إنشاء "ناتو" عربي يضم 7 دول بقيادة مصر والسعودية.. ثورة استقلال ضد الأمريكان تكرر التجربة ضد الدولة العثمانية
القبول بإيران نووية خيانة لميثاق غير مكتوب بين العرب وأمريكا لمواجهة مطامع الفرس
تحالفيضم مصر والسعودية والكويت والإمارات والمغرب والأردن وباكستان خياراً وجودياً
قيادة مشتركة برئاسة الأمير "متعب بن عبدالله" رئيس الحرس الوطني السعودي
باكستان توفر غطاء نوويا يحقق توازنا في القوة إذا ما أعلنت إيران امتلاكها قدرة نووية
توقيع تركيا وقطر اتفاقاً لنشر قوات استشعار مبكر بقرب مغادرة الحليف الأمريكي المنطقة
العرب يجهزون للظهور كقوة إقليمية دولية تجبر الجميع على احترام مصالحهم
تحليل يكتبه :عـــمرو ســهل
حرب أهلية في سوريا، عنف مستمر في العراق، وفوضى في اليمن، وانهيار للدولة في ليبيا أسباب تؤرق مضاجع العالم العربي والإسلامي منذ أن هبت رياح الربيع الأنجلو أمريكي المشئومة على المنطقة العربية والشرق الأوسط ليس هذا فحسب فمازالت إيران تشكل تهديدًا كبيرا للخليج العربي رغم القيود الدولية المفروضة عليها والتي أعلن قادتها قدرتهم على إغلاق مضيق هرمز بالإضافة لامتلاكهم ترسانة من الصواريخ البالستية التي يمكنها أن تضرب البنية التحتية للطاقة في الدول الخليجية.
وفيما اظن أن العرب باتوا على يقين أن أمريكا وقدرتها على حماية الخليج من التهديد الإيراني باتت محل شك كبير خاصة مع اقتراب إعلان الغرب قرب التوصل إلى اتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية وهو ما يعني أنه بات مقبولا أن تدخل إيران معسكر القوى النووية قريبا وهو ما يعد انتهاك لشرف ميثاق غير مكتوب بين الدول العربية وأمريكا بمواجهة مطامع الفرس في الخليج والتصدي له
معركة وجود
من هنا باتت الأمة العربية والإسلاميةأمام خيار وجودي يتمثل في إنشاء قوة عربية مشتركة تحل محل الحماية الأمريكية وتحقق الاستقلال الكامل لشعوب المنطقة فظهرت فكرة قديمة بإنشاء جيش عربي مشترك وبالأحرى "سني " قادر على التصدي للأطماع الإيرانية ومعالجة التخاذل الامريكي تجاهها يضم مصر والسعودية والكويت والإمارات والمغرب والأردن وباكستان وهي دولة نووية يمكن أن يحقق سلاحها النووي توازنا في ميزان القوة إذا ما أعلنت إيران نفسها قوة نووية لينشأ ما يمكن أن نسميه "ناتو" عربي تحت قيادة مشتركة تكون برئاسة الأمير "متعب بن عبدالله"، الذي يشغل منصب رئيس الحرس الوطني السعودي..
مجلس التعاون
ولم تكن محاولات الخليج لمواجهة الخطر الإيراني حديثة العهد بل تمتد ضاربة في جذورها في التاريخ ففي عام 1981 أنشأ العرب تحالفا إستراتيجيا تحت اسم مجلس التعاون الخليجي عقب نجاح الثورة الإيرانية ونشوب الحرب العراقية – الإيرانية كما أنه من غير الممكن وفقا لأي حسابات أن تختزل دعوات تشكيل قوة عربية مشتركة في مجرد توفير الحماية لأعضائها بل هو محاولة حثيثة لتحقيق الاستقلال من التبعية الأمريكية الذي كان لاحت بشائره يوم أن قطع الجيش المصري ذراع الولايات المتحدة التي امتدت لتقسيم المنطقة بعزل جماعة البنا وأتباعه من حكم مصر التي بانهيارها تتحقق الهيمنة الكاملة لأمريكا على الخليج لا ينازعها في ذلك إلا طمع إيراني يمكن احتواؤه والتعامل معه غربيا لذلك فإن الدعم العربي لمصر بعد 30 يونيو كان غير محدود ولا مشروط ومتماسك لا تزعزعه فتن أو تسريبات فساعة الخطر يموت العتاب.
وما أشبه الليلة بالبارحة فإن ما تشهده المنطقة العربية بقيادة مصرية سعودية يذكرنا بالثورةالعربية الكبرى التي قادها حسين بن علي شريف مكة ضد الحكم العثماني، فقد كان استقلال العرب عن الدولة العثمانية استقلالاً تاماً- وإنشاء مملكة العرب تضم الحجاز والعراق وسوريا والأردن عل أن تكون مكة عاصمة لها- هدفلهذه الحركة كما هو هدف العرب اليوم بالتخلص من خيانة أمريكا للمنطقة وتشجيعها كل ما من شأنه ضياع دولها بدءا من دعم جماعات الإسلام السياسي كالإخوان ومن على ملتها وانتهاء بتواطؤ أمريكي إيراني وتمرير لأطماعها النووية.
أمس واليوم
ورغم اختلاف الأهداف نجد أن دولا غربية كفرنسا وألمانيا وبريطانيا لم تبد تحفظها على فكرة إنشاء هذا الحلف العربي الوليد فهذه الدول التى دعمت الثورة العربية ضد الدولة العثمانية هي نفسها اليوم تساند التوجه ذاته فبريطانيا ساعدت في تأسيس ما عرفت آنذاك بجمعية "الاتحاد والترقي" التي شجعت على فصل الأتراك عن العالم العربي وهو ما يواجهه اليوم الملك سلمان مع أردوغان وكان محو لقائه الأخير بالمملكة حيث دعاه إلى المشاركة في الحلف السني الوليد المناهض لأطماع إيران الشيعية وأدواتها كداعش وغيره من الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا. وعلى ما يبدو أن توقيع تركيا وقطر اتفاقا عسكريا مؤخرا استشعار من قطر بقرب مغادرة الحليف الأمريكي للمنطقة وأن الدوحة لن تستطيع الصمود في وجه القوة العربية المقترحة ولن تتمكن من مقاومة ضغوطها.
الاستنزاف الامريكي
لم يعد أمام العرب اليوم إلا أن يقرروا مصيرهم بأيديهم وان يتخلصوا من الاستنزاف الأمريكي لمواردهم تحت شعار حماية مزيفة وضعت اليوم ككارت محروق على طاولة المفاوضات النووية الغربية مع إيران ولم يعد ممكنا السكوت على انتشار حركات مسلحة تعبث بمقدرات المنطقة وتهدر ثرواتها تحرك خيوطها أمريكا التي تمدهم بالسلاح والعتاد بل والتدريب كما في الملف السوري.
فهل يمكن أن يأتي اليوم الذي نرى فيه الملك السعودي والرئيس السوري يتبادلان الزيارة وهل يمكن أن نرى أردوغان يصافح السيسي ويعانق الأمير القطري عروبته مرة أخرى هل من الممكن ان تخلق المخاطر قوة دافعة للعرب لكسر الحصار الأمريكي الإيراني الذي يحيط المنطقة من غزة إلى لبنان إلى سوريا إلى اليمن إلى الخليج وأن يعلن العرب أنفسهم قوة إقليمية عالمية تجبر الجميع على احترام خصوصيتها أو على الأقل تبدو المعركة لإخضاعه عالية الكلفة ....ربما.
http://www.el-balad.com/1423386
تعليق