ما بين هذا التصريح وذاك اختلف الظرف كثيراً..
"إن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية وقد انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومتي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا (...) إن المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة التي تم فصلها عن إيران إلى الوطن الأم والأصلي أي إيران الاسلامية"، ممثل مرشد الثورة الإيرانية في مؤسسة كيهان ورئيس تحرير صحيفتها حسين شريعتمداري في افتتاحية الصحيفة 9 ديسمبر 2007
"إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي..
"جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد..
"كل منطقة شرق الأوسط إيرانية"، قائلا "سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية"، علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس الأسبق خاتمي (الموصوم بالاعتدال!) طبقاً لما نقلته عنه وكالة أنباء "ايسنا" للطلبة الإيرانيين خلال منتدى "الهوية الإيرانية" بطهران في 9 مارس 2015
الظرف اختلف كثيراً؛ فلم تعد تصريحات مستشاري المسؤولين الإيرانيين، تلقى لجس النبض أو لممارسة ضغط أو لدغدغة مشاعر الداخل الإيراني، لم تعد كذلك، للتأثير في تلك البقع الإسلامية والعربية الأصيلة، ورفع الروح المعنوية للطابور الخامس الذي يعمل بها، وإنما أضحت تأتي لتقرير واقع احتلالي حقيقي.. والظرف اختلف، لأن الدول التي صارت تستقبل مثل هذه التصريحات أصبحت بالفعل واقعة تحت الهيمنة الإيرانية؛ فلم تعد السفارة الإيرانية في بغداد بحاجة إلى اعتذارات نظيرتها في البحرين قبل ثماني سنوات.. حينها، اعتذر أبو القاسم وفائي المتحدث باسم السفارة الايرانية في المنامة، قائلاً: "هذا المقال يعبر فقط عن رأيه الشخصي ولا صلة له بأي مسؤول".
لا بالون اختبار هنا، بل تأكيد على صيرورة بغداد الرشيد تحت الحكم الفارسي، والظرف اختلف أيضاً، لأن الملالي غدوا يكشفون بلا حياء عن حقيقتهم المجوسية غير الإسلامية، مفتخرين لا بإمامة، ولا بمهدي، ولا بخلافة لم يعرفوها كونهم بها جاحدون، وإنما بـ"امبراطورية فارسية ساسانية مجوسية".. هذا الساساني، يونسي، وإن اعتمر بعمامة، لكن نار المجوس عن عينيه لا تغيب؛ فأماطها عن قلب متيم بامبراطورية طالما حاربت الإسلام في خلافته الراشدة، وعن نفس تواقة لحرب جديدة ضد "التطرف الإسلامي"، أذن الروم لهم أن يخوضونها نيابة عنهم!
يبشر يونسي في تصريحه الذي قد لا يجد نفسه بحاجة إلى نفيه كعادة سابقيه، بإمبراطورية ساسانية فارسية، يقول إن عاصمتها بغداد، وقد كانت من قبل المدائن قبل البعثة النبوية المشرفة، لكنه يخنس عن ذكر الحقيقة الفاضحة.. نعم، لقد كان للمجوس امبراطوريتهم، واحتلوا العراق في حقبة تاريخية قديمة، بل وتمددوا حتى بلاد الترك والشام، في أكبر اتساع لامبراطوريتهم في لحظة تاريخية فارقة، سجلها القرآن، وجعلها ليوم الدين تتلى: "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين"، لكن هذه "المفخرة" الحقيرة بالمجوس المشركين لا يصح حتى لمقلديهم ادعاء بلوغها من جديد؛ فلقد صنع المجوس الأوائل امبراطوريتهم بأنفسهم، وبحروبهم، ودمهم، وتضحياتهم، ولم يصنعها لهم الروم يوماً، مثلما فعلوا اليوم، حين سلموهم العراق واليمن وسوريا وجنوب لبنان وغرب أفغانستان.. فإن كان من "شرف" أو "مجد" قديم مدعى؛ فلا هو شرف ولا مجد يستحق للأدوات ادعائه؛ فلم يكن لهؤلاء يوماً طاقة على هزيمة العراق، لا أيام صدام، ولا قبلها؛ فلم تطأ أقدامهم حاضرة الشرق الإسلامي، بغداد الرشيد إلا قفزاً من فوق دبابة أمريكية أو بريطانية.
ولم يكن لأدواتهم من آل الأسد من سبيل إلا عبر تسهيل فرنسي استعماري لم تكن لطائفتهم أن تحلم به إلا بحبل من فرنسا.. فرنسا التي ألقت لنا بالخميني نفسه، احتضنته، وأهلته، وصنعت زعامته، ثم ألقته زعيماً لثورة دموية سفاحة.. وبريطانيا التي وضعت رأس الأحواز على مقصلة الفرس قبل قرن من الزمان أو يقل قليلاً.
وهل نست القبائل اليمنية الأصيلة وهي تقتحم معاقل الحوثيين من قريب خلال الأعوام الماضية قبل الضخ المالي الهائل لشراء ذمم خانت دينها وقومها، حين كانت تتفاجأ بالطعام الرسمي للجيش اليمني موزعاً على الحوثيين من قبل علي صالح وعصابته؟!
أولا يذكر يونسي، حاملة الطائرات الأمريكية، وهي تقفل راجعة بعد أن أسلمت اللبنانيين لمصير عربدة نصر الله قبل سبع سنوات في بيروت.. أو نسي مساهمة "الروم" في تصفية كل نقاط الصمود والمقاومة الإسلامية من أجل عيون "الفرس" في أفغانستان والعراق وسوريا؟! أم نسي عناية "الروم" بكل مؤسسات "الفرس" في بلادها، وإحباطها لأي محاولة لدمج ميليشيات الموت في العراق وسوريا ولبنان وباكستان بالإرهاب، خلافاً للقوى المسلمة.. السنية؟!
أتراه ينسى يونسي معاونة الروم، أرثوذكسا (روسيا)، وكاثوليكا (فرنسا)، وبروتستانت (ألمان) من بعد (أمريكا) في إقامة المشروع الإيراني النووي؟!
ثم أي بغداد تلك التي يريدونها عاصمة ساسانية؟! لقد بناها المسلمون بعد أن لطخوا وجوه الأكاسرة في الأوحال بزمان، وأفنوا آخرهم، هائماً على وجهه..
اطامن قليلاً يا يونسي؛ فإنما هو حبل كحبل الناس ليهود.. إن انقطع ظهرتم على حقيقتكم الخائرة، تماماً مثلما وضعكم الثوار السوريون أمام مرآة الحقيقة الفاضحة في حلب ومثلث الموت السوري، حيث المعركة الحقيقية مع رجال صادقين، لا جيوش صنعتها واشنطن لأيام الاستسلام أمامكم.
الجولة لكم نعم بحبل من "الروم"، لكن لا امبراطورية؛ فتلك لا يصنعها إلا رجالها.. أما الدائرة فعليكم.. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
"إن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية وقد انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومتي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا (...) إن المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة التي تم فصلها عن إيران إلى الوطن الأم والأصلي أي إيران الاسلامية"، ممثل مرشد الثورة الإيرانية في مؤسسة كيهان ورئيس تحرير صحيفتها حسين شريعتمداري في افتتاحية الصحيفة 9 ديسمبر 2007
"إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي..
"جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد..
"كل منطقة شرق الأوسط إيرانية"، قائلا "سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية"، علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس الأسبق خاتمي (الموصوم بالاعتدال!) طبقاً لما نقلته عنه وكالة أنباء "ايسنا" للطلبة الإيرانيين خلال منتدى "الهوية الإيرانية" بطهران في 9 مارس 2015
الظرف اختلف كثيراً؛ فلم تعد تصريحات مستشاري المسؤولين الإيرانيين، تلقى لجس النبض أو لممارسة ضغط أو لدغدغة مشاعر الداخل الإيراني، لم تعد كذلك، للتأثير في تلك البقع الإسلامية والعربية الأصيلة، ورفع الروح المعنوية للطابور الخامس الذي يعمل بها، وإنما أضحت تأتي لتقرير واقع احتلالي حقيقي.. والظرف اختلف، لأن الدول التي صارت تستقبل مثل هذه التصريحات أصبحت بالفعل واقعة تحت الهيمنة الإيرانية؛ فلم تعد السفارة الإيرانية في بغداد بحاجة إلى اعتذارات نظيرتها في البحرين قبل ثماني سنوات.. حينها، اعتذر أبو القاسم وفائي المتحدث باسم السفارة الايرانية في المنامة، قائلاً: "هذا المقال يعبر فقط عن رأيه الشخصي ولا صلة له بأي مسؤول".
لا بالون اختبار هنا، بل تأكيد على صيرورة بغداد الرشيد تحت الحكم الفارسي، والظرف اختلف أيضاً، لأن الملالي غدوا يكشفون بلا حياء عن حقيقتهم المجوسية غير الإسلامية، مفتخرين لا بإمامة، ولا بمهدي، ولا بخلافة لم يعرفوها كونهم بها جاحدون، وإنما بـ"امبراطورية فارسية ساسانية مجوسية".. هذا الساساني، يونسي، وإن اعتمر بعمامة، لكن نار المجوس عن عينيه لا تغيب؛ فأماطها عن قلب متيم بامبراطورية طالما حاربت الإسلام في خلافته الراشدة، وعن نفس تواقة لحرب جديدة ضد "التطرف الإسلامي"، أذن الروم لهم أن يخوضونها نيابة عنهم!
يبشر يونسي في تصريحه الذي قد لا يجد نفسه بحاجة إلى نفيه كعادة سابقيه، بإمبراطورية ساسانية فارسية، يقول إن عاصمتها بغداد، وقد كانت من قبل المدائن قبل البعثة النبوية المشرفة، لكنه يخنس عن ذكر الحقيقة الفاضحة.. نعم، لقد كان للمجوس امبراطوريتهم، واحتلوا العراق في حقبة تاريخية قديمة، بل وتمددوا حتى بلاد الترك والشام، في أكبر اتساع لامبراطوريتهم في لحظة تاريخية فارقة، سجلها القرآن، وجعلها ليوم الدين تتلى: "غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين"، لكن هذه "المفخرة" الحقيرة بالمجوس المشركين لا يصح حتى لمقلديهم ادعاء بلوغها من جديد؛ فلقد صنع المجوس الأوائل امبراطوريتهم بأنفسهم، وبحروبهم، ودمهم، وتضحياتهم، ولم يصنعها لهم الروم يوماً، مثلما فعلوا اليوم، حين سلموهم العراق واليمن وسوريا وجنوب لبنان وغرب أفغانستان.. فإن كان من "شرف" أو "مجد" قديم مدعى؛ فلا هو شرف ولا مجد يستحق للأدوات ادعائه؛ فلم يكن لهؤلاء يوماً طاقة على هزيمة العراق، لا أيام صدام، ولا قبلها؛ فلم تطأ أقدامهم حاضرة الشرق الإسلامي، بغداد الرشيد إلا قفزاً من فوق دبابة أمريكية أو بريطانية.
ولم يكن لأدواتهم من آل الأسد من سبيل إلا عبر تسهيل فرنسي استعماري لم تكن لطائفتهم أن تحلم به إلا بحبل من فرنسا.. فرنسا التي ألقت لنا بالخميني نفسه، احتضنته، وأهلته، وصنعت زعامته، ثم ألقته زعيماً لثورة دموية سفاحة.. وبريطانيا التي وضعت رأس الأحواز على مقصلة الفرس قبل قرن من الزمان أو يقل قليلاً.
وهل نست القبائل اليمنية الأصيلة وهي تقتحم معاقل الحوثيين من قريب خلال الأعوام الماضية قبل الضخ المالي الهائل لشراء ذمم خانت دينها وقومها، حين كانت تتفاجأ بالطعام الرسمي للجيش اليمني موزعاً على الحوثيين من قبل علي صالح وعصابته؟!
أولا يذكر يونسي، حاملة الطائرات الأمريكية، وهي تقفل راجعة بعد أن أسلمت اللبنانيين لمصير عربدة نصر الله قبل سبع سنوات في بيروت.. أو نسي مساهمة "الروم" في تصفية كل نقاط الصمود والمقاومة الإسلامية من أجل عيون "الفرس" في أفغانستان والعراق وسوريا؟! أم نسي عناية "الروم" بكل مؤسسات "الفرس" في بلادها، وإحباطها لأي محاولة لدمج ميليشيات الموت في العراق وسوريا ولبنان وباكستان بالإرهاب، خلافاً للقوى المسلمة.. السنية؟!
أتراه ينسى يونسي معاونة الروم، أرثوذكسا (روسيا)، وكاثوليكا (فرنسا)، وبروتستانت (ألمان) من بعد (أمريكا) في إقامة المشروع الإيراني النووي؟!
ثم أي بغداد تلك التي يريدونها عاصمة ساسانية؟! لقد بناها المسلمون بعد أن لطخوا وجوه الأكاسرة في الأوحال بزمان، وأفنوا آخرهم، هائماً على وجهه..
اطامن قليلاً يا يونسي؛ فإنما هو حبل كحبل الناس ليهود.. إن انقطع ظهرتم على حقيقتكم الخائرة، تماماً مثلما وضعكم الثوار السوريون أمام مرآة الحقيقة الفاضحة في حلب ومثلث الموت السوري، حيث المعركة الحقيقية مع رجال صادقين، لا جيوش صنعتها واشنطن لأيام الاستسلام أمامكم.
الجولة لكم نعم بحبل من "الروم"، لكن لا امبراطورية؛ فتلك لا يصنعها إلا رجالها.. أما الدائرة فعليكم.. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".