Print this page

حرب الطائرات من دون طيار..مفهوم استراتيجي خاسر على المدى البعيد

حزيران/يونيو 14, 2016 1581

أثبتت النتائج أن ضربات الطائرات من دون طيار تقلص استقرار الحكومات المحلية وتضعف شرعيتها، وتزيد عمق المشاعر العدائية، كما تعزز فرصة التحاق مجندين جدد بالشبكات المتطرفة الهادفة لإطاحة هذه الحكومات. وتعتبر سياسة محاربة الإرهاب باستخدام الطائرات من دون طيار طرحاً استراتيجياً خاسراً على المدى البعيد، لأنها تؤدي إلى تشجيع سباق تسلح جديد في نظام دولي يزداد عنفاً واضطراباً. ولكن من غير الواقعي الإيحاء بأن الولايات المتحدة ستوقف استخدام طائراتها من دون طيار تماماً، أو الافتراض بأن دولاً أخرى ستقبل وقفاً لشراء الطائرات من دون طيار واستخدامها. إن الطائرات من دون طيار ستكون حقيقة من حقائق الحياة لأعوام قادمة، وما ينبغي فعله هو ضمان تنظيم استخدامها وانسجامها مع حقوق الإنسان المعترف بها دوليا.
وتعتبر الطائرات المروحية من دون طيار الـ Drone هدفاً من أهداف القرصنة المعلوماتية إذ تم الكشف أخيراً عن أول برمجية خبيثة تستهدف هذه الطائرات.وتزدهر مبيعات الطائرات المروحية المسّيرة من دون طيار Drone التي يمكن التحكم بها عبر جهاز الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي للاستخدامات الترفيهية والتجارية وأيضاً الاستخدامات العسكرية. وهي طائرات ذكية متصلة، ما يعني أنها ككل الأجهزة المتصلة يمكن أن تتعرض للقرصنة وأن تطرح مشكلات أمنية.

وهنا المشكلة الأمنية ليست من نوع المشكلات التي تطالعنا بها الأخبار كتحليق طائرات مروحية مسّيرة فوق قصر الإليزيه الرئاسي في باريس أو فوق قاعدة بحرية سرية فرنسية أو تلك الطائرة التي سقطت في محيط البيت الأبيض في واشنطن. المشكلة الأمنية تهدد تلك الطائرات بالقرصنة والسيطرة عليها من قبل مهاجمين أو مخترقين.

فقد نشر قراصنة في ديسمبر 2014 على موقع GitHub مجموعة برمجيات SKYJACK لقرصنة طائرات من دون طيار وذلك عن طريق كشف الشبكات اللاسلكية القريبة، ومن ثم تعطيل الاتصال ليسيطر القرصان على الطائرة بربطها بجهازه.

بعد ذلك أعلن راهول ساسي وهو خبير في أمن المعلومات وقرصان قبعة بيضاء يعرف بكنية FB1h2s، أعلن عن تطويره لأول برنامج خبيث لاختراق أنظمة الطائرات المروحية المسيرة. وقد أطلق راهول على برنامجه الخبيث هذا اسم Maldrone أيMalware for Drone، برنامج خبيث يمكنه اختراق إي طائرة من دون طيار مصممة بهيكلية نظام التشغيل لينُكس ونُظم معالجات ARM الدقيقة وهي مُعالجات تستخدم في الأجهزة الذكية المحمولة والأجهزة الصغيرة المتصلة إذ أنها تتعرف على أعداد محدودة من الأوامر.

تاريخ الطائرات من دون طيار

أول التجارب العملية كانت في إنجلترا سنة 1917 وقد تم تطوير هذه الطائرة بدون طيار سنة 1924 كأهداف متحركة للمدفعية وكانت بداية فكرتها منذ أن سقطت طائرة التجسس الأمريكيةU-2 1960 فوق روسيا ومشكلة الصواريخ الكوبية 1962
أول استخدام عملي لها كان في حرب الفيتنام.
تم استخدام الطائرات دون طيار في حرب اكتوبر 1973، ولكنها لم تحقق النتيجة المطلوبة فيها لضعف الإمكانيات في ذلك الوقت ووجود حائط الصواريخ المصري.
أول مشاركة فعالة لها كانت في معركة سهل البقاع بين سوريا واسرائيل ونتج عنها إسقاط 82 طائرة سورية مقابل صفر طائرة إسرائيلية.

استخداماتها:

- الاستطلاع.
- المراقبة اللحظية لأرض المعركة حيث تعطى صوراً فردية تمكن القائد من اتخاذ القرار المناسب.
-الحرب الإلكترونية سواء الإيجابية أو السلبية
-مستودعات الإعاقة السلبية (chaff) أو صواريخ نشر الرقائق.
-مستودعات الإعاقة المزودة بالمشاعل الحرارية.
-مستودعات الإعاقة الإيجابية للتشويش على محطات الصواريخ والدفاع الجوى.
-كشف الأهداف :
بالنسبة لنيران المدفعية والكشف القصفى المدفعى في عمق الدفاعات وكشف نسبة الإصابة.
-إعادة البث : بالنسبة لمحطات الإرسال.
-أرصاد : في كشف درجة الحرارة والرياح والأعاصير.. الخ.
كما يمكن استخدامه كصاروخ موجه انتحارى في حالة فشل مهمته أو انتهاؤها أو وجود هدف حيوى لتدميره
إنذار مبكر : تطلق من طائرات إي 2 هاوكي الطراز (E2C) في المناطق التي لا تستطيع طائرات أي 2 هاوكي كشفها وأيضاً يمكن استخدامها من طائرات الإف - 16، والإف - 15 وغيرهم.

الدول المنتجة

-في عام 2000 كانت أميركا تحتكر صناعة وتطوير الطائرات دون طيار.
-تطور الأمر فصارت الطائرات دون طيار لا ينتجها إلا ثلاث دول هي أمريكا وبريطانيا واسرائيل.
-في عام 2010 وفي استعراض هوائي قررت الصين مفاجأة العالم بالكشف عن 25 موديل جديد من الطائرات دون طيار.
-في عام 2011 تم تقدير البرامج البحثية لتطوير الطائرات دون طيار والتي تقوم عليها الحكومات أو الشركات أو المعاهد البحثية في العالم ب680 برنامج بحثي.
-في عام 2012 أظهر تقرير الكونجرس يقول أن هناك ما يقرب من 76 دولة تعمل على تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات بدون طيار، وأن العدد قفز من 41 دولة تمتلك طائرات دون طيار في 2005 إلى 76 دولة في 2011 وسبب هذا الإقبال هو النجاح الذي أظهرته الطائرات خلال حرب أمريكا على العراق وأفغانستان ، فقررت الدول الاستثمار في هذا النوع من الطائرات للمنافسة العسكرية والاقتصادية، من هذه الدول مصر وتونس والجزائر وسوريا والإمارات العربية المتحدة والسعودية وإيران .
-تعمل السويد وأسبانيا واليونان وإيطاليا وسويسرا وفرنسا على برنامج بحثي مشترك لصناعة طائرة حربية بدون طيار عالية التقنية.

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الثلاثاء, 14 حزيران/يونيو 2016 18:02

Latest from ليندا خضر

Related items