لا شك في أن خامنئي أصبح اليوم يسيطر على الأكثرية الساحقة من التجمعات الشيعية في أنحاء العالم، حتى إنه يسوق شبابهم إلى التهلكة في سوريا والعراق واليمن، لتوسيع نطاق الإمبراطورية الفارسية إلى أكبر مساحة تسمح له بها سيدته أمريكا.
وكان الشيعة قبل ثورة الدماء والكراهية الخمينية، يعيشون في بلدانهم آمنين مطمئنين، بل إنهم كانوا في بلد كالعراق مندمجين إلى حد التزاوج مع أهل السنة بنسبة عالية.إلا أن تأجيج البغضاء وإخضاع الجموع نجحا في إحداث قطيعة نهائية مع مجتمعاتهم، بعد أن أحالوا البلاد إلى أنهار من الدم، واتبعوا مسالك وحشية مخزية، وقد حرَّضتهم القيادة الصفوية على توثيق كثير من تلك المخازي لكي تقطع عليهم طريق العودة.
إسكات الرموز المعارِضة
لم يحدث ذلك بين عشية وضحاها، ولم يتحقق بدون ثمن، فقد كان بين الشيعة العرب بالذات، قيادات دينية أبت خطة التبعية لملالي قم، مع أنها تحمل المعتقدات الضالة نفسها، من طعن في الصحابة الكرام، وتكفير الأمة سلفاً وخلفاً!!
ولأن الحلف الذي كان سرياً بين "الشيطان الأكبر" وعمائم طهران، قدّم العراق لعملاء خامنئي، فإن الاشتغال على إخضاع الشيعة العرب، بلغ ذروته بعد إحكام الهيمنة الصفوية على العراق من خلال أدوات صنعتها إيران على عينها، من أمثال إبراهيم الجعفري ونور المالكي.فقد بدأت عملية ممنهجة لإسكات الأصوات المعارِضة : جواد الخالصي وأمثاله، حتى لم نعد نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزاً.
في لبنان، تمت عملية الإقصاء بوساطة الأداة الطيِّعة حسن نصر الله، الذي أخمد أصوات الزعامات الشيعية التي ترفض الخضوع لإملاءات طهران.
وإذا كانت أهمية العراق شيعياً تنبع من موقع مرجعية النجف، فإن لبنان لا يقل عنه أهمية، بسبب التأثير الحاسم لغلاة الرافضة من جبل عامل، في دعم الدولة الصفوية قبل خمسة قرون من الزمن.وكذلك لظهور رموز تمردت على بعض "ثوابت" المذهب، مثل علي الأمين الذي طرده حزب اللات من منصبه فقد كان مفتي مدينة صُوْر الجنوبية للشيعة الاثني عشرية، واضطروه إلى اللجوء إلى بيروت حيث أقام في مناطق تتبع فريق 14 آذار خصم الحزب اللدود.
وكان "النجاح" طبيعياً حيث توفرت لنصر الله عناصر التمويل الفلكي، واحتكار الإعلام الضخم ، والسلاح الفتاك الحصري منذ مرحلة الاحتلال النصيري للبنان، بقبول ضمني مكشوف من واشنطن وتل أبيب.
الحوثي المترفض
كان اليمن يعيش حالة سلمية منذ مئات السنين بين أهل السنة والزيدية، وهي حالة لم تعكرها سيطرة الزيدية على الحكم الذي تداولته عدة سلالات ولم يتجاوز نفوذها التقليدي صعدة وأرياف صنعاء لكنها بلغت أوجها في عهد السلالة القاسمية التي أسسها المنصور بالله القاسم بن محمد في مطلع القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي إلى أن سقطت المملكة المتوكلية اليمنية في انقلاب عسكري خريف عام 1962 م.
والزيدية-بعامة- أقرب الفرق الشيعية إلى أهل السنة والجماعة، فهم يترضون عن الصحابة وإن كانوا يرون علياً أفضلهم، وليس عندهم خرافة مهدي السرداب، وليس بينهم من يوافق الرافضة على أسطورة تحريف القرآن.
إلا أن فتنة الخميني استغلت تطلعات الحوثي للزعامة، فبدأ انحراف الزيدية في اليمن نحو الترفض مع نصب العداء الشديد لأهل السنة، ولا سيما أن في تشعبات الزيدية جناحين قديمين من الغلاة قريبون من غلو الرافضة.
وعملت طهران على تأجيج هذه النار، مستغلة انتماء المخلوع علي عبد الله صالح إلى الزيدية، وحرصه على تمزيق اليمنيين لكي يتسنى له تحقيق حلمه بتوريث " الجمهورية" لولده على غرار المقبور حافظ الأسد.ولذلك فقد نشبت 6 مواجهات مسلحة بين الجيش وميليشيات الحوثي، من دون أن يحسمها الجيش حسماً نهائياً؟!
قليل من الفرس كثير من "الأغيار"
تسعى الإمبراطورية المجوسية الجديدة بقيادة خامنئي إلى إشعال الحروب في العالم العربي، مستغلةً نجاحها في السيطرة شبه المطلقة على التجمعات الشيعية في بعض البدان العربية، ليكونوا وقود تلك الحروب، مع رفدهم بشيعة آخرين تجلبهم من باكستان وأفغانستان وغيرهما.ولذلك ففي مقابل كل فارسي ينفق في العدوان المجوسي على الشعب السوري، يسقط عشرات من شيعة العراق ولبنان والدول الأخرى.
والظاهر من مسار الأحداث وتطوراتها في السنوات الأخيرة، أن الشيعة العرب- ما عدا استثناءات قليلة- ارتضوا أن ينتحروا إكراماً للمشروع الصفوي الجديد، وهو ما يعني انتهاء التعايش السابق الممتد منذ قرون، إلا إذا تمكنت الأصوات الشيعية النادرة من إقناع الأكثرية من بني ملّتهم بعدم ربط مصيرهم بآلة العدوان الإيرانية.
ذلك التعايش الذي كان ثمرة تسامح أهل السنة الذين كانت دولهم القوية تستطيع القضاء على الآخرين بالقوة لو شاءت.. ففي العراق كان التعايش مذهلاً حيث كان أهل السنة والشيعة يتزاوجون قبل الغزو الصليبي الجديد سنة 2003م ثم تسليم البلد لعملاء طهران الطائفيين الموتورين.
بل إن باكستان التي أقامها أهلها فراراً بدينهم من سيطرة الهنادك، لم تثر على حكام متسلطين ينتمي معظمهم إلى مذاهب شيعية مختلفة(المؤسس:محمد علي جناح إسماعيلي) ومع أن نسبة الشيعة لا تتجاوز 5% من الباكستانيين، فإنه لم يحكمها منذ استقلالها سنة 1947 م سوى ثلاثة من الأكثرية السنية هم:الجنرال أيوب خان-ضياء الحق-نواز شريف!!
وكان الشيعة قبل ثورة الدماء والكراهية الخمينية، يعيشون في بلدانهم آمنين مطمئنين، بل إنهم كانوا في بلد كالعراق مندمجين إلى حد التزاوج مع أهل السنة بنسبة عالية.إلا أن تأجيج البغضاء وإخضاع الجموع نجحا في إحداث قطيعة نهائية مع مجتمعاتهم، بعد أن أحالوا البلاد إلى أنهار من الدم، واتبعوا مسالك وحشية مخزية، وقد حرَّضتهم القيادة الصفوية على توثيق كثير من تلك المخازي لكي تقطع عليهم طريق العودة.
إسكات الرموز المعارِضة
لم يحدث ذلك بين عشية وضحاها، ولم يتحقق بدون ثمن، فقد كان بين الشيعة العرب بالذات، قيادات دينية أبت خطة التبعية لملالي قم، مع أنها تحمل المعتقدات الضالة نفسها، من طعن في الصحابة الكرام، وتكفير الأمة سلفاً وخلفاً!!
ولأن الحلف الذي كان سرياً بين "الشيطان الأكبر" وعمائم طهران، قدّم العراق لعملاء خامنئي، فإن الاشتغال على إخضاع الشيعة العرب، بلغ ذروته بعد إحكام الهيمنة الصفوية على العراق من خلال أدوات صنعتها إيران على عينها، من أمثال إبراهيم الجعفري ونور المالكي.فقد بدأت عملية ممنهجة لإسكات الأصوات المعارِضة : جواد الخالصي وأمثاله، حتى لم نعد نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزاً.
في لبنان، تمت عملية الإقصاء بوساطة الأداة الطيِّعة حسن نصر الله، الذي أخمد أصوات الزعامات الشيعية التي ترفض الخضوع لإملاءات طهران.
وإذا كانت أهمية العراق شيعياً تنبع من موقع مرجعية النجف، فإن لبنان لا يقل عنه أهمية، بسبب التأثير الحاسم لغلاة الرافضة من جبل عامل، في دعم الدولة الصفوية قبل خمسة قرون من الزمن.وكذلك لظهور رموز تمردت على بعض "ثوابت" المذهب، مثل علي الأمين الذي طرده حزب اللات من منصبه فقد كان مفتي مدينة صُوْر الجنوبية للشيعة الاثني عشرية، واضطروه إلى اللجوء إلى بيروت حيث أقام في مناطق تتبع فريق 14 آذار خصم الحزب اللدود.
وكان "النجاح" طبيعياً حيث توفرت لنصر الله عناصر التمويل الفلكي، واحتكار الإعلام الضخم ، والسلاح الفتاك الحصري منذ مرحلة الاحتلال النصيري للبنان، بقبول ضمني مكشوف من واشنطن وتل أبيب.
الحوثي المترفض
كان اليمن يعيش حالة سلمية منذ مئات السنين بين أهل السنة والزيدية، وهي حالة لم تعكرها سيطرة الزيدية على الحكم الذي تداولته عدة سلالات ولم يتجاوز نفوذها التقليدي صعدة وأرياف صنعاء لكنها بلغت أوجها في عهد السلالة القاسمية التي أسسها المنصور بالله القاسم بن محمد في مطلع القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي إلى أن سقطت المملكة المتوكلية اليمنية في انقلاب عسكري خريف عام 1962 م.
والزيدية-بعامة- أقرب الفرق الشيعية إلى أهل السنة والجماعة، فهم يترضون عن الصحابة وإن كانوا يرون علياً أفضلهم، وليس عندهم خرافة مهدي السرداب، وليس بينهم من يوافق الرافضة على أسطورة تحريف القرآن.
إلا أن فتنة الخميني استغلت تطلعات الحوثي للزعامة، فبدأ انحراف الزيدية في اليمن نحو الترفض مع نصب العداء الشديد لأهل السنة، ولا سيما أن في تشعبات الزيدية جناحين قديمين من الغلاة قريبون من غلو الرافضة.
وعملت طهران على تأجيج هذه النار، مستغلة انتماء المخلوع علي عبد الله صالح إلى الزيدية، وحرصه على تمزيق اليمنيين لكي يتسنى له تحقيق حلمه بتوريث " الجمهورية" لولده على غرار المقبور حافظ الأسد.ولذلك فقد نشبت 6 مواجهات مسلحة بين الجيش وميليشيات الحوثي، من دون أن يحسمها الجيش حسماً نهائياً؟!
قليل من الفرس كثير من "الأغيار"
تسعى الإمبراطورية المجوسية الجديدة بقيادة خامنئي إلى إشعال الحروب في العالم العربي، مستغلةً نجاحها في السيطرة شبه المطلقة على التجمعات الشيعية في بعض البدان العربية، ليكونوا وقود تلك الحروب، مع رفدهم بشيعة آخرين تجلبهم من باكستان وأفغانستان وغيرهما.ولذلك ففي مقابل كل فارسي ينفق في العدوان المجوسي على الشعب السوري، يسقط عشرات من شيعة العراق ولبنان والدول الأخرى.
والظاهر من مسار الأحداث وتطوراتها في السنوات الأخيرة، أن الشيعة العرب- ما عدا استثناءات قليلة- ارتضوا أن ينتحروا إكراماً للمشروع الصفوي الجديد، وهو ما يعني انتهاء التعايش السابق الممتد منذ قرون، إلا إذا تمكنت الأصوات الشيعية النادرة من إقناع الأكثرية من بني ملّتهم بعدم ربط مصيرهم بآلة العدوان الإيرانية.
ذلك التعايش الذي كان ثمرة تسامح أهل السنة الذين كانت دولهم القوية تستطيع القضاء على الآخرين بالقوة لو شاءت.. ففي العراق كان التعايش مذهلاً حيث كان أهل السنة والشيعة يتزاوجون قبل الغزو الصليبي الجديد سنة 2003م ثم تسليم البلد لعملاء طهران الطائفيين الموتورين.
بل إن باكستان التي أقامها أهلها فراراً بدينهم من سيطرة الهنادك، لم تثر على حكام متسلطين ينتمي معظمهم إلى مذاهب شيعية مختلفة(المؤسس:محمد علي جناح إسماعيلي) ومع أن نسبة الشيعة لا تتجاوز 5% من الباكستانيين، فإنه لم يحكمها منذ استقلالها سنة 1947 م سوى ثلاثة من الأكثرية السنية هم:الجنرال أيوب خان-ضياء الحق-نواز شريف!!