بســــم الله الرحمن الرحيـــم:
فكم من الرجال الذين يأتون الى الدنيا ويذهبون دون يؤبه بهم او يذكر اسمهم او يحفل التاريخ بذكرهم بيد ان هناك رجالا يأبون الا ان تخلد اسماؤهم بفضل حنكتهم وعبقريتهم فحياتهم منذ الولاده حتى الممات سجل حافل بالاعمال الجليله و الصور المشرفة التي هي محل فخر شعوبهم و اعتزازهم بهم
مثل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود الذي هو مدار هذا الموضوع المتجدد باذن الله فقد كان للتربيه و التنشئة الدينية التي ربي عليها الملك عبدالعزيز على يدي والده الذي اعطاه بالعلماء وبالمدرسين الذين راحوا يلقنونه علوم القراءة و الكتابه و الفقه وغيرها من العلوم التي اثرت على شخصيته وكانت عاملا اساسيا في تبنيه مبدأ الحوار مع كل الناس.
ونستذكر هنا في هذا الوضوع حوار دار بين الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى مع احد طلاب العلم في وقته بشأن تعامل الملك عبدالعزيز مع الغرب وكان طالب العلم معارضا لاستقدام الملك عبدالعزيز خبراء امريكان لتطوير الزراعة في البلاد و النهوض بها اقتصاديا وزراعيا وعلميا :
عندما رأى طالب العلم الأمريكان يسوقون ويزرعون بدأ بالمعارضة في هذا الامر وقال:
("ان الأمريكان يستولون على الارض ويزرعونها ويسخرون العمال السعوديين ويشقون الطرق فهل من حق الملك ان يبيع بلادنا وميراث اجدادنا للمشركين!؟")
وعندما علم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بذالك أرسل في طلب طالب العلم لاستيضاح الامر منه وعندما حضر عنده قال له الملك عبدالعزيز:
("اذا كان لديك ما تعترض عليه فقله علانية لان الاسلام يطلب مواجهة الحاكم لا توجيه الاتهامات من خلف ظهره")
ووقف طالب العلم في مواجهة الملك وقال له:
("انك تبيع البلاد و الناس للكفار وهذا يخالف التزاماتك كحاكم مسلم وحامي الحرمين و المشاعر")
عندها نزل الملك من كرسيه وتقدم فوقف الى جانبه قائلا:
("انا لست الا مجرد مسلم اطلب ان يحكم بيننا بالشرع انا عبدالعزيز اطلب من القضاة و العلماء ان يفصلوا بيننا")
ثم التفت الملك عبدالعزيز رحمه الله للعلماء الذين كانوا حاضرين في مجلسه وقال:
("أفتوني هل استخدم النبي صلى الله عليه وسلم غير المسلمين من اهل الكتاب و المشركين؟")
فرد العلماء بالإجماع:
("ان الملك صادق فيما قال")
فعاد الملك عبدالعزيز يسأل:
("فهل خرجت انا عن الشرع اذا اتبعت سنة رسول الله و استخدمت خبراء اجانب للعمل لحسابي تحت توجهاتي لزيادة موارد البلاد؟")
فرد العلماء مره اخرى:
("ان الملك لم يخطئ")
فرد الملك عبدالعزيز رحمه الله وقال له:
("هل رضيت؟")
فقال طالب العلم:
("انه يطيع قرار العلماء ولكن لم يطمئن قلبه")
وفي هذا المشهد الحواري تبين لنا حكمة الملك عبدالعزيز رحمه الله في طريقة تأثيره على طالب العلم ومحاولة إقناعه و الرجوع عن رأيه فيما يظن من خطورة وجود الأمريكان على ارض المملكة وكذالك تواضع الملك عبدالعزيز رحمه الله عندما نزل من على كرسيه وجلس بجانبه وبدأ يحاوره ويحاور من كان في مجلسة من العلماء لانه لو بقي الملك جالسا على كرسي الملك لما كان وضع الحوار متكافئا ولكنه بنزوله عن كرسية صارت هناك مساواة بين المتحاورين وهذا ما كان يريده الملك رحمه الله عند نزوله وجلوسه بجانب طالب العلم كذالك يتجلى ايضا في هذا المشهد الحواري أدب الحوار وفنونه من الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث لم يقاطع طالب العلم اثناء حديثه بل ظل منصتا به حتى انتهى من حديثه وهذه تعد من ارقى ادبيات الحوار وعندما انتهى من كلامه سأله الملك عبدالعزيز:
("هل قلت ما عندك؟")
فاجاب طالب العلم بالإيجاب وهذه العبارة ايضا تدل الحرص على الملك عبدالعزيز على سماع وجهة نظر مخالفه كاملة حتى يستطيع الرد عليه او يقول العلماء كلمتهم في هذه القضية وكان باستطاعة الملك عبدالعزيز في المشهد السابق ان يقابل طالب العلم ويأمره باتباع اوامره ويصدر توجيهاته الى الجهات الرسمية للتحقيق معه الا انه فضل رحمه الله إقناعه بالحجة و أمام العلماء أنفسهم حتى اقتنع طالب العلم وعرف ان المفهوم الذي اتبعه كان خاطئا وهذا ايضا يُبين سماحة الملك عبدالعزيز وطيبته وسماحته وتواضعه وعدم تكبره وذالك بقبوله للحوار مع طالب العلم مع ان الملك كان يدرك طالب العلم ليس على صواب في رأيه ومع هذا حاوره حتى أقنعه وهذه من صفات الملك عبدالعزيز رحمه الله التي تميز بها اثناء تأسيسية للدولة.
-------------
------
--
-
التكملة لحواراته البقيه قريبا في نفس هذا الموضوع ان شاء الله
فكم من الرجال الذين يأتون الى الدنيا ويذهبون دون يؤبه بهم او يذكر اسمهم او يحفل التاريخ بذكرهم بيد ان هناك رجالا يأبون الا ان تخلد اسماؤهم بفضل حنكتهم وعبقريتهم فحياتهم منذ الولاده حتى الممات سجل حافل بالاعمال الجليله و الصور المشرفة التي هي محل فخر شعوبهم و اعتزازهم بهم
مثل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود الذي هو مدار هذا الموضوع المتجدد باذن الله فقد كان للتربيه و التنشئة الدينية التي ربي عليها الملك عبدالعزيز على يدي والده الذي اعطاه بالعلماء وبالمدرسين الذين راحوا يلقنونه علوم القراءة و الكتابه و الفقه وغيرها من العلوم التي اثرت على شخصيته وكانت عاملا اساسيا في تبنيه مبدأ الحوار مع كل الناس.
ونستذكر هنا في هذا الوضوع حوار دار بين الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى مع احد طلاب العلم في وقته بشأن تعامل الملك عبدالعزيز مع الغرب وكان طالب العلم معارضا لاستقدام الملك عبدالعزيز خبراء امريكان لتطوير الزراعة في البلاد و النهوض بها اقتصاديا وزراعيا وعلميا :
عندما رأى طالب العلم الأمريكان يسوقون ويزرعون بدأ بالمعارضة في هذا الامر وقال:
("ان الأمريكان يستولون على الارض ويزرعونها ويسخرون العمال السعوديين ويشقون الطرق فهل من حق الملك ان يبيع بلادنا وميراث اجدادنا للمشركين!؟")
وعندما علم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بذالك أرسل في طلب طالب العلم لاستيضاح الامر منه وعندما حضر عنده قال له الملك عبدالعزيز:
("اذا كان لديك ما تعترض عليه فقله علانية لان الاسلام يطلب مواجهة الحاكم لا توجيه الاتهامات من خلف ظهره")
ووقف طالب العلم في مواجهة الملك وقال له:
("انك تبيع البلاد و الناس للكفار وهذا يخالف التزاماتك كحاكم مسلم وحامي الحرمين و المشاعر")
عندها نزل الملك من كرسيه وتقدم فوقف الى جانبه قائلا:
("انا لست الا مجرد مسلم اطلب ان يحكم بيننا بالشرع انا عبدالعزيز اطلب من القضاة و العلماء ان يفصلوا بيننا")
ثم التفت الملك عبدالعزيز رحمه الله للعلماء الذين كانوا حاضرين في مجلسه وقال:
("أفتوني هل استخدم النبي صلى الله عليه وسلم غير المسلمين من اهل الكتاب و المشركين؟")
فرد العلماء بالإجماع:
("ان الملك صادق فيما قال")
فعاد الملك عبدالعزيز يسأل:
("فهل خرجت انا عن الشرع اذا اتبعت سنة رسول الله و استخدمت خبراء اجانب للعمل لحسابي تحت توجهاتي لزيادة موارد البلاد؟")
فرد العلماء مره اخرى:
("ان الملك لم يخطئ")
فرد الملك عبدالعزيز رحمه الله وقال له:
("هل رضيت؟")
فقال طالب العلم:
("انه يطيع قرار العلماء ولكن لم يطمئن قلبه")
وفي هذا المشهد الحواري تبين لنا حكمة الملك عبدالعزيز رحمه الله في طريقة تأثيره على طالب العلم ومحاولة إقناعه و الرجوع عن رأيه فيما يظن من خطورة وجود الأمريكان على ارض المملكة وكذالك تواضع الملك عبدالعزيز رحمه الله عندما نزل من على كرسيه وجلس بجانبه وبدأ يحاوره ويحاور من كان في مجلسة من العلماء لانه لو بقي الملك جالسا على كرسي الملك لما كان وضع الحوار متكافئا ولكنه بنزوله عن كرسية صارت هناك مساواة بين المتحاورين وهذا ما كان يريده الملك رحمه الله عند نزوله وجلوسه بجانب طالب العلم كذالك يتجلى ايضا في هذا المشهد الحواري أدب الحوار وفنونه من الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث لم يقاطع طالب العلم اثناء حديثه بل ظل منصتا به حتى انتهى من حديثه وهذه تعد من ارقى ادبيات الحوار وعندما انتهى من كلامه سأله الملك عبدالعزيز:
("هل قلت ما عندك؟")
فاجاب طالب العلم بالإيجاب وهذه العبارة ايضا تدل الحرص على الملك عبدالعزيز على سماع وجهة نظر مخالفه كاملة حتى يستطيع الرد عليه او يقول العلماء كلمتهم في هذه القضية وكان باستطاعة الملك عبدالعزيز في المشهد السابق ان يقابل طالب العلم ويأمره باتباع اوامره ويصدر توجيهاته الى الجهات الرسمية للتحقيق معه الا انه فضل رحمه الله إقناعه بالحجة و أمام العلماء أنفسهم حتى اقتنع طالب العلم وعرف ان المفهوم الذي اتبعه كان خاطئا وهذا ايضا يُبين سماحة الملك عبدالعزيز وطيبته وسماحته وتواضعه وعدم تكبره وذالك بقبوله للحوار مع طالب العلم مع ان الملك كان يدرك طالب العلم ليس على صواب في رأيه ومع هذا حاوره حتى أقنعه وهذه من صفات الملك عبدالعزيز رحمه الله التي تميز بها اثناء تأسيسية للدولة.
-------------
------
--
-
التكملة لحواراته البقيه قريبا في نفس هذا الموضوع ان شاء الله
تعليق