قال صلى الله عليه وسلم: {لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيَ أمرُ الله وهم على ذلك}{1}
وهؤلاء هم أتباع العارفين والصالحين ، كل الموضوع أننا نعيد من جديد مسلسل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الفتح 29
وذلك لكي يظل على مسرح الوجود مشهود لأهل البعد والصدود الذين تجاوزوا الحدود ليرجعوا إلى الواحد المعبود عز وجل ، فلا بد أن يظل هذا المسلسل موجوداً بأحواله وأحوال رجاله وإن تغيرت الصور والأشكال ، لكن الأحوال باقية كما كانت في عصر النبي المختار صلى الله عليه وسلم
هؤلاء الرجال الذين يريدون أن يكونوا من أهل هــذا المجال ؛ يلزم من البداية أن يعقدوا العزم أن يكونوا كلهم لله ، ويدخل الرجل منهم مركز التدريب النبوي ليدرب نفسه على ألا يعمل أي عمل إلا إذا كان لله ، حتى ولو كان بسمة وحتى ولو كان كلمة وحتى ولو كان بشاشة وجه وحتى ولو كان مداعبة حتى ولو كان معافسة لزوجته ، حتى ولو كان أكــل أو شرب أو نوم
من دخل هذا المعسكر من هؤلاء لا بد وأن تكون كلُ حركةٍ أو سكنةٍ منهُ لله ، فالقلب لا يتحرك إلا إذا كان لله واللسان لا ينطق إلا إذا كان لله وفي الله ورغبة في رضاه ، والعين لا تنظر إلا بأمر الله - كما كان ينظر سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفقة والحنان لعباد الله
واليد لا تمتد بعطاء إلا إذا كان لوجه الله ، ولا تعلم الشمال ما أنفقت اليمين لأن الأمر لله ، والرجل لا تتحرك لأي موضع أو لأي مقصد إلا إذا كان لوجه الله لا لمصلحة أو لمنفعة أو لمأرب ظاهر أو باطن ، وكل ما تريده النفس والحس وما يطلبه الجسم سيأتي به الله من فضل الله بلا حساب لأن العبد يعمل لله {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} النور38
لأنه دائم الفضل ، وإذا تعب مريد سلوك التوفيق وحدثت عنده مشاكل أو متاعب أو قلاقل أو غيره يعلم أنه قد أخطأ في تجريد التوحيد ؛ لأنه لم يوحد القصود والنوايا في كل الأعمال ؛ ومن هنا يصيبه الخلل والزلل والبعد عن الواحد المتعال ، كما قال في ذلك الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه :
أروني فتى ذكر الإله مصدقاً.....ولم ير نور الله في كل وجهـة
أي أروني واحداً فيكم كان مع الله وتتخلى عنه عناية الله طرفة عين أو أقل فهم الذين طمأنونا وقالوا لنا :
وإذا العناية لاحظتـك عيونها ... نم فالمخـاوف كلهن أمان
فحتى لو تجمع عليه الناس ماذا يفعلون مع قوة رب الناس؟ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} ما الذي حدث؟ {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ما النتيجة؟ {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} 173- 174 آل عمران
لأن معهم عناية الله ، وهذه الكتيبة كتيبة المهاجرين والأنصار هي المشمولة بعناية الواحد القهار ، لكن بشرط أن يكون معهم طلباً لرضاه ، وإذا التفت واحد منهم؟ يأتي له الأدب الفوري من الله ، لماذا تلتفت؟ هل تخلى عنك؟ أو تركك؟ أو أحوجك إلى ما عداه طرفة عين؟ أو أقل؟ لماذا تلتفت إذاً؟ وما الذي ستأخذه من الدنيا؟
وما الدنيا إلا طرفة عين ، والله عز وجل يوالي المسلم فيها بما فوق الخيال وبما لا يخطر على البال وبما لا يستطيع الإنسان أن يتحدث عنه بحال من الأحوال ، لأن نِعَم الرجال في الدنيا ليست التحويلات والمأكولات والمفروشات ، وإنما نِعَمَهُم فيما تتمتع فيه القلوب من الهناء العالي
نِعَم الرجال في حلاوة الإيمان في الوصال من النبي العدنان في القرب من الله عز وجل في كل وقت وآن ، عندما يشعر الإنسان أن الله عز وجل معه: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} النحل128
والرجل الذي يضع نفسه في هذا المجال يقول فيه الحَبيب صلى الله عليه وسلم: {إن الله وملائكته ‘ حتى النملة في جحرهـــا ‘ وحتى الحيتان في بحــورها ؛ ليصــــلون على معلــم النــاس الخيــــــــــر}{2}
وكذلك الأشجار والأطيار وكل شيء يصلي على معلم الناس الخير ، هكذا تكون الوراثة كما قال الله في القرآن لعلو قدر النبي العدنان: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} الأحزاب56
وقد خلع النبي هذه الخلعة على ورثته وقال: {إن الله وملائكته ‘ حتى النملة في جحرها ‘ وحتى الحيتان في بحورها ليصلون على معلم الناس الخير} ماذا يريد الوارث بعد ذلك ؟ فمن يصلي عليه الله والملائكة والحيتان والنمل وكل شيء ، ماذا يريد من الدنيا؟ أيريد لقمة عيش؟ أو دفتر شيكـــات؟ ماذا يفعل بها ؟
حتى لو احتاج مثل هذه الأمور سيأتي له بها العزيز الغفور مع عزة النفس ومع سلامة الصدر وراحة البال ، فهل يطلب من كان مع الله من المؤمنين أي شيء من حضرة الله؟ ويتخلى عنه مولاه
فإذا كان المؤمن الذي مع الله ، ومن شدة حنـــانة الله وشفقته ورعايته لعباد الله - الذين قاموا بأمره ناهجين على شرع حَبيبه ومُصطفاه - لا يُحْوِجهم الله أن ينطقوا باللسان إلى حضرة الرحمن وليس لبني الإنسان ليترجموا عما في القلب والجنان ، بل إن الله يعطيهم ما يخطر لهم على البال قبل السؤال {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ} الزمر34
هل قالت الآية لهم ما يسألون؟ أو لهم ما يطلبون؟ كلا ، ولكن الآية قالت {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ} فبمجرد أن يخطر لهم على البال يقضيه الله لعبده المؤمن قبل السؤال
وهؤلاء هم أتباع العارفين والصالحين ، كل الموضوع أننا نعيد من جديد مسلسل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} الفتح 29
وذلك لكي يظل على مسرح الوجود مشهود لأهل البعد والصدود الذين تجاوزوا الحدود ليرجعوا إلى الواحد المعبود عز وجل ، فلا بد أن يظل هذا المسلسل موجوداً بأحواله وأحوال رجاله وإن تغيرت الصور والأشكال ، لكن الأحوال باقية كما كانت في عصر النبي المختار صلى الله عليه وسلم
هؤلاء الرجال الذين يريدون أن يكونوا من أهل هــذا المجال ؛ يلزم من البداية أن يعقدوا العزم أن يكونوا كلهم لله ، ويدخل الرجل منهم مركز التدريب النبوي ليدرب نفسه على ألا يعمل أي عمل إلا إذا كان لله ، حتى ولو كان بسمة وحتى ولو كان كلمة وحتى ولو كان بشاشة وجه وحتى ولو كان مداعبة حتى ولو كان معافسة لزوجته ، حتى ولو كان أكــل أو شرب أو نوم
من دخل هذا المعسكر من هؤلاء لا بد وأن تكون كلُ حركةٍ أو سكنةٍ منهُ لله ، فالقلب لا يتحرك إلا إذا كان لله واللسان لا ينطق إلا إذا كان لله وفي الله ورغبة في رضاه ، والعين لا تنظر إلا بأمر الله - كما كان ينظر سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفقة والحنان لعباد الله
واليد لا تمتد بعطاء إلا إذا كان لوجه الله ، ولا تعلم الشمال ما أنفقت اليمين لأن الأمر لله ، والرجل لا تتحرك لأي موضع أو لأي مقصد إلا إذا كان لوجه الله لا لمصلحة أو لمنفعة أو لمأرب ظاهر أو باطن ، وكل ما تريده النفس والحس وما يطلبه الجسم سيأتي به الله من فضل الله بلا حساب لأن العبد يعمل لله {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} النور38
لأنه دائم الفضل ، وإذا تعب مريد سلوك التوفيق وحدثت عنده مشاكل أو متاعب أو قلاقل أو غيره يعلم أنه قد أخطأ في تجريد التوحيد ؛ لأنه لم يوحد القصود والنوايا في كل الأعمال ؛ ومن هنا يصيبه الخلل والزلل والبعد عن الواحد المتعال ، كما قال في ذلك الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه :
أروني فتى ذكر الإله مصدقاً.....ولم ير نور الله في كل وجهـة
أي أروني واحداً فيكم كان مع الله وتتخلى عنه عناية الله طرفة عين أو أقل فهم الذين طمأنونا وقالوا لنا :
وإذا العناية لاحظتـك عيونها ... نم فالمخـاوف كلهن أمان
فحتى لو تجمع عليه الناس ماذا يفعلون مع قوة رب الناس؟ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} ما الذي حدث؟ {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} ما النتيجة؟ {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} 173- 174 آل عمران
لأن معهم عناية الله ، وهذه الكتيبة كتيبة المهاجرين والأنصار هي المشمولة بعناية الواحد القهار ، لكن بشرط أن يكون معهم طلباً لرضاه ، وإذا التفت واحد منهم؟ يأتي له الأدب الفوري من الله ، لماذا تلتفت؟ هل تخلى عنك؟ أو تركك؟ أو أحوجك إلى ما عداه طرفة عين؟ أو أقل؟ لماذا تلتفت إذاً؟ وما الذي ستأخذه من الدنيا؟
وما الدنيا إلا طرفة عين ، والله عز وجل يوالي المسلم فيها بما فوق الخيال وبما لا يخطر على البال وبما لا يستطيع الإنسان أن يتحدث عنه بحال من الأحوال ، لأن نِعَم الرجال في الدنيا ليست التحويلات والمأكولات والمفروشات ، وإنما نِعَمَهُم فيما تتمتع فيه القلوب من الهناء العالي
نِعَم الرجال في حلاوة الإيمان في الوصال من النبي العدنان في القرب من الله عز وجل في كل وقت وآن ، عندما يشعر الإنسان أن الله عز وجل معه: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} النحل128
والرجل الذي يضع نفسه في هذا المجال يقول فيه الحَبيب صلى الله عليه وسلم: {إن الله وملائكته ‘ حتى النملة في جحرهـــا ‘ وحتى الحيتان في بحــورها ؛ ليصــــلون على معلــم النــاس الخيــــــــــر}{2}
وكذلك الأشجار والأطيار وكل شيء يصلي على معلم الناس الخير ، هكذا تكون الوراثة كما قال الله في القرآن لعلو قدر النبي العدنان: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} الأحزاب56
وقد خلع النبي هذه الخلعة على ورثته وقال: {إن الله وملائكته ‘ حتى النملة في جحرها ‘ وحتى الحيتان في بحورها ليصلون على معلم الناس الخير} ماذا يريد الوارث بعد ذلك ؟ فمن يصلي عليه الله والملائكة والحيتان والنمل وكل شيء ، ماذا يريد من الدنيا؟ أيريد لقمة عيش؟ أو دفتر شيكـــات؟ ماذا يفعل بها ؟
حتى لو احتاج مثل هذه الأمور سيأتي له بها العزيز الغفور مع عزة النفس ومع سلامة الصدر وراحة البال ، فهل يطلب من كان مع الله من المؤمنين أي شيء من حضرة الله؟ ويتخلى عنه مولاه
فإذا كان المؤمن الذي مع الله ، ومن شدة حنـــانة الله وشفقته ورعايته لعباد الله - الذين قاموا بأمره ناهجين على شرع حَبيبه ومُصطفاه - لا يُحْوِجهم الله أن ينطقوا باللسان إلى حضرة الرحمن وليس لبني الإنسان ليترجموا عما في القلب والجنان ، بل إن الله يعطيهم ما يخطر لهم على البال قبل السؤال {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ} الزمر34
هل قالت الآية لهم ما يسألون؟ أو لهم ما يطلبون؟ كلا ، ولكن الآية قالت {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ} فبمجرد أن يخطر لهم على البال يقضيه الله لعبده المؤمن قبل السؤال
{1} حلية الأولياء والمعجم الأوسط للطبراني عن يونس بن ميسرة
{2} سنن الترمذي – الجامع الصحيح والمعجم الكبير للطبراني عن أبى إمامة