ربما لم تكن الفتاة الكردية - الإيرانية فريناز خسروي تدرك وهي تلقي بنفسها من أحد فنادق مهاباد والواقعة شمال غرب إيران في محافظة أذربيجان الغربية، هرباً من محاولة اغتصاب تعرضت لها، أن قفزتها ستفجر انتفاضة عارمة لازالت نيرانها تشتعل لغاية اليوم رغم مرور سبعة أيام على الحادث.
ومن بين كل الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت كالنار في الهشيم، على مواقع التواصل الاجتماعي، لأشكال الاحتجاجات التي شهدتها مهاباد والاشتباكات العنيفة بين الأمن والأكراد الذي استعر الغضب في قلوبهم، كانت مشاهد إحراق صور مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، الأكثر تعبيراً عن امتعاض الأكراد الذين يعود وجودهم ببلاد فارس إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، والذين يقدر عددهم بنحو 4.6 ملايين نسمة.
وكعادة القوات الإيرانية، فقد واجهت الاحتجاجات بقبضة حديدية أدت إلى جرح واعتقال العشرات، وأججت الموقف بدلاً من العمل على إزالة أسباب التوتر التي قدح شرارتها محاولة اغتصاب الفتاة، إذ اتهمت السلطات الإيرانية المتظاهرين بالارتباط بأجندة خارجية وتجاهلت الرواية التي قدمها الأهالي بأن أحد رجال الأمن قد هم بالاعتداء على الفتاة بالتواطؤ مع مدير الفندق مقابل تصنيف تلك المنشأة ضمن فنادق الخمسة نجوم.
ومن المصادفات التاريخية أن مهاباد التي تنتفض اليوم انتصارا لخسروي، هي المدينة نفسها التي تم اتخاذها في يناير العام 1946 عاصمة لـ"جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية" والتي شملت مساحتها 30% من المساحة الإجمالية لكردستان الشرقية، قبل أن تقضي عليها السلطات الإيرانية بعد نحو 10 أشهر وتعدم مؤسسها زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" قاضي محمد.
ومع تصدر الأخبار المتسربة من مهاباد، نشرات الأخبار وصفحات الجرائد، وإفراد وسائل الإعلام الإلكترونية مساحات واسعة لها، يجد حكام طهران أنفسهم في "صداع" لم يكن بالحسبان، سيما وهم يحاولون تسويق عهد الرئيس حسن روحاني باعتباره فاتحة لدخول الجمهورية الإسلامية إلى عالم حقوق الإنسان، كما تنشط في الوقت ذاته الدبلوماسية الإيرانية في إغلاق ملفات الخلاف مع الغرب، أملاً في صيف يتوج باتفاق نووي شامل ونهائي يدشن عهداً جديداً من العلاقات بين الغرب وطهران.
ربما تطوى في الأيام المقبلة، بشكل أو بآخر، صفحة الاحتجاجات الكردية، سواء عبر رضوخ طهران لمطالب الأهالي بمحاسبة المتسبب بانتحار ابنتهم، أو بالقبضة الحديدية التي أنهت "الاحتجاجات الخضراء" التي أعقبت فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في انتخابات 2009، بيد أن الأحداث الأخيرة تكشف عن جمر تحت الرماد لا يلبث أن تتطاير شراراته مع أول نسمة تلوح في الأفق، وحالة من الاستياء داخل المكون الكردي الذي يستند إلى إرث طويل من العداء مع إيران حتى بعد انتهاء حكم الشاه وولادة الجمهورية الإسلامية، إذ تم حرمانه من المشاركة في كتابة دستور ما بعد الثورة، كما انخرط الآلاف من أفراده في نزاع مسلح دموي مع الدولة أدى إلى مقتل وتشريد
ومن بين كل الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت كالنار في الهشيم، على مواقع التواصل الاجتماعي، لأشكال الاحتجاجات التي شهدتها مهاباد والاشتباكات العنيفة بين الأمن والأكراد الذي استعر الغضب في قلوبهم، كانت مشاهد إحراق صور مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، الأكثر تعبيراً عن امتعاض الأكراد الذين يعود وجودهم ببلاد فارس إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، والذين يقدر عددهم بنحو 4.6 ملايين نسمة.
وكعادة القوات الإيرانية، فقد واجهت الاحتجاجات بقبضة حديدية أدت إلى جرح واعتقال العشرات، وأججت الموقف بدلاً من العمل على إزالة أسباب التوتر التي قدح شرارتها محاولة اغتصاب الفتاة، إذ اتهمت السلطات الإيرانية المتظاهرين بالارتباط بأجندة خارجية وتجاهلت الرواية التي قدمها الأهالي بأن أحد رجال الأمن قد هم بالاعتداء على الفتاة بالتواطؤ مع مدير الفندق مقابل تصنيف تلك المنشأة ضمن فنادق الخمسة نجوم.
ومن المصادفات التاريخية أن مهاباد التي تنتفض اليوم انتصارا لخسروي، هي المدينة نفسها التي تم اتخاذها في يناير العام 1946 عاصمة لـ"جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية" والتي شملت مساحتها 30% من المساحة الإجمالية لكردستان الشرقية، قبل أن تقضي عليها السلطات الإيرانية بعد نحو 10 أشهر وتعدم مؤسسها زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" قاضي محمد.
ومع تصدر الأخبار المتسربة من مهاباد، نشرات الأخبار وصفحات الجرائد، وإفراد وسائل الإعلام الإلكترونية مساحات واسعة لها، يجد حكام طهران أنفسهم في "صداع" لم يكن بالحسبان، سيما وهم يحاولون تسويق عهد الرئيس حسن روحاني باعتباره فاتحة لدخول الجمهورية الإسلامية إلى عالم حقوق الإنسان، كما تنشط في الوقت ذاته الدبلوماسية الإيرانية في إغلاق ملفات الخلاف مع الغرب، أملاً في صيف يتوج باتفاق نووي شامل ونهائي يدشن عهداً جديداً من العلاقات بين الغرب وطهران.
ربما تطوى في الأيام المقبلة، بشكل أو بآخر، صفحة الاحتجاجات الكردية، سواء عبر رضوخ طهران لمطالب الأهالي بمحاسبة المتسبب بانتحار ابنتهم، أو بالقبضة الحديدية التي أنهت "الاحتجاجات الخضراء" التي أعقبت فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في انتخابات 2009، بيد أن الأحداث الأخيرة تكشف عن جمر تحت الرماد لا يلبث أن تتطاير شراراته مع أول نسمة تلوح في الأفق، وحالة من الاستياء داخل المكون الكردي الذي يستند إلى إرث طويل من العداء مع إيران حتى بعد انتهاء حكم الشاه وولادة الجمهورية الإسلامية، إذ تم حرمانه من المشاركة في كتابة دستور ما بعد الثورة، كما انخرط الآلاف من أفراده في نزاع مسلح دموي مع الدولة أدى إلى مقتل وتشريد
تعليق