لسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هو لماذا يثير تعزيز الترسانة النووية الروسية الهستيريا لدى قادة حلف شمال الأطلسي.
تطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة افتتاح معرض "الجيش 2015"، في الأسبوع الماضي، إلى موضوع تحديث أسلحة الجيش الروسي، فقال، على سبيل المثال، إن القوات النووية الروسية ستحصل على أكثر من أربعين صاروخا جديدا تقدر على الوصول إلى القارات البعيدة، متجاوزة ما يعترض طريقها من شبكات مضادة للصواريخ.
وأثار ما أعلنه بوتين حالة من الهستيريا لدى قادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين اعتبروا أن بوتين أعلن "قرقعة السلاح النووي".
يجدر بالذكر أن بوتين أكد لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية قبل سفره إلى روما "أننا سنقوم بتطوير قدرتنا الاستراتيجية الهجومية، ونفكر في كيفية اجتياز الدفاعات المضادة للصواريخ من أجل تحقيق التوازن الاستراتيجي"، وأضاف "أننا حققنا تقدماً كبيراً في هذا الاتجاه".
وتملك قوات الصواريخ الاسترتيجية الروسية الآن صواريخ قادرة على اجتياز شبكة مضادة للصواريخ تعمل الولايات المتحدة على نصبها في أوروبا، وهي صواريخ "توبول" و"يارس" التي لا يستطيع أي كمبيوتر تحديد مسار رؤوسها النووية.
ويُنتظر تزويد القوات النووية الروسية بسلاح أكثر تطوّرا مثل منظومة "إر إس-26 روبيج" الصاروخية التي تنطلق صواريخها من القواذف المتنقلة على الطرق البرية والأراضي الوعرة، والتي وصفها الكونغرس الأمريكي بأنها "تشكل خطرا منقطع النظير على أمن الولايات المتحدة القومي"، ومنظومة "بارغوزين" التي تنطلق صواريخها من عربات السكك الحديدية.
ولا تفعل روسيا كل ذلك حسب أهواء قياداتها السياسية والعسكرية، بل تضطرها إلى ذلك التهديدات الفعلية.
لقد قضت موسكو 25 عاما في مناشدة الناتو الإحجام عن الزحف نحو روسيا، إلا أن الناتو لم يستجب لهذه المناشدة، بل استمر في تكثيف حشوده العسكرية على مقربة من روسيا، وأقدم على نشر شبكة الدفاعات الجوية التي تحمي جحافله من الهجوم الجوي والفضائي.