إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حملة الدردنيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حملة الدردنيل


    مقدمة




    وقعت فصول تلك الحملة في شبه جزيرة غاليبولي العثمانية في الفترة من 25إبريل 1915 حتي 9 يناير 1916 ، حيث قامت قوات مشتركة من البريطانيين والفرنسيين بمحاولة الإستيلاء علي عاصمة العثمانيين "إسطنبول" ومحاولة تأميــن ممر بحري للروس ، وفشلت الحملة في تحقيق أي من أهدافها وعاني أطرافها من خسائر فادحـة .

    وتعرف تلك الحملة في تركيا بإسم Canakkale Savaşlarn ، وفي بريطانيا بإسم حملة الدردنيل أو غاليبولي ، وفي فرنسا بإسم الدردنيل Les Dardanelles ، وفي نيوزيلاندا وإستراليا بإسم معركة غاليبولي ، وبقيت تلك الحملة خالدة في تاريخ الدول المشاركة فيها ، فقد كانت بالنسبة للأتراك لحظة مفصلية في تاريخهم حيث وضعت هذه الحملة الأساس لتكوين الجمهورية التركية بعد ذلك بـ8 سنوات علي يد مصطفي كمال أتاتورك قائد حملة غاليبولي .

    أما في نيوزيلاندا وإستراليا فكانت تمثل أولي المعارك العسكرية الكبيرة التي تخوضها قوات من كلتا البلدين "فيلق Anzac" والتي شهدت ولادة الوعي والحس الوطني بهما وتم إتخاذ يوم 25 إبريل الذي أطلق عليه يوم Anzac يوم لتذكر الضحايا والأبطـال في إستراليا ونيوزيلاندا وأطلق عليه يوم الشهداء.
    ----------------------------------------------
    البداية :.

    أراد الحلفاء فتح ممر بحري لإمداد الروس ورأو أنهم إذا ضغطوا علي الجبهة الشرقية فإن ذلك سيفتح المجال أمام مايريدونه ، حيث قامت دول الوسط "ألمانيا وهنغاريا" بغلق طرق التجارة أمام الروس إلي أوروبا ، وفكر الروس في طرق بحرية بديلة ، فوجدوا ان البحر المتوسط في الشمال وبحر Okhotsk بعيد عن مسرح جبهتهم ، والبحر البلطيقي تسيطر عليه البحرية الألمانـية ، ولم يكن أمامهم سوي البحر الأسود ومضيق الدردنيل والذي تسيطر عليه الدولة العثمانية ، وعندما إندلعت الحرب وقررت تركيا الإنضمام لصفوف دول الوسط أدرك الروس أنه لم يعد بإمكانهم التواصل مع حلفائهم بأوروبا .


    بحلول أواخر العام 1914 ، كان الحلفاء قد ثبتوا أرجلهم علي الجبهة الغربية بفرنسا وبلجيكا ، وقرر الحلفاء فتح جبهة جديدة ضد العثمانيين الأمر الذي كان سيشجع دول مثل بلغاريا واليونان علي الدخول للحرب في صفوف الحلفاء ، إلا أن الروس كان لديهم تحفظ علي مشاركة اليونانيين بغزو جزيرة غاليبولي .

    وجاءت أولي الإقتراحات بغزو تركيا من قبل وزير العدل الفرنسي Aristide Briand وذلك في نوفمبر 1914 لكنه إقتراحه لم يؤخذ به ، وإقترحت الإستخبارات البحرية البريطانيـة "الغرفة 39" رشوة الأتراك علي أمل الإنضمام لصفوف الحلفاء ، إلا أن ذلك أيضا لم يتم الموافقة عليه .

    وفي أواخر نوفمبر 1914 قدم اللورد وينستون تشيرشيل أولي الخطط التي تقضي بشن هجوم بحري علي الدردنيـل معتمدا علي تقارير "ثبت فيما بعد عدم دقتها" قام بإعدادها توماس إدوارد "لورانس العرب" بخصوص الجيوش العثمانـية ، وكان مبرره للبدء بهجوم بحري تمثل في عدم إمكانيـة السفن الحربية للبحرية الملكية البريطانية علي الوقوف في وجه الأسطول الألماني ببحر الشمال ، ورأي أنه من الممكن أن تنجح الأساطيل البريطانية بالقيام بذلك خلال الهجوم علي الدردنيل ..

    العملية البحرية (مأساة بحرية ):,,


    في 19 فبراير ، بدأ الهجوم الأول علي الدردنيل بقيام قوة مشتركة من الأسطولين البريطاني والفرنسي التي كانت تتضمن السفينة الحربية "HMS الملكة إليزابيث" بقصف المدفعية التركــية علي طول الساحل وإعتقد الحلفاء بأن بمقدورهم تحقيق النصر ، ولهذا أرسـل الأدميرال Carden رسالة إلي تشيرشيل في 4 مارس يخبره بان أساطيل الحلفاء ستصل إلي إسطنبول خلال فترة 14 يوم ، وزاد من فرص تحقيق أهدافهم إعتراضهم لرسالة لاسلكية ألمانيـة تشير إلي قرب نفاذ الذخيرة من حصون الدردنيـل العثمانية ، وتم إبلاغ الأدميرال Carden بذلك وحدد يوم 17 مارس موعداً لبدء الهجوم الرئيسي ، ونظراً لمعاناة الأدميرال Carden من وعكة صحية ، تم إعطاء مسئولية الأسطول إلي الأدميرال Robeck.

    الدفاعات العثمانية حول الدردنيل


    وفي 18 مارس ، تم إطلاق الهجوم الرئيسي ، وكانت قوة الأسطول المهاجمة تتألف من 18 سفينة حربية بالإضافة إلي صف من الطرادات والمدمرات ، وركزوا في بداية الأمر علي مهاجمة أضيق نقطة بمضيق الدردنيــل والتي لا تزيد عرضها عن ميل ، وتحمل الحلفاء بعض الخسائر التي تمت بفعل الحصون التركـية ، وطلبوا بعض كاسحات الألغام لتأمين طريق هجومهم البحري ، وطبقا لمصادر الأركان التركية بذلك الوقت كان موقفهم كالتالي "تم قطع كافة الأسلاك التليفونية ..فقدان الإتصال بالحصون ..تم تدمير بعض المدافع الساحـلية ، والمحصلة فقدان نسبة كبيرة من قوة المدفعية العثمانية بالحصون" .



    وعلي الرغم من موقف الأتراك السيئ ، إلا أنهم تمكنوا من الوقوف في وجه الحلفاء ، فتم إغراق السفينة الفرنسية Bouvet في ظروف غامضة"يرجح الألغام التركية" مما أدي لسقوط كافة طاقمه في المياه ، وتحت نيران غزيرة من قبل المدافعين الأتراك والتي إشترك فيها المدنيين ، تراجعت سفن الحلفاء ، وعانت السفينتين HMS Irresistible و HMS Inflexible من إصابات خطيرة بسبب الألغام والتي من المحتمل أن تكون أصيبيت بفعل طوربيدات الحلفاء نظراً للتشويش وتداخل السفن أثناء المعركة ..


    وأرسل الحلفاء السفينة الحربية HMS Ocean لمحاولة إنقاذ Irresistible ، وتعرضت لإنفجار أثناء ذلك ، وكانت النتيجة غرق السفينتين ، وتم تدمير السفن الفرنسية Suffren و Gaulois ، وعليه فقد إتخذت كافة سفن الحلفاء موضعاً جديداً بعيد عن الألغام التي وضعها الأتراك سراً قبل عشرة أيام..

    ودفعت خسائر الحلفاء تلك إلي التفكير في الإستيلاء علي المضايق بوسائل أخري غير القوة البحرية ، وعلي الرغم من أن جل خسائرهم من السفن كانت لسفن غير هامة إلا أن العديد من القادة العسكريين بمن فيهم الأدميرال Carden كانوا غير راضين عن تلك الهزيمة ، وأدت تلك المواجهة إلي إرتفاع الروح المعنوية للأتراك ، وكان أمام الحلفاء أحد أمرين إما الإستمرار في الهجوم البحري كما إقترح تشرشيل وبالتالي إمكانية تعريضهم لخطر الألغام المرصوصة بالمضايق أو التفكير بوسائل أخري لتحقيق ما يريدونه.

    قرار الغزو البري:

    بعد أن فشل الحلفاء في تحقيق أهدافهم بالهجوم البحري ، قروروا تنفيذ ذلك بالإستعانة بالقوات البريـة للتغلب علي بطاريات المدفعية التركية المتحكمة في المضيق والتي تعوق عمل كاسحات الألغام البريطانية التي تعمل علي تأمين ممر للسفن الحربية للحلفاء ، وفي سبيل ذلك قرر وزير الدولة البريطاني لشئون الحرب اللورد كيتشنر تعيين الجنرال إيان هاميلتون قائد للحملة العسكرية للحلفاء بالبحر المتوسط ..

    وإشترك بالحملة جنود من إستراليا ونيوزيلاندا كانوا بمصر للتدريب تمهيداً لإرسالهم لفرنسا وعوضا عن إرسالهم هناك تقرر إشراكهم بالمعركة وتكون منهم فيلق ANZAC الذي تشكل من فرقة المشاة الأولي الإسترالية بالإضافة إلي فرقة مشاة مختلطة ، بالإضافة إلي الفرقة 29 من مشاة البحرية البريطانية والفيلق الشرقي الفرنسي الذي يتضمن أيضا علي 4 كتائب سنغاليـة .

    الإستعدادات العثمانية:

    إنتشار الجيش الخامس العثماني بجزيرة غاليبولي في إبريل 1915


    ساعد تأخير وصول القوات البريطانية لأكثر من 6 أسابيع ، العثمانيين علي الإستعداد لصد الهجوم البري المتوقع ، وبدأ القادة الأتراك بمناقشة أفضل الطرق للدفاع عن الجزيرة ، ورأو أن أفضل دفاع عن الجزيرة يتمثل في المرتفعات المتواجدة علي حواف الجزيرة ، ولكن ظهر خلاف بينهم حول مكان الإنزال البري للحلفاء وبالتالي خلاف حول أماكن تركيز الدفاعات ، وكان بينهم ضابط شاب عمره 34 عاماً يدعي مصطفي كمال الذي توقع "من واقع خبرته في الحرب البلقانية ضد بلغاريا" أن يقوم البريطانيين بإنزال قواتهم في منطقة Cape Helles علي الحافة الجنوبية للجزيرة ومنطقة Gaba Tepe التي تعدان من أفضل المناطق لتنفيذ عملية الإنزال بهما وبالتالي فعلي ما توقعه مصطفي كمال سيقوم الحلفاء بإستخدام أساطيلهم للتحكم في الأماكن التي بجوار منطقة الإنزال ..



    وفي نهاية الأمر لم يوافق أوتوليمان فان ساندرز علي تلك الإقتراحات ، فقد كان يري بأن الخطر الأكبر إنما يأتي من خليج Besika علي الشاطئ الأسيوي حيث ستقوم القوات البريطانية بإستغلال تضاريس المنطقة وتقوم بإستهداف البطاريات التركية التي تحمي الخليج ، ولهذا فقد قام ساندرز بوضع فرقتين "تمثلان ثلث قوة الجيش الخامس العثماني" فيتلك المنطقة ، ووضع فرقتين أخرتين في منطقة Bulair بالمنطقة الشمالية للجزيرة نظراً لإشتمال تلك المنطقة علي تجهيزات حيوية ، وفي منطقة Cape Helles أعلي الجزيرة وعلي طول ساحل بحر إيجه قام بوضع الفرقة 19 والفرقة 9 التي قادها مصطفي كمال.

    وبالتالي أصبح الوضع جيداً بالنسبة لفون ساندرز الذي رأي بأن تلك القوات في مواقع دفاعية جيدة وزاد الأمر تحسنا بأن كف القادة الأتراك من الشكوي بعدم إمكانية قواتهم الوقوف في وجه العدو حالما يبدأ بهجومه المرتقب ، وسمح تأخر البريطانين في تنفيذ هجومهم الوقت للضباط الأتراك في تقوية دفاعاتهم ويسجل ذلك ساندرز في ملاحظاته " بأن ذلك التأخير قد أمدهم بوقت مهم لإجراءات كان لابد منها مثل تمركز كل فرقة بالمواضع المخصصة لها وأيضا نقل الذخائر والتعيينات اللازمة لإعاشتهم ، وتم وضع ألغام علي طول الشواطئ ...." ، وكانت للفرقة التاسعة التي يقودها مصطفي كمال دور محوري بالمعركة حيث قام بمراقبة الشاطئ تحسبا لرؤية الإشارات الدالة علي قرب هجوم العدو.

    الإنزال البري:

    كانت خطة الإنزال التي سيجري تنفيذها يوم 25 إبريل 1915 تقضي بقيام الفرقة 29 بالإبرار في منطقة Helles أعلي طرف الجزيرة وبعد نجاحهم في ذلك يتقدمون لمواجهة الحصون الموجودة بـKilitbahir ، أما فيلق Anzac فسيقومون بالإبرار شمال منطقة Gaba Tepe علي ساحل بحر إيجه الأمر الذي سيمكنهم من الوقوف في وجه أي تعزيزات متوجهة لحصون Kilitbahir (وأطلق علي الخليج الصغير الذي جري به عملية الإنزال إسم خليج Anzac الصغير)..

    أما الفرنسيين فقد قاموا بإنزال خداعي لصرف الأنظـار عن أماكن الإنزال الحقيقة وذلك بمنطقة Kum Kale علي الشاطئ الأسيوي ثم يزحفوا بعد ذلك نحو المنطقة الشرقية من قطاع Helles ، بالإضافة إلي إنزال قوة صغيرة من الفرقة 29 "مشاة البحرية الملكية" بقيادة Bernard Freyberg بمنطقة Bulair.

    الإنزال بمنطقة شواطئ Cape Helles



    وبدأ الإنزال بمنطقة Helles بواسطة الفرقة 29 مشاة تحت قيادة الجنرال Aylmer Hunter-Weston في 5 نقاط بطول الشاطئ "وكانت أسمائها الكودية من الشرق إلي الغرب كالتالي S وV وW وX و Y ، وإشترك معهم في الإنزال الجحفل اليهودي بمنطقة Helles.
    وتعرض قائد القوات البريطانية بالنقطة Y عند وصوله لمسافة تبعد 500 متر عن قرية Krithia لمقاومة عنيفة من الأتراك ثم مالبث أن إستغل الأتراك ذلك وقاموا بإجبارهم علي إخلاء النقطة Y ووصلت تعزيزات تركية لذات المكان في اليوم التالي ، أما المجهود الرئيسي لعملية الإنزال فقد كان يجري بالنقطة V أسفل قلعة قديمة تسمي Seddülbahir والنقطة W غرب منطقة Helles البحرية.

    وفي النقطة V تم إبرار فوج Munster Fusiliers الملكي و فوج Hampshires الملكي بواسطة سفينة بحرية تسمي SS River Clyde ، وقد جنحت عن نقطة الإنزال بحيث جعلت منهم صيداً سهلا للقوات العثمانية المتواجدة بقلعة Seddülbahir ووقعت بين هؤلاء الجنود خسائر فادحة ومن بين أول 200 جندي بدأو عملية الإنزال لم يصل منهم إلي الشاطئ سوي 21 جندي فقط..!!


    وفي قطاع Anzac كان لدي المدافعين الأتراك القدرة علي دفع البريطانيين بعيداً عن الشاطئ ، ففي النقطة W المعروف بإسم إنزال Lancashire كان الجنود البريطانيين قادرين علي مواجهة القوات التركية المدافعة علي الرغم من خسائرهم التي تجاوزت 600 قتيل و1000 جريح وكانت نصيب الأسد من تلك الخسائر من نصيب الكتائب التي أنزلت بمنطقة V ولشجاعتهم تلك تم منحهم 6 أوسمة Victoria Crosses تقديراً لذلك وفي اليوم التالي تم إعطاءهم 3 أوسمة إضافية ..


    وبينما كان القتال يشتد علي ذلك القطاع إذ قام العريف التركي يحيي ومعه خمس مجموعات من الجنود الأتراك بالهجوم علي البريطانيين المتواجدين أعلي موقع hilltop ، وكانت هجوم ذلك الفصيل ناجحا لدرجة أنه لم يتبق من 1012 جندي قاموا بالإبرار بتلك المنطقة سوي 11 شخصاً فقط ..!

    المعارك الأولي:

    بعد ظهر يوم 27 إبريل ، قرر مصطفي كمال شن هجوم مضاد مدعوم بالمدفعية الساحلية لدفع فيلق Anzac نحو الشاطئ ونجح في تحقيق ذلك بحلول ليل ذلك اليوم ، وفي اليوم التالي قرر البريطانيين بالتعاون مع الفرنسيين شن هجوم للسيطرة علي قرية Krithia التي توجد علي يمين خطوط تمركزهم ، وكانت خطة الهجوم المقترجة معقدة وتفتقر إلي التواصل مع القادة بالميدان.

    الإنزال البريطاني علي جبهة Anzac


    وكان جنود الفرقة 29 مشاة قد أنهكت قواها بفعل المعارك التي دارت خلال عملية إنزالهم وحول قرية Seddulbahir التي تمكنوا من السيطرة عليها بعد قتال ضار يوم 26 إبريل ، وبعد تلك المعركة قام الحلفاء بحفر خنادقهم الدفاعية بمنتصف الطريق بين رأس Helles البحري و قرية Krithia ولكن مع المقاومة الصلبة التي واجههم بها الأتراك ، أدركوا بأن خططهم بالنصر السريع قد بدأت بالتبدد .


    وأصبحت جبهة Helles مثل جبهة Anzac ساحة للهجمات التركية العنيفة علي قوات الحلفاء التي بدأت من ليل يوم 1 مايو حتي يوم 3 مايو ، وإستطـاع الحلفاء صد تلك الهجمات علي الرغم من إختراق خطوط الدفاعات الفرنسيـة .


    أما علي جبهة Anzac فكانت أولي محاولاتهم الهجومية مساء يوم 2 مايو عندما أمر قائد الفرقة المختلطة "النيوزلاندية والإسترالية" لواء المشاة الرابع الإسترالي الذي يقوده الجنرال John Monash ولواء مشاة نيوزيلاندي بالهجوم علي إمتداد المنطقة من Russell's Top مروراً لـQuinn's Post حتي Baby 700 ، وزحف الجنود مسافة قصيرة خلال الليل وحاولوا حفر الخنادق الدفاعية بمكان وجودهم ، وعلي الرغم من تلك الإستعدادات تم دحرهم للخلف بعد تكبيدهم 1000 إصابة بين قتيل وجريـح.

    وبعد أن إطمئن فيلق Anzac لتأمين خطوطهم قام الجنرال هاميلتون بتحريك لواءاين إلي جبهة Helles للمشاركة في الهجوم الثاني علي قرية Krithia يوم 6 مايو علي جبهة Helles وإستطاعوا السيطرة خلاله علي مسافة ميل مربع بتلك الجبهة بعد تحملهم خسائر هائلة تعدت الـ6000 ما بين قتيل وجريح.

    وفي 19 مايو ، أطلق الأتراك هجوماً رئيسياً علي جبهة Anzac بقوة قوامها 42000 جندي لمواجهة قوات إسترالية ونيوزيلاندية قوامها 17000 جندي وتم إجهاض الهجوم لإفتقار القوات التركية المهاجمة لبطاريات المدفعية والذخيرة الكافية وعلي الرغم من إعتماد الأتراك علي عنصر المفأجاة في الهجوم والتفوق العددي إلا أنهم وجدواً أن قوات الحلفاء كانت متوقعة لذلك الهجوم مما أفقدهم الإستفادة من المزايا التي شنوا الهجوم إعتماداً عليها وساعد الحلفاء علي صد الهجوم التركي ، وخسر الأتراك قرابة 3000 قتيل و10000 جريح ولإخلاء تلك الخسائر من ميدان المعركة عقدت هدنة حتي 24 مايو لكي يخلي الأتراك خسائرهم ..


    وخلال ذلك الشهر ، عانت البحرية البريطانية من خسائر بوحداتها ، حيث تم نسف السفينة الحربية البريطانية HMS Goliath بواسطة طوربيد تم إطلاقه من قارب الطوربيد التركي Muavenet-i Milliye ، وإستطاعت إحدي الغواصات الألمانية SM U-21 من إغراق السفينة الحربية HMS Triumph يوم 25 مايو و السفينة الحربية HMS Majestic في 27 مايو ، ونتج عن تلك الخسائر الكبيرة قيام سفن الدعم المرافقة بالإنسحاب خوفاً من وقوعها كصيد سهل .


    وبالعودة إلي الهجوم التركي الرئيسي علي جبهة Anzac نجد أن القائد العثماني وجنوده في موقف لا يحسدون عليه فذخيرتهم أوشكـت علي النفاذ والذخيرة الحالية لاتكفي لإبعاد خطر الهجمات البريطانـية عنهم ، وبعد إنتهاء معركة Krithia الثالثة في 4 يونيو تم الإبتعاد عن فكرة الهجوم بإختراق دفاعات وخطوط العدو وتم التركيز علي حرب الخنادق نظراً لفداحة الخسائر التي عاني منها كلاً الجانبين التي قدرت بـ25% من قوة الهجوم.

    القتال علي جبهة Helles


    ولمواجهة الخسائر المتزايدة بصفوف قوات الحلفاء ، قروراً دعم جبهة Helles بالفرقـة 52 للمشاركة في الهجوم الرئيسي والأخـير علي ذلك القطاع والتي سميت بإسم معركة Gully Ravine و أطلقت في 28 يوليو ونتج عن تلك المعركة نصر محدود حيث تم زحزحة الخط البريطاني بالجناح الشرقي المطل علي بحر إيجه للأمام إلا ان لجنرال فون ساندرز صرح بأن الهجوم البريطاني علي هذا القطاع قد تم صده ، ووافق علي إعطاء المجال لضابطين تركيين لكي يشنوا هجمات مستميتة ضد الخط البريطاني ولكنهم أخفقوا في إستعادة الأراضي المفقودة وكانت خسائرهم عاليـة جداً خلال تلك الفترة تقدر بأكثر من 14000 ما بين قتيل وجريح .


    وقام البريطانيون بأخر هجماتهم علي جبهة Helles في 12 يوليو ، وذلك قبل تحويل مجهودهم الرئيسي نحو جبهـة Anzac بالشمال ، وتم خلال ذلك الهجوم ، دفع لواءان جديدان من الفرقة 52 علي طول خط Achi Baba Nullah الذي عرف لاحقاً بإسم Bloody Valley وخسر البريطانيين 30% من قوة هجومهم بين قتيل وجريـح دون تحقيق أي تقدم ملموس .

    هجوم أغسطس:


    قاد الفشل المتكرر للحلفاء في السيطرة علي قرية Krithia أو إحراز أي تقدم ملموس علي جبهة Helles ، الجنرال هاميلتون إلي التفكير بخطة لحملة جديدة تدعي معركة Sari Bair ، وبحلول ليل 6 أغسطس تم إنزال فرقتين من المشاة جديدتين لساحة الصراع بمنطقة Suvla التي تبعد 8 أميال عن جبهة Anzac ، وفي تلك الأثناء كان هجوم قوي بجبهة Anzac علي وشك البدء وستكون Sari Bair في نطاق عملياته .

    وواجه الإنزال بمنطقة خليج Suvla صعوبات جمة وإضطر ذلك القائد البريطاني الجنرال Frederick Stopford إلي تقليل سقف أهدافه وإكتفي بمحاولة الإستيلاء علي الشاطئ ومرة أخري إستطاع الأتراك الصمود في القتال علي المرتفعات بتلال Anafarta والتي أصبحت وجه أخر لحرب الخنادق الساكنة.


    وسبق هجوم 6 أغسطس حدوث عدة إشتباكات علي جبهتي Helles و Anzac ، ففي جبهة Helles أصبح القتال للإستيلاء علي قرية Krithia عقيماً بالنسبة للبريطانيين المهاجمين أو الأتراك المدافعين وعاني كلاً الطرفين من إصابات جسيمة بصفوفه ، وعلي جبهة Anzac هاجم البريطانيين الخنادق التركية بمنطقة Lone Pine بقوة لواء مشاة من الفرقة الإسترالية وأحرزواً نصراً من الإنتصارات البريطانية النادرة خلال هذه الحملة وعلي الرغم من ذلك ، كان حظ الهجوم الرئيس الذي تم بإتجاه قمم Chunuk Bair والتلة 971 أقل نجاحاً من سابقه .


    حيث قامت القوات البريطانية بالهجوم علي القمة القريبة بـChunuk Bair بقوة لواء مشاة نيوزيلاندي وإستطاعوا الوصول لمسافة 500متر من القمة خلال فجر يوم 7 أغسطس ولم تكن لديهم القدرة علي الإستيلاء علي القمة حتي صباح اليوم التالي ، الأمر الذي كان له أثر سيئ علي فرص نجاح الهجوم المساند الذي يقوم به لواء الفرسان الإسترالي بمنطقة Nek الذي خُطط له أن يتزامن مع هجوم اللواء النيوزيلاندي الذي سيهجم بمنطقة Chunuk Bair ضد مؤخرة الدفاعات التركية ، وظل اللواء النيوزيلاندي مواجهاً للأتراك بمنطقة Chunuk Bair والذي دٌعم بكتيبتين قبل ذلك بيومين ، ولكن هجوماً تركياً عنيفا ضد القوات البريطانية قادهة مصطفي كمال بنفسه أجبر البريطانيين علي التخلي تلك المرتفعات ، ومن بين 760 جندي بريطاني وصلوا للقمة أضحي قرابة 711 منهم ما بين قتيل وجريح.


    وأما الهجوم المخطط له علي التلة 971 فلم يجري تنفيذه بسبب معاناة قوة الهجوم من التضاريس الصعبة وأصبح مفقوداً طوال الليل ، وعندما تجهز الحلفاء لإستناف هجومهم هذا واجهوا مقاومة تركية صلبة دفعوا خلالها ثمن باهظ من جنودهم.

    وتم تعزيز قوة الإنزال بخليج Suvla بالفرق 53 و54 مشاة بالإضافة إلي الفرقة العاشرة من جيش كيتشنر Kitchener Army والفرقة الجبلية الثانية ، وتم تحريك الفرقة 29 "التعيسة" من جبهة Helles إلي خليج Suvla ، وكانت أخر الهجمات البريطانية لإنعاش فرصة نجاحهم يوم 21 أغسطس بمنطقة تلة Scimitar والتلة 60 والتي لو تم الإستيلاء عليهما لأصبح من السهل علي الحلفاء توحيد جبهات القتال في Anzac و خليج Suvla ولكن ذلك لم يحدث ، وبإنتهاء تلك الهجمات بالفشل ، كانت عملية السيطرة علي شبه جزيرة غاليبولي تلفظ أنفاسها الأخيرة.


    الإخلاء:


    بعد فشل هجوم اغسطس ، بدأ وكأن حملة غاليبولي تدخل إلي نفق مظلم وبينما كان مؤيدي الإستمرار في الحملة يتحدثون عن سير الهجوم كما تم التخطيط له إذ تم تسريب أنباء صحفية عن الإنكسار البريطاني خلال تلك الحملة حيث قام عدة صحفيين أمثال كيث مردوخ و إيليس بارتليت بتكذيب الأداء الناجح المزعوم للجنرال هاميلتون ، وزاد الأمر سوء قيام بعض كبار الضباط بطلب إخلاء شبه الجزيرة من قوات الحلفاء بعد فشل هجماتهم المتكررة للسيطرة عليها إلا ان الجنرال هاميلتون رفض هذا الطلب بشدة مخافة ان يؤثر ذلك علي سمعة القوات البريطانيـة ، ولم تجد قيادته بداً من تغييرة فتم تنحية الجنرال هاميلتون من مهامه وتوليـة الجنرال شارلز مونرو.


    وتعقد الأمر أكثر فأكثر بدخول بلغاريا الحرب إلي جانب دول الوسط ، وفي 5 أكتوبر 1915 قرر البريطانيين فتح جبهة أخري في المتوسط بجزيرة سالونيكا لتعزيز قوات الحملة بغاليبولي ، وعلي النقيض من ذلك كان لدي الألمان تواصل جغرافي مع حلفائهم العثمانيين الأمر الذي يسمح بنقل بطاريات المدفعية الثقيلة والتي تستطيع دك الخنادق البريطانية وبالخصوص في الجبهة المحاصرة Anzac.


    وبعد إجراء الجنرال مونرو إتصالات بقيادته العليا ، أوصي الجنرال مونرو خلالها بالإخلاء ، في حين أن الجنرال كيتشنر كان لا يحبذ تلك الفكرة ولكنه رأي أن يقوم بإستطلاع الأمر علي أرض الواقع فقام بزيارة ميدانية وإلتقي قادة الفيالق الثلاثـة "الفيلق الثامن VIII الموجود في Helles والفيلق IX الموجود في خليج Suvla وفيلق Anzac" مما جعله يؤيد فكرة إخلاء الجزيرة .


    ولكن عملية إخلاء 14 فرقة في فصل الشتاء وتحت أعين العدو سيتكون عملية مكلفة للغاية بالإضافة إلي ضعف الموقع الدفاعي لقوات الحلفاء وظهر ذلك جلياً حينما ضربت عاصفة شتوية ثقيلة مواقعهم في 27 نوفمبر 1915 ودامت لمدة 3 أيام بالإضافة إلي العاصفة الثلجية علي خليج Suvla اوائل ديسمبر واللتان أدتاً إلي خسائر جسيمة بالأرواح .

    ومن الأمور المثيرة ، ان أعظم نجاح للحملة تمثل في إكمال الإخلاء الناجح لقوات الحلفاء علي خليج Suvla وجبهة Anzac بحلول أواخر شهر ديسمبر حيث تم إجلاء أخر الجنود من تلك الجبهات قبل فجر يوم 20 ديسمبر 1915 ، وكانت عملية إجلاء القوات تتم وفق خطة خداعية حتي لا ينتبه الأتراك لذلك فتم تخفيض عديد القوات تدريجياً بدءا من يوم 7 ديسمبر وكان خلال ذلك يقومون بقصف القوات التركية برشقات المدفعية حتي لا يكتشفوا حدوث الإخلاء ، أما علي جبهة Anzac فقد قامت القوات البريطانية بفرض حالة من الهدوء التام علي الجبهة لمدة ساعة مما ادي إلي خروج بعض الأتراك الفضوليين من خنادقهم ليستكشفوا ما حدث وبعد ذلك قاموا بإطلاق النار عليهم وكان الغرض من قيامهم بذلك هو تعويد الأتراك علي جو الصمت هذا حتي إذا قاموا بعملية الإخلاء لا يكتشفوا ذلك ، وبالفعل تم إخلاء كافة قوات الحلفاء من علي جبهة Anzac ولكنهم لم يستطيعوا أخذ الكميات الكبيرة من بطاريات المدفعية الثقيلة والتعيينات والتي إستولي عليها الأتراك .

    الإخلاء البريطاني علي جبهة Helles


    أما علي جبهة Helles فإحتفظت القوات البريطانية بحالة الإستعداد التام لإمكانية إستئناف الهجوم في أي وقت ، وبالرغم من ذلك صدر امر الإخلاء للقوات علي تلك الجبهة بدءاً من يوم 27 ديسمبر ، وبطريقة ما ، تم إبلاغ الأتراك بأن قوات الحلفاء تستعد للإخلاء ، فقاموا بشن هجوم يوم 6 يناير 1916 إلا أن القوات البريطانية تمكنت من الصمود بوجهه ، ونجحت عملية الإخلاء البريطانية بحلول 9 يناير 1916 ولم يخسرواً خلالها سوي جنديين علي الرغم من علم الأتراك بذلك.

    الأثار المترتبة علي حملة غاليبولي:

    علي الرغم من إنتصار العثمانيين علي الحلفاء في حملة غاليبولي إلا أن قيصر روسيا نيكولاس الأول قام بإطلاق وصف "رجل أوروبا المريض" علي الدولة العثمانية ، ومنح هذا النصر الأتراك في إنعاش أمالهم بالنصر في الجبهات الأخري بالحرب فكانوا خلال ذلك القوات قد حاصرواً قوة بريطانية في عمارة الكوت وأجبروهم علي الإستسلام في 1916 ، وقاموا بدفع قوات عثمانية عبر سيناء للإستيلاء علي قناة السويس ولكن الهزيمة في معركة Romani أنهت أمالهم تلك ، وأصبحوا بعدها في موقف المدافع لا المهاجم .


    بعد إكتمال عملية الإخلاء ، تم تجميعهم في مصر وتم إعادة تنظيم صفوف تلك القوات ، حيث تم زيادة حجم فيلق Anzac وتم دفعه للجبهة الغربية مع ألمانيا ، أما فرق الفرسان فتم دفعها للمشاركة في حملة فلسطين وكان لهم اليد البيضاء في تحقيق الحلفاء النصر بمعركة بئر سبع .


    وكان لحملة غاليبولي نتائج هامة لمصير بعض الجنرالات المشتركين بها ، فكانت النهاية للجنرال هاميلتون والجنرال ستوب فورد ، اما الجنرال هنتر ويستون فتم إعطاءه فرصة أخري وتولي قيادة الفيلق الثامن بمعركة السوم ، أما القادة الإستراليين والنيوزيلانديين فتم ترقيتهم لقيادة الفرق ومن بعد إثبات كفاءتهم تم إعطاءهم مسئولية قيادة الفيالق ومنهم John Monash و Henry Chauvel ، اما كيتشنر فكان من الصعب إقصاءه إلا أن لم يعش طويلاً فمات في السنة التالية مباشرة ..!! ، وعلي الجانب التركي كان بداية صعود نجم مصطفي كمال بتركيــا ..

    الخسائر:

    الصورة التالية توضح جحم الخسائر لكل القوات علي كلاً الجانبين












  • #2
    رد: حملة الدردنيل

    صراحة موضوع يستحق أن يدمج في كتب التاريخ العسكري الخاصة بترقية الضباط ,,,,,,,أهنيك على جهدك

    تعليق


    • #3
      رد: حملة الدردنيل

      المشاركة الأصلية بواسطة typhon99 مشاهدة المشاركة
      صراحة موضوع يستحق أن يدمج في كتب التاريخ العسكري الخاصة بترقية الضباط ,,,,,,,أهنيك على جهدك
      شكري لك موصول ... انا احكم على الدول من تاريخها .. والتاريخ مدرسة للعسكريين


      تعليق


      • #4
        رد: حملة الدردنيل

        اللهم اعز الاسلام والمسلمين على الرغم من ان الاترك اتستطاعوصد الهجوم الصليبي عليهم الاانهم خانو الخلافه الاسلاميه بقيادة الاتحاد والترقي ذات الاصول اليهوديه

        تعليق


        • #5
          رد: حملة الدردنيل

          موضوع راااااائع صراحة أنا كنت أجهل هذه المعركة
          شكرا ^_^

          تعليق


          • #6
            رد: حملة الدردنيل

            يقال بان في هذه الحملة العسكرية تم اختفاء فيلق بكامل معداته بلغ عدد الافراد زهاء 1700اختفوا بشكل عجيب دون ترك اي اثر اطلب منرفقائنا في المنتدى البحث في الموضوع و افادتنا باي معلومة شكراااا مسبق وبارك الله للاخ العالم النووي عن الموضوع الذي يجهله الجميع لي قلة في الملفات التي تتكلم عن هذه الحملة

            تعليق

            ما الذي يحدث

            تقليص

            المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

            أكبر تواجد بالمنتدى كان 182,482, 05-21-2024 الساعة 06:44.

            من نحن

            الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

            تواصلوا معنا

            للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

            editor@nsaforum.com

            لاعلاناتكم

            لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

            editor@nsaforum.com

            يعمل...
            X