السلطة الرابعة : مصطلح مستخدم للتعبير عن قوة تأثير وسائل الإعلام عموما في الدولة الحديثة , وإذا كان الإعلام قد حل رابعا بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية , فربما يكون ترتيبه في التأثير والأهمية في العصر الحديث يفوق غيره من السلطات الثلاث التقليدية .
وتنبع أهمية وسائل الإعلام من خطورة وحساسية الوظائف المنوطة به , فبالإضافة إلى كونه من أهم طرق نقل الأخبار بشكل سريع , فالإعلام أداة لتوجيه الناس وتكوين المواقف والاتجاهات في المجتمع , ناهيك عن كونه من أهم وسائل زيادة الثقافة ونقل المعلومات , وتنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك بين أفراد المجتمع , وغيرها من الوظائف الإيجابية الكثيرة التي لا مجال لحصرها في هذه العجالة .
ونظرا لكون الإعلام سلاحا ذو حدين , فإنه يمكن استخدامه في إحلال السلام وتهدئة النفوس والارتقاء بالفكر الإنساني وتمتين العلاقات الاجتماعية , كما يمكن أن يكون أداة لإثارة الحروب واضطراب النفوس وانحدار الفكر واضمحلال الثقافة وتمزيق العلاقات الاجتماعية .
هذه المقدمة ربما تكون ضرورية لمعرفة : ماذا يريد الإعلام المصري ؟! حيث إن المتابع لهذا الإعلام قد يصاب بالصدمة من هول ما قد يرى ويسمع , فطبول الحرب تدق كل مساء على كثير من قنواته , وعبارات التحريض والتهييج بين أفراد البلد الواحد والوطن الواحد لا تكاد تنتهي , ناهيك عن التحليلات السياسية التي لا علاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد , والتطاول على الثوابت الإسلامية والتشكيك بكثير من المصادر والأحكام الشرعية .
أما عن طبول الحرب التي دقت على معظم وسائل الإعلام المصري فكانت عقب حادثة قتل 21 قبطيا على يد ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" في ليبيا , والتي أعقبتها غارة جوية مصرية على مدينة درنة الليبية خلقت العشرات من القتلى والجرحى , ناهيك عن التحريض على حركة المقاومة الفلسطينية حماس في قطاع غزة .
فهذا إعلامي مصري يطالب من على شاشة إحدى القنوات الفضائية المصرية "إعلام الأزمة" بالوقوقف خلف الجيش , مؤكدا أن مصر ذاهبة إلى حرب خارجية , بل ومهددا بأن مصر ستعدم بلدانا كاملة , وذلك عقب حادثة إعدام المصريين الواحد والعشرين , وهذا آخر يطالب بأن تتجه الطائرات الحربية المصرية التي ضربت "درنة" الليبية , لضرب "أم غزة وأم حماس" حسب وصف إعلامي مصري .
وثالث يطالب بضرورة توجيه ضربات موجعة وقطع رقبة كل من يعتدي على المصريين , ويدعو الجيش المصري لاتخاذ خطوات سريعة ورادعة , في إشارة على ما يبدو لإعلان حرب ضد أطراف محددة في ليبيا , ورابع يجري اتصالا هاتفيا مع قائد ما يسمى "عملية الكرامة" خليفة حفتر , الذي أعلن ترحيبه بعمل عسكري مصري في ليبيا , وخامس يرى وجوب التدخل العسكري دفاعا عما وصفها "العروبة والإسلام والكرامة والحدود" ......الخ .
والحقيقة أن حالة إعلان السلم والحرب هي في الحقيقة من اختصاص جهة معينة في الدولة , ولا ينبغي لوسائل الإعلام أن تخوض في هذا الأمر بهذه الطريقة العشوائية والانفعالية , فليس إعلان حالة الحرب لعبة أو فسحة , وإنما هو قرار له تداعياته الخطيرة على جميع الأطراف وعلى مختلف الأصعدة .
وأما على صعيد الشحن الداخلي ضد أفراد البلد الواحد فهو مستمر منذ منتصف عام 2013م , وبدلا من محاولة الإعلام تهدئة النفوس وتخفيف الاحتقان الداخلي بين التيارات السياسية بعد ما حدث في 3 يوليو 2013م , فإن الإعلام يفعل عكس ذلك تماما , حيث لا تكاد تقع مشكلة من أي نوع في البلاد , حتى يكون تيار سياسي إسلامي بعينه هو المسؤول الأول والوحيد عنه .
بل إن صحيفة مصرية نشرت مقالا أول أمس لكاتب ناصري يدعو فيه السلطة إلى تشكيل ميليشيات سرية لاغتيال معارضيها ، وذلك كلما حدثت واقعة عنف في البلاد ، دون الرجوع للقانون ، والتأكد بمن يقف وراء الجريمة !! وهو ما يعتبر سابقة خطيرة يهدد النسيج الاجتماعي المصري بأكمله .
ولم يك هذا المقال فريدا من نواعه في التحريض بين أبناء الوطن الواحد في مصر , بل نشرت نفس الصحيفة قبل أشهر مقالا لكاتب آخر دعا فيه إلى قيام الشرطة بحملات مكثفة لـ"اصطياد" أطفال الشوارع وإعدامهم ، لـ"تطهير" البلاد منهم حسب تعبيره , مما أثار موجة عارمة من السخط على الصحيفة ، الأمر الذي اضطرها إلى رفعه من موقعها الإلكتروني .
أما مسألة التشكيك ببعض أحكام الشريعة والطعن ببعضها الآخر , ناهيك عن تطاول بعض الإعلاميين على أهم مصادر الدين الإسلامي – السنة النبوية – فحدث ولا حرج , فقد شهدت بعض وسائل الإعلام الخاصة في مصر حملة من هذا النوع , لعل آخرها مقال للإعلامي ابراهيم عيسى نشر بالأمس على الجريدة اليومية "المقال" التي يرأس تحريرها , أنكر فيها حجية بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في صحيحي البخاري ومسلم , وذلك تحت عنوان : "محمد القرآن غير محمد السنة" .
إن الحقيقة أن ما يقوم به الإعلام المصري منذ فترة ليست بالقصيرة لا يصب في مصلحة مصر ولا مصلحة أبنائها فضلا عن مصلحة الأمة الإسلامية , فالحرب التي تحاول وسائل الإعلام دق طبولها ليست في مصلحة أحد , كما أن التحريض بين أبناء البلد الواحد يعود بالنتائج السلبية على البلاد والعباد , ناهيك عن أن التشكيك بثوابت الإسلام يفيد منه أعداء الأمة والدين .
وتنبع أهمية وسائل الإعلام من خطورة وحساسية الوظائف المنوطة به , فبالإضافة إلى كونه من أهم طرق نقل الأخبار بشكل سريع , فالإعلام أداة لتوجيه الناس وتكوين المواقف والاتجاهات في المجتمع , ناهيك عن كونه من أهم وسائل زيادة الثقافة ونقل المعلومات , وتنمية العلاقات الإنسانية وزيادة التماسك بين أفراد المجتمع , وغيرها من الوظائف الإيجابية الكثيرة التي لا مجال لحصرها في هذه العجالة .
ونظرا لكون الإعلام سلاحا ذو حدين , فإنه يمكن استخدامه في إحلال السلام وتهدئة النفوس والارتقاء بالفكر الإنساني وتمتين العلاقات الاجتماعية , كما يمكن أن يكون أداة لإثارة الحروب واضطراب النفوس وانحدار الفكر واضمحلال الثقافة وتمزيق العلاقات الاجتماعية .
هذه المقدمة ربما تكون ضرورية لمعرفة : ماذا يريد الإعلام المصري ؟! حيث إن المتابع لهذا الإعلام قد يصاب بالصدمة من هول ما قد يرى ويسمع , فطبول الحرب تدق كل مساء على كثير من قنواته , وعبارات التحريض والتهييج بين أفراد البلد الواحد والوطن الواحد لا تكاد تنتهي , ناهيك عن التحليلات السياسية التي لا علاقة لها بالسياسة من قريب أو بعيد , والتطاول على الثوابت الإسلامية والتشكيك بكثير من المصادر والأحكام الشرعية .
أما عن طبول الحرب التي دقت على معظم وسائل الإعلام المصري فكانت عقب حادثة قتل 21 قبطيا على يد ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" في ليبيا , والتي أعقبتها غارة جوية مصرية على مدينة درنة الليبية خلقت العشرات من القتلى والجرحى , ناهيك عن التحريض على حركة المقاومة الفلسطينية حماس في قطاع غزة .
فهذا إعلامي مصري يطالب من على شاشة إحدى القنوات الفضائية المصرية "إعلام الأزمة" بالوقوقف خلف الجيش , مؤكدا أن مصر ذاهبة إلى حرب خارجية , بل ومهددا بأن مصر ستعدم بلدانا كاملة , وذلك عقب حادثة إعدام المصريين الواحد والعشرين , وهذا آخر يطالب بأن تتجه الطائرات الحربية المصرية التي ضربت "درنة" الليبية , لضرب "أم غزة وأم حماس" حسب وصف إعلامي مصري .
وثالث يطالب بضرورة توجيه ضربات موجعة وقطع رقبة كل من يعتدي على المصريين , ويدعو الجيش المصري لاتخاذ خطوات سريعة ورادعة , في إشارة على ما يبدو لإعلان حرب ضد أطراف محددة في ليبيا , ورابع يجري اتصالا هاتفيا مع قائد ما يسمى "عملية الكرامة" خليفة حفتر , الذي أعلن ترحيبه بعمل عسكري مصري في ليبيا , وخامس يرى وجوب التدخل العسكري دفاعا عما وصفها "العروبة والإسلام والكرامة والحدود" ......الخ .
والحقيقة أن حالة إعلان السلم والحرب هي في الحقيقة من اختصاص جهة معينة في الدولة , ولا ينبغي لوسائل الإعلام أن تخوض في هذا الأمر بهذه الطريقة العشوائية والانفعالية , فليس إعلان حالة الحرب لعبة أو فسحة , وإنما هو قرار له تداعياته الخطيرة على جميع الأطراف وعلى مختلف الأصعدة .
وأما على صعيد الشحن الداخلي ضد أفراد البلد الواحد فهو مستمر منذ منتصف عام 2013م , وبدلا من محاولة الإعلام تهدئة النفوس وتخفيف الاحتقان الداخلي بين التيارات السياسية بعد ما حدث في 3 يوليو 2013م , فإن الإعلام يفعل عكس ذلك تماما , حيث لا تكاد تقع مشكلة من أي نوع في البلاد , حتى يكون تيار سياسي إسلامي بعينه هو المسؤول الأول والوحيد عنه .
بل إن صحيفة مصرية نشرت مقالا أول أمس لكاتب ناصري يدعو فيه السلطة إلى تشكيل ميليشيات سرية لاغتيال معارضيها ، وذلك كلما حدثت واقعة عنف في البلاد ، دون الرجوع للقانون ، والتأكد بمن يقف وراء الجريمة !! وهو ما يعتبر سابقة خطيرة يهدد النسيج الاجتماعي المصري بأكمله .
ولم يك هذا المقال فريدا من نواعه في التحريض بين أبناء الوطن الواحد في مصر , بل نشرت نفس الصحيفة قبل أشهر مقالا لكاتب آخر دعا فيه إلى قيام الشرطة بحملات مكثفة لـ"اصطياد" أطفال الشوارع وإعدامهم ، لـ"تطهير" البلاد منهم حسب تعبيره , مما أثار موجة عارمة من السخط على الصحيفة ، الأمر الذي اضطرها إلى رفعه من موقعها الإلكتروني .
أما مسألة التشكيك ببعض أحكام الشريعة والطعن ببعضها الآخر , ناهيك عن تطاول بعض الإعلاميين على أهم مصادر الدين الإسلامي – السنة النبوية – فحدث ولا حرج , فقد شهدت بعض وسائل الإعلام الخاصة في مصر حملة من هذا النوع , لعل آخرها مقال للإعلامي ابراهيم عيسى نشر بالأمس على الجريدة اليومية "المقال" التي يرأس تحريرها , أنكر فيها حجية بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في صحيحي البخاري ومسلم , وذلك تحت عنوان : "محمد القرآن غير محمد السنة" .
إن الحقيقة أن ما يقوم به الإعلام المصري منذ فترة ليست بالقصيرة لا يصب في مصلحة مصر ولا مصلحة أبنائها فضلا عن مصلحة الأمة الإسلامية , فالحرب التي تحاول وسائل الإعلام دق طبولها ليست في مصلحة أحد , كما أن التحريض بين أبناء البلد الواحد يعود بالنتائج السلبية على البلاد والعباد , ناهيك عن أن التشكيك بثوابت الإسلام يفيد منه أعداء الأمة والدين .