إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العراق بين سياسات دول الجوار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العراق بين سياسات دول الجوار



    حوار مع الباحث والكاتب الدكتور حيدر سعيد
    أجرى الحوار: ضياء ابراهيم حسون
    نص الحوار:
    سؤال: دكتور حيدر أين يقف العراق اليوم سياسيا من دول الجوار؟ هل ما زال يلعب دور المتلقي أم أصبحت له كلمة فيما يخص القضايا الإقليمية؟
    جواب: لا زالت دول الجوار فاعلة، الدور الإقليمي فاعل أكثر ما هو فاعل، للأسف العراق أصبح موضع صراع ما بين إرادات مختلفة، إيران من جهة والدول العربية من جهة ثانية، ربما أتيحت للقادة العراقيين أكثر من فرصة لكي يستعيدوا الدور الإقليمي لكن للأسف لم يكن هناك تصميم أو رؤية عراقية لإستعادة الدور الإقليمي، كانت قضية الثروة المتصاعدة وتصاعد دورالعراق في مجال الإنتاج النفطي خاصة في السنوات الأخيرة في ظل الربيع العربي الذي رافقه أيضا إنخفاض قدرة إيران في مجال النفط كان بإمكان هذا أن يجعل من العراق لاعبا إقليميا لكن للأسف لم يستغل القادة العراقيون ذلك، الشيء الآخر أيضا هو وضعية الصراع الطائفي في المنطقة وهو أحد العوامل الذي قد يمكن العراق من أن يلعب دورا إقليميا مهما خاصة أن العراق بلد له وضع خاص، التركيبة الإثنية والطائفية والدينية كانت تأهله لأن يكون العراق الجسر بين إيران والعالم العربي لكن للأسف أيضا لم يستفاد منه،يبدو لي أيضا أن تعقيدات الوضع في المنطقة، خاصة العلاقات مع سورية جعلت العراق يختار أن يكون ضمن واحد من المحاور في المنطقة وهو محور إيران سورية لبنان لذلك أقول أن العراق يفتقد إلى رؤية لإستعادة مثل هذا الدور وإن كانت بعض عوامل القوة الموجودة تأهله لكي يلعب مثل هذا الدور.
    سؤال: لو أردنا أن نشخص الخلل أين يكمن في عدم رسم سياسة قوية ومؤثرة هل بسبب الخلافات السياسية أم هنالك عدم مهنية لدى المسؤول العراقي في التعامل مع القضايا السياسية الدولية؟
    جواب: أنا قلت أن إنعدام الرؤية هو العامل الأساسي، العراق الذي بعد عام 2003 مر حالة اضطراب، التدخلات الإقليمية، الصراع السياسي الذي وصل إلى حد الحرب الأهلية في أعوام 2006- 2007 ، إرهاب ودولة غير مكتملة يعني عملية بناء مؤسسات الدولة كانت أيضا عملية مستمرة، لذلك يبدو لي أن هذا الصراع لم يؤد إلى نشوء رؤية لدى القادة العراقيين بإمكانية لعب مثل هذا الدور، لذلك أنا أقول المشكلة أساسا في رؤية القادة العراقيين لمثل هذا الدور، صارت هناك بعض الطروحات، بعض المحاولات لمخاطبة الرأي العام العربي، في أحيان معينة حاول العراق أن يلعب دور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، في مرحلة من مراحل المفاوضات بشأن النووي الإيراني بغداد إستضافت هذه المفاوضات، لكن بالعموم بإستثناء مثل هذه المحاولات الخجولة لم تكن هناك رؤية للعب مثل هذا الدور، وأنا أشك أنه خلال السنوات القادمة ستنشأ مثل هذه الرؤية، كما قلت اختارالعراق أن يكون في واحد من المحاور يبدولي أن هذا عائقا وليس مساعد.
    سؤال: لو تركنا سياسة العراق وانتقلنا إلى سياسة الدول المجاورة وأردنا وضعها في الميزان، برأيكم إلى أي دولة تميل كفة الميزان؟
    جواب: العراق أقرب إلى إيران هذا شيء واضح، إيران لها تأثير كبير في العراق حتى أن تشكيل الحكومة العراقية كان لإيران دورفيه وفي تسمية رئيس الوزراء، أو حتى عندما ضعفت إيران يعني قبل التحولات الأخيرة والتفاهم الأمريكي الإيراني بقيت إيران صاحبة نفوذ، الدول الأخرى أيضا فاعلة تركيا والدول العربية، السعودية تحديدا لها دور في دعم قوى سياسية في العراق ولكن لا تدعم الدولة العراقية.

    سؤال: كثير من الدول، خصوصا دول المنطقة أقصد منطقة الشرق الأوسط تميل إلى أمريكا ولذلك هي تعتمد على السياسة الأمريكية كمصدر قوة، بين العراق وأمريكا اتفاقات إستراتيجية برأيكم لماذا لا يستطيع العراق الإعتماد على السياسة الأمركية في التحرك في المنطقة وفرض نوع من الإرادة؟

    جواب: نرجع مرة أخرى إلى قضية الرؤيا حتى في إطار العلاقة مع الولايات المتحدة، معروف أنه منذ عام 2008 ، منذ بدأ التفاوض على الإتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، كان هناك وجود قرار ورغبة عراقية في الحد منذ النفوذ الأمريكي في العراق، وهذا جسد في انسحاب القوات الأمريكية في أواخر عام 2011 ربما خلافا للرغبة الأمريكية، إذا تتذكر تفاصيل تلك الأيام كان هناك رغبة امريكية في بقاء 20 ألف جندي أمريكي في العراق، في المقابل العراق، انظر إلى زيارة رئيس الوزراء المالكي إلى واشنطن الأخيرة يطلب من الولايات المتحدة الدعم العسكري وبالتالي لم تكن هناك رؤية لبناء علاقة شراكة إستراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة، ولا أعتقد حتى داخل الولايات المتحدة بدأت بعض المؤسسات في الإدارة الأمريكية تطرح مثل هذه الشكوك حول الموقف العراقي وأعتقد أن وزير الخارجية جون كيري طلب بوضوح أن يحدد العراق مكانه هل هو مع إيران أم مع الولايات المتحدة؟ صرح كولن باول وزير الخارجية آنذاك أنه كان هناك مخطط لأن يكون العراق هو الحلقة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، لكن في تصوري العراق نفسه لم يستطع أن يأخذ هذا الدور، وأنا أعول هذا إلى أكثر من عامل، العلاقة مع إيران عامل، وربما تكون الثقافة السياسية التقليدية لبعض الزعماء العراقيين المبنية على معادات الولايات المتحدة عامل، هذا كان السبب في أن لا يكون العراق الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
    سؤال: برأيكم هل من الممكن المقارنة بين سياسة الولايات المتحدة كدولة عظمى وسياسة إيران؟ خصوصا أن لدى الولايات المتحدة مصالح ومصالح استراتيجية في العراق كيف لها أن تخلي الساحة لإيران؟
    جواب: الولايات المتحدة لم تخل الساحة لإيران، إيران هي التي كان لها مبادرة منذ الأيام الأولى لسقوط صدام كما هو معروف، إيران هي أول بلد فتح سفارة في بغداد، على الرغم أن اسقاط نظام صدام تم بيد القوات العسكرية الأمريكية، ولم يمانع من فتح علاقة واضحة مع العراق، الذي ساعد على ذلك هو أنه معظم الطبقة السياسية التي تولت الحكم ما بعد عام 2003 كانت تملك علاقات تاريخية مع إيران وبالتالي إيران ذات مصادر قوة ناعمة دعنا نستعمل هذا التعبير، لا تستطيع مواجهتها الولايات المتحدة، أنا لست مع تصور أن الولايات المتحدة سلمت العراق لإيران، أنه هناك قرار أمريكي لتسليم العراق لإيران، لا لكن لإيران في العراق مصادر قوة ناعمة، مصادر نفوذ لا تستطيع الولايات المتحدة مواجهته، وبالضرورة العراق عليه أن يكون إما في هذا الخندق أو في الخندق المقابل، الوضع المركب الذي نفكر في إنقاذ العراق منه هو أن يكون للعراق طريق خاص، لا يكون العراق جزءا من الخندق الإيراني ولا جزءا من الخندق الأمريكي في نفس الوقت، وهذا الذي لم يستطع أن يلعبه، لذلك الآن نرى الإنقاذ في التفاهم الأمريكي الإيراني الأخير قد يتفاهمان ولن يكون العراق مؤهلا لأن يلعب مثل هذا الدور، العراق فرضا هو قريب من الولايات المتحدة وقريب من إيران في نفس الوقت، لم يكن مؤهلا للعب مثل هذا الدور في التفاهم وبالتالي التحول الكبير الذي حدث داخل السياسة الإيرانية، حتى الملف النووي الإيراني، بالمناسبة دولة طائفية مثل عمان هي التي قادته لأنها تملك علاقات جيدة مع إيران ومع الولايات المتحدة.

    السؤال الأخير: دكتور حيدر برأيكم هل ستفرض دول الجوار إرادتها في الانتخابات القادمة في العراق؟

    جواب: نعم، أعتقد أن العراق سيبقى مدة طويلة غير قادر على بناء إرادة سياسية مستقلة، لأن كل القوى السياسية العراقية قوتها ونفوذها من دعم دول الجوار حتى تمويلها يأتي من دول إقليمية، تركيا تدعم، والسعودية تدعم، وإيران تدعم وبالتالي أنا أعتقد أنه خلال المدى المتوسط ربما لن يستطيع العراق الخلاص من هذا الوضع وبالتالي دورالأطراف السياسية الرئيسية والتأثيرعلى المشهد السياسي العراقي قصيروغير قادر على صناعة القرار في العراق.




  • #2
    رد: العراق بين سياسات دول الجوار

    مشكلة العراق أن معظم حكامه أدوات بيد إيران أو بالأصح مطايا ,, وشكرا

    تعليق

    ما الذي يحدث

    تقليص

    المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

    أكبر تواجد بالمنتدى كان 170,244, 11-14-2014 الساعة 09:25.

    من نحن

    الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

    تواصلوا معنا

    للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

    editor@nsaforum.com

    لاعلاناتكم

    لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

    editor@nsaforum.com

    يعمل...
    X