بعد اندلاع ثورات الربيع العربي منذ 4 سنوات تقريبا في عدد من دول المنطقة ثم ما جرى في بعض هذه الدول من معارك وأزمات, بدأ بعض المحللين والإعلاميين والسياسيين يحاولون قراءة المشهد ولكن بطريقة معكوسة؛ فقد صبوا جام غضبهم على الشعوب التي تحركت للمطالبة بحقوقها واعتبروها مخطئة في ذلك ووقعت فريسة للفوضى الخلاقة التي دعت إليها أمريكا من قبل..ووجهت هذه الشخصيات ـ والتي امتلأ بها الحيز الإعلامي حاليا بصورة كبيرة ـ أبشع الالفاظ والعبارات الحادة للنشطاء والحركات التي أيدت هذه الثورات ودعت إليها واتهموها بالعمالة للغرب وأنها تريد تقسيم العالم العربي وضربوا امثلة بما يجري في سوريا واليمن وليبيا...
الحقيقة أن قراءة المشهد بهذا الشكل فيه ظلم كبير للحراك الشعبي والمطالب المشروعة وفيه شرعنة للاستبداد والفساد والظلم وتحكم شريحة صغيرة في ثروات الشعوب واستمرار ذلك تحت ذريعة الاستقرار والخوف من انهيار الدولة والتقسيم وهي فزاعة جديدة أصبحت على لسان الكثيرين الآن..لو نظرنا جيدا للغرب ومخططاته في المنطقة سنجد أنها دوما تصب في صالح دعم الأنظمة الدكتاتورية المستبدة ومدها بالسلاح والدعم من أجل الحفاظ على مصالحها وتقوية وجودها الاقتصادي والسياسي وحتى لوانتقدت بعض ممارساتها فإنها تفعل ذلك من باب ذر الرماد في الأعين ودغدغة مشاعر الرأي العام ولكن تبقى العلاقات قوية ومتينة مع هذه الأنظمة داخل الغرف المغلقة وعلى أرض الواقع...
أمريكا مثلا كانت تعلم جيدا فساد نظام الرئيس المخلوع علي صالح في اليمن ومع ذلك كانت تحتفظ بعلاقات جيدة معه وتعاونت معه فيما أسمته "مكافحة الإرهاب" ولم تكترث بسيطرته المطلقة على السلطة واستبداده السياسي وعندما قامت الثورة ضده لم تقف بشكل حاسم مع الثوار وعندما جرى ما جرى على أيدي الحوثيين وقفت تشاهد من بعيد خوفا من غضب طهران..وهذا ما جرى في سوريا مع نظام الأسد أيضا, صحيح أن العلاقات العلنية بين الطرفين كانت دوما تشوبها أجواء التوتر لكن كانت هناك الكثير من اللقاءات والاتفاقات في السر وأحيانا في العلن وعندما قامت الثورة بشكل سلمي ضد نظام بشار الأسد واستخدم مع المتظاهرين أقصى أنواع العنف من قتل وتعذيب لم تتحرك أمريكا للضغط على نظام بشار وبعد تحول الثورة من سلمية للقتال المسلح رفضت واشنطن حماية الثوار أو حتى المدنيين بعمل منطقة حظر جوي وتركت نظام بشار يقتل المدنيين بالأسلحة الكيماوية على مرأى ومسمع من العالم أجمع رغم وجود الكثير من الوثائق بالصوت والصورة...
أمريكا أيضا كانت تؤيد وبقوة نظام مبارك في مصر ولمدة 30 عاما وعندما جاء مبعوثها خلال ثورة يناير أعلن تأييد واشنطن للنظام القائم قبل أن تغير لهجتها مع تصاعد المد الثوري..إذن الغرب وعلى رأسه أمريكا يهمه في المقام الأول مصالحه التي يرى أنها تكون في أفضل حالاتها مع نظام دكتاتوري شمولي وبالتالي هي لا تدعم الثورات أو التغيير أو الحرية السياسية إلا من خلال بعض التصريحات الجوفاء...
إن الواقع يقول أن محاولة إحباط الثورات العربية هو الذي يتم من خلال مخطط غربي وإقليمي يخشى التغيير وهو ما ادى إلى الاضطراب والعنف الذي نشاهده الآن..
قد تكون بعض الثورات العربية فقدت البوصلة الصحيحة لصنع التغيير المطلوب ودخلت في صراعات داخلية جعلتها تخسر الكثير من قوتها ولكنها لم تكن عميلة أو موجهة ولم تخطط لصراع دموي ولكن الثورة المضادة وحلفائها هم الذين أدخلوا بعض بلاد الربيع العربي هذا المنعطف الحاد لكي يقضوا على حلم التغيير.
الحقيقة أن قراءة المشهد بهذا الشكل فيه ظلم كبير للحراك الشعبي والمطالب المشروعة وفيه شرعنة للاستبداد والفساد والظلم وتحكم شريحة صغيرة في ثروات الشعوب واستمرار ذلك تحت ذريعة الاستقرار والخوف من انهيار الدولة والتقسيم وهي فزاعة جديدة أصبحت على لسان الكثيرين الآن..لو نظرنا جيدا للغرب ومخططاته في المنطقة سنجد أنها دوما تصب في صالح دعم الأنظمة الدكتاتورية المستبدة ومدها بالسلاح والدعم من أجل الحفاظ على مصالحها وتقوية وجودها الاقتصادي والسياسي وحتى لوانتقدت بعض ممارساتها فإنها تفعل ذلك من باب ذر الرماد في الأعين ودغدغة مشاعر الرأي العام ولكن تبقى العلاقات قوية ومتينة مع هذه الأنظمة داخل الغرف المغلقة وعلى أرض الواقع...
أمريكا مثلا كانت تعلم جيدا فساد نظام الرئيس المخلوع علي صالح في اليمن ومع ذلك كانت تحتفظ بعلاقات جيدة معه وتعاونت معه فيما أسمته "مكافحة الإرهاب" ولم تكترث بسيطرته المطلقة على السلطة واستبداده السياسي وعندما قامت الثورة ضده لم تقف بشكل حاسم مع الثوار وعندما جرى ما جرى على أيدي الحوثيين وقفت تشاهد من بعيد خوفا من غضب طهران..وهذا ما جرى في سوريا مع نظام الأسد أيضا, صحيح أن العلاقات العلنية بين الطرفين كانت دوما تشوبها أجواء التوتر لكن كانت هناك الكثير من اللقاءات والاتفاقات في السر وأحيانا في العلن وعندما قامت الثورة بشكل سلمي ضد نظام بشار الأسد واستخدم مع المتظاهرين أقصى أنواع العنف من قتل وتعذيب لم تتحرك أمريكا للضغط على نظام بشار وبعد تحول الثورة من سلمية للقتال المسلح رفضت واشنطن حماية الثوار أو حتى المدنيين بعمل منطقة حظر جوي وتركت نظام بشار يقتل المدنيين بالأسلحة الكيماوية على مرأى ومسمع من العالم أجمع رغم وجود الكثير من الوثائق بالصوت والصورة...
أمريكا أيضا كانت تؤيد وبقوة نظام مبارك في مصر ولمدة 30 عاما وعندما جاء مبعوثها خلال ثورة يناير أعلن تأييد واشنطن للنظام القائم قبل أن تغير لهجتها مع تصاعد المد الثوري..إذن الغرب وعلى رأسه أمريكا يهمه في المقام الأول مصالحه التي يرى أنها تكون في أفضل حالاتها مع نظام دكتاتوري شمولي وبالتالي هي لا تدعم الثورات أو التغيير أو الحرية السياسية إلا من خلال بعض التصريحات الجوفاء...
إن الواقع يقول أن محاولة إحباط الثورات العربية هو الذي يتم من خلال مخطط غربي وإقليمي يخشى التغيير وهو ما ادى إلى الاضطراب والعنف الذي نشاهده الآن..
قد تكون بعض الثورات العربية فقدت البوصلة الصحيحة لصنع التغيير المطلوب ودخلت في صراعات داخلية جعلتها تخسر الكثير من قوتها ولكنها لم تكن عميلة أو موجهة ولم تخطط لصراع دموي ولكن الثورة المضادة وحلفائها هم الذين أدخلوا بعض بلاد الربيع العربي هذا المنعطف الحاد لكي يقضوا على حلم التغيير.