فرانس 24 / أ ف ب
أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قام "بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحا بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".
أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية أن تنظيم "الدولة الإسلامية" عمد إلى "تجريف" مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال البلاد الخميس، وذلك بعد نحو أسبوع من نشره شريطا مصورا يظهر تدمير آثار في مدينة الموصل.
وقالت الوزارة، في بيان على الصفحة الرسمية لدائرة العلاقات والإعلام على موقع "فيسبوك"، إن "عصابات داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) الإرهابية تستمر بتحدي إرادة العالم ومشاعر الإنسانية بعد إقدامها هذا اليوم على جريمة جديدة من حلقات جرائمها الرعناء إذ قامت بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".
وأوضح مسؤول عراقي يعمل في مجال الآثار أن عملية الجرف بدأت بعد صلاة ظهر الخميس، وأنه أمكن خلال الأيام الماضية ملاحظة وجود شاحنات في الموقع الأثري، ما قد يرجح قيام التنظيم بنقل آثار من الموقع.
وأضاف المسؤول الذي رفض كشف اسمه "حتى الآن، لا نعرف إلى أي حد تم تدمير الموقع".
وتأتي عملية جرف الموقع بعد أسبوع من نشر التنظيم المتطرف شريطا مصورا يظهر قيام عناصر منه بتدمير تماثيل وقطع أثرية في متحف مدينة الموصل.
وتقع مدينة نمرود التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، عند ضفاف نهر دجلة، وعلى مسافة نحو 30 كلم جنوب الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في أيدي التنظيم المتطرف في الهجوم الساحق الذي شنه في حزيران/يونيو.
استنكار عالمي
وأثارت عملية التدمير استنكارا عالميا وتخوفا على مواقع أثرية أخرى في محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل، لا سيما نمرود ومدينة الحضر، وخصوصا ان هذه المواقع واقعة في مناطق يسيطر عليها التنظيم بالكامل.
وقارن علماء آثار بين تدمير الآثار في الموصل، وقيام حركة طالبان الأفغانية بتدمير تمثالين أثريين عملاقين لبوذا في منطقة باميان عام 2001.
وعلى أثر نشر شريط تدمير آثار الموصل، طالبت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو إيرينا بوكوفا بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
ودعت وزارة السياحة والآثار في بيانها بالمجلس "إلى الإسراع بعقد جلسته الطارئة وتفعيل قراراته السابقة"، في إشارة إلى القرار 2199 الصادر في شباط/فبراير بهدف تجفيف مصادر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية، ومنها تهريب الآثار.
واعتبرت الوزارة أن "ترك هذه العصابات الضالة دون عقاب سيجعلها تجهز على الحضارة الإنسانية جمعاء وحضارة بلاد الرافدين، مسببة خسائر حضارية لا تعوض".
وكانت الحكومة العراقية أعادت السبت الماضي بشكل رسمي، افتتاح المتحف الوطني في بغداد، بعد نحو 12 عاما من تعرضه لنهب بعيد الاجتياح الأمريكي في العام 2003، افقده نحو 15 ألف قطعة أثرية، تمكنت السلطات العراقية من استعادة نحو ثلثها.
واعتبر مسؤولون عراقيون أن إعادة افتتاح المتحف الذي يضم آثارا تعود إلى العصور الحجرية، إضافة إلى آثار عديدة من نمرود والحضر، هو "رد" على قيام التنظيم الجهادي بتدمير آثار الموصل.
وكان أحد عناصر التنظيم قال في الشريط المنشور الأسبوع الماضي، إن خلفية القيام بتدمير التماثيل هي التشبه بما قام به النبي محمد عند فتح مكة قبل نحو 1400 عام، لناحية تدمير الأصنام التي كانت تستخدم للعبادة.
إلا أن متخصصين في الدراسات الإسلامية، يعتبرون أن ما قام به الرسول كان تدمير أصنام للعبادة، وهي لا يمكن مقارنتها بتدمير آثار ذات قيمة حضارية وفنية، ولا تعكس أي ممارسات دينية.