لا يكاد يعلم المتحدث عن آلام المسلمين من أهل السنة من أي مأساة يبدأ , فلا تكاد بقعة من بقاع الأرض تخلو من محنة تحيق بهم , أو ابتلاء جديد يحل بدارهم , ولعل كثرة الجراح والدماء التي تسيل من هذا الجسد الإسلامي المستباح قد أوقع المتحدثين عن آلامه في حيرة من أمرهم , فكيف يكون الحال إذا كان الأمر متعلقا بتخفيف الآلام أو معالجة الجراح !! وإذا كانت السنة النبوية الشريفة تؤكد تكافأ دماء المسلمين , حيث جاء في الحديث الصحيح : "الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ...." , فإن الأمر يزداد صعوبة , إلا أن المهم هو عدم الغفلة عن أي قضية إسلامية أو محنة لأهل السنة في العالم أجمع .
ومن هذا الباب، يبدو الحديث مهماً الآن، عن دلالات زيادة حدة الاضطهاد والتنكيل الرافضي بأهل السنة في الأحواز العربية , تلك البقعة من الأرض التي احتلتها إيران بمساعدة الإنجليز عام 1925م , والتي تزيد مساحتها عن مساحة بلاد الشام مجتمعة "سورية والأردن وفلسطين ولبنان" , وتعتبر منبع الثروات الطبيعية في المنطقة , حيث تضم أكثر من 87% من البترول والغاز الإيراني , بالإضافة إلى حوالي 50% من مياه الشرب والري في إيران , ناهيك عن موقعها الجغرافي الهام المطل على الخليج العربي , والذي لولاه لما كان لإيران منفذ بحري إلى العالم الخارجي . لم تتوقف الممارسات القمعية التي بدأها الاحتلال الفارسي ضد أهل السنة بالأحواز منذ تسعة عقود يوما واحدا , فما زال منع تدريس اللغة العربية وكل ما يمت إليها بصلة قائما , وما زالت سياسة التفريس الممنهج هناك تجري على قدم وساق , وما زالت المستوطنات الفارسية تجتاح المنطقة في محاولة لإحداث تغيير في الغالبية العربي الإسلامية السنية التي تعيش هناك , ناهيك عن سياسة الاضطهاد التي تبدأ بملاحقة النشطاء من أهل السنة , وصولا إلى الاعتقال والسجن دون محاكمة , وانتهاء بصدور أحكام الإعدام بذريعة الترويج لمذهب أهل السنة والجماعة أو غير ذلك من الأسباب العنصرية .
بل يمكن القول بأن حدة هذه الممارسات القمعية قد زادت في الفترة الأخيرة , فقد أقدمت طهران على إعدام ستة من الأحوازيين منذ أيام بتهم واهية "الإفساد في الأرض" و" ومحاربة الله " , ناهيك عن زيادة عدد المعتقلين بشكل كبير , حيث ذكر تقرير صادر عن المركز الأحوازي لحقوق الإنسان , بأن ما يزيد عن 14 ألف معتقل في السجون الإيرانية الواقعة في الأحواز المحتلة , حسب تصريح المدعو رضا بوستجي المدير العام للسجون في الأحواز .
ولا شك أن لزيادة حدة الاضطهاد الرافضي للأحوازيين دلالات لا بد من الإشارة إليها وأهمها :
1- ضعف المواجهة العربية الإسلامية لجرائم الرافضة بحق أهلنا من الأحوازيين , فمن المعلوم أنه لا يمكن لطهران أن تقوم بإعدام هذا العدد الكبير من أهل السنة على مدى الأعوام والعقود الماضية , لولا يقينها بأنها لن تجد مواجهة تذكر من الدول االسنية جراء تلك الممارسات العنصرية . ولعل المقارنة بين عدد الرافضة الذين صدر بحقهم حكم الإعدام في الدول السنية – سواء نفذ الحكم أو لم ينفذ - مع عدد المسلمين من أهل السنة الذين نفذت طهران حكم الإعدام بحقهم باتهامات باطلة , ناهيك عن عدد المعتقلين والملاحقين ..., يشير إلى مدى الضعف الذي وصلت إليه الدول السنية في مواجهة الجرائم الرافضية .
2- ضعف الإعلام العربي الإسلامي في إبراز معاناة أهل الأحواز , وإظهار بشاعة الجرائم الرافضية بحقهم على مدى تسعة عقود من الزمان , وهو ما يشجع طهران على زيادة حدة الاضطهاد والتنكيل بأهلنا هناك . وعلى الرغم من وجود بعض التغطية الإعلامية لما يستجد من أحداث هناك , كنشر هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى وقف إعدام أهل السنة في الأحواز , بعنوان : "أوقفوا #إعدام #أهل #السنة #المعتقلين #في #سجون #النظام #الإيراني" ومشاركة عدد كبير من المغردين لنشر هذا الهاشتاج , ناهيك عن بعض المواقع الالكترونية التي تنشر بعض أخبار الاضطهاد الرافضي لأهلنا في الأحواز , إلا أن ذلك لا يكفي لمواجهة آلة القتل الرافضية .
3- غياب المشروع السني في مواجهة المشروع الرافضي في المنطقة , والذي هو في الحقيقة الدلالة الأهم على زيادة التغول الرافضي في المنطقة العربية الإسلامية السنية بشكل عام , وفي الأحواز بشكل خاص . لقد نبه الكثير من المفكرين والمحللين إلى ضرورة قيام هذا المشروع لإيجاد استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة المشروع الصفوي , ولعل من أهم بنود هذه الاستراتيجة مواجهة طهران في عقر دارها , من خلال دعم الناشطين وغيرهم من أهل السنة في إيران عموما , وفي الأحواز على وجه الخصوص , ولا يمكن لهذا المشروع أن يتم في ظل الاختلافات السنية السنية . فهل سيشكل التقارب السعودي التركي الأخير نواة لبلورة نواة هذا المشروع السني لمواجهة المشروع الصفوي ؟!
المصدر: المسلم
ومن هذا الباب، يبدو الحديث مهماً الآن، عن دلالات زيادة حدة الاضطهاد والتنكيل الرافضي بأهل السنة في الأحواز العربية , تلك البقعة من الأرض التي احتلتها إيران بمساعدة الإنجليز عام 1925م , والتي تزيد مساحتها عن مساحة بلاد الشام مجتمعة "سورية والأردن وفلسطين ولبنان" , وتعتبر منبع الثروات الطبيعية في المنطقة , حيث تضم أكثر من 87% من البترول والغاز الإيراني , بالإضافة إلى حوالي 50% من مياه الشرب والري في إيران , ناهيك عن موقعها الجغرافي الهام المطل على الخليج العربي , والذي لولاه لما كان لإيران منفذ بحري إلى العالم الخارجي . لم تتوقف الممارسات القمعية التي بدأها الاحتلال الفارسي ضد أهل السنة بالأحواز منذ تسعة عقود يوما واحدا , فما زال منع تدريس اللغة العربية وكل ما يمت إليها بصلة قائما , وما زالت سياسة التفريس الممنهج هناك تجري على قدم وساق , وما زالت المستوطنات الفارسية تجتاح المنطقة في محاولة لإحداث تغيير في الغالبية العربي الإسلامية السنية التي تعيش هناك , ناهيك عن سياسة الاضطهاد التي تبدأ بملاحقة النشطاء من أهل السنة , وصولا إلى الاعتقال والسجن دون محاكمة , وانتهاء بصدور أحكام الإعدام بذريعة الترويج لمذهب أهل السنة والجماعة أو غير ذلك من الأسباب العنصرية .
بل يمكن القول بأن حدة هذه الممارسات القمعية قد زادت في الفترة الأخيرة , فقد أقدمت طهران على إعدام ستة من الأحوازيين منذ أيام بتهم واهية "الإفساد في الأرض" و" ومحاربة الله " , ناهيك عن زيادة عدد المعتقلين بشكل كبير , حيث ذكر تقرير صادر عن المركز الأحوازي لحقوق الإنسان , بأن ما يزيد عن 14 ألف معتقل في السجون الإيرانية الواقعة في الأحواز المحتلة , حسب تصريح المدعو رضا بوستجي المدير العام للسجون في الأحواز .
ولا شك أن لزيادة حدة الاضطهاد الرافضي للأحوازيين دلالات لا بد من الإشارة إليها وأهمها :
1- ضعف المواجهة العربية الإسلامية لجرائم الرافضة بحق أهلنا من الأحوازيين , فمن المعلوم أنه لا يمكن لطهران أن تقوم بإعدام هذا العدد الكبير من أهل السنة على مدى الأعوام والعقود الماضية , لولا يقينها بأنها لن تجد مواجهة تذكر من الدول االسنية جراء تلك الممارسات العنصرية . ولعل المقارنة بين عدد الرافضة الذين صدر بحقهم حكم الإعدام في الدول السنية – سواء نفذ الحكم أو لم ينفذ - مع عدد المسلمين من أهل السنة الذين نفذت طهران حكم الإعدام بحقهم باتهامات باطلة , ناهيك عن عدد المعتقلين والملاحقين ..., يشير إلى مدى الضعف الذي وصلت إليه الدول السنية في مواجهة الجرائم الرافضية .
2- ضعف الإعلام العربي الإسلامي في إبراز معاناة أهل الأحواز , وإظهار بشاعة الجرائم الرافضية بحقهم على مدى تسعة عقود من الزمان , وهو ما يشجع طهران على زيادة حدة الاضطهاد والتنكيل بأهلنا هناك . وعلى الرغم من وجود بعض التغطية الإعلامية لما يستجد من أحداث هناك , كنشر هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي يدعو إلى وقف إعدام أهل السنة في الأحواز , بعنوان : "أوقفوا #إعدام #أهل #السنة #المعتقلين #في #سجون #النظام #الإيراني" ومشاركة عدد كبير من المغردين لنشر هذا الهاشتاج , ناهيك عن بعض المواقع الالكترونية التي تنشر بعض أخبار الاضطهاد الرافضي لأهلنا في الأحواز , إلا أن ذلك لا يكفي لمواجهة آلة القتل الرافضية .
3- غياب المشروع السني في مواجهة المشروع الرافضي في المنطقة , والذي هو في الحقيقة الدلالة الأهم على زيادة التغول الرافضي في المنطقة العربية الإسلامية السنية بشكل عام , وفي الأحواز بشكل خاص . لقد نبه الكثير من المفكرين والمحللين إلى ضرورة قيام هذا المشروع لإيجاد استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة المشروع الصفوي , ولعل من أهم بنود هذه الاستراتيجة مواجهة طهران في عقر دارها , من خلال دعم الناشطين وغيرهم من أهل السنة في إيران عموما , وفي الأحواز على وجه الخصوص , ولا يمكن لهذا المشروع أن يتم في ظل الاختلافات السنية السنية . فهل سيشكل التقارب السعودي التركي الأخير نواة لبلورة نواة هذا المشروع السني لمواجهة المشروع الصفوي ؟!
المصدر: المسلم