بغداد – «القدس العربي» ووكالات: قال ضابط في الجيش العراقي ومصدر في الشرطة، أمس الخميس، إن جنودا في وحدة تابعة للجيش العراقي في محافظة الأنبار في غرب البلاد قتلوا «بنيران صديقة» على ما يبدو.
وذكر المصدر في الجيش أن 22 جنديا قتلوا يوم الأربعاء عندما قصفت طائرة قيادة سرية تابعة للجيش على مشارف مدينة الرمادي عاصمة الأنبار.
وقال المصدر إنه يعتقد أن القنبلة أطلقت من طائرة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لكن المتحدث باسم التحالف اللفتنانت كولونيل توماس جيلران قال إن الضربة الوحيدة التي نفذها التحالف في المحافظة لم ينتج عنها أي «إصابات بنيران صديقة».
وأشار مسؤولون عسكريون أمريكيون تحدثوا إلى رويترز بشرط عدم الإفصاح عن أسمائهم إلى أن طائرات قوة الأمن العراقية كانت تعمل في منطقة وقعت فيها الضربة، وأن مسؤولين أمريكيين يتشاورون مع مسؤولين عراقيين بشأن تقارير حادث نيران صديقة بين القوات العراقية.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الضربة الجوية التابعة للتحالف في محافظة الأنبار يوم الاربعاء كانت تبعد 33 كيلومترا عن المنطقة التي وقع فيها حادث النيران الصديقة المزعوم.
وقال مصدر عسكري عراقي إن الطائرات العراقية لم تعمل في المنطقة منذ شهرين. وقال «ليس لدينا أي طائرات حربية عراقية تنفذ واجبات قتالية في الأنبار».
وذكر مصدر في الشرطة العراقية أن عشرات الجنود قتلوا فيما وصفه بأنه حادث نيران صديقة دون أن يحدد جنسية الطائرة التي نفذت الغارة الجوية.
وأعطى صباح كرحوت رئيس المجلس الإقليمي للأنبار تفسيرا بديلا قائلا إن الانفجار نجم عن متفجرات زرعت في نفق تحت الأرض أسفل القيادة العسكرية.
من جهة أخرى قال بعض النازحين العراقيين من محافظة صلاح الدين إن سيطرات أمنية رفضت دخولهم بغداد إلا بعد الحصول على كفيل خشية تسرب عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال صافي إبراهيم وهو نازح مع أسرته من مدينة الدور: إن أحد عناصر القوات الأمنية العراقية المرابطة في المدخل الشمالي لبغداد قد منعه من الدخول إلا بعد جلب كفيل يضمن دخوله.
يضيف إبراهيم (35 عام) غاضباً: «أنا لم آت إلى بغداد تاركاً منزلي من أجل النزهة، بل إنني جئت باحثاً عن الأمان، فلماذا هذا التعامل القاسي بحقنا، رفضوا إدخالي، ومرَّت خمس ساعات وأنا أتوّسل للجندي أن يدخلني لكنه مصرّ على أن أجلب له كفيل».
بدوره قال «أبو إسراء»: أنا أستغرب من رفض الجيش العراقي دخولنا وأغلبنا لا يتمكن من جلب الكفيل لهم، كما أن العودة إلى مناطقنا غير ممكنة حالياً بسبب استمرار المعارك، ويتساءل أين نذهب ونحن أصبحنا بلا مأوى، ونعاني ظروفاً مزرية؟.
وشهدت العاصمة بغداد ارتفاعاً ملحوظاً في تدفق النازحين الفارين من محافظة صلاح الدين والمحافظات الاخرى، منذ بدء الهجوم لاستعادة مدينة تكريت في أكبرعملية هجومية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد أن سيطر على مناطق واسعة من البلاد في حزيران/ يونيو الماضي.