الكمائن الأفغانية في الوديان والمناطق القاحلة
الحرب في أفغانستان بدأت في 7 أكتوبر العام 2001 ، عندما أطلقت القوات المسلحة الأمريكية مع مجموعة من الدول الغربية الأخرى المتحالفة معها عملية الحرية الدائمة Enduring Freedom . نظمت الولايات المتحدة هذ العملية رداً على الهجمات الإرهابية التي وقعت على أراضيها بتاريخ 11 سبتمبر 2001 . هدف الاحتلال كان أن تفكيك منظمة القاعدة وإقصاء حكم الطالبان الأصولي عن السلطة في أفغانستان . وبسبب حجم القوات الغربية المشاركة في العمليات ، الكمائن Ambushes كانت الوسيلة الرئيسة التي لجأت لها القوات الأفغانية لتوجيه الضربات منذ الحرب ضد السوفييت في الثمانينات . أفغانستان بلاد كبيرة مترامية الأطراف ومأهولة بالسكان ، توصف عادة بطرقها الرديئة وخدماتها وبنيتها التحتية السيئة . في ذات الوقت ، خطوط الاتصال الطويلة والممتدة لقوات التحالف communication lines مثلت هدفاً سهلاً للمهاجمين . فمنذ العام 2001 ، استخدمت قوات الطالبان أنواع مختلفة من تكتيكات الكمائن ضد الدوريات الصاعدة والمترجلة ، في الجبال القاحلة والوديان المعشبة . أكثر الكمائن كانت تعتمد آلية "اضرب واهرب" hit-and-run في هجمات تدوم غالباً لنحو 30 دقيقة ، رغم أن العديد منها دام لساعات . استخدم الأفغان الكشافين scouts لاستطلاع ومراقبة حركة قوات التحالف ، حيث حرص المراقبين الأماميين على نقل جميع تفاصيل القوافل العسكرية المارة ، مثل العدد وأنواع العربات ، حضور المراقبين الجويين (لمعرفة مدى احتمالية مشاركة القوة الجوية التكتيكية ومن ثم الحصول على الوقت الكافي للمناورة ضمن الهدف) ، تواجد سلاح المدفعية ، وهكذا . لقد عرف المتمردون أيضاً الطريق الذي ستسلكه القافلة وقدروا موعد وصولها .
على سبيل المثال ، في مدينة "هيلمند" Helmand أبقى المتمردين الأفغان الدوريات البريطانية تحت الملاحظة الثابتة والمتواصلة constant observation . بالنتيجة ، هو كان مستحيل تقريباً على القوات البريطانية استغلال عنصر المفاجأة أو المباغتة . في العديد من مناطق هيلمند خلال العام 2006 ، كان هناك حقيقة مقبولة تتحدث عن أن دورية التحالف إذا بقيت لأكثر من عشرة دقائق في مكان واحد ، فإنها ستتعرض للكمين . خلايا التلغيم وزرع متفجرات الطريق IED في المناطق المزروعة من وادي هيلمند النهري اعتمدت بشدة على المراقبين الأماميين ، الذين تعقبوا وتقصوا حركة تقدم الدوريات البريطانية الراجلة في المنطقة ، وأعطوا إشارة التفجير . هذه الأدوات (IED) سببت نحو 66% من إصابات قوات الائتلاف في حرب أفغانستان العام 2001 . وطبقاً لدراسة حديثة أعدت في الولايات المتحدة الأمريكية ، فإن عدد أدوات IED التي استخدمت في أفغانستان زاد لنحو 400% منذ 2007 ، وعدد القوات التي قتلت بواسطتها بلغ 400% ، وعدد الجرحى بنحو 70% . حتى قيل أن أدوات IED هي السبب الرئيس والأول لحالات الوفيات بين قوات الناتو في أفغانستان . أضف إلى ذلك ، حرصت قوات الطالبان على ابقاء المطارات أيضاً تحت المراقبة والمتابعة . لقد عرف المتمردون في أغلب الأحيان سواء أكان الدعم الجوي في طريقه أم لا ، وكم هو سيستغرق حتى الوصول ، وسجل هؤلاء ملاحظة حول كل حالة إقلاع وهبوط للطائرات . أكثر الكمائن بدأت بوابل من قذائف RPG الكتفية ، تليت بعد ذلك بنار الأسلحة الخفيفة .
في أكثر الهجمات ، المتمردين انسحبوا قبل وصول الدعم الجوي (مع ذلك ، في بعض الحالات هم قاتلوا خلال الضربات الجوية) . الإصابات والخسائر Casualties في حال وقوعها ، فإنها ستكون مسجلة عادة أثناء الدقائق القليلة الأولى من بدء القتال وتبادل النيران . في أكثر الهجمات ، الإشارة لفتح النار كانت عادة بإطلاق قذيفة RPG من قبل زعيم المجموعة المهاجمة . كان هناك حالات حيث مقاتلو الطالبان قاموا بمتابعة وملاحقة القوافل بعد انتهاء الكمين . في وادي "فرح غوليستان" Farah's Gulistan مثلاً في العام 2007 ، المتمردون تابعوا تراجع وانسحاب قافلة مشتركة من الجنود الأمريكان والأفغان ، وأحاطوها قرب مجرى مائي ، وأوقعوا بها خسائر وإصابات كبيرة . تكتيك الطالبان في اعداد الكمائن للقوافل والدوريات الأمريكية وغيرها تكرر في أكثر من مناسبة وضمن نفس السياق . لقد اتبع المقاتلون المتمرسون سياسة "الطعم والكمين" bait and ambush ، حيث كانوا يطلقون النار على الدورية ، ثم يهربون لإغراء قوات التحالف إلى متابعتهم إلى موقع كمين معد سلفا من قبل المجموعة .
تعليق