نظّمت مؤسسة إينجما مؤتمراً لمعالجة التحديات والفرص التي توجه إجراءات التعاون في مجالي الأمن والدفاع بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى تأثير الثورات العربية على العلاقات السياسية ما بين الطرفين خلال السنوات القليلة الماضية.فلقد برهن ما سُمِّي بالربيع العربي أنه من الأزمات الأمنية الهامة والجدية بالنسبة لدول الخليج العربي إذ إنه أدى إلى جعل الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي يتقاربون أكثر فأكثر؛ وقد ساهمت كذلك التهديدات الإيرانية المتزايدة في تعزيز هذا التقارب وجعلت دول مجلس التعاون موحدة بشكل أكبر مما كانت عليه في أي وقت مضى.وتعدّ المسألة الأكثر أهمية الآن بالنسبة لمجلس دول التعاون زيادة المرونة على مستوى سياسة التصدير التي سوف تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية، مما قد يسهل عملية اندماج القوات العسكرية لهذه الدول وتزويدها بقدرات قوية رادعة. هذا ما شدد عليه كبار المسؤولين العرب وخبراء الدفاع خلال المؤتمر الذي عقد ليوم واحد، في 3 حزيران/يونيو 2013، بمركز ستيمسون في العاصمة الأميركية واشنطن. والذي قام بتنظيمه فرع مؤسسة إينجمــا في أميركا الشمالية.وقد عرض المسؤولون الأميركيون في مجال الدفاع، خلال افتتاح هذا الحدث، وجهة نظر الحكومة الأميركية حيال التطورات في الشرق الأوسط، وأجروا حوارات مثمرة مع المشاركين، تناولت جهود الحكومة الأميركية في مجال تحديث عملية التحكم بالصادرات الأميركية أو الرقابة عليها.كما تم طرح المؤتمرون العديد من الآراء ووجهات النظر في ما يختص بالعوائق التقنية والتحديات السياسية البيروقراطية المتبقية.نظّمت مؤسسة إينجما هذا المؤتمر برعاية كلّ من شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin ورايثيون Raytheon و إيه تي كيه ATK وبوينغ Boeing. وقد حضر هذا المؤتمر مجموعة رفيعة المستوى من رجال الدولة والمسؤولين المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى كبار ممثلي قطاع الصناعات الدفاعية الأميركية.شكّل هذا الحدث منصة فريدة من نوعها لصانعي القرار والسياسيين الأميركيين والخليجيين بالإضافة إلى المجتمعات الدفاعية لتوفير قدرة غير مسبوقة على التخطيط وتبادل الآراء والهواجس بصراحة تامة، والعمل على إيجاد فرص لتعزيز التعاون والجهود بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج في مجالي الدفاع والأمن.يشار إلى أنّ هذا التنوّع في صفوف المشاركين ساهم في إطلاق نقاش غني وصريح، ومثير للاهتمام تناول النجاحات والإخفاقات التي تم تسجيلها على مستوى جهود التعاون الأميركي الخليجي في الدفاع والأمن والسياسة، كما ركّز على المجالات التي من الممكن العمل على تحسينها.تجدر الإشارة إلى أنّ المؤتمر نجح في تحقيق أهدافه في توفير المنبر للمسؤولين العرب والأميركيين من صانعي سياسات ومسؤولين في مجالي الدفاع والأمن للتواصل مع بعضهم البعض والتعبير عن آرائهم وآمالهم، واستعراض ما يقلقهم بطريقة شفافة مفصلة، والحديث عن العلاقات الإستراتيجية وعن التعاون في هذين المجالين بعد التغييرات الدراماتيكية التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط.
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=29910&cat=8
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=29910&cat=8