إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة خروج الشيخ جابر من الكويت الى المملكة العربية السعودية فجر 2 من اغسطس 1990م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة خروج الشيخ جابر من الكويت الى المملكة العربية السعودية فجر 2 من اغسطس 1990م


    الأمير فهد بن يوسف الصباح



    > كشف العميد ركن المتقاعد في الحرس الاميري الشيخ فهد بن يوسف الصباح أن خروج الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، من البلاد باتجاه الأشقاء في المملكة العربية السعودية، بعد اتضاح عملية الغزو العراقي الغاشم للبلاد فجر الثاني من اغسطس من العام 1990، كان قرارا وليد اللحظة اتخذه الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، ولي العهد آنذاك، لدى وصول سيارة الشيخ سعد قرب مركز التحكم على الدائري الخامس، فابلغ الأمير الراحل هاتفيا اننا «قادمون الى قصر دسمان لنأخذه معنا»، مصححا في ذلك الاعتقاد الشائع بين الناس ان قرار خروج الامير وولي عهده امر مرتب له مسبقا، نافيا ايضا أن قرار الخروج اتخذ من القيادة المجتمعة في غرفة وزارة الدفاع فجر ذلك اليوم المشؤوم.
    > وروى فهد اليوسف خلال استضافته في «لقاء الراي» التلفزيوني الليلة قبل الماضية، مجريات الأمور في اللحظات والدقائق الحرجة التي كان على القيادة السياسية أن تأخذ قرارا مصيريا، من اللحظة التي تكشفت فيه نوايا العدوان العراقي وحتى بلوغ مركز النويصيب الحدودي، وحتى عودة سمو الأمير مظفرا في 14 مارس من 1991.
    > وقال أن الامير الوالد بصفته عسكريا رأى ان العملية ليست مجرد تجاوز للحدود انما دخول لاهداف معينة وطلب منا ان نتحرك. وقال «اتجهت بسيارة الشيخ سعد الى وزارة الدفاع ووصلنا الساعة 4:15 فجرا وعندما دخلت غرفة العمليات وجدت القيادة كلها».
    > وقال «في قصر دسمان نزل الشيخ سعد وجلس في المقعد الخلفي ومعه الشيخ جابر العلي، بينما ركب سمو الامير الراحل في المقعد الامامي»، عند خروجنا من القصر طلب مني الشيخ سعد ان تنتظرنا هليكوبتر في مركز النويصيب وهنا تأكدت اننا ذاهبون اليه. واضاف أن تخوفا اعتراه من أن تلفت سيارات الحرس الحمراء المصاحبة لسيارتنا السوداء انتباه الطائرات العراقية فاستأذنت سموه ان تتركنا.
    > وأشار اليوسف إلى أن الوقود فرغ من السيارة عند الجليعة، وكانت القاعدة البحرية قد سقطت، وكان يمكن ان نقع في ايدي الغزاة لكن الله سلم، مضيفا «بقينا في مركز النويصيب نحو ساعة وربع الساعة وكانت هناك اتصالات بين الشيخ جابر والشيخ سعد والكويت».
    > واستذكر اليوسف مشاعر الشيخ جابر الذي كان يرى من شباك الطائرة السماء كلها سوداء ودخانا، لم يكن لديه مشكلة لأنه سيعود الى ارض الكويت واهلها، مشيرا إلى أن بداية رؤيتنا للتحرير كانت من خلال الحرب الجوية التي غيرت نفسية اهل الكويت والشيخ جابر وبعدها بدأنا ترتيب العودة للكويت. وقال ابلغني السفير الكويتي في واشنطن وقتذاك الشيخ سعود الناصر، ان «الرئيس الاميركي يرغب في محادثة الامير، وكذلك ابلغني، وقت بدء الحرب الجوية قبل ان اعطي الهاتف لسموه». وفي ما يلي وقائع اللقاء:


    •14 مارس ماذا يمثل في ذاكرة التاريخ وما قيمته؟
    > -هناك تواريخ يجب ألا تمحى من ذاكرة اهل الكويت، هي 2 اغسطس يوم الغزو الغاشم، ويوم 26 فبراير عيد التحرير من الغزو الغاشم، و4 مارس عودة حكومة الكويت ورئيسها الامير الوالد رحمه الله، و14 مارس عودة رأس الشرعية امير القلوب الشيخ جابر رحمه الله.

    • اثناء الغزو الغاشم عايشت تجربة الخروج من الكويت والعودة اليها. فهل تحدثنا عن رحلة الخروج؟
    > -يوم الاربعاء كنت في ديوانية اخي المرحوم الشيخ خالد اليوسف، نتحدث عن الغزو وتجاوز القوات العراقية الحدود. وذهبت الى البيت الساعة 12 منتصف الليل، وكنت ضابطا مرافقا للشيخ سعد رحمه الله من الساعة 12 ظهر الاربعاء الى 12 ظهر الخميس، وبعد عودتي للبيت اتصل بي قصر دسمان الساعة الواحدة صباحا، ولم يبلغوني بما حدث.
    > ذهبت الى قصر دسمان ووجدت وزير الدفاع الحالي الشيخ احمد الخالد، وقت ان كان مساعدا لقائد الحرس الاميري. وكان هناك خطة لاستدعاء كل ضباط الحرس. وطلب الخالد السيارات الخاصة بموكب الامير الوالد الشيخ سعد رحمه الله وانتظار اي تعليمات او احداث.

    • ألم يكن هناك اي تعليمات؟
    > -لم يكن هناك اية تعليمات والشيخ نواف ولي العهد كان وقتها وزير الدفاع، وحضر في الساعة 10 الى قصر الشعب وذهب بمعية الشيخ سعد.

    • هل كان كان لديكم خبر ان القوات العراقية تجاوزت الحدود ام لا؟
    > -نحن في الحرس لاميري لم يأت لنا البلاغ إلا متأخرا، لكن القيادة السياسية بالطبع علمت، بدليل ذهاب الشيخ نواف الى قصر الشعب الساعة 11 مساء، بعد اشتباكات على الحدود. وقد ذهبت الى قصر دسمان حتى اذان الفجر يوم 2 اغسطس 90، وطلبت الموكب وسيارة الامير الوالد الشيخ سعد تحسبا للموقف.

    • لماذا كان لك كل هذا الدور في الحدث؟ وهل اختيارك لأنك من الاسرة الحاكمة؟
    > -كنا ضابطين دورنا لمدة اسبوع كامل، كل منا يعمل مدة 24 ساعة، وكان شرف لي انني تواجدت في ذلك اليوم لأنه يوم نوبتي.

    • بعد قرارك التوجه الى قصر دسمان كيف كان قرار الخروج؟
    > -بعد اتصال من الامير الوالد لطلب الموكب وسيارته الخاصة، صليت الفجر واتجهت بسيارته الى وزارة الدفاع، ووصلنا الساعة 4:15 فجرا. وعندما دخلت غرفة العمليات الرئيسية، وجدت القيادة كلها موجودة، سمو الامير الراحل وسمو الامير الوالد رحمهما الله، وسمو الامير الشيخ صباح الاحمد، في وقت كان وزيرا للخارجية، والمرحوم الشيخ سالم الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الصباح، والشيخ جابر العلي، الى جانب القيادة العسكرية بكل رتبها.
    > بعد 30 الى 40 دقيقة في غرفة عمليات وزارة الدفاع وكل المعلومات الواردة من الحدود عن مجريات الامور، وآخر معلومة سمعتها ان القوات العراقية تسير على خط المطلاع بآليات عسكرية وباصات بها جنود، والامير الوالد اساسه انه كان عسكريا، ورأى ان العملية ليست مجرد تجاوز للحدود، انما دخول لاهداف معينة وطلب منا ان نتحرك.
    > لم يكن هناك قرار لحظة خروجنا من غرفة العمليات، ولم يكن هناك قرار بالخروج من الكويت، فالشائع بين الناس ان قرار خروج الامير وولي عهده امر مرتب له مسبقا، لكن بكل امانة لم يتخذ قرار الخروج من القيادة المجتمعة في غرفة وزارة الدفاع.

    • اذن اين اتخذ القرار؟
    > -ركبت السيارة مع الشيخ سعد رحمه الله، وسألته عن وجهتنا، فامرني بالسير الى قصر بيان، لأننا كنا نعمل فيه كمقر للحكم اثناء عملية ترميم قصر السيف، وكان يرافقنا سيارتان للحرس الاميري، لكن الله الهمني بجرأة السؤال عن الهدف من الذهاب لقصر بيان، فكانت وجهة نظره انه مكان آمن وفرصة للتفكير بما يمكن ان نفعله، وهذا يؤكد ان قرار الخروج من الكويت لم يتخذ في وزارة الدفاع.
    > وقد تحركت بالسيارة ولم يتصل بأحد ولا احد اتصل به، الى ان وصلنا الى برج التحكم على الدائري الخامس، وطلب مني ان اتصل له بسمو الأمير، فأبلغ سمو الامير الراحل اننا قادمون الى قصر دسمان لنأخذه معنا، فغيرت طريقي الى قصر دسمان عن طريق شارع الاستقلال، ووصلنا هناك ووجدنا القصر مليئا بالحرس، الى ان وصلنا الى باب الحرم، وقد وجدت الامير الراحل الشيخ جابر رحمه الله والشيخ جابر العلي خارج الحرم، فنزل الشيخ سعد من المقعد الامامي وجلس في المقعد الخلفي، ومعه الشيخ جابر العلي، بينما ركب سمو الامير الراحل في المقعد الامامي.
    > طلب مني الشيخ سعد الذهاب الى جنوب الكويت بأتجاه النويصيب، وتحركت عبر البوابة البحرية في القصر وكان في فكري اننا ذاهبون الى مركز النويصيب، وكانت سيارتنا المصفحة مرسيدس يرافقها سيارات حمراء تابعة للحرس الاميري بقيادة الاب الحنون اللواء ناصر التناك رحمه الله.

    • لماذا لم تستفسر عن سبب الذهاب الى النويصيب كما فعلت حينما طلب منك الشيخ سعد رحمه الله الذهاب الى قصر بيان؟
    > -توقعت ان اذهب الى مركز النويصيب وذلك لقربه من الحدود السعودية . ولم يكن قرارا خاطئا، لكن الذهاب الى قصر بيان لم يكن قرارا صحيحا، وكان السبب في ذلك ان كلامي للشيخ سعد لأننا كنا اثنين، بينما الوضع يختلف بوجود 4 اعد اصغرهم في السن، وهم اكبر مني في كل شيء بكل المقاييس، كما ان الجميع علموا من الشيخ سعد قرار الذهاب الى النويصيب وكنت مقتنعا بسلامة هذا القرار.

    • كم سيارة كانت ترافقكم؟
    > - تقريبا معنا كل سيارات الحرس الاميري، وكان تفكيري في كيفية التعامل مع الموقف. وبعد خروجنا من القصر طلب مني الشيخ سعد ان تنتظرنا هليكوبتر في مركز النصيب، وهنا تأكدت اننا ذاهبون اليه، وقد اتصلت بعمليات الحرس الاميري لطلب الطائرتين من القوة الجوية، وكنت اسمع في التليفون صوت الرصاص، وابلغوني عن وصول القوات العراقية والاشتباك مع الحرس الاميري في قصر دسمان.
    > بعد مستشفى هادي نزلت الدائري الخامس، وبعد تجاوزنا لقصر بيان كنت بطريقي الى طريق الملك فهد. وكانت الشمس واضحة والسماء تعج بطائرات عراقية من فوقنا والشوارع بها سيارات، ولكني تخوفت من أن تلفت السيارات الحمراء المصاحبة لسيارتنا السوداء انتباه الطائرات العراقية، لأن المخابرات العراقية قبل الغزو كانت موجودة في كل مكان في الكويت، اي انها تعلم موكب الامير. فاستأذنت سمو الامير رحمه الله في ان تتركنا سيارات الحرس الاميري، لأنها دليل واضح على الموكب. وحدث ذلك وفارقتنا السيارات بعد اشارتي لهم لأنهم كان لديهم نفس احساسي. وبعد ذلك سرت الى مركز النويصيب.

    • ما الذي تبادله سمو الامير الراحل مع رفقاء السيارة؟
    > -الواجب العسكري يحتم السرية على ما جرى من حديث واتصالات داخل وخارج الكويت، لكن الوضع العام كان ذهولا من الموقف الذي كان اشبه بالصاعقة. فقبل الغزو بشهرين ذهبنا مرتين الى العراق، وحضرت في المرتين مع سمو الامير. وفي الزيارة الاخيرة واعتقد انها كانت في شهر يونيو، قام سمو الامير الراحل بتقليد المقبور صدام وساماً، وهو يقول له انني ابلغت اولادي ان حدث لي شيء ان يلجأوا لك كوالدهم الثاني، وعقب ذلك باقل من شهر يحدث ما حدث، فالموقف لحظتها يذهل اي انسان. والحمد لله تحملنا الصدمة الى ان وصلنا الى مركز النويصيب.
    > الهم الوحيد الذي كان لدى الشيخ جابر والشيخ سعد رحمهما الله هو الكويت، واهلها لأنها هي الاساس، بالرغم من خوفنا على اهلنا واولادنا، لم يحدث اي اتصال من السيارة الى اهل من كان في السيارة للطلب منهم الخروج.

    • ألم يجروا اي اتصال للاطمئنان على اسرهم؟
    > - إطلاقا. ولم يدر احد بوجهتنا منذ خروجنا من قصر دسمان، الى ان علمت لاحقا ان اكثر من شخصية كويتية ذهبوا الى عدة اماكن كانوا يعتقدون انهم قد يجدوننا فيها للبحث عنا، لأنهم اعتقدوا اننا سنذهب الى الجليعة، ولم يعلم احد إلا بعد وصولنا الى النويصيب ووصولنا الى بر الامان على الحدود السعودية. وعلم وزير الدفاع والشيخ صباح بأننا في مكان آمن، لكن قبل ذلك لم يكن يعلم احد بمكان تواجدنا.

    • هل تذكر لحظة الوصول للنويصيب؟
    > لم يكن اي مركز حدودي كويتي يعلم بالغزو، ولم تكن هناك وسيلة اتصال بين وزارة الداخلية للتنبيه على من في مركز النويصيب بقدوم سمو الامير وولي عهده رحمهما الله، لأنه لم تكن الداخلية اصلا على علم بما يحدث.
    > وصلت الى مركز النويصيب ولم يكن احد من العساكر هناك يعلم بقدومنا او بوقوع الغزو، ودخلت المركز وابلغتهم حتى لا يفاجأوا بوجود القيادة السياسية، وقد فرغ البنزين من السيارة واضاءت لمبة البنزين من عند الجليعة وكانت القاعدة البحرية قد سقطت وكان يمكن ان نقع في ايدي الغزاة لكن الله سلم.

    • ألم يكن هناك تخوف من ردة فعل وجود القيادة السياسية في مراكز الحدود وسط انهيار الدولة؟
    > -بعد الوصول للحدود انتهى كل ما لدي من تخوفات. وعقب وصولنا كلفت احد الجنود بتعبئة السيارة بالبنزين، وكلفت اكثر من دورية في مركز النويصيب للسير ابعد مسافة وابلاغنا في حال اقتراب احد من المركز، حتى نستطيع ان ندخل الى السعودية وقد بقينا في المركز نحو ساعة وربع الساعة، وكانت هناك اتصالات بين الشيخ جابر والشيخ سعد والكويت.

    • عندما وصلتم الى السعودية هل كان هناك تواصل مع افراد في الكويت؟
    > -بعد خروجنا من النويصيب ودخولنا السعودية فقد تحركنا الى مركز الخفجي وفعلت ما فعلته في مركز النويصيب وتفاجأ من كان في المركز كما انهم تفاجأوا بزيي العسكري وحضر قائد مركز الخفجي ليتأكد من الموجودين ونزلنا باستراحة في المركز، ومنذ ذلك الوقت بدأت القيادات وبعض الكويتيين في الحضور الى مركز الخفجي، وحضر في هذه الاثناء الشيخ سلمان الحمود وزير الاعلام الحالي، ووقتها كان رئيس امن الدولة، وكان الشيخ سعد يريد العودة الى النويصيب مرة اخرى، فطلبت من الحمود مرافقة الشيخ سعد وبقي معه مدة يومين بعد وصولنا الدمام وبقيت مع الشيخ جابر، ثم انتقلنا للاستراحة الرئيسية في الخفجي وبقينا فيها حتى الساعة 4 عصرا بعد ان ارسل الملك فهد رحمه الله ابنه الامير محمد بن فهد امير المنطقة الشرقية للظغط على الشيخ جابر رحمه الله للخروج من الخفجي والأبتعاد عن الحدود مع الكويت , واستقل الأمير الراحل سيارة مرسيدس يقودها الامير محمد من فهد واتجهنا الى الدمام ومنها الى الرياض.

    {* } [البقرة].

ما الذي يحدث

تقليص

المتواجدون الآن 0. الأعضاء 0 والزوار 0.

أكبر تواجد بالمنتدى كان 170,244, 11-14-2014 الساعة 09:25.

من نحن

الامن الوطني العربي نافذة تطل على كل ما يتعلق بالعالم العربي من تطورات واحداث لها ارتباط مباشر بالمخاطر التي تتهددنا امنيا، ثقافيا، اجتماعيا واقتصاديا... 

تواصلوا معنا

للتواصل مع ادارة موقع الامن الوطني العربي

editor@nsaforum.com

لاعلاناتكم

لاعلاناتكم على موقع الامن الوطني نرجو التواصل مع شركة كايلين ميديا الوكيل الحصري لموقعنا

editor@nsaforum.com

يعمل...
X