إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا يريد الإعلام المصري ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يريد الإعلام المصري ؟!

    السلطة الرابعة : مصطلح مستخدم للتعبير عن قوة تأثير وسائل الإعلام عموما في الدولة الحديثة , وإذا كان الإعلام قد حل رابعا بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية , فربما يكون ترتيبه في التأثير والأهمية في العصر الحديث يفوق غيره من السلطات الثلاث التقليدية .
    وتنبع أهمية وسائل الإعلام من خطورة وحساسية الوظائف المنوطة به , فبالإضافة إلى كونه من أهم طرق نقل الأخبار بشكل سريع , فالإعلام أداة لتوجيه الناس وتكوين المواقف والاتجاهات في المجتمع , ناهيك عن كونه من أهم وسائل زيادة الثقافة ونقل المعلومات , وتنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك بين أفراد المجتمع , وغيرها من الوظائف الإيجابية الكثيرة التي لا مجال لحصرها في هذه العجالة .
    ونظرا لكون الإعلام سلاحا ذو حدين , فإنه يمكن استخدامه في إحلال السلام وتهدئة النفوس والارتقاء بالفكر الإنساني وتمتين العلاقات الاجتماعية , كما يمكن أن يكون أداة لإثارة الحروب واضطراب النفوس وانحدار الفكر واضمحلال الثقافة وتمزيق العلاقات الاجتماعية .
    هذه المقدمة ربما تكون ضرورية لمعرفة : ماذا يريد الإعلام المصري ؟! حيث إن المتابع لهذا الإعلام قد يصاب بالصدمة من هول ما قد يرى ويسمع , فطبول الحرب تدق كل مساء على كثير من قنواته , وعبارات التحريض والتهييج بين أفراد البلد الواحد والوطن الواحد لا تكاد تنتهي , ناهيك عن التحليلات السياسية التي لا علاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد , والتطاول على الثوابت الإسلامية والتشكيك بكثير من المصادر والأحكام الشرعية .
    أما عن طبول الحرب التي دقت على معظم وسائل الإعلام المصري فكانت عقب حادثة قتل 21 قبطيا على يد ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" في ليبيا , والتي أعقبتها غارة جوية مصرية على مدينة درنة الليبية خلقت العشرات من القتلى والجرحى , ناهيك عن التحريض على حركة المقاومة الفلسطينية حماس في قطاع غزة .
    فهذا إعلامي مصري يطالب من على شاشة إحدى القنوات الفضائية المصرية "إعلام الأزمة" بالوقوقف خلف الجيش , مؤكدا أن مصر ذاهبة إلى حرب خارجية , بل ومهددا بأن مصر ستعدم بلدانا كاملة , وذلك عقب حادثة إعدام المصريين الواحد والعشرين , وهذا آخر يطالب بأن تتجه الطائرات الحربية المصرية التي ضربت "درنة" الليبية , لضرب "أم غزة وأم حماس" حسب وصف إعلامي مصري .
    وثالث يطالب بضرورة توجيه ضربات موجعة وقطع رقبة كل من يعتدي على المصريين , ويدعو الجيش المصري لاتخاذ خطوات سريعة ورادعة , في إشارة على ما يبدو لإعلان حرب ضد أطراف محددة في ليبيا , ورابع يجري اتصالا هاتفيا مع قائد ما يسمى "عملية الكرامة" خليفة حفتر , الذي أعلن ترحيبه بعمل عسكري مصري في ليبيا , وخامس يرى وجوب التدخل العسكري دفاعا عما وصفها "العروبة والإسلام والكرامة والحدود" ......الخ .
    والحقيقة أن حالة إعلان السلم والحرب هي في الحقيقة من اختصاص جهة معينة في الدولة , ولا ينبغي لوسائل الإعلام أن تخوض في هذا الأمر بهذه الطريقة العشوائية والانفعالية , فليس إعلان حالة الحرب لعبة أو فسحة , وإنما هو قرار له تداعياته الخطيرة على جميع الأطراف وعلى مختلف الأصعدة .
    وأما على صعيد الشحن الداخلي ضد أفراد البلد الواحد فهو مستمر منذ منتصف عام 2013م , وبدلا من محاولة الإعلام تهدئة النفوس وتخفيف الاحتقان الداخلي بين التيارات السياسية بعد ما حدث في 3 يوليو 2013م , فإن الإعلام يفعل عكس ذلك تماما , حيث لا تكاد تقع مشكلة من أي نوع في البلاد , حتى يكون تيار سياسي إسلامي بعينه هو المسؤول الأول والوحيد عنه .
    بل إن صحيفة مصرية نشرت مقالا أول أمس لكاتب ناصري يدعو فيه السلطة إلى تشكيل ميليشيات سرية لاغتيال معارضيها ، وذلك كلما حدثت واقعة عنف في البلاد ، دون الرجوع للقانون ، والتأكد بمن يقف وراء الجريمة !! وهو ما يعتبر سابقة خطيرة يهدد النسيج الاجتماعي المصري بأكمله .
    ولم يك هذا المقال فريدا من نواعه في التحريض بين أبناء الوطن الواحد في مصر , بل نشرت نفس الصحيفة قبل أشهر مقالا لكاتب آخر دعا فيه إلى قيام الشرطة بحملات مكثفة لـ"اصطياد" أطفال الشوارع وإعدامهم ، لـ"تطهير" البلاد منهم حسب تعبيره , مما أثار موجة عارمة من السخط على الصحيفة ، الأمر الذي اضطرها إلى رفعه من موقعها الإلكتروني .
    أما مسألة التشكيك ببعض أحكام الشريعة والطعن ببعضها الآخر , ناهيك عن تطاول بعض الإعلاميين على أهم مصادر الدين الإسلامي – السنة النبوية – فحدث ولا حرج , فقد شهدت بعض وسائل الإعلام الخاصة في مصر حملة من هذا النوع , لعل آخرها مقال للإعلامي ابراهيم عيسى نشر بالأمس على الجريدة اليومية "المقال" التي يرأس تحريرها , أنكر فيها حجية بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في صحيحي البخاري ومسلم , وذلك تحت عنوان : "محمد القرآن غير محمد السنة" .
    إن الحقيقة أن ما يقوم به الإعلام المصري منذ فترة ليست بالقصيرة لا يصب في مصلحة مصر ولا مصلحة أبنائها فضلا عن مصلحة الأمة الإسلامية , فالحرب التي تحاول وسائل الإعلام دق طبولها ليست في مصلحة أحد , كما أن التحريض بين أبناء البلد الواحد يعود بالنتائج السلبية على البلاد والعباد , ناهيك عن أن التشكيك بثوابت الإسلام يفيد منه أعداء الأمة والدين .



ما الذي يحدث

تقليص

المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

أكبر تواجد بالمنتدى كان 170,244, 11-14-2014 الساعة 09:25.

من نحن

الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

تواصلوا معنا

للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

editor@nsaforum.com

لاعلاناتكم

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

editor@nsaforum.com

يعمل...
X