اعلن رئيس الوزراء المصري عن سقوط طائرة مدنية روسية من نوع ايرباص 321 فوق منطقة كونتيلا شمالي صحراء سيناء وعلى بعد 100 كلم جنوبي العريش بعيد اقلاعها من مطار شرم الشيخ حيث كانت تقل 224 راكبا وادت الى وفاة جميع الركاب في اسوأ كارقة جوية في تاريخ الحطوط الجوية الروسية.

وفي تحليل المعلومات المتوافرة تبين ان الطائرة هوت بشكل مفاجئ لاكثر من 1500 متر قبل اختفائها عن شاشات الرادار، كما ان موقع سقوط الطائرة لا يتوافق مع المسار  الجوي المخطط لها وهي ليست منطقة معتمدة لعبور الطائرات.

وفي وقت لاحق اعلن تنظيم الدولة الاسلامية  عن مسؤوليته في اسقاط الطائرة في رد فعل على الهجمات الروسية في سوريا. لكن التنظيم لم يعلن بعد عن كيفية اسقاطه للطائرة سواء كان ذلك بواسطة الهجمات الصاروخية او بواسطة انتحاري من داخل الطائرة.

في انتظار اكتمال التحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية للحادث استبعد المحللين والمراقبين ان يتمكن داعش من إسقاط الطائرة بصاروخ ارض جو دون اغفال احتمال ان يكون الحادث ناجم عن عمل تخريبي لاجهزة الطائرة او ام يكون ارهابييا نفذ العمل من داخل الطائرة.

وجاء اعلان داعش بعد وقت طويل نسبيا من حصول الحادث وهو المعروف عنه مسارعته الى الترويج عن انجازاته الارهابية فور تمكنها من انجازها. اضافة الى ان الاعلان بحد ذاته لم يتضمن تفاصيل حول كيفية قيام التنظيم بتنفيذ هذا العمل الارهابي.

كما يجد العديد من المراقبين تناقضا في اعلان داعش كون التنظيم في سيناء وفي غيرها من المناطق، باستثناء العراق، لا يملك صواريخ قادرة اسقاط طائرة عن علو 31 الف قدم  وفي المقابل لا يملك التنظيم في أفضل الحالات سوى بضعة صواريخ محمولة من طراز ايغلا، تحديداً من طراز" SA-18 Igla MANPADS".

صواريخ ايغلا الروسية الصنع رغم فاعليتها المعروفة،  لا يمكنها بأي حال من الأحوال الوصول إلى هذا المدى المرتفع، وهي التي تعد من الصواريخ "الفتاكة" لكن شريطة ألا يتجاوز تحليق هدفها 5 آلاف متر، أي نصف ارتفاع الطائرة. وهي  صواريخ تستخدم ضد الطائرات على علو منخفض وتتميز بخفتها، إذ لا يتجاوز وزنها 18 كيلومتراً، وتعمل آليتها بالأشعة تحت الحمراء لتوجيه الصواريخ بسرعة 320 متراً في الثانية.

وستكون مهمة المحققين تقصي الاسباب الحقيقية الكامنة وراء الحادث من خلال الوقائع الملموسة واثار الحطام وكشف مدونات الصندوق الاسود وتفاصيل سير الرحلة الجوية حتى لحظة ارتطامها بالارض. في حين رجحت السلطات المصرية ان يكون سبب الحادث يعود الى عطل في محركات الطائرة  بعد ان اعلنت انها تلقت اتصال من ربان الطائرة يفيد الى تعرض الطائرة لعطل فني سارعت الى نفي ان يكون سبب الحادث يعود الى عمل تخريبي ولحين معرفة الاسباب الحقيقية الكامنة وراء الحادث تبقى احتمالات تعرضها لعطل فني او لعمل ارهابي او لعمل تخريبي قائمة وستساعد المعلومات المتوافرة من الصندوق الاسود واثار انتشار الحطام في موقع الحادث والتحقيقات على كشف حقيقة ما حصل. 

في المقابل فان عدة مؤشرات ترجح احتمال سقوط الطائرة بسبب عطل فني اذ ان السلطات المصرية اعلنت انها تلقت اتصال من الربان يفيد فيه تعرض الطائرة لعطل فني وحاجته لتنفيذ هبوط اضطراري وان انحرافه عن مساره باتجاه صحراء سيناءهو ام طبيعي نظرا لطبيعى الصحراء التي تسمح بتنفيذ هبوط اضطراري على اراض غير معبدة.

في علم تحليل والتحقيق في الحوادث الجوية ينكب المعنيون على دراسة كافة الاسباب المحتملة لحصول الحادث ومهما كانت احتمالاتها. ويتم لاحقا استبعاد اي احتمال بعد توافر مؤشرات وادلة لا تقبل الشك بان هذا الاحتمال من غير ممكن ان يكون قد تسبب بالحادث .

{jcomments on}