Friday, 21 March 2014
كيف كنا وكيف اصبحنا ... الطيران
الكثير من الغربيين بل حتى ابناء جلدتنا من العرب يضنون ان اول من قام بمحاولة طيران هما الاخوة رايت ، ولكن الحقيقة هي ان اول من قام بمحاولة طيران هو عباس بن فرناس.
والأسم الكامل له هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس.
غير ان الغريب في قصة هذا الرجل هو أن العديد من الناس يظنون ان عباس بن فرناس هو شخص مجنون ولكن الحقيقة انه مخترع و فيلسوف و شاعر اندلسي من قرطبة وكان له اهتمامات في الرياضيات و الفلك و الكيمياء و الفيزياء.
وقبل ان نتكلم على محاولته للطيران نعرج على انه كانت له اختراعات عديدة كالساعة المائية و سماها الميقات ، وهو اول من وضع تقنية التعامل مع الكريستال و صنع العديد من ادوات مراقبة النجوم و هو اول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة.
أما بالنسبة لمحاولته للطيران ، فقد كان لدى عباس ابن فرناس حلم في الطيران حيث كان يتأمل الطيور ويقرأ القران و يكثر من قوله تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ سورة الملك {19}
ويقرأ عن ايات التدبر و التفكر في الكون و في خلق الله.
وبعد مدة خرج بفكرة انه اذا كانت الطيور يمكن لها الطيران فهذا المبدأ قد شرعه الله تعالى في الكون ويمكن تعميمه، وعلى هذا اذا استطعنا معرفة كيفية قدرة الطير على التحليق يمكن لي ان اطير ايضا.
وبعد مدة قام بأول محاولة للطيران ولكنه سقط مباشرة ونجى من الاصابة.
اما المحاولة الثانية فقد درس علوم اخرى و خطط اكثر و اكثر ثم حاول ان يطير بعد تجربته الاولى بــ 20 سنة ، ولكن المدهش في القصة ان التجربة الثانية كان عمره 65 سنة ، فجمع الناس و قام بمحاولته الثانية فصعد في مرتفع وقذف بنفسه فطار في الفضاء مسافة بعيدة عن مكان القفز و الناس متعجبون منه ، و عندما هبط على سطح الارض ارتكب خطأ وهو انه أهمل ان الطائر يعتمد على ذنبه عند النزول فلم يركب ذنب لطائرته .
فأصيب في ظهره وقيل أصيب بكسر في يده ولكنه لم يمت وهذا هو لب القضية فالعديد منا يعتبر ان ابو القاسم قد مات وهذا من المغالط ومن جهلنا بأمورنا وبتاريخنا الذي هو أحق بأن يعرف وان يفهم وان يستدل به.
بعد 400 سنة تقريب جاء رجل اخر من اسطنبول وقام بعملية طيران ناجحة وكان اسمه احمد شلبي، وقد جرت احداث هذه ا لواقعة في القرن 17 تقريبا و طار مسافة لا بأس بها ولم يمت.
وبعدها بدئ العرب في التقهقر و التراجع في هذا المجال وبدأ الغرب في التطور و محاولات النهوض من جديد.
أما اليوم فأننا نلاحظ شركات اوروبية و غيرها قد سيطرة على هذه السوق و نحن العرب نشتري فقط ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : الى متى سيستمر هذا الحال ؟ أين هم أحفاد احمد شلبي و عباس ابن فرناس ؟ اين ذهبت علومهم ؟ و جهودهم وسهرهم؟
لكن اللوم ليس عليا انا او عليك انت ، اللوم على مجموعة كبيرة من البشر منذ القديم الى يومنا هذا ، اللوم علينا كلنا اننا لم نحفظ هذه العلوم وهذه الحضارة ولم نعمل على تطويرها ودفعها للأمام ،غير اننا اذا اتبعنا هذا الكلام و اخذنا بسياسة اللوم انت تقول هذا وذلك يقول انت فلن نتقدم بل سنزداد تأخر الى جانب تأخرنا.
ان التطور الذي بلغه المسلمون في هذا المجال هو بسبب دمج الدين مع العلم .
فقد اصبحنا اليوم في وقت اذا تدين و ترهب فيه الواحد منا فأنه يبتعد عن كل العلوم و يعتبرها كفرا وزندقة و هراء ، ولكن الحقيقة ان هذا الفكر و التوجه هو الكفر بعينه.
أرجوا ان يكون هناك رجال بمعنى الكلمة مع العلم ان كلمة رجال في اللغة العربية تطلق حتى على النساء بمعنى واحد، فيكونوا قادرين على اشعال فتيل الحضارة من جديد وإعادتها لما كانت عليه وحتى نعود لما كنا فلن يتم هذا بالكلام والتعليق على الاحداث بل بمواجهة كل الصعاب والمتاعب واعلم ان المجد ليس تمر انت اكله.
كتابة: عامرشافع
https://www.facebook.com/amer.c.amer. منقول
كيف كنا وكيف اصبحنا ... الطيران
الكثير من الغربيين بل حتى ابناء جلدتنا من العرب يضنون ان اول من قام بمحاولة طيران هما الاخوة رايت ، ولكن الحقيقة هي ان اول من قام بمحاولة طيران هو عباس بن فرناس.
والأسم الكامل له هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس.
غير ان الغريب في قصة هذا الرجل هو أن العديد من الناس يظنون ان عباس بن فرناس هو شخص مجنون ولكن الحقيقة انه مخترع و فيلسوف و شاعر اندلسي من قرطبة وكان له اهتمامات في الرياضيات و الفلك و الكيمياء و الفيزياء.
وقبل ان نتكلم على محاولته للطيران نعرج على انه كانت له اختراعات عديدة كالساعة المائية و سماها الميقات ، وهو اول من وضع تقنية التعامل مع الكريستال و صنع العديد من ادوات مراقبة النجوم و هو اول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة.
أما بالنسبة لمحاولته للطيران ، فقد كان لدى عباس ابن فرناس حلم في الطيران حيث كان يتأمل الطيور ويقرأ القران و يكثر من قوله تعالى ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴾ سورة الملك {19}
ويقرأ عن ايات التدبر و التفكر في الكون و في خلق الله.
وبعد مدة خرج بفكرة انه اذا كانت الطيور يمكن لها الطيران فهذا المبدأ قد شرعه الله تعالى في الكون ويمكن تعميمه، وعلى هذا اذا استطعنا معرفة كيفية قدرة الطير على التحليق يمكن لي ان اطير ايضا.
وبعد مدة قام بأول محاولة للطيران ولكنه سقط مباشرة ونجى من الاصابة.
اما المحاولة الثانية فقد درس علوم اخرى و خطط اكثر و اكثر ثم حاول ان يطير بعد تجربته الاولى بــ 20 سنة ، ولكن المدهش في القصة ان التجربة الثانية كان عمره 65 سنة ، فجمع الناس و قام بمحاولته الثانية فصعد في مرتفع وقذف بنفسه فطار في الفضاء مسافة بعيدة عن مكان القفز و الناس متعجبون منه ، و عندما هبط على سطح الارض ارتكب خطأ وهو انه أهمل ان الطائر يعتمد على ذنبه عند النزول فلم يركب ذنب لطائرته .
فأصيب في ظهره وقيل أصيب بكسر في يده ولكنه لم يمت وهذا هو لب القضية فالعديد منا يعتبر ان ابو القاسم قد مات وهذا من المغالط ومن جهلنا بأمورنا وبتاريخنا الذي هو أحق بأن يعرف وان يفهم وان يستدل به.
بعد 400 سنة تقريب جاء رجل اخر من اسطنبول وقام بعملية طيران ناجحة وكان اسمه احمد شلبي، وقد جرت احداث هذه ا لواقعة في القرن 17 تقريبا و طار مسافة لا بأس بها ولم يمت.
وبعدها بدئ العرب في التقهقر و التراجع في هذا المجال وبدأ الغرب في التطور و محاولات النهوض من جديد.
أما اليوم فأننا نلاحظ شركات اوروبية و غيرها قد سيطرة على هذه السوق و نحن العرب نشتري فقط ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : الى متى سيستمر هذا الحال ؟ أين هم أحفاد احمد شلبي و عباس ابن فرناس ؟ اين ذهبت علومهم ؟ و جهودهم وسهرهم؟
لكن اللوم ليس عليا انا او عليك انت ، اللوم على مجموعة كبيرة من البشر منذ القديم الى يومنا هذا ، اللوم علينا كلنا اننا لم نحفظ هذه العلوم وهذه الحضارة ولم نعمل على تطويرها ودفعها للأمام ،غير اننا اذا اتبعنا هذا الكلام و اخذنا بسياسة اللوم انت تقول هذا وذلك يقول انت فلن نتقدم بل سنزداد تأخر الى جانب تأخرنا.
ان التطور الذي بلغه المسلمون في هذا المجال هو بسبب دمج الدين مع العلم .
فقد اصبحنا اليوم في وقت اذا تدين و ترهب فيه الواحد منا فأنه يبتعد عن كل العلوم و يعتبرها كفرا وزندقة و هراء ، ولكن الحقيقة ان هذا الفكر و التوجه هو الكفر بعينه.
أرجوا ان يكون هناك رجال بمعنى الكلمة مع العلم ان كلمة رجال في اللغة العربية تطلق حتى على النساء بمعنى واحد، فيكونوا قادرين على اشعال فتيل الحضارة من جديد وإعادتها لما كانت عليه وحتى نعود لما كنا فلن يتم هذا بالكلام والتعليق على الاحداث بل بمواجهة كل الصعاب والمتاعب واعلم ان المجد ليس تمر انت اكله.
كتابة: عامرشافع
https://www.facebook.com/amer.c.amer. منقول