تويت
مرايا.. الإعلام المصري إذا لم يُنهَ مأمورُ !
لو كان الشاعر الأموي الأحوص معاصراً يعيش في أمريكا أو أوروبا أو في أي دولة ديمقراطية حول العالم لما خاطب شانئيه قائلاً:
بني هلال ألا فانهو سفيهكمُإن السفيهَ إذا لم يُنهَ مأمورُ !في الدول الديمقراطية كل ما ينشر يمكن تبريره، لأن حرية الرأي والتعبير حق مكتسب للجميع، هناك لا نستطيع الاعتراض على أي إساءة توجه لدولنا وحكوماتنا وحكامنا، لإن إعلام تلك الدول يسيء بذات القدر والأسلوب وبزخم ونقد أكثر قسوة لحكامه وحكوماته دون تحفظ أو مساءلة، فهل ما يقع في تلك الدول الديمقراطية ينسحب على دولة مثل مصر التي يهيمن نظامها الحاكم على إعلامها وإعلامييها على طريقة قل ولا تقل ؟!الأسبوع الفائت دبج الكاتب السعودي جمال خاشقجي مقالاً بعنوان:"حتى لا تسقط مصر في فخ داعش" تكلم فيه بشفقة وشفافية محذراً من الانجرار إلى حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية، عقب قيام التنظيم بقتل 21 قبطياً، وعقب رد سلاح الجو المصري بقصف ما قال إنه مواقع التنظيم في مدينة درنة الليبية، إلى أن تبين أن المواقع المستهدفة والضحايا كانوا مدنيين، كما كشفت عن ذلك منظمة العفو الدولية !النظام المصري كان يطمح إلى أكثر من ذلك، عبر طلب تقدم به إلى مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار يسمح له بالتدخل العسكري في ليبيا، وفي أثناء ذلك كانت آلته الإعلامية تروج لأهمية هذه الحرب، كنوع من التهيئة الوجدانية للشارع المصري لتقبلها إذا ما وافق مجلس الأمن عليها، مشكلة الإعلام المصري أنه توهم وصدق أوهامه، حين راح يروج أن جيشه "خير أجناد الأرض" تلك المقولة المستلهمة من التراث الإسلامي، فآمن بها كنص مقدس رغم ضعفها بمعايير علماء الحديث الشريف، في ذات الفترة التي كان يروج فيها للطعن والتشكيك في صحيح البخاري؛ وكتب الحديث التي أجمعت الأمة على اعتباريتها!تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش أو سمه ما شئت يخوض حرباً غير نظامية في ليبيا، وهذه الحرب هي التي يُطلق عليها حرب العصابات أو حرب الشوارع، وهذا النوع من الحروب هو الذي جعل قوة عظمى كأمريكا تخسر الحرب في فيتنام، وتخرج بأفدح الخسائر كأسد جريح، وهي التي حملت أمريكا وحلفاءها على الخروج من أفغانستان والعراق قبل الأجل المضروب لانسحابهم، وهي التي جعلت هذا التنظيم يصمد في وجه قوات التحالف ولا يزال وقتاً أطول من صمود جيش صدام الذي انهار أمامهم في أقل من شهر بعد احتلال العراق في 2003 !هل الجيش المصري أقوى من جيوش الدول العظمى التي عانت الأمرين في حروب الاستنزاف التي بدأتها ولم تنتهِ على القاعدة وطالبان وتنظيم الدولة الإسلامية ؟! هل استطاع الجيش المصري القضاء على تنظيم:"أنصار بيت المقدس" الذي تضخم وتمدد وبايع البغدادي معلناً دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى مصر فيما عرف باسم ولاية سيناء ليفتح على نفسه جبهة ليبيا ؟! هل أساء جمال خاشقجي حين محض النصح لمصر في مقالته المسكونة بهاجس الحب والشفقة لمصر وأهلها؟! ألم يكن خاشقجي واحداً ممن عاين عن قرب وعايش عن كثب تلك التنظيمات إبان قتالها للاتحاد السوفيتي، ويعرف عنها أكثر مما تعرف قيادات الجيش المصري، وهو ما يجعل لنصيحته قيمة ومعنى يستحقان التأمل والدراسة !ولكن رغم حرقة الرجل لم يلق من الإعلام المصري إلا الإساءة لشخصه والنكران لنصحه، وراح بعض المحسوبين على النظام يرمونه بأبشع وأشنع الأوصاف، جمال خاشقجي حين كتب كان يمثل نفسه، لكن من رد عليه من أبواق النظام أساء لكل السعوديين والخليجيين بألفاظ عنصرية بغيضة، لا يمكن تبريرها إلا من حملة ذات الفكر الشعوبي الذي كتب به الليبرالي طارق حجي أحد المقربين من النظام، وأحد أكثر المثقفين المصريين دفاعاً عنه وتبريراً له، وعلى حسابه في الفيسبوك كتب رداً على جمال خاشقجي يقول فيه:"أموت من الضحك عندما أسمع نبرة تعالٍ من خليجي، فأنا رجل عندما يسمع تعبيراً مثل المفكر السعودي أردد كيف يجمع إنسان بين فكرتين متناقضتين في كلمتين: مفكر وسعودي ! فالإنسان إما أن يكون مفكراً أو أن يكون سعودياً ولكن من المستحيل أن يكون شخص واحد مفكراً وسعودياً في نفس الوقت - ويضيف عن جمال خاشقجي - لم أسمع من قبل اسم جمال معلقة هذا، فالخاشوق هو الاسم التركي للملعقة، وبكل موضوعية فإنني أطالب أي مصري بأن يستفرغ معي على شيء يلبس الثوب والعقال، ومع ذلك يتكلم عن مصر بخفة وهو في بلد إن هزت داعش أمنها فلن ينقذها إلا مصر التي تجاسر أن يتكلم عنها دون وضوء"!المسؤولون المصريون لطالما أعربوا عن احترامهم وتقديرهم لدول الخليج العربي، لا أدري كيف يجتمع الاحترام والتقدير مع إساءات إعلامييهم ومثقفيهم ؟! هل إساءات الإعلامي يوسف الحسيني لشخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الاحترام في شيء ؟! وهل اتهام الإعلامي إبراهيم عيسى للمملكة بدعم الإرهاب في سوريا من الاحترام والتقدير؟! بل تحت أي نوع من الاحترام والتقدير يصنف ما كتبه الليبرالي طارق حجي عن السعوديين وزيهم الوطني؟! إلى جانب شتمهم شبه اليومي للقيادة القطرية، واتهامهم لقطر بدعم الإرهاب، ودعوة بعض صحفهم لقصف قطر لذات التهمة المتهافتة، حتى عُمان الملتزمة الحياد في معظم مواقفها لم تسلم من غمز ولمز الإعلام المصري... وما خفي أعظم ولا شك !الدكتور طارق حجي مثقف عميق جداً، وإساءته ليست ثرثرة رجل شارع على مقهى شعبي، بل هي إساءة متعمدة ومقصودة، هي نتاج أحقاد شعوبية متراكمة نكأتها مقالة جمال خاشقجي فأخرجت قبحها وكراهيتها، لماذا نندهش لوقاحة طارق حجي أليست تلك نظرة الكثير من ليبراليي ويساريي وقوميي مصر لنا، الفرق بينه وبينهم أنهم صمتوا وتكلم هو عما يدور في خلده ووجدانه، ومهما حاول ومنظومته الشعوبية من كتمان أحقادهم فستخرجها الأيام، وستفضح حبهم المزيف لنا، لذا سنقول مع الأحوص:بني هلال ألا فانهو سفيهكمُإن السفيهَ إذا لم يُنهَ مأمورُ !
بني هلال ألا فانهو سفيهكمُإن السفيهَ إذا لم يُنهَ مأمورُ !في الدول الديمقراطية كل ما ينشر يمكن تبريره، لأن حرية الرأي والتعبير حق مكتسب للجميع، هناك لا نستطيع الاعتراض على أي إساءة توجه لدولنا وحكوماتنا وحكامنا، لإن إعلام تلك الدول يسيء بذات القدر والأسلوب وبزخم ونقد أكثر قسوة لحكامه وحكوماته دون تحفظ أو مساءلة، فهل ما يقع في تلك الدول الديمقراطية ينسحب على دولة مثل مصر التي يهيمن نظامها الحاكم على إعلامها وإعلامييها على طريقة قل ولا تقل ؟!الأسبوع الفائت دبج الكاتب السعودي جمال خاشقجي مقالاً بعنوان:"حتى لا تسقط مصر في فخ داعش" تكلم فيه بشفقة وشفافية محذراً من الانجرار إلى حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية، عقب قيام التنظيم بقتل 21 قبطياً، وعقب رد سلاح الجو المصري بقصف ما قال إنه مواقع التنظيم في مدينة درنة الليبية، إلى أن تبين أن المواقع المستهدفة والضحايا كانوا مدنيين، كما كشفت عن ذلك منظمة العفو الدولية !النظام المصري كان يطمح إلى أكثر من ذلك، عبر طلب تقدم به إلى مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار يسمح له بالتدخل العسكري في ليبيا، وفي أثناء ذلك كانت آلته الإعلامية تروج لأهمية هذه الحرب، كنوع من التهيئة الوجدانية للشارع المصري لتقبلها إذا ما وافق مجلس الأمن عليها، مشكلة الإعلام المصري أنه توهم وصدق أوهامه، حين راح يروج أن جيشه "خير أجناد الأرض" تلك المقولة المستلهمة من التراث الإسلامي، فآمن بها كنص مقدس رغم ضعفها بمعايير علماء الحديث الشريف، في ذات الفترة التي كان يروج فيها للطعن والتشكيك في صحيح البخاري؛ وكتب الحديث التي أجمعت الأمة على اعتباريتها!تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش أو سمه ما شئت يخوض حرباً غير نظامية في ليبيا، وهذه الحرب هي التي يُطلق عليها حرب العصابات أو حرب الشوارع، وهذا النوع من الحروب هو الذي جعل قوة عظمى كأمريكا تخسر الحرب في فيتنام، وتخرج بأفدح الخسائر كأسد جريح، وهي التي حملت أمريكا وحلفاءها على الخروج من أفغانستان والعراق قبل الأجل المضروب لانسحابهم، وهي التي جعلت هذا التنظيم يصمد في وجه قوات التحالف ولا يزال وقتاً أطول من صمود جيش صدام الذي انهار أمامهم في أقل من شهر بعد احتلال العراق في 2003 !هل الجيش المصري أقوى من جيوش الدول العظمى التي عانت الأمرين في حروب الاستنزاف التي بدأتها ولم تنتهِ على القاعدة وطالبان وتنظيم الدولة الإسلامية ؟! هل استطاع الجيش المصري القضاء على تنظيم:"أنصار بيت المقدس" الذي تضخم وتمدد وبايع البغدادي معلناً دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى مصر فيما عرف باسم ولاية سيناء ليفتح على نفسه جبهة ليبيا ؟! هل أساء جمال خاشقجي حين محض النصح لمصر في مقالته المسكونة بهاجس الحب والشفقة لمصر وأهلها؟! ألم يكن خاشقجي واحداً ممن عاين عن قرب وعايش عن كثب تلك التنظيمات إبان قتالها للاتحاد السوفيتي، ويعرف عنها أكثر مما تعرف قيادات الجيش المصري، وهو ما يجعل لنصيحته قيمة ومعنى يستحقان التأمل والدراسة !ولكن رغم حرقة الرجل لم يلق من الإعلام المصري إلا الإساءة لشخصه والنكران لنصحه، وراح بعض المحسوبين على النظام يرمونه بأبشع وأشنع الأوصاف، جمال خاشقجي حين كتب كان يمثل نفسه، لكن من رد عليه من أبواق النظام أساء لكل السعوديين والخليجيين بألفاظ عنصرية بغيضة، لا يمكن تبريرها إلا من حملة ذات الفكر الشعوبي الذي كتب به الليبرالي طارق حجي أحد المقربين من النظام، وأحد أكثر المثقفين المصريين دفاعاً عنه وتبريراً له، وعلى حسابه في الفيسبوك كتب رداً على جمال خاشقجي يقول فيه:"أموت من الضحك عندما أسمع نبرة تعالٍ من خليجي، فأنا رجل عندما يسمع تعبيراً مثل المفكر السعودي أردد كيف يجمع إنسان بين فكرتين متناقضتين في كلمتين: مفكر وسعودي ! فالإنسان إما أن يكون مفكراً أو أن يكون سعودياً ولكن من المستحيل أن يكون شخص واحد مفكراً وسعودياً في نفس الوقت - ويضيف عن جمال خاشقجي - لم أسمع من قبل اسم جمال معلقة هذا، فالخاشوق هو الاسم التركي للملعقة، وبكل موضوعية فإنني أطالب أي مصري بأن يستفرغ معي على شيء يلبس الثوب والعقال، ومع ذلك يتكلم عن مصر بخفة وهو في بلد إن هزت داعش أمنها فلن ينقذها إلا مصر التي تجاسر أن يتكلم عنها دون وضوء"!المسؤولون المصريون لطالما أعربوا عن احترامهم وتقديرهم لدول الخليج العربي، لا أدري كيف يجتمع الاحترام والتقدير مع إساءات إعلامييهم ومثقفيهم ؟! هل إساءات الإعلامي يوسف الحسيني لشخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الاحترام في شيء ؟! وهل اتهام الإعلامي إبراهيم عيسى للمملكة بدعم الإرهاب في سوريا من الاحترام والتقدير؟! بل تحت أي نوع من الاحترام والتقدير يصنف ما كتبه الليبرالي طارق حجي عن السعوديين وزيهم الوطني؟! إلى جانب شتمهم شبه اليومي للقيادة القطرية، واتهامهم لقطر بدعم الإرهاب، ودعوة بعض صحفهم لقصف قطر لذات التهمة المتهافتة، حتى عُمان الملتزمة الحياد في معظم مواقفها لم تسلم من غمز ولمز الإعلام المصري... وما خفي أعظم ولا شك !الدكتور طارق حجي مثقف عميق جداً، وإساءته ليست ثرثرة رجل شارع على مقهى شعبي، بل هي إساءة متعمدة ومقصودة، هي نتاج أحقاد شعوبية متراكمة نكأتها مقالة جمال خاشقجي فأخرجت قبحها وكراهيتها، لماذا نندهش لوقاحة طارق حجي أليست تلك نظرة الكثير من ليبراليي ويساريي وقوميي مصر لنا، الفرق بينه وبينهم أنهم صمتوا وتكلم هو عما يدور في خلده ووجدانه، ومهما حاول ومنظومته الشعوبية من كتمان أحقادهم فستخرجها الأيام، وستفضح حبهم المزيف لنا، لذا سنقول مع الأحوص:بني هلال ألا فانهو سفيهكمُإن السفيهَ إذا لم يُنهَ مأمورُ !
