زار وزراء هنود عديدون المملكة ما بين مارس ومايو من بينهم وزير المال بي تشيدمبرام، ووزير النفط والغاز الطبيعي ماني شانكر ووزير الشؤون الخارجية ناتورا سينغ.


    وصرح مسؤولون هنود لمرات كثيرة أن نيودلهي حريصة على علاقات وثيقة مع الرياض باستمرار حيث العمل المشترك نحو خلق إمكانيات وفرص توثيق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لاسيما من خلال توحيد القدرات والمهارات الهندية في مجال الموارد البشرية واحتياطات النفط والغاز السعودية


    وحين سألت السفير السعودي النشط لدى الهند صالح الغامدي في خضم الزيارة الملكية لنيودلهي قائلاً "سيدي..هل تأخرتم في الوصول إلى الهند؟" قال لي:"طبعاً هذه الزيارة تأتي بعد 50 عاماً من زيارة الملك سعود. كان هناك فتور في العلاقات بين البلدين لكن الأمور الآن أصبحت جيدةً جداً، وزيارة الملك عبدلله صححت مسار العلاقات، وستكون هناك انطلاقة جديدة للعلاقات".


    وقال لي السفير تعليقاً على انتقاد بعض الصحف الهندية المملكة العربية السعودية التي بذريعة أنها أقفلت الباب في وجه بلادهم إلى أن اكتشفت أهميتها، قال السفير الغامدي أنه "كلامُ إعلام قد يصيب وقد يخطئ". وأضاف موضحاً إن"الاتصالات كانت مستمرة بين البلدين والزيارات كذلك، إلا أنها لم تكن في مستوى رؤساء الدول. وبالتأكيد تبحث الصحف عن أي شيء مثير لكي تزيد إثارته".


    وقال متابعا حديثه معي: "كان هناك فتور ولكن ليس قطيعة. من سبقوني في تولي السفارة هنا (في الهند) قاموا بجهود حثيثة لتطوير العلاقات، وبدوري قمت بمحاولات لتنمية العلاقات المتبادلة".


    ومن طرائف تلك الزيارة أن رئيس الوزراء الهندي حادث الزميل طارق الحميد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بإعجاب منقطع النظير عن الملك الزائر، وذلك ظناً منه أن الحميد أحد الرعايا الهنود، فما كان من الملك عبدالله إلا أن قال له موضحاً "هذا معي".
    ***
    يا وطنى الحبيب اين تسير بك الايام وماذا يحاك لك من قبل الاعداء..
    هل تدري ما يفعلون بك يا وطني..

  • #2
    رد: الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !


    وإلى الصين عبرت قافلة الملك السعودي الجديد..

    ومعلومٌ انه من بين عشرة أكياس من الأسمنت في العالم تذهب أربعة إلى الصين. هذا يبدو توضيحاً لا شك حوله حول مدى النهوض الصيني واستئثاره بنصيب كبير من كعكة النمو في العالم، ولا يتفوق عليه من ناحية جذب الاستثمارات الأجنبية سوى أميركا.


    تطلع العالم بأسره في الآونة الأخيرة للصين كإحدى أهم الدول الصناعية الجاذبة للاستثمارات العالمية، وكانت المملكة إحدى هذه الدول التي بدأ سياسيو واقتصاديوها يحدقون في الشرق بعيون أكثر نفاذاً وتركيزاً. فباعتبارها أكبر مصدر للنفط والمحتوية على ربع الاحتياطي العالمي رأت المملكة في الصين ثاني مستهلك للنفط في العالم سوقاً لا يمكن تجاهلها من أجل تنويع مصادرها الاقتصادية، وهو الهدف الذي التقت فيه الدولتان في زيارة الملك السعودي إلى الصين أو الزيارة اللاحقة التي قام بها الرئيس الصيني إلى الرياض.


    لكن رياح السياسة الدولية خلال عدة عقود خلت جعلت من الصعوبة بإمكان إنزال تلك الطموحات إلى حيز التنفيذ، حتى آنت اللحظة و جاءت زيارة الملك عبدالله إلى الصين..


    وكما علمت سابقاً فإن الملك عبدالله أحس أن تأخير تفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين أمر يجانب الصواب، فعمل على تسريع عملية التنشيط الاقتصادي بين البلدين، وشمل التعاون مجالات عديدة لا شك في أنها ستسهم إسهاماً فعالاً في تغيير الوجه الاقتصادي لكليهما، إذ لا يصعب التعاون السعودي الصيني فقط بخانة تطوير المنشآت الصينية فحسب، بل حرصت وزارة البترول السعودية - من مبدأ الجدوى التجارية والمنافع المتبادلة - على دعوة الشركات الصينية للمساهمة في المشاريع التي تقام في السعودية خاصة في مجال بناء السكك الحديد واستغلال المعادن ومحطات التحلية وتوليد الكهرباء ومشاريع خدمات الطاقة.


    وباستثناء الزيارتين إلى أبو ظبي لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي، وإلى الكويت لأداء واجب العزاء في الحاكم الكويتي الراحل لشيخ جابر الصباح، فإن الزيارة إلى الصين تُعدُّ أول نشاط دولي على النطاق الجغرافي العالمي للملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن تولى زمام الحكم في أوائل أغسطس من العام الميلادي المنصرم خلفاً لأخيه الراحل الملك فهد الذي أمضى مايقارب العقدين في حكم المملكة السعودية المحافظة.


    واسترعى انتباه المحللين السياسيين المتابعين لشؤون القارة الآسيوية وتحركاتها السياسية ذلك الترحيب الذي لايمكن وصفه سوى بأنه "ترحيب فوق العادة لزعيم دولة أجنبية"، الذي بدا جلياً في تصريحات مسؤولي البلدين المقرر زيارتهما، وكذلك مانشرته الصحف في البلدين عن الزيارة المرتقبة وآفاقها، لاسيما أنها ستفتح "العديد من النوافذ في جدار التعاون مابين شقي آسيا" على حد تعبير المراقبين.


    وفي أواخر الثمانينات استطاعت الحكومة السعودية الظفر بصفقة صواريخ متطورة من الحكومة الصينية لم يُمط اللثام عنها إلا فيما بعد، وكان مهندسها مساعد وزير الدفاع الحالي الأمير خالد بن سلطان الذي يعد أكبر أنجال ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.


    واستطاع الأمير خالد أن يصل بالصفقة إلى بر الأمان دون أن تتنبه دوائر الاستخبارات الغربية إلى ذلك قبل حدوثه، إلا وقت شاءت الحكومة السعودية أن تسرب الخبر، فأعلنت عن ذلك مسربة خبرا عنه لصالح إحدى الصحف العالمية.


    واستطاعت شركة ساينوبك من الفوز بعقد مشاركة مع أرامكو السعودية للتنقيب عن الغاز في شمال الربع الخالي من السعودية، حيث كلفت الشركة الصينية بعمليات المسح الزلزالي وكافة عمليات التطوير.


    وحسب ما علمته من مصادر موثوقة آن ذاك كانت على علم بما جرى على طاولة الزعيمين في نطاق العلاقة النفطية على وجه الخصوص، أن البلدين كانا يتطلعان إلى تفاهم مشترك وتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما في مجالات خصبة متفرقة.


    الرياض تتطلع إلى ما يلي:


    1- تصدير كميات اكبر من النفط السعودي إلى الأسواق الصينية لتنويع اقتصادها، بينما تتردد الصين مفضلة تنويع مصادرها لتغذي اقتصادها الذي يشهد تحولا غير مسبوق .
    2- إنشاء مشروعين لإنشاء مصاف سعودية في الصين: المشروع الأول تم الاتفاق عليه بين أرامكو والشركة الصينية اكساموبيل بأكثر من بليوني دولار. وهو مشروع مصفاة تم التوقيع عليها، ومن المفروض أن تتوسع من خلالها الطاقة الإنتاجية وإنشاء مصنع للبتركيماويات.


    ومن ضمن المشروع أيضا إنشاء شبكة لتوزيع المنتجات البترولية، وقد تم إعادة المشروع من الجانب الصيني لأن المنتجات المكررة تباع بأقل من السعر المفترض دوليا، فلا أرامكو أو اكساموبيل على استعداد لبيع منتجاتهما بأقل من الأسعار الدولية، والصينيون يريدون البدء بتحرير تلك المنتجات لكنهم يترددون في التنفيذ.


    وحالما يبدأ تشغيل المشاريع المشتركة، فإنها تعزز موقع أرامكو السعودية في المرتبة الأولى كمورد مضمون للزيت الخام مما سيزيد من حجم الزيت الخام السعودي والمنتجات المكررة التي سيتم بيعها في الصين إلى حوالي 850 ألف برميل يوميا لدى الأخذ في الاعتبار الاستيراد من خارج هذه المشاريع، إضافة إلى أن أرامكو السعودية تشارك ساينوبك في دراسة جدوى بناء استراتيجي وتشغيلي في الصين، وذلك لطمأنة مخاوف الصين فيما يتعلق بأمن الإمدادات النفطية لها .


    وكانت الزيارة التي يقوم بها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والنتائج والاتفاقيات بين البلدين قد مهد لها على مدى 15 عاما تقريبا، من خلال الفريق الفني المشترك الذي شكل بين وزارة البترول و الثروة المعدنية السعودية وهيئة التنمية والإصلاح الوطنية الذي كان يجتمع بشكل دوري تناوبي لبحث وتطوير سبل التعاون، وتم من خلال الفريق إعداد بروتوكول التعاون في قطاع الغاز والبترول مع آليات التنفيذ الذي وقعه الملك عبدالله خلال زيارته السابقة إلى الصين .


    ويعود تاريخ العلاقة بين أرامكو السعودية و الصين إلى عام 1992 عندما عملت الشركة جنبا إلى جنب مع الجهات الصينية على عرض يقضي بتصميم و بناء مصفاة جديدة في الجزء الشمالي الشرقي من الصين، وتم استكمال العرض وقدم للحكومة الصينية عام 1995 لكن المشروع لم ير النور بسبب عدم جهوزية السلطات الصينية في ذلك الوقت لمنح الشركات الأجنبية فرص الدخول إلى أسواقها .


    وعام 1997 وقعت أرامكو السعودية اتفاقية تفاهم مع شركة ساينوبك تنص على التعاون من اجل تقييم فرص واحتمالات المشاريع المشتركة في برنامج ساينوبك المتعلق بتطوير مصافيها وتوسعتها بهدف تكرير المزيد من الزيت ذي النسب العالية من الكبريت، وتم بعدها الموافقة من قبل أرامكو على مشاركة ساينوبك واكسون موبيل في دراسة الجدوى الاقتصادية و الفنية لتوسعة مصفاة فوجيان ورفع انتهاجها الى 240000 برميل يوميا، هذا بالإضافة إلى إنشاء مجمع بتروكيميائي لانتاج 1.12 مليون طن في العام من البولي اولفينات و70000 طن سنويا من مادة الباراكسيلين .


    وكانت أرامكو قد افتتحت في العام 1997 مكتبا للمبيعات والتسويق في بكين لمساندة جميع نشاطات التسويق في الصين والعمل على التوسع في حصة أرامكو السعودية في سوق زيت الخام هناك، وأصبحت الشركة اليوم بفضل هذه الجهود المورد الأول للزيت الخام في الصين بالإضافة إلى كونها المورد الأول لغاز البترول المسال بتلبيتها ثلث الحاجة الصينية اي ما يمثل مليوني طن سنويا، بالإضافة إلى كون أرامكو احد ثلاث اكبر الشركات الموردة للكبريت.


    أما في العام 1998 فقد افتتح مكتب لأرامكو في هونج كونج لمتابعة تطوير مشروع فوجيان، وتلاه مكتب في بكين للمشاركة في أعمال تصميم وانتشاء الوحدات التكريرية والبتروكيميائية المرتبطة بالمشروع، ووطدت أرامكو علاقتها بشركة ساينوبك الصينية من خلال مذكرة تفاهم في العام 2004 لترسيخ الشراكة في أعمال التنقيب عن الغاز وإنتاجه وتشجيع التعاون في الاستثمار في قطاعي التقنية وأعمال تكرير الغاز وتسويقه، وتم بعدها الاتفاق على تطوير مصفاة اخرى في الجزء الشمالي الشرقي من الصين اطلق عليه "مشروع شنداو".


    ومن أحداث الزيارة اللافتة وما دار في كواليسها أن حالة من القلق سرت بين أعضاء الوفد السعودي حين تم نقل وزير العمل الشهير الدكتور غازي القصيبي إلى المستشفى بعد أن وقع اتفاقية تعاون مع نظيره الصيني في إطار الاتفاقيات الثنائية الخمس التي وقعت خلال زيارة الملك السعودي لبكين. القصيبي شعر باعتلال في صحته تمثلت في آلام في الصدر اُضطر على أثرها نقله إلى المستشفى بعد لحظات قليلة.


    وأجرى الأطباء وقتها فحوصات على قلب الشاعر والوزير المعتق جاءت نتائجها مطمئنة إلى حد بعيد، على الرغم من القلق العارم الذي كان يجول في أوصال أعضاء الوفد السعودي على صحة الوزير القصيبي الذي أمضى أكثر من نصف قرن في العمل داخل أروقة صناعة القرار في بلاده المملكة العربية السعودية.


    لكنه في بكين تلقى خبرا غير سار حيث قال له الوزير الصيني المقابل له أن بلاده لا تشترط "صيننة" على سوق العمل مطلقاً، إذ يحق لأي مستثمر أن يعمل بطاقم أجنبي كامل دون فرض الصيننة حيث هناك أكثر من 1300مليون ساكن يمثل للشعب السعودي 2 بالمائة تقريباً.


    وكان القصيبي أبرز رافعي شعار "السعودة" لتوطين الوظائف في بلاده.


    ***
    وعبر الملك السعودي بعد سور الصين إلى الحليفة القديمة المتجددة باكستان..


    وتحتل باكستان مكانة شاسعة في قلوب المسلمين مثلما هي تحتل هذه المساحة المترامية في شرق آسيا ذلك كونها أحد أكبر الدول الإسلامية من حيث التعداد السكاني، وينظر المسلون هذه النظرة لباكستان حديثة النشأة باعتبار أنها نشأت من أجل وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية نأياً بهم عما كانوا يتعرضون له عندما كانت البلاد جزءاً من الهند..


    في الأدبيات الإسلامية أصبحت الدول الباكستانية نموذجا حياً لحركة جهادية استطاعت في التاريخ الحديث أن تخلف وطناً أولاً ثم تجعله أحد الدول المتطورة – نوعاً ما - ثانياً، وقد قدرت السعودية هذا العمل الجهادي وظلت تمد يد العون لباكستان طيلة الخمسين عاماً الأخيرة، وقد تمثل الدعم السعودي في المساعدات العينية أثناء الكوارث الطبيعية التي ضربت البلاد من زلازل وغيرها.


    والمساعدات الإستراتيجية المتمثلة في الدعم السياسي واللوجستي للحكومات الباكستانية المتعاقبة في المحافل الدولية وقد بلغ ذلك مداه في عقد قمة إسلامية استثنائية في مكة المكرمة لدعم الباكستان، هذا غير أنها فتحت للباكستانيين الأراضي السعودية حتى بلغ عدد العمالة فيها مليوناً ونصف.


    وأصبحت الباكستان في الآونة الأخيرة في بؤرة الضوء بعد وقوفها إلى جانب الولايات المتحدة في حربها ضد طالبان، فالغير... والمعارضون على حد سواء بدؤوا في النظر إلى باكستان باعتبارها لاعبة دور أساسي في الحراك الذي انتظم العالم مؤخراً ووسم بالحرب على الإرهاب.


    ونتيجة لهذا التناغم السياسي مابين حكومة الرياض وإسلام أباد فإن السعودية استطاعت عبر أكثر من مرة في استخدام نفوذها للضغط لصالح الحكومة الباكستانية في كافة المناشط السياسية التي كان الصوت السياسي السعودي مؤثراً،وعلى الأخص في منظمة المؤتمر الإسلامي حيث تم رفض طلب تقدمت به الحكومة الهندية لتكون عضواً مراقباً في المنظمة،كونها تضم في جوفها أكثر من مئة مليون مسلم.


    وفي حديث مع التلفزيون الهندي وقتها، أبدى الملك السعودي موافقته للرأي الذي يذهب إلى أن العلاقات مع الهند ليست على ما يرام نتيجة لأطراف أخرى، في أشارة إلى العلاقات مع باكستان. وقال:" هذا صحيح انه لا يوجد شك في أن العلاقة مع الباكستان لها تأثير، ولكن أتمنى أنه يكون ما بين باكستان والهند صداقة ويزول التوتر الموجود الآن لأنه ليس من مصلحة الهند ولا الباكستان".


    وتساءل الملك عبدالله :" ما هي مصلحة الهند أو باكستان من التنافس والتناحر.. ليس من مصلحة الهند ولا من مصلحة باكستان أن تكونا في تناحر وقتل وخسارة وسمعة ليست طيبة لأنهما جارتان ولغتهما واحدة فلماذا التناحر على شيء ممكن أن يعمل بالتحاور فيما بينهما ويحقنوا الأرواح والدماء المسفوكة وفي نفس الوقت الخسائر الاقتصادية.. وسمعة البلدين فوق كل شي".


    ( من لمحات سرعة بديهة الملك السعودي خلال المقابلة السالفة التي أجراها التلفزيون الهندي أن المذيع قال للملك حين طلب منه توجيه تحياته إلى الشعب الهندي " جلالة الملك .. الشعب الهندي عدده بليون نسمة فلا أظن أن بإمكاني نقل تحياتك إليهم واحداً واحد"، فما كان من الملك عبدالله إلا وأن أشار فوراً إلى الكاميرا التلفزيونية التي أمامه بأصبعه قائلاً :" إن لم تكن تستطيع ذلك فهذه الآلة ستفعل").


    وظلت العلاقات السعودية الباكستانية في تنامٍ مضطرد منذ أن بدأت قبل نحو نصف قرن مكللة بالسياسة الباكستانية الحازمة تجاه الصراع في الشرق الأوسط التي صاغها مؤسسها الأول محمد علي جناح، مروراً بالتعاون العسكري مابين حكومتي البلدين عبر المناورات العسكرية المستمرة، وانتهاء بالتوافقية السياسية والإستخباراتية في الحرب ضد الإرهاب.


    إلا أن الجنوح الباكستاني نحو إقامة علاقات مع الحكومة الإسرائيلية أثار الدهشة في مختلف الأوساط السياسية السعودية، رغم تصريحات للرئيس الباكستاني برويز مشرف نُشرت في صحف بلاده ذكر فيها أنه استشار الفلسطينيين واستشار الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل الإقدام على هذه الخطوة، وهو الأمر الذي لم تؤكده الحكومة السعودية عبر أي من قنواتها الرسمية أو ماعداها حتى الآن.

    مع ذلك فإن العاهل السعودي أبقى الباب موارباً تجاه الحديث عن انضمام الهند إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، إذ أشار إلى أن الرغبة الهندية في الانضمام إلى المنظمة التي تجمع شؤون أكثر من ثلاثين دولة إسلامية لابد أن تتم عقب اتفاق مع الحكومة الباكستانية لتقوم هي بطرح هذا الطلب.



    مظاهر الاحتفاء بالملك عبدالله كانت واضحة للعيان .. مرتسمة على الوجوه فهو الزعيم الإسلامي الذي ترى باكستان في دولة أنموذجاً يحتذى وفي دولته حلماً وواقعاً قد خرج من الكتاب والسنة.


    فالمملكة ليست مجرد دولة تتمتع باقتصاد قوي وإنما هي كذلك الدولة التي استطاع مؤسسوها بناءها وفق منهج إسلامي كان هدف الباكستانيين عند إنشاء دولتهم وما زال هدفاً تسعى نحوه البلاد بأكملها حثيثاً. وهي الشريك الفعلي عملياً في قيادة الأمة، فحواجز اللغة لم تمنع البلدين من التلاقي تحت مظلة أشمل وأوسع هي وحد ة القصيدة وتلاقي المبادئ.


    الزيارة أثمرت توقيع خمس اتفاقيات بين البلدين شملت مجالات التفاهم الثنائي والتبادل العلمي والتقني وتفادي الازدواج الضريبي.


    لم يكن قطف هذه الثمرات عسيراً على قيادتين تؤمنان بوحدة الأهداف والمصير وتحملان الديانة نفسها والمبادئ ذاتها.


    ***


    وأيضا تمكنت ماليزيا وفي خلال فترة زمانية قصيرة من إيجاد مكن لها بين الدول الصاعدة اقتصادياً..


    تكمن صعوبة صعود ماليزيا في الظروف الاجتماعية والتركيبة السكانية المتباينة ما يحول دون إيجاد استقرار سياسي يمكن الشعوب ذات الظروف المشابهة في العادة من الالتفات إلى عملية البناء والتنمية.. نجح الماليزيون الموزعون في 13 سلطنة وولاية في الانصهار تحت مظلة دولة موحدة جعلت من الارتقاء الاقتصادي والصناعي هدفاً.. واستطاعت الأعراق الثلاثة المكونة للبلاد (الملاويون الهنود * الصينيون) القفز فوق تبايناتها العرقية لتخلق هوية وطنية جامعة.


    السؤال الذي ينتصب دائماً هو كيف تمكنت هذه الدولة التي كانت تعتمد حتى القريب على تصدير المطاط كمصدر مالي أوحد من تحقيق هذه النهضة المدهشة.


    يرى الخبراء – كما ينقل الدكتور عبدالله المدني - أن إعلاء قيم العلم والعمل من أهم الأسباب المحورية في النهضة الماليزية ونهضة كل الدول المعروفة بالنمور الآسيوية. فقد نظرت هذه الشعوب إلى العلم والعمل باعتبارهما قيمتين مقدستين. كذلك عمد الآسيويون إلى الاهتمام بالتأمل والمحاكاة من خلال الالتقاط وإعادة الطرح في إطار التعامل مع التكنولوجيا إلى جانب أن هذه الشعوب تمكنت من الاستفادة من مواردها أقصى درجات الاستفادة. وهذا متعلق في أحد وجوهه بالبساطة والتقشف الشديدين


    الآسيوي بطبعه ميال إلى التقشف وقد سرى هذا المفهوم من خلال الأفراد والجماعات فلم يكن غريباً أن تتبناه الدول في استراتيجياتها الاقتصادية إلى ذلك فهذه الشعوب تميزت بالتسامح وسهولة تقبل الآخر مما مهد لإيجاد بيئة وطنية لا خلافات ولا نعرات جهوية فيها.


    لم تكن زيارة الملك عبدالله إلى ماليزيا بالزيارة العادية فهذا النمر الآسيوي الرابض في شرق القارة الآسيوية يمثل ركيزة إسلامية أساسية لم يكن للمملكة وهي على رأس هرم العالم الإسلامي تجاوزه.. كانت ماليزيا حينها ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي فضلاً عن أنها صاحبة دور بارز فيه بسبب ثقلها العالمي..


    وكانت أول زيارة لملك سعودي نحو ماليزيا منذ ربع قرن ...


    كان لقاء القطبين أملاً للأمة الإسلامية التي ترى في كليهما سنداً لها.. هذا بالنسبة للمسلمين، أما بالنسبة للعالم أجمع فقد ترقب الزيارة لما يمكن أن تلعبه من دور في تهدئة الأوضاع في المنطقة على جميع الأصعدة، ثم إنها ستناقش بالقطع أسعار البترول المؤثرة على الاقتصاد العالمي برمته.


    أما على مستوى الدولتين فنستطيع استجلاء أهميتها إذا نظرنا فقط لحجم التبادل التجاري البالغ أكثر من ثمانية مليارات من الدولارات.


    ***


    شمل الملك عبدالله هذا الجزء أو هذه التجربة الحية للاقتصاد بجولته الشرق آسيوية.


    جولة الملك عبدالله الآسيوية هدفت إلى تدعيم أواصر الصداقة مع بعض هذه الدول وتعميقها مثل ما هو بالنسبة لماليزيا والباكستان وإيجاد شركاء جدد مثل الهند والصين وهونج كونج..


    لم تغفل المملكة التطور الهائل في هذه الدول ولم تحصر نفسها في برج عاجي، لتكتفي بتجربتها وإنما أشرعت نوافذ الأحلام على كل الدول التي من الممكن سوق تجاربها للاستفادة منها لرفد تجربة المملكة الاقتصادية المتنامية.


    وعي الملك عبدالله والقائمون على أمور الدولة التغيرات العالمية وزوال مراحل الاستقطاب وأن العالم صار كتلة اقتصادية واحدة وأن المفتاح لتقدم الشعوب هو قدرتها الاقتصادية في مواجهة تقلبات السوق العاتية.. فسعت على أعلى مستوياتها ممثلة بالملك عبدالله بن عبدالعزيز للدخول في شراكات جديدة مع دول أصبحت نماذج يشار إليها بالبنان.
    سلطان السعد القحطاني

    يا وطنى الحبيب اين تسير بك الايام وماذا يحاك لك من قبل الاعداء..
    هل تدري ما يفعلون بك يا وطني..

    تعليق


    • #3
      رد: الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !

      مانبغى نبيع حصص أكبر من النفط نبغى أستثمار الطفره النفطية في تنويع مصادر الدخل قبل أن تحل بنا الكارثة

      تعليق


      • #4
        رد: الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !

        وخسارة وسمعة ليست طيبة
        خوش والله

        تعليق


        • #5
          رد: الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !

          موضوع جميل جداً تقييم على الطاير+

          لوتوجهمنا لدولة مثل اليابان الآن لأن هذه الدولة كما فهمت أن العقوبات الأمريكية قد تم رفعها وأن لديهم من مشاريع ستكون مصبوبه في المجال العسكري من ضمن هذه المنتجات التي يجدر الإشاره لها هي الطائرة البرمائيه اليابانيه التي أطلقت حديثاً (shin maywa) وإن كانت هنا لك علامات قوة تشجع على ما ذكر فإن هذه الطائرة أكبر دليل على ذلك.

          ملحوظة:- اليابانيين إتخذوا على ما يبدوا من الروس مثال لهم.

          تعليق


          • #6
            رد: الرياض وقطار الشرق السريع: إلى اليميييييين دُر !

            مقال جميل لولا المبالغة والمديح .. في بعض جوانبه

            تعليق

            ما الذي يحدث

            تقليص

            المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

            أكبر تواجد بالمنتدى كان 170,244, 11-14-2014 الساعة 09:25.

            من نحن

            الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

            تواصلوا معنا

            للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

            editor@nsaforum.com

            لاعلاناتكم

            لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

            editor@nsaforum.com

            يعمل...
            X