رد: متابعات الثورة السورية - ثورة الكرامه
يأتي كل ذلك في ظل تخاذل عربي ودولي وحتى محلي بحسب الثوار المحاصرين الذين يسطرون ملاحم بطولية في مواجهة قوات الأسد متفوقين عل آلام حصارهم وفقر عددهم وعتادهم.
فلهذا اليوم وقع خاص في ذاكرة عاصمة الثورة السورية، ليس لأنه لاحقٌ لذكرى الجلاء الأول عن الفرنسيين، وليس لأن اليوم نفسه من عام 1996 شهد مجزرة قانا التي راح ضحيتها نحو 100 شهيد، وإنما لخطوة خطاها السوريون والحمامصة على طريق الألف ميل في رحلة الاستقلال الثاني من ذهنية الاستبداد والديكتاتورية.
ففي ذكرى الجلاء الأول أعلن ثوار حمص مطالبهم من ساحة باب السباع بتحقيق الجلاء الحقيقي، لتكون -كما هي العادة- أجساد الشباب دريئة لرصاص "الشبيحة" والأمن ما أسفر عن استشهاد 12 معتصماً وجرح العشرات غيرهم.
وفي اليوم التالي شيّع أهل حمص بكل فئاتهم شهداء اعتصام الأمس في موكب ربما كان الأكبر حينها في تاريخ الثورة التي لم يبلغ عمرها سوى شهر واحد.
وعقب انتهاء مراسم الدفن عقد المتظاهرون العزم على تنفيذ اعتصام في ساحة الساعة الجديدة (ساحة الحرية)، لتدخل الثورة السورية مرحلة الاعتصامات السلمية.
إلا أن النظام وبكل ما أوتي من بطش وقمع واستبداد ووحشية وضع نهاية مأساوية اعتبرت الأكثر دموية حينها فقدرت أعداد ضحاياه بالمئات إن لم يكن بالآلاف بين شهيد وجريح ومعتقل ومفقود.
*من داخل الاعتصام
======
يروي خليل الكردي أحد الناشطين ملخصا لما يذكر من ذلك اليوم الذي نجا فيه من مرافقة المئات من أبناء حمص إلى الدار الآخرة بقدرة قادر، فيتحدث عن سيل من الناس جاؤوا من شارع حي "البياضه" الرئيسي قادمين من دير بعلبه ومع مرور موكب المتظاهرين بكل حارة جديدة كان يتزايد العدد، بعد رجوع موكب تشييع 12 شهيدا سقطوا في اعتصام اليوم السابق 17 نيسان في ساحة باب السباع.
ويضيف خليل إن "حمص كلها صلت على الشهداء في الجامع النوري الكبير وكان الناس كالبركان القابل للانفجار بعد حمل الشهداء إلى مثواهم الأخير في مقبرة الكتيب"، مشيرا إلى أن أهل حمص كانوا يتشوقون للنزول والاعتصام في ميدان الساعة، المحرم عليهم خلال أي يوم جمعة بعد صلاة الظهر بفعل التعزيزات التي يزجها النظام في ذلك اليوم بالذات.
ويخبرنا الكردي الذي كان أحد عناصر حواجز التفتيش للمعتصمين قبل دخولهم ساحة الاعتصام إن الناس عندما كانوا راجعين من المقبرة مثل السيل الجارف، "لا أزال أذكر مشهد التظاهرين أثناء دخولهم الساعة رأيت أولهم ولم أرَ آخرهم".
ويكشف أن مشاعر المعتصمين اختلط فيها الغضب الشديد مع الخوف من ردة فعل همجية قوات وشبيحة النظام.
غير أن المفاجأة تجسدت بغياب كل مظاهر الأمن أو أي أحد يمثل النظام لدى وصول المتظاهرين ميدان الساعه مقابل قيادة الشرطة في مركز المدينة.
ونقل الكردي قصصا من المحبة والعطاء والتعاضد بين المشاركين شهدتها ساحة الساعة قبل المجزرة بساعات، في مشهد يجسد التلاحم بين أبناء حمص تخلله اختلاف بالرأي بين المعارضين العلمانيين ومنهم نجاتي طيارة والمشايخ، الذين أرادوا نقل الاعتصام الذي شارك فيه أهالي المدينة والريف إلى مسجد خالد بن الوليد.
وذكر خليل أن فرعا أمنيا اتصل بالشيخ "سهل بن محمود جنيد" المعروف لدى أهل حمص، لافتا إلى أن الفرع المذكور استدعاه وبعض المشايخ إلى مقر الفرع.
ورشحت معلومات أن ماهر الأسد شقيق بشار اتصل بالمشايخ، مهددا بانسحاب المعتصمين من الميدان وإلا..
تزامن ذلك مع أنباء عن استقدام النظام أعدادا كبيرة من الجيش والأمن والشبيحة لفض الاعتصام، يستقلون باصات احتشدت على مداخل حمص من جهات الشمال (حماه) والجنوب (دمشق) والغرب (طرطوس)، بحسب الكردي.
وأضاف "مع عودة المشايخ من الفرع الأمني دخل علينا شاب يرتدي بدله رسميه طقم قال بالحرف أنا أخوكم ضابط بقيادة الشرطة لقد جمعوا لكم قوة هائلة لفض الاعتصام نصيحة لله أخرجو بأرواحكم سالمين"، وعندها تعالت الأصوات متهمة إياه "مندس خاين" وما شابه.
وعند الساعه الواحد والنصف وخمس دقائق بدأ المشايخ يتكلمون مع الناس المتبقين، مطالبين بفض الاعتصام.
وتابع الكردي إنه تم جمع الضابط مع المشايخ وحمايتهم من الناس ومن ثم إدخالهم إلى ممر آمن فيه كوة للاتصال بحمايه من الشباب.
إلا أن أمن النظام وشبيحته فاجؤوا المعتصمين بالأنوار الليزرية للحؤول دون رؤيتهم ما يجري في الجهة المقابله للميدان عند الساعه القديمه المجاورة لقيادة شرطة المحافظة.
ويصف الكردي لحظات بدء فض الاعتصام التي أطلقها الرصاص الخطاط ومصدره الأحياء الموالية معلنا بدء اقتحام ساحة الاعتصام، وذلك في تمام الساعة الواحد وأربعيين دقيقة.
وأكد أن الرصاص كان ياتي من كل شرفه محيطة بساحة الساعة الممتدى على طول شارع القوتلي بين الساعتين القديمة والجديدة، موضحا أن رجال النظام كانوا محيطين بالاعتصام من كل جانب، باستثناء شارع الدبلان.
* شاهد من أهله
=========
وتداول الشارع الحمصي حكايات حول مجريات الأحداث حول الاعتصام، وسبق أن نقلت "زمان الوصل" شهادة صف ضابط منشق عن أمن النظام (الأمن السياسي) في حماه حول تلك المجزرة، فقال ما ملخصه أن أوامر جاءتهم للاستعداد كي يذهبوا إلى حمص، بقصد فض الاعتصام، وبعد منتصف الليل شقوا طريقهم باتجاه وسط حمص، حيث مكان الاعتصام.
وتحدث عن محاولات لفض الاعتصام بالتفاوض مع بعض رجال الدين، وبعد تهديد ووعيد وإطلاق نار في الهواء الطلق غادر قسم من المعتصمين معظمهم من النساء.
وأضاف بأن عملية فض الاعتصام بالقوة بدأت رغم أن المفاوضات بين قادة الأمن ورجال الدين لم تنتهِ بعد، وذلك بإطلاق نار مباشر على المعتصمين، مؤكداً ملاحقته بالرصاص وهم يهرعون هاربين إلى الشوارع الملاصقة لساحة الساعة في شارع شكري القوتلي.
فاستشهد المئات (قدر عددهم بين 600-1000 شهيد)، إضافة إلى الجرحى والمعتقلين الذين فقد معظمهم فيما بعد.
والمشهد الأكثر فظاعة كما يروي ابن دير الزور كان فجر ذلك اليوم حين جمع رجال الأمن والشبيحة الجثث المكوّمة على أرض الساحة ونقلها عبر سيارات أمنية (بيك آب)، إفساحاً للمجال أمام رجال الإطفاء كي يزيلوا آثار الجريمة من دماء صبغت الاسفلت الأسود بالأحمر القاني.
مجزرة فض اعتصام الساعة قبل 3 سنوات بحمص كيف حصلت وتهديد المشايخ وشهدائها قاربو الـ 1000
===========
===========
تتزامن الذكرى الثالثة لمجزرة اعتصام الساعة فجر 19/نيسان/أبريل/ 2011 مع محاولات نظام الأسد اقتراف المزيد من المجازر بأساليب متنوعة، فمن تفجير المفخخات في مناطق يحكم سيطرته عليها بما لا يسمح لـ"الطير الطاير" الوصول إليها كما يقول أهل حمص، إلى القصف بكل أنواع الأسلحة على أحياء حمص المحاصرة منذ أكثر من 770 يوما، وصولا إلى البراميل المتفجرة واسطوانات الأوكسجين الذي حوله النظام من مادة ضرورية للحياة إلى سبب للموت.
يأتي كل ذلك في ظل تخاذل عربي ودولي وحتى محلي بحسب الثوار المحاصرين الذين يسطرون ملاحم بطولية في مواجهة قوات الأسد متفوقين عل آلام حصارهم وفقر عددهم وعتادهم.
فلهذا اليوم وقع خاص في ذاكرة عاصمة الثورة السورية، ليس لأنه لاحقٌ لذكرى الجلاء الأول عن الفرنسيين، وليس لأن اليوم نفسه من عام 1996 شهد مجزرة قانا التي راح ضحيتها نحو 100 شهيد، وإنما لخطوة خطاها السوريون والحمامصة على طريق الألف ميل في رحلة الاستقلال الثاني من ذهنية الاستبداد والديكتاتورية.
ففي ذكرى الجلاء الأول أعلن ثوار حمص مطالبهم من ساحة باب السباع بتحقيق الجلاء الحقيقي، لتكون -كما هي العادة- أجساد الشباب دريئة لرصاص "الشبيحة" والأمن ما أسفر عن استشهاد 12 معتصماً وجرح العشرات غيرهم.
وفي اليوم التالي شيّع أهل حمص بكل فئاتهم شهداء اعتصام الأمس في موكب ربما كان الأكبر حينها في تاريخ الثورة التي لم يبلغ عمرها سوى شهر واحد.
وعقب انتهاء مراسم الدفن عقد المتظاهرون العزم على تنفيذ اعتصام في ساحة الساعة الجديدة (ساحة الحرية)، لتدخل الثورة السورية مرحلة الاعتصامات السلمية.
إلا أن النظام وبكل ما أوتي من بطش وقمع واستبداد ووحشية وضع نهاية مأساوية اعتبرت الأكثر دموية حينها فقدرت أعداد ضحاياه بالمئات إن لم يكن بالآلاف بين شهيد وجريح ومعتقل ومفقود.
*من داخل الاعتصام
======
يروي خليل الكردي أحد الناشطين ملخصا لما يذكر من ذلك اليوم الذي نجا فيه من مرافقة المئات من أبناء حمص إلى الدار الآخرة بقدرة قادر، فيتحدث عن سيل من الناس جاؤوا من شارع حي "البياضه" الرئيسي قادمين من دير بعلبه ومع مرور موكب المتظاهرين بكل حارة جديدة كان يتزايد العدد، بعد رجوع موكب تشييع 12 شهيدا سقطوا في اعتصام اليوم السابق 17 نيسان في ساحة باب السباع.
ويضيف خليل إن "حمص كلها صلت على الشهداء في الجامع النوري الكبير وكان الناس كالبركان القابل للانفجار بعد حمل الشهداء إلى مثواهم الأخير في مقبرة الكتيب"، مشيرا إلى أن أهل حمص كانوا يتشوقون للنزول والاعتصام في ميدان الساعة، المحرم عليهم خلال أي يوم جمعة بعد صلاة الظهر بفعل التعزيزات التي يزجها النظام في ذلك اليوم بالذات.
ويخبرنا الكردي الذي كان أحد عناصر حواجز التفتيش للمعتصمين قبل دخولهم ساحة الاعتصام إن الناس عندما كانوا راجعين من المقبرة مثل السيل الجارف، "لا أزال أذكر مشهد التظاهرين أثناء دخولهم الساعة رأيت أولهم ولم أرَ آخرهم".
ويكشف أن مشاعر المعتصمين اختلط فيها الغضب الشديد مع الخوف من ردة فعل همجية قوات وشبيحة النظام.
غير أن المفاجأة تجسدت بغياب كل مظاهر الأمن أو أي أحد يمثل النظام لدى وصول المتظاهرين ميدان الساعه مقابل قيادة الشرطة في مركز المدينة.
ونقل الكردي قصصا من المحبة والعطاء والتعاضد بين المشاركين شهدتها ساحة الساعة قبل المجزرة بساعات، في مشهد يجسد التلاحم بين أبناء حمص تخلله اختلاف بالرأي بين المعارضين العلمانيين ومنهم نجاتي طيارة والمشايخ، الذين أرادوا نقل الاعتصام الذي شارك فيه أهالي المدينة والريف إلى مسجد خالد بن الوليد.
وذكر خليل أن فرعا أمنيا اتصل بالشيخ "سهل بن محمود جنيد" المعروف لدى أهل حمص، لافتا إلى أن الفرع المذكور استدعاه وبعض المشايخ إلى مقر الفرع.
ورشحت معلومات أن ماهر الأسد شقيق بشار اتصل بالمشايخ، مهددا بانسحاب المعتصمين من الميدان وإلا..
تزامن ذلك مع أنباء عن استقدام النظام أعدادا كبيرة من الجيش والأمن والشبيحة لفض الاعتصام، يستقلون باصات احتشدت على مداخل حمص من جهات الشمال (حماه) والجنوب (دمشق) والغرب (طرطوس)، بحسب الكردي.
وأضاف "مع عودة المشايخ من الفرع الأمني دخل علينا شاب يرتدي بدله رسميه طقم قال بالحرف أنا أخوكم ضابط بقيادة الشرطة لقد جمعوا لكم قوة هائلة لفض الاعتصام نصيحة لله أخرجو بأرواحكم سالمين"، وعندها تعالت الأصوات متهمة إياه "مندس خاين" وما شابه.
وعند الساعه الواحد والنصف وخمس دقائق بدأ المشايخ يتكلمون مع الناس المتبقين، مطالبين بفض الاعتصام.
وتابع الكردي إنه تم جمع الضابط مع المشايخ وحمايتهم من الناس ومن ثم إدخالهم إلى ممر آمن فيه كوة للاتصال بحمايه من الشباب.
إلا أن أمن النظام وشبيحته فاجؤوا المعتصمين بالأنوار الليزرية للحؤول دون رؤيتهم ما يجري في الجهة المقابله للميدان عند الساعه القديمه المجاورة لقيادة شرطة المحافظة.
ويصف الكردي لحظات بدء فض الاعتصام التي أطلقها الرصاص الخطاط ومصدره الأحياء الموالية معلنا بدء اقتحام ساحة الاعتصام، وذلك في تمام الساعة الواحد وأربعيين دقيقة.
وأكد أن الرصاص كان ياتي من كل شرفه محيطة بساحة الساعة الممتدى على طول شارع القوتلي بين الساعتين القديمة والجديدة، موضحا أن رجال النظام كانوا محيطين بالاعتصام من كل جانب، باستثناء شارع الدبلان.
* شاهد من أهله
=========
وتداول الشارع الحمصي حكايات حول مجريات الأحداث حول الاعتصام، وسبق أن نقلت "زمان الوصل" شهادة صف ضابط منشق عن أمن النظام (الأمن السياسي) في حماه حول تلك المجزرة، فقال ما ملخصه أن أوامر جاءتهم للاستعداد كي يذهبوا إلى حمص، بقصد فض الاعتصام، وبعد منتصف الليل شقوا طريقهم باتجاه وسط حمص، حيث مكان الاعتصام.
وتحدث عن محاولات لفض الاعتصام بالتفاوض مع بعض رجال الدين، وبعد تهديد ووعيد وإطلاق نار في الهواء الطلق غادر قسم من المعتصمين معظمهم من النساء.
وأضاف بأن عملية فض الاعتصام بالقوة بدأت رغم أن المفاوضات بين قادة الأمن ورجال الدين لم تنتهِ بعد، وذلك بإطلاق نار مباشر على المعتصمين، مؤكداً ملاحقته بالرصاص وهم يهرعون هاربين إلى الشوارع الملاصقة لساحة الساعة في شارع شكري القوتلي.
فاستشهد المئات (قدر عددهم بين 600-1000 شهيد)، إضافة إلى الجرحى والمعتقلين الذين فقد معظمهم فيما بعد.
والمشهد الأكثر فظاعة كما يروي ابن دير الزور كان فجر ذلك اليوم حين جمع رجال الأمن والشبيحة الجثث المكوّمة على أرض الساحة ونقلها عبر سيارات أمنية (بيك آب)، إفساحاً للمجال أمام رجال الإطفاء كي يزيلوا آثار الجريمة من دماء صبغت الاسفلت الأسود بالأحمر القاني.
تعليق