دخلت صفقة وزارة الداخلية السعودية البالغة قيمتها 1.4 مليار يورو
للحصول على سفن دورية بحرية من ألمانيا وإيطاليا حيّز التنفيذ، حيث أعلنت
المجموعة الألمانية لارسن (Lürssen) في 26 كانون الثاني/ يناير أنها بدأت
عملية تصنيع مئات الزوارق لصالح خفر السواحل السعودي لحماية الحدود البحرية للمملكة.
وتتضمّن الصفقة زورقين بطول 60 متراً و20 زورق بطول 40 متراً
تعهدت لارسن ببنائها، بالإضافة إلى 79 زورق بطول 15 متراً، أوكلت
عملية بنائها إلى فابيو بوتزي (Fabio Buzzi) الإيطالية، و20 زورق إنزال
سيتم بناؤها في سنغفورة.
ومع أنه لم يتم الإعلان عن توقيع العقد، فقد طلبت لارسن من البنك المركزي
والحكومة الألمانية الموافقة على إتمام الصفقة نظراً لقيمتها المرتفعة.
وبحسب لارسن، فقد بدأت عملية تصنيع السفن الكبيرة بداية العام في
حوض بيني فرت (Peene Werft) في وولغاست (Wolgast)، شمال شرق ألمانيا.
وقد جاء إعلان الشركة عن بدء عملية التصنيع عقب صدور قرار من
مجلس الأمن الفدرالي يقضي بوقف إرسال الأسلحة الألمانية إلى السعودية
بسبب عدم الاستقرار في المنطقة.
غير أن المجموعة البحرية الألمانية المتخصصة بصناعة المراكب العسكرية
واليخوت الفخمة أكّدت أنها لم تتلقّ أي أمر من الحكومة لتعليق تنفيذ العقد.
وعليه، فقد قال أوليفييه غران، المتحدث باسم شركة لارسن، لوكالة الأنباء
الألمانية: "نحن ملتزمون بخطة عملنا، ونحن سعداء لأنه بفضل برنامج بناء
الزوارق لخفر السواحل السعودية استطعنا أن نرفع من شأن
أعمال أحواضنا في شمال ألمانيا."
وكما سبق وذكرنا، سيتم إنجاز جزء من العمل في إيطاليا.
فقد حصلت Fabio Buzzi على 80 مليون يورو للتعاون مع لارسن في
بناء 79 زورق بعد أن تنافست مع شركة بناء السفن الفرنسية Couach للفوز بالعقد
بحسب ما كشفته صحيفة Le Marin الفرنسية؛ وهذه المرة الأولى التي تفوز
فيها الشركة الإيطالية بعقد بهذا الحجم.
وبحسب ما قالته الشركة: " لم يسبق لنا أن تلقينا طلباً يزيد عن 30 زورق
من النوع نفسه... "
يشار إلى أنّ من المتوقع أن يتم تسليم الزوارق في غضون عامين من توقيع العقد.
وفي الإطار نفسه، فقد منحت السعودية عقداً آخر لفرنسا في شباط/ فبراير 2015
بقيمة 500 مليون يورو لتزويد البحرية السعودية بـ 30 زورق دورية بطول 30 متر
من شركة كيرشيب التابعة لـDCNS لحماية سواحل المملكة ومرافئها من
الهجمات الإرهابية.
وتشكل هذه العقود جزءاً من خطة المملكة لتحصين حدودها البرية والبحرية على حد سواء.
ففي موازاة برامجها لحماية سواحلها ومياهها، أنهت المملكة في أواخر
كانون الثاني/ يناير 2015 اختبار السياج الحدودي على طول حدودها الشمالية مع العراق
والتي يبلغ طولها نحو 900 كيلومتر.
وهذا السياج هو مرحلة أولى من مشروع أمن حدود المملكة وسيمتد المشروع
في مراحل لاحقة ليشمل جميع المناطق الحدودية.
تعليق