Print this page

مناورة "القادسية" في بعدها التاريخي السياسي والعسكري

كانون2/يناير 07, 2016 2211

تجري المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية التحضيرات اللازمة لتنفيذ اكبر مناورة في تاريخ التعاون العربي ومن المقرر ان تشارك فيها عدة دول أخرى منضوية تحت التحالف العسكري الإسلامي الذي اعلن عنه ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان.

المناورة العسكرية التي اطلق عليها تسمية "القادسية" والتي تم التحضير والتخطيط لها منذ عدة اشهر، ستكون أول مناورة عسكرية عربية من حيث الحجم والأهداف كما سيشارك فيها أكثر من٣٥٠ الف جندي و٤٠٠ طائرة جوية وأكثر من١٥٠٠ دبابة.

"القادسية" في بعدها العقائدي التاريخي ترمز الى المعركة التي غيرت مسار التاريخ والتي وقعت في13  شعبان 15 هـ في منطقة القادسية شرقي نهر الفرات جنوبي الكوفة، بقيادة سعد بن أبي وقاص والفرس بقيادة رستم فرّخزاد والتي انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم.

اما في بعدها السياسي ستشكل هذه المناورة منطلقا لتاسيس نواة القوة الاستراتيجية الاقليمية التي سيعهد اليها تحقيق الأهداف السياسية للتحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب. احد اهم أهداف هذا التحالف تتمثل بتشكيل قوة عسكرية تكون قادرة على المشاركة في مهام حفظ الامن تحت مظلة جمعية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لتثبيت الاستقرار وتنفيذ مهام حفظ الامن في الدول العربية واينما تدعو الحاجة.

كما سيواجه التحالف الإسلامي العسكري تحديات احتواء التهديدات التي تشكلها سياسة ايران في منطقة الخليج العربي والتي ساهمت في تقويض الاستقرار في كل من اليمن سوريا والعراق، والتي توازيها التهديدات التي شكلها قيام تنظيم داعش والتي طالت منطقة الخليج العربي، المشرق، وبلاد شمال افريقيا.

اما في البعد العسكري ستشكل مناورة القادسية اختبارا عمليا لقدرة الجيوش المشاركة فيها على تلبية متطلبات المعركة الحديثة المشتركة. واهم التحديات التي ستواجهها هذه القوى تتمثل بجهود التخطيط والتنفيذ، القيادة والسيطرة، اللوجستية، والتعاون والتنسيق طوال فترة التنفيذ.

يرى العديد من المحللين ان مناورة القادسية ستنتهي بتهيئة القوة العسكرية اللازمة لاعادة تثبيت الشرعية في اليمن. اذ تتوافق اهداف المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تجاه أهمية تثبيت الاستقرار وإعادة بسط شرعية الدولة على كامل الأراضي اليمنية. ولا يمكن لكلتا الدولتين ان تسمح بسيطرة الحوثيين المدعومين من ايران على باب المندب من جهة او ان يؤدي الفراغ الأمني في اليمن الى تنامي سيطرة داعش على هذه المنطقة وبالتالي امتداد هذا التهديد ليطال الدول المجاورة.

 

Rate this item
(0 votes)
Last modified on الخميس, 07 كانون2/يناير 2016 07:32

Latest from رئيس التحرير