تدرس القوات الجوية الاماراتية خيار تحقيق مقاتلات جديدة تدعم بها سلاحها الجوي، كون أسراب الميراج المؤلفة من 36 طائرة 2000-9 المجددة، دخلت الخدمة الفعلية بتاريخ عام 1986 وأصبحت على الحدود القصوى لخدمتها العملياتية على الرغم من التحديثات التي أدخلت عليها، وتحتاج الإمارات إلى استبدالها بمقاتلات من الجيل الرابع أو الخامس، لتتمكن من المحافظة على التفوق الجوي النوعي، وامتلاك مقاتلات قادرة على تقديم الدعم الجوي القريب وضمان السيطرة الجوية فوق حقل المعركة .
ومع تزايد الحديث عن صفقة محتملة لاقتناء دولة الامارات العربية المتحدة لستين طائرة رافال F4 يكثر الحديث حول سبب عدم اختيار دولة الامارات لمقاتلة الجيل الخامس الشبحية F-35. في الحقيقة لم تغفل الامارات دراسة وتقييم خيار التعاقد على الاف 35 بالمقارنة مع خيارات أخرى محتملة مثل الرافال، الغريبين، واليوروفايتر تايفون.
خيار الاف 35 مرتبط بالدرجة الأولى بمفهوم التفوق الجوي النوعي الذي تسعى الولايات المتحدة للمحافظة عليه في مقابل سعي دولة الامارات العربية المتحدة لتحقيقه. فمعظم الصفقات الجوية التي حققتها الامارات سابقا تمحورت حول تحقيق هذا التفوق. ولطالما اشترطت القوات الجوية الاماراتية توافر مواصفات ، تسليح وتجهيزات محددة لطائراتها قبل الموافقة على التعاقد عليها مما جعل هذه المنصات الأفضل والاقوى بالمقارنة مع مثيلاتها وخير مثال على ذلك الاف 16 بلوك 60.
ويبدو ان الولايات المتحدة غير جاهزة لتلبية هذه الشروط. اذ سبق واعلنت الإدارة الامريكية اثناء انعقاد قمة الخليج في كامب دايفيد ان الدول العربية ليست بحاجة لطائرات ال F35 وهذا رد دبلوماسي مبطن يشير بصراحة الى عدم رغبة اميركا ببيع هذه الطائرة لاي دولة عربية، اقله في المدى المنظور. وذلك على الرغم من التعثر المالي لبرنامج الاف 35 وحاجة الشركة المصنعة الى ضمان تحقيق عقود جديدة تسهم في خفض التكلفة الاجمالية الباهظة لهذه الطائرة.
حتى ولو وافقت الولايات المتحدة على الشروط الإماراتية فان انجاز الصفقة لن يتم الا بعد ان تكون اسرائيل امتلكتها لخمس سنوات على الأقل. اي من المتوقع ان يبدا التفاوض بشان بيع هذه الطائرات للدول العربية الحليفة للولايات المتحدة بنهاية العام 2023 على ان يبدا التسليم في العام 2025 كحد ادنى للاف35.
الاف 35 ما لها وما عليها
الاف 35 هي الطائرة التي انفق عليها البنتاغون الأمريكي مليارات الدولارات لتكون المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس والتي ستضمن لقواته حتى العام 2035 السيطرة والتفوق الجوي فوق بيئة عمليات معادية وأكثرها تعقيدا. المفهوم الهندسي للتصميم تمحور حول إيجاد منصة واحدة تمتلك احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا الدفاعية من منظومات قتالية وحرب الكترونية وتكون قادرة على تلبية مختلف متطلبات افرع القوات المسلحة الامركية الجوية ، البحرية ومشاة البحرية المارينز وتكون قادرة على تنفيذ مختلف مهام القتال الجوي من اعتراض، مطاردة... وصولا الى تنفيذ مهام الدعم الجوي القريب لصالح القوات البرية.
من هنا يكمن العيب الأساسي في هذه الطائرة وبشكل مبسط يمكن القول ان الاف 35 تستطيع تنفيذ جميع مهام القتال الجوي لكنها بالتأكيد ليست الأفضل في تنفيذ أي منها. إذ لا يمكن لطائرة واحدة ان تمتلك مختلف الميزات التي تجعلها الافضل في كل شيء، كون قدرات المناورة الجوية ترتبط بوزن الطائرة، قوة محركاتها، شكل اجنحتها، وحمولتها القصوى، ولطالما اعتمد مهندسو الطائرات الجوية على الموازنة بين هذه العايير لتحديد التصميم الملائم لطبيعة مهام المنصة الجوية والذي سيوفر لها هامش المناورة الجوية المطلوب.
التكلفة لا تبرر الفعالية
ستبلغ تكلفة برنامج الاف 35 اكثر من 1.5 تريليون دأ خلال مدة خدمتها، ما يجعل منها البرنامج الاغلى في تاريخ الصناعات الدفاعية. ووحدها اميركا يمكنها تحمل هذه التكلفة الباهظة. اذ تامل اميركا من ان التكلفة التشغيلية للاف 355 ستنخفض مستقبلا كون هناك ثلاث افرع للقوات المسلحة ستستعملها. بمعنى ان تكلفة التدريب والصيانة وقطع البدل ستكون واحدة عوضا عن ان تكون موزعة على عدة انواع من الطائرات الاعتراضية، المقاتلة وطائرات الدعم الجوي القريب. وهذا الامر غير مجدي بالنسبة للقوات الجوية الاماراتية التي ستتكلف ثمن الطائرة الواحدة دون ان يكون هناك مردود مستقبلي لجهة خفض التكلفة التشغيلية. حتى وزارة الدفاع الأمريكي تجري الان تقييما حول التكلفة وهناك توجه لتفعيل برنامجي الرابتور F22إضافة الى تأخير توقيت اخراج الA10 الثندربولت من الخدمة.
الشبحية والمفهوم الملتبس
لا يمكن التعويل كثيرا على قدرات التخفي لهذه الطائرة اذ ان من جهة العمليات الهجومية فان القدرات الصاروخية والنارية لاسلحة الاشتباك البعيدة المدى لا تحوج الطيار على التخفي لانه يكون اصلا خارج مدى الاشتباك للاسلحة التقليدية المعادية. ثانيا من جهة العمليات الدفاعية فان مفهوم التخفي وان اثبت تقدما تكنولوجيا اليوم، فانه وبعد خمس سنوات ستستطيع الشركات المصنعة لنظم الدفاع الجوي من ابتكار تكنولوجيا تستطيع كشف اي جسم ولو كان اليوم يتحلى بقدرات تخفي. وفي هذا الموضوع يقول طيار التجارب لطائرة ال F35 ان طائرته لا يمكن وصفها بغير المرئية لكن الصحيح هو انه لا يمكن كشفها بتكنولوجيا الرادارت المستخدمة حاليا.
النضوج العملياتي
يحتاج كل برنامج جديد الى فترة زمنية قبل بلوغه مرحلة النضوج العملياتي، ولم تتمكن الاف 35 لغاية تاريخه من بلوغ الجاهزية العملياتية الكاملة لتنفيذ مختلف المهام المصممة لتنفيذها. مع العلم ان البنتاغون الأمريكي اعلن في أغسطس الماضي ان الاف 35 أصبحت جاهزة عملياتيا. كما لا زالت اميركا تعوّل على طائرة الثندربولت لتنفيذ مهام الجوي القريب.
من ناحية الجهوزية العملياتية فان الاف 35 تواجه عدة مشاكل فنية اذ سبق وتعرض احد محركاتها للانفجار، كما هناك ثغرات في معظم برمجيات منظوماتها، إضافة الى مشاكل في المقعد القاذف الذي يمكن ان يؤدي الى شلل الطيارين خفيفي الوزن في حال اضطرارهم لاستخدامه.
لا تمتلك الاف 35 لغاية تاريخه أي خبرة قتالية مستفادة من معركة جوية حقيقية. لكن الملفت في هذا الموضوع هو ما تم الإعلان عنه خلال الاختبارات التي نفذت في قاعدة هوم الجوية في ايداهو العام الماضي لاجراء محاكاة لنشر سرب من طائرات الاف 35 بالاشتراك مع طائرات الجيل الرابع السترايك ايغل F-15E Strike Eagles التابعة للسرب 336 الجوي المقاتل، في محيط عملياتي معزز بالدفاعات الجوية المعادية المتطورة.
وتبين بنتيجة التمرين ان سرب الاف 35 استطاع تنفيذ 88 طلعة جوية من اصل 88 طلعة مخططة. كما استطاع تحقيق 94 % نسبة إصابة اهداف، إضافة الى إصابة 15 قنبلة من اصل 16 أهدافها المحددة. كما استطاعت الاف 355 تحقيق نتائج تقييم ممتازة عند عملها من ضمن فريق مؤلف من منصات جوية أخرى حيث اثبتت الاختبارات فعالية أداء الاف 355 بالتناغم والتوالف مع السترايك ايغل.
كما أظهرت الطلعات الجوية القتالية ان طائرات السترايك ايغل لم تستطع تحقيق أي إصابة قاتلة للاف 35. في المقابل تم الإيحاء بالبيانات المعممة ان الاف 35 استطاعت تحقيق نسبة اصابة وصلت الى 8:0 ضد السترايك ايغلز اثناء تنفيذ مهام القتال الجوي المتقارب، مع العلم أن السترايك ايغلز كانت مجهزة برادار المسح الرقمي AN/APG-82 AESA ومنصة التصويب المتقدمthe Sniper ATP (Advanced Targeting Pod) .
الرافال خيار مقبول
تركزت المفاوضات الإماراتية مع شركة داسو حول ثلاث نقاط أساسية القدرات القتالية، التكلفة وبت مصير أسراب الميراج 2000-9، قبل الموافقة على شراء 60 طائرة رافال جديدة. ويبدو ان حزمة التحديثات RAFALE F4 التي تم الإعلان عنها ستمكن الرافال من امتلاك قدرات أعلى على المناورة الجوية، والقتال الجوي وسوف تكون قادرة على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام خلال طلعة جوية واحدة، وفي وقت متزامن.
وسيشمل المعيار Rafale F4 إضافة إلى زيادة قوة محركاتها الذي يشكل أحد أهم الشروط التي وضعتها الامارات، تحسينات شاملة على أنماط العمل الشبكي للمقاتلة للعمل الجماعي مع باقي المنصات القتالية المختلفة، بالاضافة إلى تطوير المستشعرات الرادارية، والكهروبصرية وحزمة الحماية الإلكترونية، كما ستحصل على حزمة مُطوّرة ومُحسّنة من الصواريخ والذخائر، مع دمج قدرات قتالية جديدة للمقاتلة .
تجدر الإشارة إلى أن شركة داسو تعاونت مع تاليس (Thales) الفرنسية لتجهيز مقاتلات رافال بأنظمة ذات قدرات استشعار كنظام RBE2 AESA ، ونظام الأطياف للحرب الإلكترونية، وأنظمة البصريات والاتصالات والملاحة وتحديد الهوية، وأنظمة الكترونيات الطيران وتوليد الطاقة والتحويل. وتشكّل هذه الأنظمة قرابة 25% من إجمالي طائرة رافال .
اما لجهة التكلفة فقد أصبح باستطاعة داسو خفض تكلفة إنتاج الرافال بعد توقيعها لعقود تزويد كل من مصر و قطر بعدد 24 مقاتلة رافال لكل منهما و36 طائرة أخرى إلى الهند، بالإضافة إلى ذلك فإن عقود التحديث التي سيتحمل تكلفتها الجيش الفرنسي، ستساعد شركة داسو على تأمين إيرادات تشغيلية لغاية العام 2025 .
عامل الوقت يفرض شروطه
لن تنتظر الامارات طويلا قبل ان تحسم خيار التعاقد على مقاتلتها للعقود القادمة، كما وهي لن تتخلى عن أي من الشروط التي تعتبرها محورية لتمكين قواتها الجوية من مواجهة التحديات والمخاطر وفرض تفوقها الجوي فوق حقل المعركة. ولن تقبل الا وان تكون شريكا استراتيجيا في نقل وتوطين تكنولوجيا الصناعات الدفاعية الجوية. وإن هي بدات باستشراف آفاق تصنيعها لمقاتلة الجيل الخامس بالتعاون مع روسيا، فمن المرجح ان تكون الرافال الحل المرحلي لحين انجاز المقاتلة الاماراتية الصنع.
العميد الركن الطيار اندره بومعشر
الامن الوطني العربي
ومع تزايد الحديث عن صفقة محتملة لاقتناء دولة الامارات العربية المتحدة لستين طائرة رافال F4 يكثر الحديث حول سبب عدم اختيار دولة الامارات لمقاتلة الجيل الخامس الشبحية F-35. في الحقيقة لم تغفل الامارات دراسة وتقييم خيار التعاقد على الاف 35 بالمقارنة مع خيارات أخرى محتملة مثل الرافال، الغريبين، واليوروفايتر تايفون.
خيار الاف 35 مرتبط بالدرجة الأولى بمفهوم التفوق الجوي النوعي الذي تسعى الولايات المتحدة للمحافظة عليه في مقابل سعي دولة الامارات العربية المتحدة لتحقيقه. فمعظم الصفقات الجوية التي حققتها الامارات سابقا تمحورت حول تحقيق هذا التفوق. ولطالما اشترطت القوات الجوية الاماراتية توافر مواصفات ، تسليح وتجهيزات محددة لطائراتها قبل الموافقة على التعاقد عليها مما جعل هذه المنصات الأفضل والاقوى بالمقارنة مع مثيلاتها وخير مثال على ذلك الاف 16 بلوك 60.
ويبدو ان الولايات المتحدة غير جاهزة لتلبية هذه الشروط. اذ سبق واعلنت الإدارة الامريكية اثناء انعقاد قمة الخليج في كامب دايفيد ان الدول العربية ليست بحاجة لطائرات ال F35 وهذا رد دبلوماسي مبطن يشير بصراحة الى عدم رغبة اميركا ببيع هذه الطائرة لاي دولة عربية، اقله في المدى المنظور. وذلك على الرغم من التعثر المالي لبرنامج الاف 35 وحاجة الشركة المصنعة الى ضمان تحقيق عقود جديدة تسهم في خفض التكلفة الاجمالية الباهظة لهذه الطائرة.
حتى ولو وافقت الولايات المتحدة على الشروط الإماراتية فان انجاز الصفقة لن يتم الا بعد ان تكون اسرائيل امتلكتها لخمس سنوات على الأقل. اي من المتوقع ان يبدا التفاوض بشان بيع هذه الطائرات للدول العربية الحليفة للولايات المتحدة بنهاية العام 2023 على ان يبدا التسليم في العام 2025 كحد ادنى للاف35.
الاف 35 ما لها وما عليها
الاف 35 هي الطائرة التي انفق عليها البنتاغون الأمريكي مليارات الدولارات لتكون المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس والتي ستضمن لقواته حتى العام 2035 السيطرة والتفوق الجوي فوق بيئة عمليات معادية وأكثرها تعقيدا. المفهوم الهندسي للتصميم تمحور حول إيجاد منصة واحدة تمتلك احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا الدفاعية من منظومات قتالية وحرب الكترونية وتكون قادرة على تلبية مختلف متطلبات افرع القوات المسلحة الامركية الجوية ، البحرية ومشاة البحرية المارينز وتكون قادرة على تنفيذ مختلف مهام القتال الجوي من اعتراض، مطاردة... وصولا الى تنفيذ مهام الدعم الجوي القريب لصالح القوات البرية.
من هنا يكمن العيب الأساسي في هذه الطائرة وبشكل مبسط يمكن القول ان الاف 35 تستطيع تنفيذ جميع مهام القتال الجوي لكنها بالتأكيد ليست الأفضل في تنفيذ أي منها. إذ لا يمكن لطائرة واحدة ان تمتلك مختلف الميزات التي تجعلها الافضل في كل شيء، كون قدرات المناورة الجوية ترتبط بوزن الطائرة، قوة محركاتها، شكل اجنحتها، وحمولتها القصوى، ولطالما اعتمد مهندسو الطائرات الجوية على الموازنة بين هذه العايير لتحديد التصميم الملائم لطبيعة مهام المنصة الجوية والذي سيوفر لها هامش المناورة الجوية المطلوب.
التكلفة لا تبرر الفعالية
ستبلغ تكلفة برنامج الاف 35 اكثر من 1.5 تريليون دأ خلال مدة خدمتها، ما يجعل منها البرنامج الاغلى في تاريخ الصناعات الدفاعية. ووحدها اميركا يمكنها تحمل هذه التكلفة الباهظة. اذ تامل اميركا من ان التكلفة التشغيلية للاف 355 ستنخفض مستقبلا كون هناك ثلاث افرع للقوات المسلحة ستستعملها. بمعنى ان تكلفة التدريب والصيانة وقطع البدل ستكون واحدة عوضا عن ان تكون موزعة على عدة انواع من الطائرات الاعتراضية، المقاتلة وطائرات الدعم الجوي القريب. وهذا الامر غير مجدي بالنسبة للقوات الجوية الاماراتية التي ستتكلف ثمن الطائرة الواحدة دون ان يكون هناك مردود مستقبلي لجهة خفض التكلفة التشغيلية. حتى وزارة الدفاع الأمريكي تجري الان تقييما حول التكلفة وهناك توجه لتفعيل برنامجي الرابتور F22إضافة الى تأخير توقيت اخراج الA10 الثندربولت من الخدمة.
الشبحية والمفهوم الملتبس
لا يمكن التعويل كثيرا على قدرات التخفي لهذه الطائرة اذ ان من جهة العمليات الهجومية فان القدرات الصاروخية والنارية لاسلحة الاشتباك البعيدة المدى لا تحوج الطيار على التخفي لانه يكون اصلا خارج مدى الاشتباك للاسلحة التقليدية المعادية. ثانيا من جهة العمليات الدفاعية فان مفهوم التخفي وان اثبت تقدما تكنولوجيا اليوم، فانه وبعد خمس سنوات ستستطيع الشركات المصنعة لنظم الدفاع الجوي من ابتكار تكنولوجيا تستطيع كشف اي جسم ولو كان اليوم يتحلى بقدرات تخفي. وفي هذا الموضوع يقول طيار التجارب لطائرة ال F35 ان طائرته لا يمكن وصفها بغير المرئية لكن الصحيح هو انه لا يمكن كشفها بتكنولوجيا الرادارت المستخدمة حاليا.
النضوج العملياتي
يحتاج كل برنامج جديد الى فترة زمنية قبل بلوغه مرحلة النضوج العملياتي، ولم تتمكن الاف 35 لغاية تاريخه من بلوغ الجاهزية العملياتية الكاملة لتنفيذ مختلف المهام المصممة لتنفيذها. مع العلم ان البنتاغون الأمريكي اعلن في أغسطس الماضي ان الاف 35 أصبحت جاهزة عملياتيا. كما لا زالت اميركا تعوّل على طائرة الثندربولت لتنفيذ مهام الجوي القريب.
من ناحية الجهوزية العملياتية فان الاف 35 تواجه عدة مشاكل فنية اذ سبق وتعرض احد محركاتها للانفجار، كما هناك ثغرات في معظم برمجيات منظوماتها، إضافة الى مشاكل في المقعد القاذف الذي يمكن ان يؤدي الى شلل الطيارين خفيفي الوزن في حال اضطرارهم لاستخدامه.
لا تمتلك الاف 35 لغاية تاريخه أي خبرة قتالية مستفادة من معركة جوية حقيقية. لكن الملفت في هذا الموضوع هو ما تم الإعلان عنه خلال الاختبارات التي نفذت في قاعدة هوم الجوية في ايداهو العام الماضي لاجراء محاكاة لنشر سرب من طائرات الاف 35 بالاشتراك مع طائرات الجيل الرابع السترايك ايغل F-15E Strike Eagles التابعة للسرب 336 الجوي المقاتل، في محيط عملياتي معزز بالدفاعات الجوية المعادية المتطورة.
وتبين بنتيجة التمرين ان سرب الاف 35 استطاع تنفيذ 88 طلعة جوية من اصل 88 طلعة مخططة. كما استطاع تحقيق 94 % نسبة إصابة اهداف، إضافة الى إصابة 15 قنبلة من اصل 16 أهدافها المحددة. كما استطاعت الاف 355 تحقيق نتائج تقييم ممتازة عند عملها من ضمن فريق مؤلف من منصات جوية أخرى حيث اثبتت الاختبارات فعالية أداء الاف 355 بالتناغم والتوالف مع السترايك ايغل.
كما أظهرت الطلعات الجوية القتالية ان طائرات السترايك ايغل لم تستطع تحقيق أي إصابة قاتلة للاف 35. في المقابل تم الإيحاء بالبيانات المعممة ان الاف 35 استطاعت تحقيق نسبة اصابة وصلت الى 8:0 ضد السترايك ايغلز اثناء تنفيذ مهام القتال الجوي المتقارب، مع العلم أن السترايك ايغلز كانت مجهزة برادار المسح الرقمي AN/APG-82 AESA ومنصة التصويب المتقدمthe Sniper ATP (Advanced Targeting Pod) .
الرافال خيار مقبول
تركزت المفاوضات الإماراتية مع شركة داسو حول ثلاث نقاط أساسية القدرات القتالية، التكلفة وبت مصير أسراب الميراج 2000-9، قبل الموافقة على شراء 60 طائرة رافال جديدة. ويبدو ان حزمة التحديثات RAFALE F4 التي تم الإعلان عنها ستمكن الرافال من امتلاك قدرات أعلى على المناورة الجوية، والقتال الجوي وسوف تكون قادرة على تنفيذ أنواع مختلفة من المهام خلال طلعة جوية واحدة، وفي وقت متزامن.
وسيشمل المعيار Rafale F4 إضافة إلى زيادة قوة محركاتها الذي يشكل أحد أهم الشروط التي وضعتها الامارات، تحسينات شاملة على أنماط العمل الشبكي للمقاتلة للعمل الجماعي مع باقي المنصات القتالية المختلفة، بالاضافة إلى تطوير المستشعرات الرادارية، والكهروبصرية وحزمة الحماية الإلكترونية، كما ستحصل على حزمة مُطوّرة ومُحسّنة من الصواريخ والذخائر، مع دمج قدرات قتالية جديدة للمقاتلة .
تجدر الإشارة إلى أن شركة داسو تعاونت مع تاليس (Thales) الفرنسية لتجهيز مقاتلات رافال بأنظمة ذات قدرات استشعار كنظام RBE2 AESA ، ونظام الأطياف للحرب الإلكترونية، وأنظمة البصريات والاتصالات والملاحة وتحديد الهوية، وأنظمة الكترونيات الطيران وتوليد الطاقة والتحويل. وتشكّل هذه الأنظمة قرابة 25% من إجمالي طائرة رافال .
اما لجهة التكلفة فقد أصبح باستطاعة داسو خفض تكلفة إنتاج الرافال بعد توقيعها لعقود تزويد كل من مصر و قطر بعدد 24 مقاتلة رافال لكل منهما و36 طائرة أخرى إلى الهند، بالإضافة إلى ذلك فإن عقود التحديث التي سيتحمل تكلفتها الجيش الفرنسي، ستساعد شركة داسو على تأمين إيرادات تشغيلية لغاية العام 2025 .
عامل الوقت يفرض شروطه
لن تنتظر الامارات طويلا قبل ان تحسم خيار التعاقد على مقاتلتها للعقود القادمة، كما وهي لن تتخلى عن أي من الشروط التي تعتبرها محورية لتمكين قواتها الجوية من مواجهة التحديات والمخاطر وفرض تفوقها الجوي فوق حقل المعركة. ولن تقبل الا وان تكون شريكا استراتيجيا في نقل وتوطين تكنولوجيا الصناعات الدفاعية الجوية. وإن هي بدات باستشراف آفاق تصنيعها لمقاتلة الجيل الخامس بالتعاون مع روسيا، فمن المرجح ان تكون الرافال الحل المرحلي لحين انجاز المقاتلة الاماراتية الصنع.
العميد الركن الطيار اندره بومعشر
الامن الوطني العربي