الطائرات السعودية تستخدم ذخيرة ذكية لمهاجمة الأهداف المدرعة للحوثي
قبل عقدين من الزمن سعى المصممون لتطوير قنابل عنقودية غير موجهة ولكن بذخيرة فرعية ذكية التوجيه ، هذه الأسلحة كانت موجهة بشكل خاص لمواجهة الدبابات السوفييتية ، حيث كان يفترض إسقاطها من القاذفات المقاتلة عند الطيران على ارتفاعات منخفضة لتجنب رادارات العدو . بيد أن انهيار الإتحاد السوفييتي غير المهمة والأولويات ، حيث يتوقع الجيش الأمريكي مواجهة خصوم مع إمكانيات محدودة في القوة الجوية وشبه مشلولة بالنسبة للدفاع الجوي ، وبذلك يمكن إطلاق هذه القنابل من ارتفاعات عالية . أطلق على السلاح الجديد اسم CBU-97 وهو من إنتاج شركة Textron Defense Systems . يزن السلاح بالكامل 450 كلغم ، ويشتمل على حاوية قنبلة متضمنة عدد 10 وحدات ذخيرة ثانوية من نوع BLU-108 ، كل منها مشتمل على عدد أربعة ذخائر فرعية موجهة مضادة للدروع . فعند نقطة محددة ينفلق جسم القنبلة لثلاثة أجزاء بواسطة شحنة متفجرة قاطعة في المقدمة ، يجرى بعدها إطلاق هذه الوحدات نتيجة قوة الطرد المركزية centrifugal force ، ليهبط كل منها بمساعدة مظلة بيضاء صغيرة ، وأثناء الهبوط تقوم هذه الوحدات بالدوران بشكل لولبي spiral pattern مما يسمح لمجسات الذخيرة الفرعية البارزة لنحو 90 درجة بالبحث عن أهدافها وتعيينها . وعند اقترابها من سطح الأرض فإن محركات صاروخية جانبية تعمل تلقائياً على تسريع حركة الوحدات على محورها الطولي وطرد وإطلاق الذخيرة الفرعية الرباعية بشكل عشوائي ، كل من هذه الذخيرة على شكل قرص نحاسي مقعر بقطر 13.3 سم ووزن 4 كلغم يطلق عليها Skeet . وعند الهبوط فإن المجسات الثنائية لهذه الذخائر (واحدة تعمل بالأشعة تحت الحمراء IR والأخرى عبارة عن مجس ليزري laser sensor) تقوم بمسح منطقة دائرية نحو الأرض ، والبحث عن الإشارات الحرارية الصادرة عن محركات الدبابات والعربات المدرعة الأخرى ، أو تحديد التغيرات في الارتفاع والتعرجات الشكلية المميزة للعربة بالنسبة للمجس الليزري ، حيث يستطيع كل مجس تغطية مساحة 150×460 م ، وعندها تطلق الذخائر الفرعية خارق مشكل انفجارياً EFP على شكل قذيفة طاقة حركية (كتلة معدنية slug) بسرعة 1500 م/ث لتخترق قمة الهدف بسهولة نسبية . لقد أثبتت الاختبارات الميدانية أن قنبلة CBU-97 واحدة تستطيع تغطية مساحة 120 ألف متر مربع ، علماً أنه يمكن إطلاقها من ارتفاعات 60-6100 م ، وعند سرعة تتراوح بين 460-1200 كلم/س . لتجنب أخطار الذخائر غير المتفجرة ، زودت الذخيرة الفرعية بآلية للتفجير الذاتي self-destructs في حال الفشل في الاشتباك مع أي هدف أرضي وعند ارتفاع 15 م ، وعند إخفاق آلية التفجير الذاتي لأي سبب فإن الذخيرة مجهزة بنظام تعطيل بمؤقت مساعد back-up timer يجعلها غير خطرة بعد دقائق من سقوطها على الأرض .بدأت الاختبارات على مجسات الذخيرة الفرعية في بداية العام 1990 ، في حين أجري أول تجربة ميدانية في العام 1991 ، عندما قامت طائرة F-16 بإطلاق أربعة قنابل من هذا النوع (هذا يعني 40 وحدة من نوع BLU-108) على رتل مدرع من 24 عربة ، فتم تحقيق 17 إصابة على 11 عربة . كما أستخدم السلاح في مرحلة لاحقة في العراق في شهر أبريل من العام 2003 ، عندما أطلقت قاذفة أمريكية من طراز B-52H ستة قنابل CBU-97 على رتل عراقي مدرع تابع لقوات الحرس الجمهوري Republican Guard كان متجهاً لجنوب العاصمة العراقية بغداد ، وإن كانت نتائج الغارة لم تتوفر .
تعليق