Print this page

روسيا واسرائيل تكامل التنسيق العملياتي فوق المجال الجوي السوري

كانون1/ديسمبر 03, 2015 1081

لم تؤثر حادثة اسقاط تركيا للمقاتلة الروسية سو 24 على تقييد حركة المقاتلات الاسرائيلية فوق المجال الجوي السوري. فقد اعلن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن جيش الدفاع الاسرائيلي «يعمل أحياناً في سوريا من أجل منع نقل أسلحة». وياتي هذا التصريح العلني غداة الغارات الجوية  التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف على الأرض السورية.  والاهم انه جاء أيضاً بعد اللقاء الذي جمع الرئيس فلاديمير بوتين ونتانياهو في العاصمة الفرنسية والذي تم خلاله الإعلان عن اتفاق على لقاء بين قادة إسرائيليين وروس من أجل تعزيز التنسيق بين الطرفين.


من جهته اعلن نتانياهو في مؤتمر صحفي «أننا نعمل في سوريا بين حين وآخر، ونحن نعمل من أجل منع تحويل سوريا إلى جبهة ضدنا». وقال إن إسرائيل تفعل ذلك من أجل «منع نشوء جبهة ضدنا، وأيضاً من أجل منع نقل أسلحة فتّاكة من سوريا إلى لبنان». يذكر ان اسرائيل نفذت غارتين على مواقع في سوريا يعتقد أنها لـ «حزب الله».


وعن اللقاء الذي حصل بين الطرفين الروسي والاسرائيلي على هامش فمة المناخ التي عقدت في باريس، أشار الطرفين إلى آلية التنسيق بين إسرائيل وروسيا، التي وصفها بوتين بأنها «تعمل بشكل فعال» لمنع وقوع الأخطاء. واستغل نتنياهو عواقب اسقاط تركيا للطائرة الروسية ليقول إن «أحداث الايام الأخيرة تثبت مدى أهمية آلية التنسيق بيننا ومحاولاتنا للتعاون من أجل منع حوادث غير مرغوب فيها ومأساوية. وأنا أعتقد أننا أفلحنا في فعل ذلك، وهذا مهم».

وشدد نتنياهو على أن التنسيق مع روسيا جوهري في محاربة ما وصفه بـ»الإرهاب الإسلامي». وقال «نحن في معركة ضد الإسلام المتطرف وضد البربرية والإرهاب التي يشيعها. وآمل أن روسيا وإسرائيل يمكنهما التوافق على كل القضايا الاستراتيجية، وبوسعي التأكيد أن بوسعنا تحقيق تنسيق أفضل في البر والجو حتى لا تنشأ المشكلات ذاتها التي رأيناها». وخلص إلى «أنني راض عن التنسيق الناجح بين جيشينا، وسنواصل فعل ذلك. وهذه إشارة لانفتاح ونجاح منظومة العلاقات بيننا».


وبعد اللقاء، أبلغ نتنياهو الصحافيين المرافقين له أن ضباطاً كباراً إسرائيليين وروس سيجتمعون الثلاثاء (أمس) للبحث في توثيق التعاون والتنسيق بشأن النشاطات في سوريا. وقال إن اجتماعه مع بوتين، الذي استمر 45 دقيقة، تم فيه الاتفاق على «تعميق التنسيق العسكري بيننا لمنع وقوع أخطاء ولفعل ذلك على نطاق واسع». وأشار إلى «أننا نريد تعميق التعاون من أجل منع أي اصطدام في سماء سوريا».


وبحسب ما قال نتنياهو للصحافيين، فإنه أبلغ بوتين أن إسرائيل «لن تتحمل هجمات ضدها من الأراضي السورية وستواصل العمل لإحباط نقل أسلحة لحزب الله من سوريا». وأكد أنه «رغم العمليات العسكرية الروسية في سوريا ونشر منظومات إس 400، فإن هذا لم يدفع إسرائيل لتقليص نشاطها». وأضاف: «قلت لبوتين إننا سنواصل حماية مصلحتنا في مواجهة كل اعتداء، وأعتقد أنه يفهم ووافق على ذلك».


وقال نتنياهو إن بوتين أطلعه على تفاصيل اسقاط تركيا للطائرة الروسية، مشيراً إلى أهمية معرفة «أن هناك علاقات خاصة تخدم مصالحنا القومية». وأشار إلى أنه «ينبغي فقط تخيل الوضع الذي كنا سنقع فيه لو كنا في صدام مع هذه القوة العظمى. لا شأن لنا ولا لروسيا في مواجهة كهذه. نحن نبذل أقصى الجهد لتجنب ذلك».


وبالفعل، استضاف نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال يائير جولان نظيره الروسي في لقاء عمل بقصد توسيع التنسيق بين الجيشين في سوريا. ويشكل هذا لقاء العمل الثالث بين القائدين العسكريين منذ اللقاء الأول لنتنياهو وبوتين في موسكو حول هذا الموضوع. ومعروف أن هذه اللقاءات تتسم بأهمية بالغة، وهي لا تقتصر على القائدين العسكريين، بل يصحب كل منهما طاقم متخصص. ولكن لقاء التنسيق هذا يتسم بأهمية كبيرة، خصوصاً بعد نشر منظومة «إس 400» التي تغطي أغلب الأجواء الفلسطينية. ومن المؤكد أن عواقب نشر هذه المنظومة والقيود التي تفرضها على سلاح الجو الإسرائيلي تشكل النقطة الأهم في المحادثات الجديدة.

{jcomments on}

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الخميس, 03 كانون1/ديسمبر 2015 09:58

Latest from رئيس التحرير