تكلم الكثير من المراقبين والمحللين منذ سنوات طويلة عن العلاقات الخفية بين الولايات المتحدة وإيران , مؤكدين على عدم الالتفات للحروب الإعلامية المتبادلة لأنها جزء من عملية الخداع الاستراتيجي التي تقوم بها الدول للحفاظ على مصالحها, وأشاروا إلى أن هذه العلاقات قائمة على صفقات وتقسيم نفوذ...
وبعد وقت قصير بدأت هذه العلاقات تخرج للعلن رويدا رويدا ومع ذلك استمرت بعض الدوائر الحكومية في بعض بلادنا العربية في تكذيب ونفي هذه المعلومات ووصف من يحذر منها بـ "المبالغين وهواة نظرية المؤامرة"....إن الهجوم الذي شنته قوات عراقية ومليشيات شيعية منذ أيام على تكريت بحجة محاربة تنظيم داعش وانتزاع المناطق التي سيطر عليها من بين يديه, شارك فيه وبشكل علني قوات إيرانية بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كما شارك فيه قوات أمريكية حتى أن رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي قال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن الهجوم الذي بدأ الاثنين لاستعادة تكريت من تنظيم "داعش" يمثل التدخل الإيراني "الأكثر وضوحا" في العراق منذ 2004 "مع مدفعية ووسائل أخرى, وأوضح أن دور إيران والميليشيات الشيعية في الهجوم يمكن أن يكون "إيجابيا" إذا لم يؤد إلى توترات طائفية مع السنة! وأضاف "بصراحة، هذا (التدخل) سيشكل مشكلة فقط إذا أدى" إلى توترات طائفية في هذه المدينة السنية المهمة شمالي بغداد, ولفت الجنرال ديمبسي إلى أن ثلث القوات المشاركة في عملية تكريت هي من الفرقة الخامسة في الجيش العراقي والثلثين الباقيين من قوات الحشد الشعبي وهي ميليشيات شيعية مدعومة من إيران...
هذا التدخل والتعاون العسكري العلني بين أمريكا وإيران أثار مخاوف جمة خصوصا في الخليج العربي حيث أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع نظيره الأميركي، جون كيري، أن "إيران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب"، وأن "أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على النووي", كما نبه على خطورة انقلاب الحوثيين في اليمن والمعروفين بدعم إيران لهم, وهو تحذير واضح من أكبر دولة خليجية للإدارة الأمريكية التي تلعب بالنار في المنطقة دون أدنى مراعاة لمصالح من تزعم أنهم أصدقاؤها...
إن أمريكا لا تتجاهل فقط مصالح دول الخليج التي ترتبط معها بعلاقات استراتيجية فحسب بل هي تتجاهل جرائم عنصرية وطائفية تم ارتكابها ضد أهل السنة في العراق على أيدي من تحارب معهم وهم مليشيات الحشد الشعبي وقد تم تصوير هذه الجرائم بالصوت والصورة وتم فتح تحقيق بشأنها من قبل الحكومة العراقية بعد مطالبات القوى السياسية السنية ومع ذلك لا تمانع واشنطن من وضع يدها في يد هؤلاء السفاحين بحجة مقاتلة داعش وهو أمر يصب في مصلحة تنظيم داعش لحشد التعاطف معه من قبل أهل السنة في المناطق التي يسيطر عليها والتي ذاقت الأمرين من مليشيات المالكي والحشد الشعبي...
إن السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذا التعاون العسكري العلني في العراق بين "الصديقين اللدودين" هل من الممكن أن تواجه أمريكا إيران بخيارات لا ترغبها في اليمن وسوريا؟! وهل لا يزال مطلب الإطاحة بالأسد حاضرا عند واشنطن؟ أم إن ما جرى في العراق هو تمهيد لما سيجري ـ بل وجرى بالفعل ـ في اليمن من أجل مواجهة تنظيم القاعدة, وفي سوريا من أجل مواجهة من تسميهم أمريكا "الجماعات غير المعتدلة من المعارضة" والتي لم توضح لنا تعريفا جامعا لها..
إن حرب أمريكا تتركز فقط على ما يسمى بـ "الإرهاب السني" ولكن ما بال "الإرهاب الشيعي" الذي أصبح مسيطرا على دول بأكملها هل هو مرغوب فيه دوليا في الوقت الحالي؟!
وبعد وقت قصير بدأت هذه العلاقات تخرج للعلن رويدا رويدا ومع ذلك استمرت بعض الدوائر الحكومية في بعض بلادنا العربية في تكذيب ونفي هذه المعلومات ووصف من يحذر منها بـ "المبالغين وهواة نظرية المؤامرة"....إن الهجوم الذي شنته قوات عراقية ومليشيات شيعية منذ أيام على تكريت بحجة محاربة تنظيم داعش وانتزاع المناطق التي سيطر عليها من بين يديه, شارك فيه وبشكل علني قوات إيرانية بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كما شارك فيه قوات أمريكية حتى أن رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي قال أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن الهجوم الذي بدأ الاثنين لاستعادة تكريت من تنظيم "داعش" يمثل التدخل الإيراني "الأكثر وضوحا" في العراق منذ 2004 "مع مدفعية ووسائل أخرى, وأوضح أن دور إيران والميليشيات الشيعية في الهجوم يمكن أن يكون "إيجابيا" إذا لم يؤد إلى توترات طائفية مع السنة! وأضاف "بصراحة، هذا (التدخل) سيشكل مشكلة فقط إذا أدى" إلى توترات طائفية في هذه المدينة السنية المهمة شمالي بغداد, ولفت الجنرال ديمبسي إلى أن ثلث القوات المشاركة في عملية تكريت هي من الفرقة الخامسة في الجيش العراقي والثلثين الباقيين من قوات الحشد الشعبي وهي ميليشيات شيعية مدعومة من إيران...
هذا التدخل والتعاون العسكري العلني بين أمريكا وإيران أثار مخاوف جمة خصوصا في الخليج العربي حيث أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع نظيره الأميركي، جون كيري، أن "إيران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب"، وأن "أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على النووي", كما نبه على خطورة انقلاب الحوثيين في اليمن والمعروفين بدعم إيران لهم, وهو تحذير واضح من أكبر دولة خليجية للإدارة الأمريكية التي تلعب بالنار في المنطقة دون أدنى مراعاة لمصالح من تزعم أنهم أصدقاؤها...
إن أمريكا لا تتجاهل فقط مصالح دول الخليج التي ترتبط معها بعلاقات استراتيجية فحسب بل هي تتجاهل جرائم عنصرية وطائفية تم ارتكابها ضد أهل السنة في العراق على أيدي من تحارب معهم وهم مليشيات الحشد الشعبي وقد تم تصوير هذه الجرائم بالصوت والصورة وتم فتح تحقيق بشأنها من قبل الحكومة العراقية بعد مطالبات القوى السياسية السنية ومع ذلك لا تمانع واشنطن من وضع يدها في يد هؤلاء السفاحين بحجة مقاتلة داعش وهو أمر يصب في مصلحة تنظيم داعش لحشد التعاطف معه من قبل أهل السنة في المناطق التي يسيطر عليها والتي ذاقت الأمرين من مليشيات المالكي والحشد الشعبي...
إن السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذا التعاون العسكري العلني في العراق بين "الصديقين اللدودين" هل من الممكن أن تواجه أمريكا إيران بخيارات لا ترغبها في اليمن وسوريا؟! وهل لا يزال مطلب الإطاحة بالأسد حاضرا عند واشنطن؟ أم إن ما جرى في العراق هو تمهيد لما سيجري ـ بل وجرى بالفعل ـ في اليمن من أجل مواجهة تنظيم القاعدة, وفي سوريا من أجل مواجهة من تسميهم أمريكا "الجماعات غير المعتدلة من المعارضة" والتي لم توضح لنا تعريفا جامعا لها..
إن حرب أمريكا تتركز فقط على ما يسمى بـ "الإرهاب السني" ولكن ما بال "الإرهاب الشيعي" الذي أصبح مسيطرا على دول بأكملها هل هو مرغوب فيه دوليا في الوقت الحالي؟!