أنقرة/ أينور إكيز/ الأناضول
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، وجود جوانب مشتركة بين تنظيم "داعش" والنظام السوري، وأنّهما يرتبطان مع بعضهما بعلاقات تجارية، عبر وسطاء يحملون الجنسيتين السورية والروسية.
جاء تصريحات أردوغان هذه، خلال لقائه الـ16 مع المخاتير، في المجمّع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وقال إن هؤلاء الوسطاء يقومون بشراء النفط من "داعش" وبيعه للنظام السوري وعدد من دول العالم.
وأشار إلى تعمّق المأساة الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سوريا والعراق، نتيجة تضارب مصالح القوى العظمى وتحريض المنظمات "الإرهابية" في المنطقة.
وفي هذا الصدد قال: "هناك القليل من الدول التي تنظر إلى القضية السورية بعين الأخوة، وحق الجوار، نحن نهتم بأمر 12 مليون سوري شُرّدوا عن ديارهم. ولذلك قمنا باتباع سياسة الباب المفتوح منذ انداع الأحداث الدامية في هذا البلد، واحتضنا كافة أطياف المجتمع السوري".
واستطرد: "على الجميع ألّا ينسى بأننا أنقذنا ما يقارب 70 ألف لاجئ من الغرق في بحر إيجة والمتوسط".
وعن المساعدات التي سيقدّمها الاتحاد الأوروبي لتركيا، أوضح أردوغان بأنها لن تدخل إلى خزينة الدولة، وإنما ستُصرف لخدمة اللاجئين السوريين، مشيراً في هذا السياق إلى إنفاق حكومته 9 مليار دولار على هؤلاء اللاجئين.
كما تطرّق الرئيس التركي للمواقف الدولية من تنظيم "داعش"، معتبراً أن الأخير بات أداة بيد القوى العظمى لتحقيق مصالحها ومخططاتها في المنطقة.
وفيما يتعلق بالمساعي الدولية لحل الأزمة السورية، قال: "لقد باتت مسألة إيجاد حل منطقي ودائم للقضية السورية، ضرورة أخلاقية يتوجّب على المجتمع الدولي القيام به"، مجدداً إصرار بلاده على إقامة المناطق الآمنة وتدريب المعارضة السورية المعتدلة.
واستنكر أردوغان، دعم بعض المنظمات "الإرهابية" بحجة محاربتها لمنظمة "إرهابية" أخرى، مشيراً إلى أنّ هذه الخطوة ستولّد أزمات جديدة، وأنّ حل القضية السورية يمكن من خلال إتاحة الفرصة للشعب السوري من أجل تحديد مصيره ومستقبله بنفسه.
وعلى صعيد مكافحة منظمة "بي كا كا" الإرهابية، لفت الرئيس التركي إلى أن بلاده ستستمر في مطاردة فلول عناصر المنظمة من خلال الأطر القانونية، وستعمل على حماية السكان في عموم البلاد وخاصة في المناطق الشرقية والجنوب شرقية.
وانتقد أردوغان في هذا السياق، القوى السياسية الداعمة للمنظمة، وقال "بلغ الانحطاط الخُلقي بهذه المنظمة إلى درجة الاعتداء على المساجد والأماكن التي تحمل قيمة أثرية تجسّد تاريخ الدولة العثمانية.. أقول لمواطنينا من أصول كردية، بأنّ هذه الدولة لن تتخلّى عنكم ولن تترككم لوحدكم، لأنها تدرك مسؤوليتها تجاهكم والمتمثلة بحمايتكم وتوفير أمنكم".