نظــام التعليـق الغــازي/السائــل
نظام التعليق الغازي/السائل Hydropneumatic أو وحدات النابض الغازية/السائلة هي نظام تعليق ابتكره الفرنسي André Citroën لصالح سيارات "سيتروين" ، وقدمه أولاً في العام 1954 لصالح التعليق الخلفي لإحدى مركبات الشركة ، في حين التطبيق الكامل بدأ العام 1955 على المركبات التجارية . التعليق الغازي/السائل هو باختصار نظام يحتوي على مقدار من الغاز (عادة من النيتروجين الذي يستخدم تحت الضغط كمادة التعليق الرئيسة) فصل وعزل من قبل مكبس عوم floating piston أو غشاء حاجز عن السائل الهيدروليكي (عادة من الزيت) ، الذي يرسل الضغط بينه وبين مكبس ثاني أوصل إلى ذراع عجلة الطريق . هكذا ، فإن إثارة وتشغيل خزان النيتروجين النبضي تتحقق من خلال سائل هيدروليكي غير قابل للانضغاط incompressible داخل اسطوانة التعليق . ومع تعديل حجم السائل المملوء ضمن الاسطوانة , فإن وظيفة الضبط والتسوية المطلوبة للعربة تكون منجزة . مع ملاحظة أن غاز النتروجين nitrogen gas ضمن دائرة أو نطاق التعليق ، منفصل عن الزيت الهيدروليكي من خلال غشاء مطاطي . أما لماذا غاز النتروجين بالذات ؟؟ فلأنه كوسيلة أو أداة نابضة يمتلك مرونة وقابلية تكيف flexible أكثر لنحو ست مرات من الفولاذ التقليدي ، لذلك قضية الضبط الذاتي جرى تطويعها وجعلها أكثر مرونة للسماح للعربة بمجاراة وتحمل شروط الطريق الاستثنائية (فرنسا كانت مشهورة بنوعية الطريق السيئة في سنوات ما بعد الحرب ، لذا الوسيلة الوحيدة لإنجاز السرعة العالية نسبيا في العربة ، هو في جعلها تمتص وتستوعب عثرات الطريق وعدم انتظامه بسهولة) .
وعلى الرغم من أنهم قدموا أولاً في المركبات التجارية , إلا أن أنظمة التعليق الغازي/السائل لم تلفت النظر للاستخدامات العسكرية والدبابات تحديداً إلا أثناء منتصف وأواخر الخمسينات ، عندما وجد النظام طريقه إلى الدبابة الألمانية Leopard 1 والسويدية Strv 103 ، حيث كلا الدبابتين صممتا خلال السنوات 1958-1960 . في نفس المرحلة تقريباً بدأ العمل أيضاً في الولايات المتحدة على أنظمة التعليق الغازية/السائلة ، حيث جرى تركيب أحدها على الدبابة الأمريكية المتوسطة T95 ، التي صممت أصلا مع تعليق بقضبان إلتواء . نظام تعليق غازي/سائل آخر دمج منذ البداية في مشروع تصميم الدبابة الألمانية الأمريكية المشتركة MBT-70 ، إلا أن هذا المشروع لم يكتب له النجاح والاستمرار . على أية حال ، نظام تعليق واحد فقط من هذا النوع طور مبكراً إلى مرحلة الإنتاج الفعلي ، وهو ذلك التعليق الذي طورته شركة Bofors السويدية لصالح الدبابة Strv 103(أو الدبابة S) التي دخلت الخدمة في الجيش السويدي العام 1967 .
الدبابة الأولى ذات البرج والتي وصلت مرحلة الخدمة مع نظام التعليق الغازي/السائل دخلت الخدمة بعد ثمان سنوات من ظهور السويدية Strv 103 ، وهذه كانت اليابانية Type 74 التي طورت من قبل صناعات المتسوبيشي الثقيلة MHI بين العام 1961 و1968 . وحدات تعليق هذه الدبابة وصلت أيضاً واستعملت لتغيير درجة انحدار مجمل الهيكل ، وكذلك تعديل ارتفاعه عن الأرض من 200 إلى 650 ملم (على هذه الدبابة ، كل من عجلاتها العشر الموزعة على الجانبين لها وحدتها الخاصة المصعدة داخل الهيكل للحماية) . لقد تفاوتت درجة الانحدار بين +5.5 و-6 درجات ، وتحصلت الدبابة معها على ميزة تخفيض مستوى انخفاض السلاح الرئيس لنحو -6.5 درجات وبالتالي تخفيض ارتفاع البرج . مع ذلك ، مدفع الدبابة Type 74 كان له مستوى تحكم كلي من +15 و-12.5 درجة في حال رفع مقدمة الهيكل أو خفضه ، وتعتبر هذه ميزة هامة عندما تكون الدبابة في حالة مشاغلة من خلف منحدر أو قمة (الحد الأعلى المألوف لتخفيض مدفع دبابة المعركة الرئيسة يبلغ نحو -10 درجات) . نظام التعليق الغازي/السائل شوهد أيضاً في الدبابات اليابانية الأحدث مثل Type 90 وType 10 .
الوحدات الغازية/السائلة التي شكلت قاعدة البناء لمنظومة التعليق في الدبابات السويدية Strv 103 واليابانية Type 74 كانت من النوع الخطي أو الطولي وحيد الاسطوانة single-cylinder ، وهو مصعد ضمن هيكل الدبابة . في المقابل ، وحدات تعليق غازية/سائلة أخرى صعدت خارجياً ، وبضعة وحدات تجريبية مبكرة كانت من نوع المكبسين ، مع اسطوانتين متعارضتين أو متقابلتين opposed cylinders . النموذج الأخير من الوحدات صنع في ألمانيا من قبل شركة Friesecke & Hopfner أثناء منتصف الستينات لصالح مشروع الدبابة MBT-70 ، وآخرون طوروا في أواخر السبعينات من قبل شركة Messier-Bugatti-Dowty الفرنسية (أكبر منتج في العالم لأجهزة هبوط وإقلاع الطائرات بما في ذلك العجلات والكابحات) ومن قبل شركة SAMM كجزء من برنامج الدبابة الفرنسية Leclerc ، حيث تمتلك كل دبابة من هذا النوع عدد ستة وحدات تعليق غازية/سائلة على كل من جانبي الهيكل (عربة الإنقاذ من نفس النوع لها سبعة وحدات) .. قائمة الدبابات الحديثة التي تستخدم هذا النوع من أنظمة التعليق تطول ، وتشمل مبدئياً بالإضافة إلى ما ذكر ، البريطانية Challenger 2 والهندية Arjun والبرازيلية EE-T1 وغيرهم . وللمستقبل ، قد يكون هناك تبني أوسع لأنظمة التعليق الغازية/السائلة ، على الرغم من كلفتها وتعقيدها وحساسيتها التي تتطلب المزيد من حاجات الصيانة والإدامة .