البعد السياسي في الدين ليس وليد اللحظة، فالتاريخ يشهد أن كل الأديان اتخذت منطلقاتها هدفاً لتمرير السياسات والنفوذ، سواء المسيحية، أو اليهودية أو الإسلام، وكذلك بعض أتباع الأديان، غير أن عصرنا الحديث شهد نمطاً آخر حيث كثر فقهاء الترهيب بانتقاء نصوص تبيح لهم تفسير الدين الإسلامي وفقاً لأئمتهم من كل المذاهب، وهذا لا نراه في الزمن الراهن في بلدان غير إسلامية تطغى بها جُعل الدين في عمق قضايا الناس حتى مالا يدخل في المعتقدات، وقد شهد التاريخ الإسلامي كغيره من تحويل الدين لأهداف تقودها حكومات ضد فئات في المجتمع، أو أخرى أو محو وتشويه تاريخ مضى لدول وأمم سابقة.. العصر الراهن عشنا عالماً إسلامياً ذهب إلى أقصى الصراعات المذهبية المبطنة بأهداف جماعات وأحزاب، تدين بوجودها لدولة أو عناصر داعمة والأمثلة على أرض الواقع كثيرة بظواهرها وممارساتها العنف بكل أشكاله..
إيران تدعي أنها الراعي للإسلام، ولكنها تريده مذهبياً للشيعة فقط، وتهاون بعض الأطراف السنية خارج دائرتها الوطنية، والتي لا تريد إظهار الاضطهاد الذي يمارس على كل السنة من أكراد وبلوش وعرب وتركمان، لدرجة أنه لا يوجد لهم أي حقوق يتحاكمون حولها مع دولة الفقيه رغم الادعاء بأن الدستور يكفل هذه الحقوق، وكما قد أشرنا أكثر من مرة أنه محرم عليهم بناء المساجد أو التعلم بلغاتهم أو نشر مذاهبهم، بينما يباح بناء الكنائس لليهود والنصارى، وهي مفارقة غير مستغربة، لكن ما أظهره من تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية «أمير عبداللهيان» بأن إيران «لا تعتبر الإخوان المسلمين تياراً إرهابياً من حقها، لكن ماذا لو أعلن المسلمون السُّنة بها، وهم الذين يشكلون ما بين ١٥٪ إلى ٢٠٪ من الشعوب الإيرانية، تشكيل حزب للإخوان يطرح من نفس الأبعاد حقهم بالمواطنة الكاملة في معارضة النظام وكسب الامتيازات التي يحصل عليها المواطن الفارسي، بناء على حجة النائب، وبوركت هذه الخطوة من تنظيم الإخوان الأممي، واعتبرته بادرة على الطريق الصحيح، هل تعترف إيران بذلك وتحترم خطهم الإسلامي والسياسي، وقبولهم أعضاء في الحكومة والمجالس وصياغة الدستور ليكون لها حجة على كل الدول التي وضعت الإخوان وتابعيهم في خانة الجماعات الإرهابية ويصبح لها صوت مهم كبير عند تنظيم دولي قد يجد في هذا الاعتراف اتجاهاً إيجابياً وغير مسبوق من دولة لا تؤمن إلاّ بولاية الفقيه وتحديدها على نمط وجنس معين من المذهب المتبع لديها؟..
المناورة السياسية تختلف عن النوايا الفعلية لدولة ترفع راية واحدة وتريدها القوة السائدة في العالم الإسلامي، ولو كانت بالفعل لا بالمراوغة تريد جمع المسلمين أن تبدأ بنفسها قبول التنوع المذهبي والقومي داخلها، حتى تبرهن على حسن النوايا وصدق الاتجاه، ثم تبعد نبذ التعصب المذهبي وتقبل بحوار يجمع كل المسلمين بصياغة دستور عام يُصوّت عليه ويحترم رأي الأكثرية على إسلام بلا طوائف أو مذاهب، ويترك ذلك لحرية الفرد، لا سطوة الدولة، ثم البدء بتعايش يأتي خلفه فتح كل القنوات الاقتصادية والأمنية والثقافية، والتقاء المصالح التي تحقق نهضة لكل المسلمين، أم أن ذلك لا يتطابق وأفكار ومنطلقات إيران حتى تقبل بهذه الصيغة، وهي الباحثة عن امبراطورية فارسية بغطاء مذهبي؟!
إيران تدعي أنها الراعي للإسلام، ولكنها تريده مذهبياً للشيعة فقط، وتهاون بعض الأطراف السنية خارج دائرتها الوطنية، والتي لا تريد إظهار الاضطهاد الذي يمارس على كل السنة من أكراد وبلوش وعرب وتركمان، لدرجة أنه لا يوجد لهم أي حقوق يتحاكمون حولها مع دولة الفقيه رغم الادعاء بأن الدستور يكفل هذه الحقوق، وكما قد أشرنا أكثر من مرة أنه محرم عليهم بناء المساجد أو التعلم بلغاتهم أو نشر مذاهبهم، بينما يباح بناء الكنائس لليهود والنصارى، وهي مفارقة غير مستغربة، لكن ما أظهره من تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية «أمير عبداللهيان» بأن إيران «لا تعتبر الإخوان المسلمين تياراً إرهابياً من حقها، لكن ماذا لو أعلن المسلمون السُّنة بها، وهم الذين يشكلون ما بين ١٥٪ إلى ٢٠٪ من الشعوب الإيرانية، تشكيل حزب للإخوان يطرح من نفس الأبعاد حقهم بالمواطنة الكاملة في معارضة النظام وكسب الامتيازات التي يحصل عليها المواطن الفارسي، بناء على حجة النائب، وبوركت هذه الخطوة من تنظيم الإخوان الأممي، واعتبرته بادرة على الطريق الصحيح، هل تعترف إيران بذلك وتحترم خطهم الإسلامي والسياسي، وقبولهم أعضاء في الحكومة والمجالس وصياغة الدستور ليكون لها حجة على كل الدول التي وضعت الإخوان وتابعيهم في خانة الجماعات الإرهابية ويصبح لها صوت مهم كبير عند تنظيم دولي قد يجد في هذا الاعتراف اتجاهاً إيجابياً وغير مسبوق من دولة لا تؤمن إلاّ بولاية الفقيه وتحديدها على نمط وجنس معين من المذهب المتبع لديها؟..
المناورة السياسية تختلف عن النوايا الفعلية لدولة ترفع راية واحدة وتريدها القوة السائدة في العالم الإسلامي، ولو كانت بالفعل لا بالمراوغة تريد جمع المسلمين أن تبدأ بنفسها قبول التنوع المذهبي والقومي داخلها، حتى تبرهن على حسن النوايا وصدق الاتجاه، ثم تبعد نبذ التعصب المذهبي وتقبل بحوار يجمع كل المسلمين بصياغة دستور عام يُصوّت عليه ويحترم رأي الأكثرية على إسلام بلا طوائف أو مذاهب، ويترك ذلك لحرية الفرد، لا سطوة الدولة، ثم البدء بتعايش يأتي خلفه فتح كل القنوات الاقتصادية والأمنية والثقافية، والتقاء المصالح التي تحقق نهضة لكل المسلمين، أم أن ذلك لا يتطابق وأفكار ومنطلقات إيران حتى تقبل بهذه الصيغة، وهي الباحثة عن امبراطورية فارسية بغطاء مذهبي؟!
تعليق