كثيرة هي القرائن والمؤشرات التي تدل على أن الغرب ليس براض عن سياسة تركيا تجاه مجمل الأزمات التي تحدث بالمنطقة , وأنه يحاول بشتى السبل تغيير هذه السياسة من خلال الضغظ على أنقرة وحزب العدالة والتنمية الحاكم .
وبعيدا عن الخطوات والإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا على الصعيد الإسلامي , بدءا برفع الحظر عن ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسسات التركية , بعد أن كان محظورا طوال عقود من حكم العلمانية الأتاتوركية , وليس انتهاء بإدخال بعض التعديلات على المناهج الدراسية بما يضفي عليها شيئا من المسحة الإسلامية , والتي لم تُرض بطبيعة الحال علمانيي تركيا ومن ورائهم الغرب .
فإن ما يقلق الغرب في الآونة الأخيرة هو تزايد الدور التركي السياسي والاقتصادي والأيديولوجي في المنطقة , وعدم دورانه في فلك الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية في كثير من الملفات الإقليمية والدولية , وعلى رأسها الأزمة السورية , والقضية الفلسطينية , وأخيرا وليس آخرا الموقف من المشاركة الفعالة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية .
لقد حاول الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إقناع تركيا بالمشاركة الفعالة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية , وتمت دعوة تركيا للمشاركة في اجتماع التحالف بجدة , وقام وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل بزيارة أنقرة في أيلول سبتمبر من العام الماضي , كما زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنقرة في نفس الشهر , ناهيك عن اجتماعات الرئيس التركي أردغان بنظيره الأمريكي أوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة .
ومع كل هذه المحاولات إلا أن تركيا مع تأكيدها التضامن مع أمريكا في حربها ضد الإرهاب , لم توقع على بيان مؤتمر جدة , كما أعلنت أن دعمها للتحالف لن يتعدى حدود التعاون اللوجستي والمعلوماتي والسياسي , ناهيك عن التأكيد على عدم مشاركة جنود أو أسلحة تركية مع التحالف , وعدم فتح أراضيها أو مجالها الجوي لقوات التحالف .
وإزاء هذا الموقف التركي بدأ الغرب بشن حملة إعلامية شرسة على تركيا , وذلك من خلال اتهامها بوجود علاقة سرية مع تنظيم الدولة , بالإضافة لاتهامها بتسهيل مرور المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق , ناهيك عن اتهامها بالسماح لتنظيم الدولة بتسويق نفط الأراضي التي يسيطر عليها في السوق السوداء بمدن جنوب تركيا .
ومع النفي التركي الرسمي لكل هذه الاتهامات إلا أن ذلك لم يوقف مسلسل الاتهام والتعبير عن الغضب الأمريكي الغربي من السياسة التركية الأردغانية , بل انتقل من اتهام وسائل الإعلام الغربية إلى كبار المسؤولين الأمريكيين , وذلك حين اتهم جو بايدن نائب أوباما تركيا بدعم الإرهاب , ليعود فيعتذر للرئيس التركي عن تصريحه ذاك .
وإزاء تزايد الضغوط الغربية الأمريكية على تركيا أعلن الرئيس التركي في الأيام الأخيرة من العام الماضي شروطه لدخول التحالف الدولي , كان أولها أن تشمل العملية العسكرية في سورية النظام السوري , بالإضافة لإعلان منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة في الشمال السوري , ناهيك عن تحديد كل تفاصيل التعاون والتنسيق التركي مع التحالف .
ونظرا لأن أمريكا والغرب لا يمكن أن توافق على مثل هذه الشروط , فهي أشد حرصا على بقاء النظام السوري - الذي يخدم مصالحها ومصالح ربيبة الغرب "إسرائيل" - من روسيا وإيران , فإن الموقف الغربي ما يزال غير راض عن السياسة الأردغانية التركية في معظم – إن لم نقل جميع - الملفات العالقة في المنطقة وما أكثرها .
وضمن هذا السياق يمكن فهم الاتهامات الغربية المتتالية لتركيا بالتساهل في مسألة تسلل المقاتلين الأجانب عبر حدودها للانضمام إلى "داعش" في كل من سورية والعراق , حيث أكد رئيس الاستخبارات الأميركية "جيمس كلابر" أول أمس الخميس ، أن محاربة تنظيم "داعش" ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا ، وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب الأراضي التركية إلى سوريا , كما أن قضية اختفاء التلميذات البريطانيات اللاتي وصلن اسطنبول في طريقهن إلى سورية للانضمام "لداعش" حسب الرواية البريطانية , لا تخرج عن إطار أمثال هذه الاتهامات الغربية لتركيا.
والحقيقة أن المتابع لما يحدث في تركيا منذ فترة ليست بالقصيرة , بدءا من المظاهرات التي قامت ضد أردغان لمجرد محاولة الحكومة إزالة حديقة لبناء مجمع تجاري في ساحة "تقسيم" , مرورا بقضية الفساد التي اتهم بها عدد من حكومة أردغان , والتي تبين أن وراءها فتح الله غولن المقيم في أمريكا , وليس انتهاء بمحاولة توريط تركيا في الحرب الدائرة على حدودها الجنوبية ضد تنظيم الدولة وليس ضد النظام السوري وخصوصا في "كوباني" ....
يلاحظ أن الغرب مستاء من تطلعات أردغان وسياساته , وأنه يعمل بكل السبل من أجل إعادة تركيا إلى حضن الغرب من جديد , وتحجيم أي دور لها في المنطقة في مواجهة الدور الإيراني المتنامي .
إلا أن الحقيقة أن كل محاولات الغرب يمكن أن تبوء بالفشل إذا نجحت الزيارة المنتظرة اليوم للرئيس التركي رجب طيب أردغان إلى المملكة العربية السعودية , فالجميع يتنظر تحالفا سعوديا تركيا لمواجهة المشروع الرافضي في المنطقة .
وبعيدا عن الخطوات والإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا على الصعيد الإسلامي , بدءا برفع الحظر عن ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسسات التركية , بعد أن كان محظورا طوال عقود من حكم العلمانية الأتاتوركية , وليس انتهاء بإدخال بعض التعديلات على المناهج الدراسية بما يضفي عليها شيئا من المسحة الإسلامية , والتي لم تُرض بطبيعة الحال علمانيي تركيا ومن ورائهم الغرب .
فإن ما يقلق الغرب في الآونة الأخيرة هو تزايد الدور التركي السياسي والاقتصادي والأيديولوجي في المنطقة , وعدم دورانه في فلك الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية في كثير من الملفات الإقليمية والدولية , وعلى رأسها الأزمة السورية , والقضية الفلسطينية , وأخيرا وليس آخرا الموقف من المشاركة الفعالة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية .
لقد حاول الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إقناع تركيا بالمشاركة الفعالة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية , وتمت دعوة تركيا للمشاركة في اجتماع التحالف بجدة , وقام وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل بزيارة أنقرة في أيلول سبتمبر من العام الماضي , كما زار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنقرة في نفس الشهر , ناهيك عن اجتماعات الرئيس التركي أردغان بنظيره الأمريكي أوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة .
ومع كل هذه المحاولات إلا أن تركيا مع تأكيدها التضامن مع أمريكا في حربها ضد الإرهاب , لم توقع على بيان مؤتمر جدة , كما أعلنت أن دعمها للتحالف لن يتعدى حدود التعاون اللوجستي والمعلوماتي والسياسي , ناهيك عن التأكيد على عدم مشاركة جنود أو أسلحة تركية مع التحالف , وعدم فتح أراضيها أو مجالها الجوي لقوات التحالف .
وإزاء هذا الموقف التركي بدأ الغرب بشن حملة إعلامية شرسة على تركيا , وذلك من خلال اتهامها بوجود علاقة سرية مع تنظيم الدولة , بالإضافة لاتهامها بتسهيل مرور المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق , ناهيك عن اتهامها بالسماح لتنظيم الدولة بتسويق نفط الأراضي التي يسيطر عليها في السوق السوداء بمدن جنوب تركيا .
ومع النفي التركي الرسمي لكل هذه الاتهامات إلا أن ذلك لم يوقف مسلسل الاتهام والتعبير عن الغضب الأمريكي الغربي من السياسة التركية الأردغانية , بل انتقل من اتهام وسائل الإعلام الغربية إلى كبار المسؤولين الأمريكيين , وذلك حين اتهم جو بايدن نائب أوباما تركيا بدعم الإرهاب , ليعود فيعتذر للرئيس التركي عن تصريحه ذاك .
وإزاء تزايد الضغوط الغربية الأمريكية على تركيا أعلن الرئيس التركي في الأيام الأخيرة من العام الماضي شروطه لدخول التحالف الدولي , كان أولها أن تشمل العملية العسكرية في سورية النظام السوري , بالإضافة لإعلان منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة في الشمال السوري , ناهيك عن تحديد كل تفاصيل التعاون والتنسيق التركي مع التحالف .
ونظرا لأن أمريكا والغرب لا يمكن أن توافق على مثل هذه الشروط , فهي أشد حرصا على بقاء النظام السوري - الذي يخدم مصالحها ومصالح ربيبة الغرب "إسرائيل" - من روسيا وإيران , فإن الموقف الغربي ما يزال غير راض عن السياسة الأردغانية التركية في معظم – إن لم نقل جميع - الملفات العالقة في المنطقة وما أكثرها .
وضمن هذا السياق يمكن فهم الاتهامات الغربية المتتالية لتركيا بالتساهل في مسألة تسلل المقاتلين الأجانب عبر حدودها للانضمام إلى "داعش" في كل من سورية والعراق , حيث أكد رئيس الاستخبارات الأميركية "جيمس كلابر" أول أمس الخميس ، أن محاربة تنظيم "داعش" ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا ، وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب الأراضي التركية إلى سوريا , كما أن قضية اختفاء التلميذات البريطانيات اللاتي وصلن اسطنبول في طريقهن إلى سورية للانضمام "لداعش" حسب الرواية البريطانية , لا تخرج عن إطار أمثال هذه الاتهامات الغربية لتركيا.
والحقيقة أن المتابع لما يحدث في تركيا منذ فترة ليست بالقصيرة , بدءا من المظاهرات التي قامت ضد أردغان لمجرد محاولة الحكومة إزالة حديقة لبناء مجمع تجاري في ساحة "تقسيم" , مرورا بقضية الفساد التي اتهم بها عدد من حكومة أردغان , والتي تبين أن وراءها فتح الله غولن المقيم في أمريكا , وليس انتهاء بمحاولة توريط تركيا في الحرب الدائرة على حدودها الجنوبية ضد تنظيم الدولة وليس ضد النظام السوري وخصوصا في "كوباني" ....
يلاحظ أن الغرب مستاء من تطلعات أردغان وسياساته , وأنه يعمل بكل السبل من أجل إعادة تركيا إلى حضن الغرب من جديد , وتحجيم أي دور لها في المنطقة في مواجهة الدور الإيراني المتنامي .
إلا أن الحقيقة أن كل محاولات الغرب يمكن أن تبوء بالفشل إذا نجحت الزيارة المنتظرة اليوم للرئيس التركي رجب طيب أردغان إلى المملكة العربية السعودية , فالجميع يتنظر تحالفا سعوديا تركيا لمواجهة المشروع الرافضي في المنطقة .