ما الذي كان ينقص أكراد مهاباد لكي يهتم بهم الإعلام العربي والغربي؟
أهي داعش لتقاتلهم، فتستدر عطف الإعلام لهم؟
أم سنة عرب لتحدث وقيعة بين الأعراق السنية؟
أم أتراك على حدودهم للنفخ في أزمة تخترق الحدود لتحدث اضطراباً في بلاد تعتمد على السياحة والاستثمارات الخارجية من أجل إحداث طفرة هائلة في اقتصادها الصاعد؟
للأسف لا يملك أكراد مهاباد إلى الشمال الشرقي من إيران، في محافظة أذربيجان الغربية، المسمى الإيراني لكردستان الشرقية المحتلة من قبل الفرس، أياً من هذه المقومات.
بل على النقيض، هم يشكلون واحدة من تلك الأقليات التي تفرض القومية الفارسية، والأكثرية الشيعية في إيران سطوتها عليها، وهم بالتالي، وفق حسابات "استعمارية" دقيقة، أرادت أن ترزح بعض الأكثريات أو الكيانات السنية والعربية تحت حكم أقليات طائفية، مثلما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان وإيران واليمن مؤخراً.
ولذا، لم يكن يسمع معظمنا أي أخبار عن هذا الحكم الاستبدادي، برغم ثيوقراطيته التي كان من المفترض أن تكون محل انتقاد إعلام علماني بالأساس، ولم نجد أي تعاطف أو اهتمام إعلامي يذكر عن هذا، على مدى عقود من التغييب الإعلامي المستمر عن هذه القضايا.. عربستان (الأحواز المحتلة)، كردستان الشرقية (أكراد مهاباد وما حولها)، بلوشستان المحتلة، جميعها من إيران، كما لم نسمع عن الحكم الطائفي في سوريا، الذي حاول الإعلام – كل الإعلام – أن يصوره علمانياً، ويرفض أي إشارة إلى طائفيته حتى بعد أن صرح أحد كبار القادة العسكريين الإيرانيين – من دون اعتراض سوري رسمي - مؤخراً أن سوريا تمثل أحد أركان "الثورة الإسلامية" أي حكم الملالي الثيوقراطي الذي أُفسح الطريق له من دون المسلمين لكي يتسلط على الغالبية السنية في المنطقة.
الإعلام طمر هذا المعنى لعقود، وظل هكذا يفعل، وهو يمارس نفس جريمته اليوم حين يفرق بين أكراد كوباني، وأكراد مهاباد الذين ثاروا محتجين، غاضبين من انتهاك العرض المسلم الكردي في حادثة اغتصاب عنصر الاستخبارات الإيرانية لفتاة كردية مستضعفة، لأجل عيون طهران.
ولأجل عيون طهران أيضاً، فإن الإعلام الغربي، وكذا العربي، وحتى بعض قنواته التي تبدو للوهلة الأولى موضوعية، ويحترمها كثير من المشاهدين، أهيل التراب فوق جريمة أخلاقية أدت لتلك الثورة، فلا أحد تحدث عن أخلاق الملالي التي سمحت لهم باستخدام استخباراتهم في الابتزاز الجنسي، ولا أحد تحدث عن سلطة هؤلاء المستغلة في ارتكاب جرائم، وفضائح أخلاقية، وهو ما لا يمكن تصور التعاطي بمثله لا أقول في حادثة مشابهة، وإنما مع أي فتوى شاذة أو مستهجنة أو حتى فهمت على غير مقصدها لمفتٍ مسلم سني، أو شائعة مست أي داعية، حيث تطرق بها الفضائيات كل بيت، وتدور بها كل فضاء حتى لا توفر أحداً يجهلها!
يتساءل النشطاء، كيف لقناة كذا وكذا تجاهلت انتفاضة مهاباد، وكأن في الأمر غرابة! لا يا سادة، هذا إلف ألفناه منذ عرفنا الإعلام العربي والغربي، فإيران محظيته تماماً كـ"إسرائيل"، ولا ينبغي لإعلام المارينز، العربي والغربي أن يغضبها أو يمس لها طرفاً..
أهي داعش لتقاتلهم، فتستدر عطف الإعلام لهم؟
أم سنة عرب لتحدث وقيعة بين الأعراق السنية؟
أم أتراك على حدودهم للنفخ في أزمة تخترق الحدود لتحدث اضطراباً في بلاد تعتمد على السياحة والاستثمارات الخارجية من أجل إحداث طفرة هائلة في اقتصادها الصاعد؟
للأسف لا يملك أكراد مهاباد إلى الشمال الشرقي من إيران، في محافظة أذربيجان الغربية، المسمى الإيراني لكردستان الشرقية المحتلة من قبل الفرس، أياً من هذه المقومات.
بل على النقيض، هم يشكلون واحدة من تلك الأقليات التي تفرض القومية الفارسية، والأكثرية الشيعية في إيران سطوتها عليها، وهم بالتالي، وفق حسابات "استعمارية" دقيقة، أرادت أن ترزح بعض الأكثريات أو الكيانات السنية والعربية تحت حكم أقليات طائفية، مثلما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان وإيران واليمن مؤخراً.
ولذا، لم يكن يسمع معظمنا أي أخبار عن هذا الحكم الاستبدادي، برغم ثيوقراطيته التي كان من المفترض أن تكون محل انتقاد إعلام علماني بالأساس، ولم نجد أي تعاطف أو اهتمام إعلامي يذكر عن هذا، على مدى عقود من التغييب الإعلامي المستمر عن هذه القضايا.. عربستان (الأحواز المحتلة)، كردستان الشرقية (أكراد مهاباد وما حولها)، بلوشستان المحتلة، جميعها من إيران، كما لم نسمع عن الحكم الطائفي في سوريا، الذي حاول الإعلام – كل الإعلام – أن يصوره علمانياً، ويرفض أي إشارة إلى طائفيته حتى بعد أن صرح أحد كبار القادة العسكريين الإيرانيين – من دون اعتراض سوري رسمي - مؤخراً أن سوريا تمثل أحد أركان "الثورة الإسلامية" أي حكم الملالي الثيوقراطي الذي أُفسح الطريق له من دون المسلمين لكي يتسلط على الغالبية السنية في المنطقة.
الإعلام طمر هذا المعنى لعقود، وظل هكذا يفعل، وهو يمارس نفس جريمته اليوم حين يفرق بين أكراد كوباني، وأكراد مهاباد الذين ثاروا محتجين، غاضبين من انتهاك العرض المسلم الكردي في حادثة اغتصاب عنصر الاستخبارات الإيرانية لفتاة كردية مستضعفة، لأجل عيون طهران.
ولأجل عيون طهران أيضاً، فإن الإعلام الغربي، وكذا العربي، وحتى بعض قنواته التي تبدو للوهلة الأولى موضوعية، ويحترمها كثير من المشاهدين، أهيل التراب فوق جريمة أخلاقية أدت لتلك الثورة، فلا أحد تحدث عن أخلاق الملالي التي سمحت لهم باستخدام استخباراتهم في الابتزاز الجنسي، ولا أحد تحدث عن سلطة هؤلاء المستغلة في ارتكاب جرائم، وفضائح أخلاقية، وهو ما لا يمكن تصور التعاطي بمثله لا أقول في حادثة مشابهة، وإنما مع أي فتوى شاذة أو مستهجنة أو حتى فهمت على غير مقصدها لمفتٍ مسلم سني، أو شائعة مست أي داعية، حيث تطرق بها الفضائيات كل بيت، وتدور بها كل فضاء حتى لا توفر أحداً يجهلها!
يتساءل النشطاء، كيف لقناة كذا وكذا تجاهلت انتفاضة مهاباد، وكأن في الأمر غرابة! لا يا سادة، هذا إلف ألفناه منذ عرفنا الإعلام العربي والغربي، فإيران محظيته تماماً كـ"إسرائيل"، ولا ينبغي لإعلام المارينز، العربي والغربي أن يغضبها أو يمس لها طرفاً..