تعرف هذه الأبنية العملاقة الشبيهة بناطحات السحاب بـ (حامية الرايخ الثالث) وهي أبراج ضخمة مبنية من الاسمنت والخرسانة شديدة التسليح قادرة على تحمل القصف المعادي والانفجارات.. وتقف اليوم شاهدة على الحقبة النازية..
بدأت فكرة انشاء هذه الابراج بعد تعرض برلين للقصف من قبل الطائرات البريطانية عام 1940 الامر الذي أثار غضب هتلر فأعطى أوامره لكبار قادته العسكريين للبحث عن حل يمكنهم من التصدي للقاذفات والمقاتلات التابعة لدول الحلفاء ومنعها من الوصول الى برلين عاصمة الرايخ الثالث.. فكانت الفكرة بانشاء مجموعة أبراج مرتفعة حول العاصمة برلين وهذه الأبراج تحتوي على رادار وفوق سطحها قطع مدفعية ورشاشات مضادة للطائرات.. وأدت الأبراج مهمة أخرى غير التصدي للطائرات وهي استخدامها كملاجئ للمدنيين في أوقات الغارات والقصف حيث كانت تتسع لعشرات الالاف ومجهزة بمركز صحي ..
تم بناء ثمانية أبراج في 3 مدن مختلفة من بينها ثلاثة أبراج في العاصمة برلين وبرجين في مدينة هامبورغ وثلاثة أبراج في مدينة فيينا.. تم الانتهاء من بناء الابراج خلال 10 أشهر فقط من بداية العمل وبعض الابراج تم تجهيزها في 6 أشهر.. بلغ سمك جدران الابراج 3.5 متر من الاسمنت شديد التسليح والفولاذ المقاوم..
على السطح زود كل برج بمجموعة من المدافع المضادة للطائرات عيار 128 ملم وعيار 88 ملم وعيار 20 ملم وجميعها قادرة على التحرك دائري 360 درجة .. وكل برج قادر على اطلاق 8000 رصاصة في الدقيقة الواحدة من مختلف العيارات.. ايضا كل برج كان يغطي دائرة نصف قطرها 14كم تقريبا..
بعد هزيمة الألمان ووصول قوات الحلفاء الى قلب برلين استخدمت القوات الروسية مدافع عيار 203 ملم لتدمير الابراج ولكنها فشلت في تدميرها لذلك تم اللجوء الى وضع متفجرات داخل الابراج وتدميرها وهذه العملية ادت الى تدمير بعض الابراج.. ولا تزال بعض الابراج موجودة حتى يومنا هذا وبعضها حول الى متاحف و نصب..