قال مصدر بارز في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادة التركية عقدت سلسلة اجتماعات مع قادة المعارضة السورية لوضعها في أجواء التطورات الأخيرة عند الحدود مع سوريا والاتفاق الأميركي – التركي.
وقال المصدر إن الاتفاق بين الأميركيين والأتراك يتضمن القيام بعملية عسكرية مشتركة بين الأتراك والمعارضة السورية المعتدلة. وكشف أن العمليات البرية سوف تنطلق في وقت قريب جدا وسوف يكون الهجوم على «داعش» أولا، من أعزاز إلى جرابلس وسيطرة الجيش الحر على المنطقة.
وقال المصدر إن الأتراك سوف يقومون بتشكيل المنطقة الآمنة وفق نظرية «تحرير المدن» من القوى الإرهابية سواء كانت «داعش» أو تنظيم «بي واي دي» الكردي، ومن ثم تتشكل المنطقة الآمنة تلقائيا
وأضاف المصدر: «بعدها ستتم السيطرة على حلب تلقائيًا حيث إنها سوف تسقط نتيجة تشكل المنطقة الآمنة بجوارها».
وأكد أنه لن يسمح للتنظيمات الكردية باستغلال العملية العسكرية للسيطرة على المناطق التي يخرج منها «داعش»، مؤكدا أن سيطرة هؤلاء لن تتجاوز مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية.
حلب - زمان الوصل|2015-08-04 13:26:42
ناشطون وثقوا خلال الأيام الثلاثة الماضية مقتل 10 مدنيين على يد وحدات الحماية الكردية
تواصل الميليشيات الكردية حملة التهجير بحق سكان بلدة "صرين" الواقعة في ريف حلب الشرقي، وذلك منذ اليوم الأول لسيطرتها على البلدة الواقعة في محيط مدينة عين العرب "كوباني" قبل أسبوع.
وكانت "زمان الوصل" سباقة في نشر شكاوي سكان البلدة وشهاداتهم عن الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل الكردية التي دخلت البلدة في 27-7 بعد انسحاب قوات تنظيم "الدولة" تحت الضربات الجوية التي نفذتها قوات التحالف الدولي على مواقع ومقرات التنظيم في البلدة.
ناشطون من البلدة وثقوا خلال الأيام الثلاثة الماضية مقتل 10 مدنيين بينهم أطفال ونساء على يد وحدات الحماية الكردية، بينهم شخص تركماني مختل عقليا يدعى حسين الانور (أبو الزير) 25 عاما، كما توفي طفلان بسبب الحرارة الشديدة والعطش، بالإضافة لعشرات الجرحى من الرجال والنساء والأطفال أغلب إصاباتهم بالأرجل، في حين ارتفعت أعداد من اعتقلوا من المدنيين إلى 250 جلهم تحت سن الأربعين، حسب ما أفاد الناشطون.
والتقى مراسل "زمان الوصل" مجدداً عدداً من سكان البلدة الذين اضطروا إلى النزوح القسري من منازلهم نحو بلدات وقرى أرياف حلب، بعد أن قام عناصر القوات الكردية بإحراق منازلهم واعتقال بعضهم باتهامات "معلبة"، حسب وصفهم، أهمها التعامل مع "الدولة" والانتماء لهذا التنظيم.
وقال أبو حسن، رجل خمسيني هُجّر من بلدة "صرين" إلى إحدى قرى ريف حلب الشمالي، إنه اضطر للخروج من البلدة بعد قيام عناصر المجموعات الكردية بالاستيلاء على منزله وطرده منه بحجة انتماء ابنه لتنظيم "الدولة"، لافتاً إلى أن ولده سافر إلى تركيا منذ فترة طويلة ولم يحمل السلاح يوماً.
أما محمد، وهو نازح أيضاً ويمتلك محلا لبيع الأدوات المنزلية في البلدة قال: "حين دخلت الفصائل الكردية إلى بلدتنا مع مجموعة من قوات الجيش الحر اعتقدنا أنهم سيحموننا ويسهلوا لأقاربنا الذين هجرهم التنظيم عودتهم، إلا أنهم طردونا من البلدة واتهمونا بالتعامل مع داعش، وقاموا بجمع رجال البلدة كافة واقتيادهم إلى مدينة عين العرب واحتجزوهم لفترة طويلة بحجة التحقيق معهم قبل أن يطلقوا سراحهم، شريطة أن يخرجوا من البلدة مجددا".
*رواية كردية
بدوره اعتبر القيادي في التجمع الديمقراطي الكردي، عمر علوش، في اتصال هاتفي أجراه معه مراسل "زمان الوصل"، أن بلدة "صرين" ساحة حرب حقيقية حسب تعبيره، لذلك طالبت الفصائل الكردية سكان البلدة بمغادرة البلدة واللجوء إلى مدينة "كوباني"(الاسم الكردي لعين العرب)، والبلدات المحيطة حرصاً على سلامتهم.
وأضاف علوش أن عددا من سكان البلدة لجأ إلى "كوباني" والبلدات الأخرى المحيطة التابعة لسيطرة القوات الكردية، مشيراً إلى أنهم قدموا لهم الرعاية وأمّنوا لهم السكن.
ولفت علوش، إلى أن الفصائل الكردية التي دخلت "صرين" شكلت مؤخراً لجنة لمتابعة أمور النازحين وتسهيل عودتهم إلى بيوتهم ومساكنهم في البلدة خلال فترة قصيرة.
*جرائم خلف الكاميرا
بينما تناقض امرأة عجوز من "صرين" ما قاله علوش، في روايتها التي نقلها لـ"زمان الوصل" الناشط أيمن الجميلي، إذ قالت: "ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺩﺧﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ وحدات حماية الشعب (ypg) وجمعوا ﺍﻟﻨﺎﺱ من كل الفئات ﺭﺟﺎلا، ﻭﺃﻃﻔﺎلا، ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ، ثم ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺩﻭﻥ ﺳﻦ 40 ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻭﻧﻘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﻳﺔ "ﺼﻼﻟﻮﺓ".
واتهمت العجوز قوات الحماية الكردية بقتل العديد من أبناء وبنات بلدات"صرين" و"صلالوة" و"القصق"، وسرقة ممتلكاتهم وأرزاقهم، محددة الضحايا بالاسم.
وأكدت أن عناصر الجناح المسلح لحزب الاتحاد الكردي أﺑﻠﻐﻮﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ "ﺻﺮﻳﻦ"، ما دعى إلى ﺧﺮوﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮﺓ الجمعة الماضية ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻬﻢ، الأمر الذي تعامل معه عناصر الفصيل الكردي ﺑإطلاق اﻟﺮﺻﺎﺹ.
وانتهت رواية العجوز على ما أخبرتنا به من خضوع الأهالي لتهديدات الوحدات الكردية، وتهجيرهم من البلدة على وقع إطلاق عناصر تلك الوحدات الرصاص والشتائم وألفاظ الكفر، كما قالت.
- See more at: https://www.zamanalwsl.net/news/6308....eE80znU0.dpuf
تعليق