إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا يريد الغرب من تركيا ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يريد الغرب من تركيا ؟

    كثيرة هي القرائن والمؤشرات التي تدل على أن الغرب ليس براض عن سياسة تركيا تجاه مجمل الأزمات التي تحدث بالمنطقة , وأنه يحاول بشتى السبل تغيير هذه السياسة من خلال الضغظ على أنقرة وحزب العدالة والتنمية الحاكم .
    وبعيدا عن الخطوات والإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا على الصعيد الإسلامي , بدءا برفع الحظر عن ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسسات التركية , بعد أن كان محظورا طوال عقود من حكم العلمانية الأتاتوركية , وليس انتهاء بإدخال بعض التعديلات على المناهج الدراسية بما يضفي عليها شيئا من المسحة الإسلامية , والتي لم تُرض بطبيعة الحال علمانيي تركيا ومن ورائهم الغرب .
    فإن ما يقلق الغرب في الآونة الأخيرة هو تزايد الدور التركي السياسي والاقتصادي والأيديولوجي في المنطقة , وعدم دورانه في فلك الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية في كثير من الملفات الإقليمية والدولية , وعلى رأسها الأزمة السورية , والقضية الفلسطينية , وأخيرا وليس آخرا الموقف من المشاركة الفعالة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية .
    لقد حاول الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إقناع تركيا بالمشاركة الفعالة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية , وتمت دعوة تركيا للمشاركة في اجتماع التحالف بجدة , وقام وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل بزيارة أنقرة في أيلول سبتمبر من العام الماضي , كما زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنقرة في نفس الشهر , ناهيك عن اجتماعات الرئيس التركي أردغان بنظيره الأمريكي أوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة .
    ومع كل هذه المحاولات إلا أن تركيا مع تأكيدها التضامن مع أمريكا في حربها ضد الإرهاب , لم توقع على بيان مؤتمر جدة , كما أعلنت أن دعمها للتحالف لن يتعدى حدود التعاون اللوجستي والمعلوماتي والسياسي , ناهيك عن التأكيد على عدم مشاركة جنود أو أسلحة تركية مع التحالف , وعدم فتح أراضيها أو مجالها الجوي لقوات التحالف .
    وإزاء هذا الموقف التركي بدأ الغرب بشن حملة إعلامية شرسة على تركيا , وذلك من خلال اتهامها بوجود علاقة سرية مع تنظيم الدولة , بالإضافة لاتهامها بتسهيل مرور المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق , ناهيك عن اتهامها بالسماح لتنظيم الدولة بتسويق نفط الأراضي التي يسيطر عليها في السوق السوداء بمدن جنوب تركيا .
    ومع النفي التركي الرسمي لكل هذه الاتهامات إلا أن ذلك لم يوقف مسلسل الاتهام والتعبير عن الغضب الأمريكي الغربي من السياسة التركية الأردغانية , بل انتقل من اتهام وسائل الإعلام الغربية إلى كبار المسؤولين الأمريكيين , وذلك حين اتهم جو بايدن نائب أوباما تركيا بدعم الإرهاب , ليعود فيعتذر للرئيس التركي عن تصريحه ذاك .
    وإزاء تزايد الضغوط الغربية الأمريكية على تركيا أعلن الرئيس التركي في الأيام الأخيرة من العام الماضي شروطه لدخول التحالف الدولي , كان أولها أن تشمل العملية العسكرية في سورية النظام السوري , بالإضافة لإعلان منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة في الشمال السوري , ناهيك عن تحديد كل تفاصيل التعاون والتنسيق التركي مع التحالف .
    ونظرا لأن أمريكا والغرب لا يمكن أن توافق على مثل هذه الشروط , فهي أشد حرصا على بقاء النظام السوري - الذي يخدم مصالحها ومصالح ربيبة الغرب "إسرائيل" - من روسيا وإيران , فإن الموقف الغربي ما يزال غير راض عن السياسة الأردغانية التركية في معظم – إن لم نقل جميع - الملفات العالقة في المنطقة وما أكثرها .
    وضمن هذا السياق يمكن فهم الاتهامات الغربية المتتالية لتركيا بالتساهل في مسألة تسلل المقاتلين الأجانب عبر حدودها للانضمام إلى "داعش" في كل من سورية والعراق , حيث أكد رئيس الاستخبارات الأميركية "جيمس كلابر" أول أمس الخميس ، أن محاربة تنظيم "داعش" ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا ، وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب الأراضي التركية إلى سوريا , كما أن قضية اختفاء التلميذات البريطانيات اللاتي وصلن اسطنبول في طريقهن إلى سورية للانضمام "لداعش" حسب الرواية البريطانية , لا تخرج عن إطار أمثال هذه الاتهامات الغربية لتركيا.
    والحقيقة أن المتابع لما يحدث في تركيا منذ فترة ليست بالقصيرة , بدءا من المظاهرات التي قامت ضد أردغان لمجرد محاولة الحكومة إزالة حديقة لبناء مجمع تجاري في ساحة "تقسيم" , مرورا بقضية الفساد التي اتهم بها عدد من حكومة أردغان , والتي تبين أن وراءها فتح الله غولن المقيم في أمريكا , وليس انتهاء بمحاولة توريط تركيا في الحرب الدائرة على حدودها الجنوبية ضد تنظيم الدولة وليس ضد النظام السوري وخصوصا في "كوباني" ....
    يلاحظ أن الغرب مستاء من تطلعات أردغان وسياساته , وأنه يعمل بكل السبل من أجل إعادة تركيا إلى حضن الغرب من جديد , وتحجيم أي دور لها في المنطقة في مواجهة الدور الإيراني المتنامي .
    إلا أن الحقيقة أن كل محاولات الغرب يمكن أن تبوء بالفشل إذا نجحت الزيارة المنتظرة اليوم للرئيس التركي رجب طيب أردغان إلى المملكة العربية السعودية , فالجميع يتنظر تحالفا سعوديا تركيا لمواجهة المشروع الرافضي في المنطقة .

ما الذي يحدث

تقليص

المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

أكبر تواجد بالمنتدى كان 170,244, 11-14-2014 الساعة 09:25.

من نحن

الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

تواصلوا معنا

للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

editor@nsaforum.com

لاعلاناتكم

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

editor@nsaforum.com

يعمل...
X