رأى المختص في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد السلمي، أن تقديم تطمينات أمريكية لدول الخليج العربي خلال قمة كامب ديفيد المرتقبة لن يكون كافياً، وأكد أن القمة تنعقد في ظل ظروف إقليمية حساسة لن تجدي معها المسكنات، فيما شدد أستاذ التاريخ السياسي في جامعة القصيم، الدكتور خليفة المسعود، على حتمية أن تقدم واشنطن ضمانات حقيقية بأن الاتفاق حول النووي الإيراني لن يؤثر على مصالح وأمن الخليج.
وقال السلمي إن على دول الخليج الاستفادة من توجه واشنطن إلى طرح مقترح تشكيل درع صاروخي في الخليج للتصدي لأي محاولات عدوانية إيرانية.
وعدَّ هذا التوجه تأكيداً على عدم وثوق أمريكا في النيات الإيرانية ومدى التزام طهران بالاتفاق النووي.
وكان سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، دعا واشنطن إلى تقديم ضمان أمني خطي إلى دول الخليج خلال قمة كامب ديفيد.
وقال في كلمة ألقاها الخميس الماضي في معهد أبحاث أمريكي «نتطلع إلى نوع من ضمان أمني بالنظر إلى سلوك إيران في المنطقة»، مضيفاً «في الماضي أمكننا المضي باتفاق شرف مع الولايات المتحدة بشأن الأمن، أعتقد أننا اليوم نحتاج شيئاً مكتوباً».
وبحسب العتيبة؛ فإن قمة كامب ديفيد لن تتناول الاتفاق النووي الإيراني فقط، بل ستتطرق أيضاً إلى التدخل الإيراني في المنطقة.
وإلى جانب المواضيع المتعلقة بإيران؛ توقع السلمي أن تتناول القمة مواضيع اليمن، وسوريا، والعراق والقضية الفلسطينية.
وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أناب ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، لحضور القمة.
وتتبنى دول الخليج موقفاً صارماً تجاه دور إيران في المنطقة خصوصاً في اليمن وسوريا.
وتتفق دول الخليج وأمريكا على وجوب إبعاد بشار الأسد عن السلطة في دمشق وبداية مرحلة انتقالية تستند إلى اتفاق جنيف 1 صيف 2012.لكن الدكتور خليفة المسعود يصر على اعتبار الموقف الأمريكي تجاه سوريا غامضاً ويشير إلى بعض التناقض أحياناً.
ولا يتوقع المسعود أن تقود قمة كامب ديفيد إلى تغيرات كبيرة في هذا الموقف.
ويضيف «الأمريكيون درجوا على التعامل مع الملف السوري بغموض وربما بتناقض، وسياستهم كانت متراخية وأطالت أمد الأزمة وهو نفس ما فعلوه في اليمن، ما أدى إلى تدهور الأوضاع هناك واضطر دول الخليج إلى التدخل».
ويعتقد السياسي اليمني، عبدالله عمر با وزير، أن الحوثيين راهنوا خلال مرحلة ما قبل العمل العسكري العربي على إقناع واشنطن بقدرتهم على تحجيم تنظيم القاعدة في اليمن.