تويت
أهمية التخطيط
تكمن أهمية التخطيط في أننا بدون معرفة ماذا نريد لا يمكن أن نصل إلى ما نريده للتخطيط إذ هو الجسر الذي يحقق لنا الأهداف بل إن الأهداف تكون في ذات الوقت جزءاً منه الخطة .
وإن التخطيط في الواقع محاولة من القائد لما يحمله المستقبل في طياته وللوصول إلى الغاية المنشودة بالاستفادة من تجارب المرحلة السابقة وتوقعات المستقبل ويقلص الأخطاء والاجتهاد ويقرب الوصول إلى الهدف بأقصر وأفضل الطرق .. والتخطيط يجعل القائد في موقع أفضل وأكثر مرونة في تعديل أهدافه وسياسته .
التخطيط للتدريب
يعتبر التخطيط للتدريب عملية علمية تحتاج إلى دقة التخطيط والتنفيذ ، وإن تنظيم العملية التدريبية في القوات المسلحة والقوات الجوية والدفاع الجوي أحد صنوف القوات المسلحة يتطلب سلسة من الإجراءات يطلق عليها جميعها بسياسة أو نهج التدريب وهي بمجملها تغطي التوجيهات والوصايا الصادرة من المراجع خلال خطة التدريب التي تحتوي على أساليب وصيغ التدريب ومتطلبات تنفيذ التدريب لرفع المستوى القتالي لمنظومة ومعدات القوات الجوية والدفاع الجوي ويعرف التخطيط للتدريب بأنه (خطة منطقية وواقعية لبلوغ الغاية المنشودة أي أنه يعني تحديد غاية قد تتضمن عدداً من الأهداف والمراحل مع وضع برنامج وفق الإمكانيات المتاحة وحسب المستويات الحالية لتحقيقها ضمن سقف زمني محدود ) .
مفهوم التخطيط للتدريب
إن مفهوم التخطيط للتدريب من حيث المبدأ هو العملية التي ترسم لنا مسار الانتقال من مستوى تدريبي معين إلى مستوى تدريبي مرغوب فيه لذا يعتبر المستوى التدريبي الحالي من وجهة نظر التخطيط نقطة البداية بينما يمثل المستوى التدريبي المرغوب فيه الغاية المنشودة التي تنطوي على أهداف المخطط وبساطته ومرونته ووضوح رؤياه بالنسبة للغاية المنشودة علاوة على نوعية الأساليب والوسائل التدريبية المستخدمة في عملية التطور وتعددها هي التي تقرر سرعة الانتقال ونسبة التقدم عبر الوقت المتيسر إلى المستوى التدريبي المنشود وتشكل الأمور المتعلقة بالغاية والوسائل والأساليب المتبقية ونسبة التقدم في مجموعها ما يسمى بالإطار العام لخطة تطوير التدريب .
يمثل الهدف النهائي للتخطيط وخطة تطوير التدريب بحركة الصعود المستمرة بالمفرد والوحدة معاً للحصول على أقصى قدرة قتالية أو ساندة أو فنية أو خدمات من كل فرد حسب الاختصاص في ساحة المعركة أو لدعم المعركة وتحت مختلف الظروف وتحقيق ذلك ينطوي عادة على عملية متداخلة هي في الواقع جميع المساعي المبذولة لسد الثغرة القائمة بين مستوى التدريب الحالي لكافة المهارات والاختصاصات من جهة وبين المستوى التقني العالي لأسلحة والتجهيزات الحديثة التي توضع في الخدمة .
إن متطلبات تطبيق الأفكار والآراء وأساليب القتال والإسناد والخدمات التي تطرحها المدارس الفكرية العسكرية بشكل أراءً وأفكاراً ومع ذلك فإن الهدف النهائي يتضمن عادة مجموعة مفصلة من الأهداف الثانوية التي تخص كل منها بنوع معين من أنواع المهارات أو الاختصاصات أو التدريب القتالي . إن الهدف النهائي من التخطيط للتدريب هو رفع القدرة القتالية لمقاتلي القوات الجوية والدفاع الجوي غير أن أهدافاً ثانوية متعددة ستنبثق عن هذا الهدف ومنها التدريب على القتال الليلي - تدريب أسلحة د/جو - العمل تحت ظروف الحرب الإلكترونية .... الخ .
العوامل المؤثرة في التخطيط للتدريب:-
هناك عدة عوامل تؤثر تأثيراً مباشراً في التخطيط للتدريب وهي :
أ. الأهداف الوطنية للدولة .
ب. نوايا العدو الجوي المحتمل وعقيدته وأساليب قتاله وإمكانياته .
ج. تسليح وتدريب العدو الجوي المحتمل .
د. طبيعة المعركة الجوية المحتملة .
هـ. الإمكانيات المادية والبشرية للدولة .
و. المستوى العلمي والثقافي للمتدربين
مستلزمات التخطيط للتدريب:-
لغرض نجاح التخطيط ينبغي تأمين المستلزمات الأساسية التي تشمل :
أ. تثبيت الغاية من التدريب بشكل واضح ودقيق .
ب. المسح الشامل للمستوى والمواضيع التدريبية التي ينبغي التركيز عليها .
ج. تثبيت الأساليب التي ستعتمد وتطوير الأساليب باستخدام الصيغ المناسبة والحديثة من أجل رفع مستوى التدريب نحوالافضل.
د. تهيئة أماكن التدريب وميادين الرماية .
هـ. تيسر المعلمين ودرجة كفاءتهم .
و. رفع مستويات الأفراد الذين سيجري التخطيط لإشراكهم بالتدريب من ناحية مستواهم الثقافي والتدريبي ودرجة حماسهم للتدريب والروح الوطنية للدفاع عن الوطن .
العوامل المؤثرة في تنظيم التدريب:-
هناك عوامل مختلفة تؤثر على تنظيم التدريب فيجب على كل قائد أن يمعن النظر فيها وفيما يلي أهمها :
أ. الوقت المتيسر للتدريب.
ب. عدد المعلمين المتيسرين ومستوى كفاءتهم .
ج. التجهيزات المتيسرة للتدريب .
د. الواجبات المعلومة أو المحتملة التي تؤثر على منهج التدريب .
هـ. ساحات التدريب والأماكن المتيسرة للتدريب .
و. تيسر ميادين الرمي والعتاد المخصص .
ز. الواجبات الإدارية .
ح. التحديدات المالية .
ط. الأحوال الجوية ومواسم السنة ونسبة ساعات الظلام والضوء .
تنظيم التدريب
تعد عملية تنظيم التدريب من الأمور في غاية الأهمية وتدخل كجزء أساس في عملية التخطيط لأن تنظيم التدريب من خلال اختبار طرق تنفيذه وتأمين متطلبات التنفيذ والقرار على مستويات التدريب وأسلوب إدارة التدريب والتوجيهات التي تجري فيها الفعاليات مهمة في إنجاح التدريب ويتم تنظيم التدريب من خلال ما يلي :
طريقة المنظومات في التدريب
إن التطور التكنولوجي الكبير لمنظومات ومعدات القوات الجوية و الدفاع الجوي ووسائل التهديد الجوي المعادي يتطلب أن تتضاعف المعلومات العلمية والفنية باستمرار مما يؤدي إلى زيادة الحاجة إلى أفراد أكثر قدرة على استيعاب التدريب الاختصاصي المهني ولفترة أطول في وقت يتيسر للقوات الجوية والدفاع الجوي قوة بشرية وموارد محددة . ونظراً للحاجة إلى تدريب كثير وبكفاءة عالية وبأقل وقت وذلك لأن كفاءة أي صنف أو منظومة تعتمد بدرجة كبيرة على معلومات ومهارات الأفراد العاملين فيه ، لذا فعلى المسئولين عن التدريب التأكد من اقتصاره على الاحتياجات الفعلية المطلوبة من الأفراد في وحداتهم . إن طريقة المنظومات ما هي إلا طريقة منطقية لتنظيم وتدريب وإدارة وتقييم التدريب والتي تأخذ بنظر الاعتبار المستلزمات الجديدة للمعدات الحديثة وحاجة الأفراد . حيث تعتبر طريقة المنظومات في التدريب فعلاً الطريقة الحديثة لتحسين أسلوب القوات الجوية والدفاع الجوي في إنجاز واجباته بصورة أفضل .
أ . تحليل العمل
إن الخطوة الأولى من سياق طرق المنظومات هي القرار على ما يحتاج المتدرب أن يعرفه ويتعلمه نظرياً وعملياً وما هو حجم المعلومات المطلوبة والوقت الذي تستغرقه العملية التدريبية لإنجاز عمله بعد تدريبه بصورة مرضية ومواكبة التطور الحاصل على أسلحة التهديد الجوي للعدو لمنظومات ومعدات القوات الجوية والدفاع الجوي .
ب. الأهداف التدريبية
إن وظيفة أهداف التدريب هي تحديد متطلبات التدريب بدقة إلى الأشخاص المعنيين . وإلا فإن المتدرب قد يركز اهتمامه على أمور ثانوية أثناء الدورة ويقوم المعلم بتعلم مادة غير مطلوبة وبالتالي يفشل في تعليم ما هو مطلوب كما يؤدى الممتحن الاختبار بمواضيع لم تعط له في الدورة أو إجراء الاختبار تحت ظروف غير ملائمة أو بالمستوى المغلوط ،فالأهداف التدريبية إذاً هي عبارة عن بيانات يعبر عنها بلغة الأداء البشري والتي تحدد بالضبط ما يتحتم على المتدرب أن يعمله في نهاية كل مرحلة من مراحل التدريب ليبرهن أنه حصل على المستوى المطلوب من الأداء .
ج. القرار على محتويات التدريب
التدريب في هذه المرحلة هو التأكد من استخدام إمكانيات مؤسسات التدريب على أفضل وجه وتشخيص المعلومات والخبرات المراد اكتسابها من قبل المتدرب لابد من اتخاذ القرارات حول التدريب الذي يعطى في المؤسسات التدريبية واستمرارها على العمل وأخذ التجهيزات ومناطق التدريب والكلفة بعين الاعتبار .
د. انتخاب الطرق ووسائل العرض
جرى التأكيد خلال التعليم على المتدرب بدلاً من المدرب ، وكذلك على الممارسة العملية بدلاً من الإصغاء للمحاضرة النظرية . لقد جاء هذا التحول في التركيز تمشياً مع التوسع الحاصل في الوسائل المساعدة للتعليم . إن اختيار الوسيلة المساعدة الصحيحة أمراً مهماً إذا أريد استخدام وسائل الإيضاح بأنواعها المختلفة للأغراض التعليمية على أفضل وجه .
هـ. إدارة التدريب وإقرار صوابه
توضع في هذه المرحلة أساليب مراقبة التدريب موضع التنفيذ ، فمراقبة التدريب لا تتم عند انتهاء الدورة فقط بل أثناءها وكذلك بغية إمكان تشخيص الفاشلين في الوصول إلى الأهداف المتوخاة من الدورة واتخاذ الإجراءات التصحيحية بشأنهم بغية تصحيح مسار الطلاب خلال الدورة قدر الإمكان . كما يتم الإطلاع على سير الدورة ومدى نجاح أو وجود نواقص في الدورة . ويجب الحصول على المعلومات الإسترجاعية (أي جمع المعلومات المستقاة والتي تشير إلى صواب الدورة أو عدمه ) من الوحدات لمعرفة فيما إذا كان المتدرب يقوم بواجباته على ما يرام بعد عودته إلى الوحدة وأنه قد عين لممارسة العمل الذي درب عليه .
و. تحوير وتطوير التدريب حسب الضرورة
أهم ناحية في طريقة المنظومات هو كونها ( حلقة مغلقة ) تغلق هذه الحلقة بدراسة المعلومات الإسترجاعية للاستفادة منها في تحوير وتطوير التدريب في المستقبل ضمن المنظومة . إن التدريب عملية مستمرة لذا يجب أن تكون هذه العملية مرنة تستجيب بسرعة وبسهولة تجاه إدخال تجهيزات وأسلحة ومعدات حديثة وكذلك أساليب وفنون قتال جديدة بالإضافة إلى متطلبات الحركات والتبدلات في الأفكار والمفاهيم التكتيكية .إن طريقة المنظومات تسهل انعكاس مثل هذه التبدلات على التدريب المعطى إلى المتدرب الذي يتحتم عليهم أيضاً إدخال هذه التبديلات في المجال العملي .
إن التخطيط للتدريب عملية تحتاج إلى دقة في التخطيط والتنفيذ وإن تنظيم العملية التدريبية في الدفاع الجوى يتطلب سلسة من الإجراءات والتي من خلالها تتضح سياسة ونهج التدريب التي على أساسها توضع طبيعة التدريب ومتطلبات تنفيذ التدريب .
ويجب عند التخطيط مراعاة العوامل المؤثرة على التخطيط والتنظيم وتأمين المتطلبات حتى يمكن استثمار الخطة التدريبية لرفع مستوى القدرة القتالية لمنظومة الدفاع الجوي .
المرجع: الكاتب: اللواء الركن / ناجي خليفة الجاسم