حقيقة بات يعلمها القاصي والداني ولم تعد تحتاج إلى كثير أدلة وبراهين , فالواقع المعاصر ينطق بتلك العلاقة الحميمة , وإن تظاهر الطرفان بعكس ذلك على مدى أكثر من عقدين وحتى الآن , وتبادلا خلال تلك الفترة الطويلة شعارات العداء والتصريحات النارية العدائية , التي لم تكن سوى وسيلة وذريعة لتحقيق مصالح كل منهما على حد سواء .
ولعل من الأدلة التي تؤكد هذه العلاقة , شيوع أخبارها وتفاصيلها بين جميع وسائل الإعلام , حتى غدا هذا الخبر معلوما من السياسة بالضرورة إن صح التعبير , ولا يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام الإعلامي نظرا لكونه بات خبرا عاديا لم يأت بشيء جديد على الساحة السياسية والإعلامية .
بل يمكن التأكد من وجود هذه العلاقة من عدم اهتمام الجانب الإيراني بالرد على شيوع علاقته وتعامله الرسمي مع الكيان الصهيوني , بعد أن كان بالأمس القريب ينفي وبشدة أي علاقة تربطه بتل أبيب , بل يرفع دائما شعار المعاداة الدائمة الأبدية , ويعتبر "إسرائيل" الشيطان الأكبر أو الأصغر .
نعم ....لقد جاء نفي إيران - أمس الجمعة - صحة التقارير الإعلامية التي ترددت مؤخراً، عن وجود "علاقة سرية" بين طهران وكيان الاحتلال الصهيوني، عبر "مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة" , ولم يصدر هذا النفي من طهران كما جرت العادة ، بعد أن نقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أكد فيها أن بلاده لا تمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" .
ووصف المكتب تقريراً لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، بعنوان "تل أبيب وطهران.. أعداء في العلن أصدقاء في الخفاء"، بأنه "أكاذيب مفضوحة"، مشيراً إلى أن التقرير احتوى "تصريحات مزيفة" منسوبة للوزير ظريف – والمقصود تصريحاته خلال الكلمة التى ألقاها مساء الأربعاء فى محاضرة نظمتها جامعة نيويورك - .... وهو نفي اعتادت الدبلوماسية الإيرانية على تكراره رغم تواتر الأدلة على وجوده , بحيث يمكن القول بأن سياسة الكذب ونفي الحقائق باتت سمة جميع مؤسسات إيران .
لا يمكن حصر الأدلة التي تؤكد العلاقة الوطيدة والحميمة بين الكيان الصهوني وملالي طهران , والتي أخرجت تلك العلاقة من السر إلى العلن في الآونة الأخيرة , بحيث يمكن التأكيد بأن العلاقة بينهما لم تعد سرية أبدا , ومن تلك الأدلة :
1- التاريخ والواقع يؤكد وجود هذه العلاقة : أما التاريخ ففضيحة " إيران جيت " في ثمانينيات القرن الماضي خير شاهد على تلك العلاقة , فبينما كانت إيران - خلال حربها الطويلة مع العراق - ترفع شعار معاداة أمريكا و"إسرائيل" , وتزعم أنهما الشيطان الاكبر , تبين فيما بعد أن سيلا من الأسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر "إسرائيل" إلى طهران , ما يؤكد أن العلاقة وطيدة منذ نشوء وقيام دولة الخميني .
وأما الواقع فيشهد أن جميع معارك طهران إنما وقعت ضد أهل السنة وليس ضد "إسرائيل" كما تزعم , فحرسها الثوري ومليشياتها المسلحة تنتشر وتقاتل في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن , وتثير الفوضى والشغب والاضطرابات في بعض دول الخليج , بينما لم نسمع أن جنديا صفويا واحدا قاتل ضد اليهود , أو أن طهران أثارت فوضى وبلبة في تل أبيب عبر مليشياتها !!
2- الأفكار والمعتقدات أيضا تؤكد تلك العلاقة : فلا يوجد في المراجع والمصنفات والمؤلفات الرافضية , ما يشير إلى أن اليهود وأمريكا هم عدو طهران الأول – أو الثاني أو الأخير – بينما تنطق جميع مؤلفات ومراجع ملالي طهران بالعداء الصريح والفاضح لأهل السنة , وتجعل من العرب السنة العدو الأوحد لإيران , وهو ما يجعلها و "إسرائيل" في خندق واحد ضد المسلمين من أهل السنة , فمن المعلوم أن عدو اليهود الأول هم المسلمون من أهل السنة .
3- الاستثمارات الضخمة بين تل أبيب وطهران : والتي كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فى تقرير لها عن شيء منها , حيث ذكرت أن حجم الاستثمارات "الإسرائيلية" داخل الأراضى الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، كما أن هناك العشرات من الشركات "الإسرائيلية" تقيم علاقات تجارية مع إيران , وأغلبها شركات نفطية تستثمر فى مجال الطاقة داخل إيران .
4- الاهتمام بالجالية اليهودية في طهران والعكس : فقد أوضحت الصحيفة أن الجالية اليهودية فى إيران تعتبر أكبر جالية يهودية فى العالم , حيث تبلغ 30 ألف يهودى ، تلقى اهتماما واسعا من قبل رؤساء إيران بتوصية خاصة من علي خامنئى ، والعكس فإن نحو 200000 ألف يهودى إيرانى فى "إسرائيل"ينالون اهتمام الحكومة "الإسرائيلية" .
5- معابد اليهود فى طهران تجاوزت 200 معبد يهودى ، فى حين لم يسمح لأهل السنة فى طهران والبالغ عددهم مليون ونصف المليون بالصلاة فى مسجد واحد يجمعهم .
قد تختلف المصالح بين طهران و "إسرائيل" شأنها في ذلك شأن العلاقة بين جميع الدول في العالم حتى المتقاربة والمتحالفة , وقد تتناقض أحيانا أطماع كل منهما التوسعية في المنطقة , فتخلق حالة من تضارب المصالح والاختلاف على المطامع , إلا أن ذلك لا يلغي العلاقة الوطيدة بل والحميمة بين طهران وتل أبيب , والتي لم تعد أبدا سرية .
ولعل من الأدلة التي تؤكد هذه العلاقة , شيوع أخبارها وتفاصيلها بين جميع وسائل الإعلام , حتى غدا هذا الخبر معلوما من السياسة بالضرورة إن صح التعبير , ولا يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام الإعلامي نظرا لكونه بات خبرا عاديا لم يأت بشيء جديد على الساحة السياسية والإعلامية .
بل يمكن التأكد من وجود هذه العلاقة من عدم اهتمام الجانب الإيراني بالرد على شيوع علاقته وتعامله الرسمي مع الكيان الصهيوني , بعد أن كان بالأمس القريب ينفي وبشدة أي علاقة تربطه بتل أبيب , بل يرفع دائما شعار المعاداة الدائمة الأبدية , ويعتبر "إسرائيل" الشيطان الأكبر أو الأصغر .
نعم ....لقد جاء نفي إيران - أمس الجمعة - صحة التقارير الإعلامية التي ترددت مؤخراً، عن وجود "علاقة سرية" بين طهران وكيان الاحتلال الصهيوني، عبر "مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة" , ولم يصدر هذا النفي من طهران كما جرت العادة ، بعد أن نقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أكد فيها أن بلاده لا تمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" .
ووصف المكتب تقريراً لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، بعنوان "تل أبيب وطهران.. أعداء في العلن أصدقاء في الخفاء"، بأنه "أكاذيب مفضوحة"، مشيراً إلى أن التقرير احتوى "تصريحات مزيفة" منسوبة للوزير ظريف – والمقصود تصريحاته خلال الكلمة التى ألقاها مساء الأربعاء فى محاضرة نظمتها جامعة نيويورك - .... وهو نفي اعتادت الدبلوماسية الإيرانية على تكراره رغم تواتر الأدلة على وجوده , بحيث يمكن القول بأن سياسة الكذب ونفي الحقائق باتت سمة جميع مؤسسات إيران .
لا يمكن حصر الأدلة التي تؤكد العلاقة الوطيدة والحميمة بين الكيان الصهوني وملالي طهران , والتي أخرجت تلك العلاقة من السر إلى العلن في الآونة الأخيرة , بحيث يمكن التأكيد بأن العلاقة بينهما لم تعد سرية أبدا , ومن تلك الأدلة :
1- التاريخ والواقع يؤكد وجود هذه العلاقة : أما التاريخ ففضيحة " إيران جيت " في ثمانينيات القرن الماضي خير شاهد على تلك العلاقة , فبينما كانت إيران - خلال حربها الطويلة مع العراق - ترفع شعار معاداة أمريكا و"إسرائيل" , وتزعم أنهما الشيطان الاكبر , تبين فيما بعد أن سيلا من الأسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر "إسرائيل" إلى طهران , ما يؤكد أن العلاقة وطيدة منذ نشوء وقيام دولة الخميني .
وأما الواقع فيشهد أن جميع معارك طهران إنما وقعت ضد أهل السنة وليس ضد "إسرائيل" كما تزعم , فحرسها الثوري ومليشياتها المسلحة تنتشر وتقاتل في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن , وتثير الفوضى والشغب والاضطرابات في بعض دول الخليج , بينما لم نسمع أن جنديا صفويا واحدا قاتل ضد اليهود , أو أن طهران أثارت فوضى وبلبة في تل أبيب عبر مليشياتها !!
2- الأفكار والمعتقدات أيضا تؤكد تلك العلاقة : فلا يوجد في المراجع والمصنفات والمؤلفات الرافضية , ما يشير إلى أن اليهود وأمريكا هم عدو طهران الأول – أو الثاني أو الأخير – بينما تنطق جميع مؤلفات ومراجع ملالي طهران بالعداء الصريح والفاضح لأهل السنة , وتجعل من العرب السنة العدو الأوحد لإيران , وهو ما يجعلها و "إسرائيل" في خندق واحد ضد المسلمين من أهل السنة , فمن المعلوم أن عدو اليهود الأول هم المسلمون من أهل السنة .
3- الاستثمارات الضخمة بين تل أبيب وطهران : والتي كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فى تقرير لها عن شيء منها , حيث ذكرت أن حجم الاستثمارات "الإسرائيلية" داخل الأراضى الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، كما أن هناك العشرات من الشركات "الإسرائيلية" تقيم علاقات تجارية مع إيران , وأغلبها شركات نفطية تستثمر فى مجال الطاقة داخل إيران .
4- الاهتمام بالجالية اليهودية في طهران والعكس : فقد أوضحت الصحيفة أن الجالية اليهودية فى إيران تعتبر أكبر جالية يهودية فى العالم , حيث تبلغ 30 ألف يهودى ، تلقى اهتماما واسعا من قبل رؤساء إيران بتوصية خاصة من علي خامنئى ، والعكس فإن نحو 200000 ألف يهودى إيرانى فى "إسرائيل"ينالون اهتمام الحكومة "الإسرائيلية" .
5- معابد اليهود فى طهران تجاوزت 200 معبد يهودى ، فى حين لم يسمح لأهل السنة فى طهران والبالغ عددهم مليون ونصف المليون بالصلاة فى مسجد واحد يجمعهم .
قد تختلف المصالح بين طهران و "إسرائيل" شأنها في ذلك شأن العلاقة بين جميع الدول في العالم حتى المتقاربة والمتحالفة , وقد تتناقض أحيانا أطماع كل منهما التوسعية في المنطقة , فتخلق حالة من تضارب المصالح والاختلاف على المطامع , إلا أن ذلك لا يلغي العلاقة الوطيدة بل والحميمة بين طهران وتل أبيب , والتي لم تعد أبدا سرية .
تعليق